Gabon's President Ali Bongo Ondimba arrives at celebrations marking the 75th anniversary of the United Nations Educational,…
تغير اسم الرئيس الغابوني من ألان إلى علي عندما اعتنق الإسلام في 1973

يعد الرئيس الغابوني علي بونغو، ثالث حاكم لبلاده منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، حيث خلف والده، عمر بونغو، الذي حكم طيلة 41 سنة.  

اسمه الأصلي، ألان بيرنارد بونغو، ولد في فبراير 1959، في كونغو برازافيل.

كان ألان طفلا في الثامنة من عمره، يدرس بالمدرسة الابتدائية، عندما صعد والده لرئاسة البلاد في عام 1967، ما جعله يزاول دراسته بأرقى المدارس في ليبرفيل، عاصمة البلاد، ومركزها الاقتصادي.

يعيب عليه الغابونيون جهله باللغات المحلية، وإتقانه فقط للغات الحية مثل الإنكليزية والفرنسية.

في سن التاسعة، أرسله والده إلى مدرسة خاصة في نويي، إحدى ضواحي باريس، ثم إلى جامعة السوربون حيث درس القانون.

ولعه بالموسيقى.. واعتناقه الإسلام 

تغير اسمه من ألان إلى علي عندما اعتنق الإسلام في 1973 رفقة والده، بينما بقي أفراد العائلة الآخرين على المسيحية.

اعتبر المعارضون لحكم والده أن إعلان إسلامه لم يكن إلا "حركة منه" لجذب استثمارات الدول الخليجية الغنية.
 
بالموازاة مع دراسته، كان علي بونغو شغوفا بالموسيقى، حيث أصدر ألبومه الأول "براند نيو مان" في عام 1977، وهو من إنتاج تشارلز بوبيت، مدير أسطورة الفانك الأميركي، جيمس براون.

وإلى جانب حبه الشديد لموسيقى الفانك، التي اشتهر بها الأميركيون الأفارقة، عُرف بنغو بحبه للجاز والموسيقى الكلاسيكية.

دخوله عالم السياسة

بينما كان والده يحكم قبضته على البلاد، لم يُبد علي بونغو اهتماما بالسياسية، لكنه ورغم ذلك، تقلد منصب وزير الخارجية في حكومة والده، عام 1989 وعمره 30 سنة.

بعد ثلاثة أعوام (1991) تمت إقالته إثر تغيير دستوري يفرض سن الـ35 عاما لتولي حقيبة الخارجية، بينما لم يكن هو قد تعدى بعد 32 عاما.

في عام 1999، أوكلت إليه وزارة الدفاع، والتي ظل على رأسها مدة عشرة أعوام كاملة إلى غاية 2009.

وكانت إعادته لهيكلة وزارة الدفاع على مر عقد من الزمن، وتحديثه للجيش، علامة فارقة في مسيرته السياسية، حيث بدأ المواطنون يغيرون نظرتهم له، بعدما كانوا يرون فيه لعقود ذلك الشاب المحب للموسيقى والذي تربى في كنف والده، على أسس غربية بعيدة عن التقاليد الأفريقية. 

فوزه بالرئاسة

مستفيدا من تغير نظرة مواطنيه له، أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة في عام 2009، والتي نظمت إثر وفاة والده، بعد 41 عاما من الحكم.

ورغم شبهات التزوير التي شابت الانتخابات الرئاسية التي نظمت في 30 أغسطس 2009، إلا أن علي بونغو استطاع إحكام قبضته على القصر الرئاسي، بل تمكن من البقاء على كرسي الرئاسة بمناسبة انتخابات 2016 أيضا.

وشابت تلك الانتخابات، اتهامات بعدم النزاهة، حيث اتهم علي بونغو بالتلاعب بنتائجها بعدما أظهرت إحدى المقاطعات فوزه بنسبة 99 في المائة، بينما لم يكن الفارق بينه وبين خصمه جان بينغ، إلا  نحو 6 آلاف صوت على المستوى الوطني.

مرضه ثم الانقلاب عليه

بدأت متاعبه الصحية تظهر للعلن، مباشرة بعد إعادة انتخابه في 2016، حيث تم الإعلان عن إصابته بسكتة دماغية العام 2018. 

وبمناسبة الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في 26 أغسطس الجاري،  بدا علي بنغو وكأنه يفسح المجال لابنه، نور الدين بونغو فالنتين، الذي تمت ترقيته إلى منصب مستشار استراتيجي ورئيس الحملة الانتخابية لوالده.

