سد النهضة الإثيوبي في صورة تعود لعام 2021
سد النهضة الإثيوبي في صورة تعود لعام 2021

بعد شهر ونصف من اتفاق الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، على الانتهاء خلال أربعة أشهر من صياغة اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا، بدأت جولة مفاوضات جديدة، الأحد، بين البلدين، وسط تساؤلات عن جديتها وما إذا كانت ستفضي إلى نتائج إيجابية للطرفين، مع قرب انتهاء المرحلة الرابعة من عملية ملء السد. 

ومنذ 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق بشأن ملء سدّ النهضة وتشغيله، إلا أنّ جولات طويلة من التفاوض بين الدول الثلاث لم تثمر حتى الآن اتفاقاً.

ويرى الخبير الإثيوبي في الشؤون الأفريقية، عبد الشكور حسن، في حديثه مع موقع "الحرة"، أنه خلال العشر سنوات الماضية "تم التواصل إلى نتائج إيجابية جدا بشأن تعبئة وتشغيل سد النهضة وما تبقى قضايا فنية بسيطة لا تزيد عن عشرة في المئة". 

لكن حسن يعتبر في نفس الوقت، أن ما يحدث من مفاوضات "أمر روتيني"، مضيفا أنه "خلال يومين سننتهي من مرحلة الملء الرابع للسد". 

أما اللواء السابق، المتخصص في الأمن الأفريقي، محمد عبد الواحد، فيشير، في حديثه مع موقع "الحرة"، إلى أنه "منذ بدء المفاوضات، لم يستطع الأطراف الوصول إلى حل أو إنهاء المفاوضات بنتائج إيجابية"، لكنه يرى في الوقت ذاته أن "كل الأطراف حريصة حاليا على توقيع اتفاق ملزم". 

وتخشى مصر من تأثير السد الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، إذا تعتمد على نهر النيل لتأمين 97% من احتياجاتها المائية.

وأفاد بيان لوزارة الموارد المائية والري المصرية "انطلقت صباح الأحد في القاهرة جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة بمشاركة وفود التفاوض من مصر والسودان وإثيوبيا".

ونقل البيان عن وزير الموارد المائية والري المصري، هاني سويلم، قوله إن هذه المفاوضات تهدف الى التوصل لاتفاق "يراعي مصالح وشواغل الدول الثلاث"، مشددا على "أهمية التوقف عن أي خطوات أحادية في هذا الشأن".

وكان السيسي وأبي أحمد اتفقا في 13 يوليو الماضي على الانتهاء خلال أربعة أشهر من صياغة اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد.

"تطمينات"

وقال حسن لموقع "الحرة": "ما يتبقى هو اتخاذ قرار سياسي بشأن الجوانب الفنية، وهذا يحدث حاليا بلقاء الخبراء والفنيين من الدول الثلاثة المعنيين بالأمر"، مشيرا إلى أن هذه المحادثات تأتي برعاية دولة الإمارات العربية المتحدة. 

ويعتبر حسن أن أديس أبابا قدمت تطمينات لبدء جولة المفاوضات الحالية، "على سبيل المثال، كان من المفترض أن يتم هذا العام رفع مستوى بناء الممر الأوسط لسد النهضة الذي تمر عبره المياه أثناء الفيضانات إلى 625 مترا، لكننا رفعناه حتى 620 مترا بانخفاض خمس أمتار، وهو ما أعتبره حسن نية، ومن المقرر أن يصل الارتفاع خلال العام المقبل إلى 675 مترا تقريبا". 

من جانبه أكد عبد الواحد أن مصر حريصة على التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لإثيوبيا يتعلق بعملية الملء والتشغيل وإدارة السد فيما بعد". 

"إدارة مشتركة".. "مستحيل"

وقال عبد الواحد: "مصر أعلنت سابقا أنها لا تمانع ببناء سدود ولكن بشرط أن تكون هناك إدارة مشتركة حتى لا يحدث ضرر لدول المصب، وبالتالي فنحن حريصون على الوصول إلى اتفاق قانوني يلزم الأطراف، خاصة إثيوبيا، بمشاركة مصر فيما يتعلق خاصة بفترات الجفاف والجفاف الممتد". 

لكن حسن رد بأنه من المستحيل أن تقبل إثيوبيا بإدارة مشتركة للسد "نحن نعتبر أننا انتهينا من هذا الأمر منذ أن رفضت مصر والسودان بناء وتمويل وإدارة السد من البداية، وهو ما جعل إثيوبيا تتجه للبناء والتنفيذ بإمكاناتها الذاتية". 

في المقابل يؤكد عبد الواحد "يجب أن نضع قواعد حتى لا يحدث ضرر على المستوى البيئي أو الاجتماعي أو نقص المياه في السد العالي، عندما يكون هناك ضوابط لهذه الأمور، سيكون الجميع مستفيدا". 

وأضاف: "لم يتم صياغة الاتفاق بعد، لكن لابد أن تضمن كل من مصر والسودان أن يكونا مساهمين في عملية التشغيل وفتح الخزانات وغلق البوابات، والتعامل مع فترات الجفاف الممتد، وهي أمور في غاية الحساسية".  

وكان وزير الموارد المائية والري المصري، قد حذر الثلاثاء الماضي، من أن بلاده تقترب من خط الشح المائي بنصيب يقارب من 500 متر مكعب للفرد سنويا. 

وقال محي الدين عمر خبير شؤون المياه في المركز الدولي للبحوث الزراعية في الأراضي الجافة (إيكاردا) في حديثه مع موقع "الحرة"، إن "موارد مصر تقريبا هي فقط ما يصلها من مياه نهر النيل وهو 55.5 مليار متر مكعب سنويا والباقي سواء مياه الأمطار أو البحيرات نسبة لا تذكر، فمياه الأمطار تمثل حوالي مليار متر مكعب في العام فقط".

ويعتبر حسن أن "ما حدث خلال السنوات الماضية، من عدم حدوث أي ضرر على مصر، تأكيدا لما أعلنته إثيوبيا مرارا وتكرارا من نيتها عدم الإضرار بأي من دول المصب". 

لكن عمر يؤكد أنه ليس هناك دراية واضحة خاصة بتأثير سد النهضة الإثيوبي على مصر حتى الآن، لكنه يقول "بالتأكيد سيكون هناك تأثير سلبي". 

وقال: "لن يظهر التأثير المباشر لسد النهضة في سنواته الأولى، لأن لدينا مخزونا استراتيجيا يمكننا الاعتماد عليه لتعويض الاحتياجات المائية للمزارعين، ولكن بلا شك، سد النهضة سيقلل من كميات المياه القادمة لبحيرة ناصر التي تعتبر مخزونا استراتيجيا لمصر، لكننا لا نعلم متى سيحدث هذا التأثير بالضبط". 

من جانبه يقول وزير الموارد المائية سابقا، محمود أبو زيد لموقع "الحرة"، إن الموقف سيصبح أكثر خطورة "عندما يكون هناك ما يسمى بـ"الجفاف الممتد" أي يطول لعدة سنوات متتالية، حيث سيكون فيها الفيضان منخفضا". 

وأوضح: "التأثير حينها سيتعلق بتصرفات الجانب الإثيوبي خلال سنوات الجفاف وإن كانوا سيتحكمون في مرور المياه وسيخفضون ما يصل إلينا ولأي فترة". 

لكن المحلل الإثيوبي، جمال بشير، قال لموقع "الحرة"، إن "إثيوبيا لن تلعب بورقة المياه لأنها تعلم أنها أول من سيتضرر بذلك، فالتجارة التي تجمع البلدين كبيرة ولا أرى سببا سيدفع أديس أبابا لسلوك هذا الطريق، كما أننا سنكون أول من سيعاني من الجفاف". 

وقال حسن، إن "هناك تفاهما ما بين الدول الثلاث في التنسيق وإدارة السد في فترات الجفاف والجفاف الممتد، قد يكون هناك تفاهما على تقاسم الأضرار في هذا الوقت بين الدول الثلاث، لكن أن يكون هناك إدارة مصرية للسد فهو ما ترفضه إثيوبيا وتعتبره موقفا سياديا خاصا بها". 