وبمناسبة الإعلان عن فوزه بولاية ثالثة، السبت، ردد خصومه نفس الاتهامات بخصوص نزاهة الانتخابات، ما عجل بانقلاب عسكريين عليه ووضعه قيد الإقامة الجبرية.

وفي أول تصريح له، قال علي بونغو، الأربعاء، موجها كلامه لمن وصفهم بـ"جميع الأصدقاء عبر العالم"، من مقر إقامته الجبرية عبر تسجيل فيديو "أنا أرسل هذه الرسالة لأطلب منكم أن تتحركوا".

وأشار إلى أنه لا يعرف مكان وجود ابنه، ولا حتى زوجته بينما أجبر على البقاء في المنزل حيث وضعه العسكريون قائلا "لا أعرف مالذي يجري".

ولم تتأخر ردود الفعل الدولية على هذا الانقلاب الجديد في الدولة الناطقة بالفرنسية.

ودعت الصين إلى "ضمان أمن" الرئيس علي بونغو فيما دانت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، "الانقلاب العسكري" وأعربت روسيا عن "قلقها العميق"، بينما اعتبرت دول الكومنولث الوضع في الغابون "مثيرا للقلق" مذكّرة البلاد بالتزاماتها في ما يتعلق باحترام الديمقراطية.

ويعيب الغابونيون على رئيسهم، عدم قدرته على النهوض باقتصاد البلاد المتهالك، رغم الثروات التي تزخر بها.

الغابون هو أحد الدول الأفريقية الأكثر ثراء لناحية الناتج الإجمالي المحلي للفرد الواحد (8,820 دولارًا عام 2022)، بفضل خصوصا النفط والخشب والمنغنيز، وعدد سكانه المنخفض (2,3 مليون نسمة).

وهو من أول منتجي الذهب الأسود في إفريقيا جنوب الصحراء. 

ففي عام 2020، شكّل النفط 38,5% من ناتجه المحلي الإجمالي و70.5% من مجموع صادراته، بحسب البنك الدولي.

إلا أنّ الاقتصاد الذي تعجز السلطات عن تنويعه بشكل كافٍ، لا يزال يعتمد إلى حدّ بعيد على المحروقات ويعيش فرد واحد من أصل كل ثلاثة تحت خط الفقر بحسب أرقام أُعلنت أواخر عام 2022، وفق البنك الدولي.

الهجوم استهدف مطعما داخل قاعدة عسكرية في بنيامينا جنوب حيفا
الهجوم استهدف مطعما داخل قاعدة عسكرية في بنيامينا جنوب حيفا | Source: X

بعد أكبر خسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي خلال يوم واحد منذ بداية الحرب قبل أكثر من عام، عبر "هجوم بنيامينا" الأعنف على الإطلاق، تطرح تساؤلات بشأن كيفية وصول مسيرة حزب الله إلى القاعدة العسكرية، وعجز إسرائيل عن اعتراضها، وهو أمر غير مسبوق لدى واحد من أقوى جيوش الشرق الأوسط.

ويحقق الجيش في كيفية وصول المسيرة إلى هدفها، وتمكنها من تضليل الرادارات، وعدم تفعيل صفارات الإنذار، ولمعرفة إن كان هناك خطأ أو تقصير بشري، فيما يقول حزب الله إن الطائرة المستخدمة هي نوع جديد من المسيرات لم يستخدم سابقا وغير معروف للإسرائيليين.

وتسبب الهجوم الذي استهدف مطعما داخل قاعدة عسكرية في بنيامينا جنوب حيفا، بمقتل وإصابة عشرات الضباط والجنود الإسرائيليين أثناء تجمعهم لتناول طعام العشاء.

"مفاجآت" في عالم الأسلحة

ويرى الخبير العسكري، إسماعيل أبو أيوب، أن هجوم بنيامينا هو "ضربة نوعية" بكل المقاييس ولعدة أسباب.

ويقول في حديثه لموقع "الحرة" إن "الهجوم أثبت أنه لا يوجد نظام دفاع جوي يستطيع اكتشاف وإسقاط الأهداف بنسبة مئة في المئة، وفي عالم الأسلحة دائما هناك مفاجآت وأمور غير متوقعة".

وأضاف أن "الطائرة المستخدمة في الهجوم ربما تكون مصنوعة من مواد لا تستطيع الرادارات اكتشافها (غير عاكسة للموجات)، مثل الباكليت وألياف الزجاج (فايبر غلاس) والبلاستيك".

وتابع "هذه الطائرة قد تكون مزودة بمحرك لا يصدر أشعة تحت حمراء، وقد يكون محركا كهربائيا صغيرا، وهناك عامل ساهم بوصول الطائرة لهدفها، وهو دراسة مناطق خفوت الكشف الراداري".