ودشنت إثيوبيا رسميًا في فبراير 2022 إنتاج الكهرباء من السد الذي تُقدّمه على أنّه من بين الأكبر في إفريقيا. وتمّ تعديل هدف إنتاجه من 6500 إلى 5000 ميغاوات، أي ضعف إنتاج إثيوبيا الحالي، ويتوقع أن يبلغ كامل طاقته الإنتاجية عام 2024.

تفاؤل

وفي ظل تمسك الطرفين بموقفهما، يقول حسن: "أعتقد أنه سيتم التوصل إلى اتفاق إذا كانت هناك إرادة سياسية من الطرفين، ورغم أننا على اعتاب التوصل إلى أهدافنا من السد، ويمكننا التوقف في هذه المرحلة، لكننا في إثيوبيا لدينا استعداد لإنجاح المفاوضات، حتى ننتهي من هذا العبء، الذي يستنزف طاقات الدول الثلاث إعلاميا وما يتضمن من شحن الرأي العام المحلي والإقليمي". 

وأضاف: "أعتقد أن مصر ستكون حريصة على هذا الأمر أيضا للتوصل إلى اتفاق، ونتمنى أن يقدم الوسطاء ما يساهم في إنجاح هذه الجولة". 

من جهته يقول عبد الواحد: "استبشر خيرا في أن يحدث تقدما في عملية المفاوضات ونصل إلى حل وسط بين الأطراف، بحيث لا يكون هناك ضرر على دول المصب". 

وأضاف: "أتخيل أن الجانب الإثيوبي سيبدي مرونة عالية في الفترة المقبلة، حتى يكون قادرا على تسويق الاستثمار في السد، لأنه لن تقبل أطراف بالاستثمار في سد عليه نزاعات، خاصة أن مصر دولة من الدول الكبرى في المنطقة". 

غاري كاسباروف في أول مباراة بينه وكمبيوتر "ديب بلو" عام 1996- أسوشيتد برس
غاري كاسباروف في أول مباراة بينه وكمبيوتر "ديب بلو" عام 1996- أسوشيتد برس

"كنتُ أقاتل من أجل حياتي أمام جهاز كمبيوتر"، هكذا يتذكر أسطورة الشطرنج الروسي غاري كاسباروف اللحظات الفارقة ليس في حياته فحسب، بل في تاريخ البشرية.

أرّخ يوم 10 فبراير 1996 اللحظة الأولى، حين خاض كاسباروف المنافسة مع كمبيوتر "ديب بلو" صنيع شركة "IBM" الأميركية، وانتصر عليه في النهاية.

طورت الشركة الجهاز نفسه، لينافس كاسباروف مجددا مايو 1997، وهنا خسر بطل العالم لأول مرة في حياته.

ورغم ظهوره المرح مرات عدة عبر مقابلات إعلامية ومحاضرات متحدثاً عن هذه التجربة، إلا أنه لم يتصالح مع لحظة الهزيمة هذه سوى بعد سنوات عدة، تحديدا في عام 2016.

آنذاك بدأ بتأليف كتاب "التفكير العميق Deep Thinking"، الذي صدر بعدها بعام. 

توصل كاسباروف إلى نتيجة، أن هذه الخسارة الكبيرة لإنسان مثلت في الوقت نفسه انتصاراً للبشر. ذلك لأنها تعني تقدماً ملموساً وفارقاً في صناعة التكنولوجيا.

شخصيّة كاسباروف تبدو ملهمة، ليس فقط للاعبي الشطرنج حول العالم، بل للمناضلين كذلك ضد السياسات الاستبدادية في بلادهم.

كرّس جلّ حياته في الدفاع عن حقوق الإنسان في روسيا، ولا يزال معارضاً شرساً لفلاديمير بوتين، وبات مطلوباً لنظامه بتهمة أنه "إرهابي أسس منظمة إرهابية".

ماذا نعرف عنه، وعن اللعبة التي رأى فيها كاسباروف لأول مرة في تاريخ البشرية الذكاء الاصطناعي، وفق تعبيره؟

اللعبة

كان لدى فريق "ديب بلو" هدف طموح، هو تطوير حاسوب قوي بما يكفي لهزيمة أفضل لاعب شطرنج في العالم. بحسب ما قالت "آي بي أم" في توثيقها للعبة التاريخية. 

حان الاختبار الأول الكبير في فبراير 1996، عندما واجه كاسباروف في مباراة من 6 جولات أقيمت في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا الأميركية.

 فاز "ديب بلو" رالجولة الأولى، ليصبح بذلك أول كمبيوتر يهزم بطل العالم الحالي في مباراة تحت الضوابط الزمنية القياسية. لكن كاسباروف سرعان ما استعاد زمام المبادرة وفاز بجولات تالية قبل أن يحسم المواجهة برمتها لصالحه في النهاية.

لاحقاً تحولت هذه المباراة إلى مواجهة الذهاب، بينما أقيمت مباراة الإياب في مايو 1997.

كمبيوتر ديب بلو 1996- شركة آي بي أم

تقول الشركة إنها طورت بعد هزيمة الكمبيوتر قواعد بيانات المواجهة، وإنشاء وظيفة تقييم أكثر قوة لأوضاع الشطرنج.

كما استعانت بأساتذة كبار إضافيين لتقديم المشورة للفريق، بالإضافة إلى تطوير أساليب لإخفاء إستراتيجية الكمبيوتر. 

لم تسهم هذه التحسينات فقط في تعزيز قدرات "ديب بلو"، بل ساعدت أيضاً على تطوير أدوات تدريب أفضل للاعبي الشطرنج. 

وعلى سبيل المثال، تقول الشركة "استخدم فيسيلين توبالوف، الذي نافس على لقب بطل العالم في الشطرنج 2010، حاسوبا عملاقا من إنتاجها يُدعى بلو جين- بي أثناء تحضيراته للمباراة".

وفي محاضرته بعنوان "لا تخشوا الآلات الذكية بل اعملوا معها" لصالح منصة "تيدكس"، كشف كاسباروف الفرق في المنافسة مع آلة وإنسان.

قال إنه، وبعد خوض مئات المباريات ضد أشخاص، صارت لديه خبرة في قراءتهم من خلال لغة الجسد خصوصا الاتصال المباشر بالعين ومعرفة مشاعرهم، ما يعني قدرته على توقع الحركة التالية في اللعبة لهم، وأيضاً ما يتوقع من نفسه.

لكن ما حصل بينه وبين كمبيوتر "ديب بلو" كان مختلفاً تماماً: لم يكن قادرا على القياس، كما اعتراه القلق. 

"مشاعر الشك والقلق والخوف هذه كانت عندي، وكنت واثقاً أن ديب بلو لا يعتمره ذلك" أضاف كاسباروف.

"قاتلت وفزت على الآلة" لكن دائما ما أتذكر "هزيمتي" على يدها عام 1997 في مدينة نيويورك.

 

ففي هذا العام، صار "ديب بلو" أول نظام حاسوبي يهزم بطل العالم في الشطرنج في مباراة تحت ضوابط البطولة القياسية.

شكل انتصار "ديب بلو" في المواجهة المكونة من 6 مباريات ضد كاسباروف نقطة تحول في عالم الحوسبة، معلناً عن مستقبل يمكن فيه للحواسيب الفائقة والذكاء الاصطناعي محاكاة التفكير البشري، قالت "آي بي أم".

كان بإمكانه تقييم 200 مليون وضعية شطرنج في الثانية، مما مكنه من تحقيق سرعة معالجة تصل إلى 11.38 مليار عملية حسابية عائمة في الثانية (FLOPS).

وللمقارنة، توضح الشركة "كان أول حاسوب عملاق من آي بي أم يُدعى ستريتش Stretch تم تقديمه عام 1961، يمتلك سرعة معالجة تقل عن 500 FLOPS".

من مباراة غاري كاسباروف مع كمبيوتر "ديب بلو" عام 1997- آي بي أم

ولم يكن الجهاز الفائز مجرد إنجاز في عالم الشطرنج، بل كانت التقنية الأساسية التي يعتمد عليها قفزة نوعية في قدرة الحواسيب العملاقة على معالجة الحسابات المعقدة.