وأشار إلى أن حجم الطائرة قد يؤثر بتضليل الرادارات أيضا، إذا لم تكن مصنوعة من المواد المذكورة سابقا، موضحا أن "صِغَر السطح العاكس للطائرة قد يسمح بأن لا تكتشف من الرادارات".

وقال أبو أيوب "يمكن أن تحدث هناك أخطاء بشرية من قبل العسكريين المتخصصين بأنظمة الدفاع الجوي، وقد يكون تم تصنيفها على أنها طائرة صديقة وليست طائرة معادية".

ولفت إلى أن "أهمية هذه الضربة تبرز في أن الاستهداف تم لمطعم داخل قاعدة عسكرية أثناء تناول الضباط والجنود لوجبة العشاء، وهذه عملية نوعية بامتياز وضربة مميزة من الناحية العسكرية".

ونوه إلى أنه "يمكن تضليل أنظمة الدفاع الجوي عبر إطلاق صواريخ معينة، لمساعدة الطائرات المسيرة على الوصول إلى أهدافها"، وإلى أن "هناك سقطات لأنظمة مثل القبة الحديدية أو مقلاع داود وحتى الباتريوت والسهم (حيتس أو آرو) وغيرها".

وأضاف أن "الطائرات المسيرة يمكن أن تحلق على علو منخفض، وهو ما يصعب اكتشافها من الرادارات (...) وعندما لا يتم اكتشاف الهدف لا تفعل صفارات الإنذار".

وأكد الخبير العسكري أن "سلاح الطيران المسير أصبح هاما جدا في أرض المعركة، وبرز دوره في الحرب الأوكرانية الروسية، والآن في الحرب بين حزب الله والجيش الإسرائيلي".

"عملية مركّبة"

وأعلن حزب الله - المصنف على لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة ودول أخرى - في بيان، ليل الأحد الاثنين، أنه استهدف "أحد معسكرات لواء النخبة (غولاني) في بنيامينا جنوب مدينة حيفا (...) غير المعلوم للكثير من المستوطنين".

وقال الحزب "في عملية نوعية ومركّبة، أطلقت القوة الصاروخية (...) عشرات الصواريخ باتجاه أهداف متنوعة في مناطق نهاريا وعكا بهدف إشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، وبالتزامن أطلقت القوة الجوية (...) أسراب من مسيرات متنوعة، بعضها يُستَخدم للمرة الأولى، باتجاه مناطق مختلفة في عكا وحيفا، حيث تمكنت المسيرات النوعية، من اختراق رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي دون اكتشافها ووصلت إلى هدفها في معسكر تدريب للواء النخبة غولاني في منطقة بنيامينا جنوب مدينة حيفا".

رواية الجيش

وأعلن الجيش الإسرائيلي، ليل الأحد الاثنين، عن مقتل أربعة من جنوده في "هجوم بمسيرة اخترقت الأجواء من الأراضي اللبنانية وانفجرت في قاعدة تدريب عسكرية" قرب مدينة بنيامينا وسط البلاد.

وأصيب في الهجوم 58 جنديا، سبعة منهم في حالة خطيرة، وتسعة في حالة متوسطة والبقية في حالة طفيفة.

واعتبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، الاثنين، أن الهجوم كان "صعبا ومؤلما".

وقال هاليفي "نحن في حرب، وهجوم على قاعدة للتدريب في الجبهة الداخلية هو أمر صعب ونتائجه مؤلمة"، وذلك أثناء تفقده للقاعدة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، الاثنين، "سندرس ونحقق في حادثة اختراق طائرة بدون طيار للقاعدة دون سابق إنذار. إن تهديد الطائرات بدون طيار هو التهديد الذي واجهناه منذ بداية الحرب، ونحن مطالبون بتوفير حماية أفضل، وسوف نحقق في هذا الحادث، ونتعلم ونتحسن".

ومن التحقيقات التي أجراها الجيش، يتضح أن المسيرة اخترقت سقف غرفة الطعام في قاعدة غولاني أثناء تناول العشاء، دون إطلاق إنذار، ما أدى إلى العدد الكبير من القتلى والجرحى.

وبحسب ما صدر عن مسؤولين بالدفاعات الجوية فقد انطلقت طائرتان من الأراضي اللبنانية عبر المجال البحري الشمالي، وتم اعتراض إحداهما بالقرب من نهاريا، وأما الثانية فقد اختفت ولم يتم تحديد مكانها. ولم يتم اكتشاف الطائرة بدون طيار من خلال أنظمة الكشف والإنذار، وضربت القاعدة بشكل مباشر.