الأمر الذي مهد الطريق لاكتشاف أدوية جديدة، وتقييم المخاطر المالية، وكشف الأنماط في قواعد البيانات الضخمة، وفهم آليات عمل الجينات البشرية.

قال كاسباروف بعد خسارته "عليَّ أن أعترف، الكمبيوتر كان أقوى مما توقعه أي شخص".

وفي عام 2003 تم إنتاج فيلم وثائقي عن هذا النزال التاريخي "انتهت اللعبة: كاسباروف والآلة".

صورة لبوستر الفيلم "انتهت اللعبة"

كاسباروف.. بين اللعب والسياسة

تعود جذور غاري كاسباروف، الذي يعيش حاليا في مدينة نيويورك الأميركية، إلى أذربيجان في روسيا السوفييتية، حيث أصبح بطل الشطرنج في الاتحاد وهو في سن 12 عاماً.

في سن 22 عاماً حقق شهرة عالمية عندما أصبح أصغر بطل عالمي للشطرنج في التاريخ عام 1985.

دافع عن لقبه خمس مرات، بما في ذلك سلسلة أسطورية من المباريات ضد منافسه التقليدي أناتولي كاربوف.

وكان كاسباروف من أوائل الشخصيات السوفيتية البارزة التي دعت إلى الإصلاحات الديمقراطية واقتصاد السوق، ومن المؤيدين لدعوة بوريس يلتسين لتفكيك الاتحاد السوفيتي، وفق ما جاء في الموقع الإلكتروني الخاص به.

في عام 1990، هرب مع عائلته من العنف العرقي في مسقط رأسه باكو مع انهيار الاتحاد السوفيتي.

وفي عام 2005، وبعد 20 عاما من تصدر تصنيفات الشطرنج العالمية، اعتزل كاسباروف الشطرنج الاحترافي لينضم إلى طليعة الحركة الديمقراطية الروسية.

وبسبب تهديدات الاعتقال خلال حملة قمع بوتين، هاجر كاسباروف من روسيا إلى الولايات المتحدة عام 2013.

عبر منصّة إكس، يعرّف كاسباروف نفسه عبر مناصب قيادية في 3 مؤسسات "كونغرس الحرية الدولية" و"مبادرة إحياء الديمقراطية" و"مؤسسة حقوق الإنسان"، إضافة لكونه متحدثاً وكاتباً.

ألف العديد من الكتب، نذكر منها: "محاكاة الحياة للشطرنج"، "أسلافي العظماء"، "الشتاء قادم: لماذا يجب إيقاف فلاديمير بوتين وأعداء العالم الحر".

ويعد من مناهضي الغزو الروسي لأوكرانيا، وطالب في أكثر من مناسبة بتقديم الدعم لكييف من أجل التصدي لنظام بوتين.

وفي أحدث مقابلة إعلامية معه، تحدث خلالها لصحيفة أوكرانية، وصف كاسباروف بوتين بأنه "شرير لا يمكن التفاوض معه، فهدفه الأساسي تدمير أوكرانيا".

يدير أيضاً مؤسسة باسمه تُعنى بترويج تعليم الشطرنج في النظم التعليمية حول العالم. وتنتشر برامجها بالفعل في المدارس الأميركية، بالإضافة إلى مراكز في بروكسل، وجوهانسبرغ، وسنغافورة، ومكسيكو سيتي.

وينشط مع مؤسسات أكاديمية حول موضوعات تكنولوجية تتعلق بالأمن السيبراني والتعاون بين البشر والآلات ومستقبل التكنولوجيا الرقمية.

من أبرز أقوال كاسباروف بخصوص الذكاء الاصطناعي أنه "سيغير كل ما نقوم به"، ويجب أن "نمضي قدمًا في المجال الوحيد الذي لا تستطيع الآلات منافسة البشر فيه: وهو أن نحلم، والآلات ستساعدنا على تحقيق أحلامنا الكبيرة".

"وبدلا من القلق بشأن ما يمكن أن تفعله الآلات، يجب أن نقلق أكثر بشأن ما لا تستطيع فعله بعد"، يرى كاسباروف.