الصين تنفق المليارات من أجل نشر المعلومات المضللة حول العالم (صورة تعبيرية)
الصين تنفق المليارات من أجل نشر المعلومات المضللة حول العالم (صورة تعبيرية)

تنفق الحكومة الصينية مليارات الدولارات سنويا في "حملة عالمية، تهدف إلى التضليل باستخدام الاستثمارات في الخارج، ومجموعة من التكتيكات، لتعزيز أهداف بكين الجيوسياسية، وقمع الانتقادات لسياساتها"، وفقا لتقرير جديد صادر عن وزارة الخارجية الأميركية.

وقال التقرير الصادر، الخميس، عن مركز المشاركة العالمية التابع لوزارة الخارجية الأميركية، الذي تأسس عام 2016 لمواجهة الدعاية الأجنبية والمعلومات المضللة في الخارج، إن بكين "استثمرت مليارات الدولارات لبناء نظام عالمي للمعلومات، يعزز دعايتها ويسهل الرقابة، ويسهم في نشر المعلومات المضللة". 

ويخلص التقرير إلى أن "جهود التلاعب بالمعلومات التي تبذلها الصين، تشتمل على 5 عناصر أساسية: الاستفادة من الدعاية والرقابة، وتعزيز الاستبداد الرقمي، واستغلال المنظمات الدولية والشراكات الثنائية، والجمع بين الاستقطاب والضغط، وممارسة السيطرة على وسائل الإعلام الناطقة باللغة الصينية".

وعلى الرغم من جهودها الهائلة،فإنها واجهت انتكاسات في الدول الديمقراطية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى "مقاومة وسائل الإعلام المحلية والمجتمع المدني"، وفقا للتقرير.

وفي أبريل الماضي، أبرز تقرير للمعهد الأسترالي للدراسة الاستراتيجية، أن وزارة الأمن العام الصينية، بجانب شركة صينية بارزة متخصصة في مجال الأمن المعلوماتي، "تقودان حملة لاستهداف الديمقراطيات، والتأثير على القرارات الغربية، وإظهار الولايات المتحدة كقوة سيبرانية غير مسؤولة".

وكُثفت الجهود الغربية في السنوات الأخيرة لمواجهة عمليات التضليل المعلوماتية الصينية، لكن لا يزال الباحثون يعانون في الوصول إلى رابط مباشر بين تلك الجهود والهيئات الحكومية الصينية، التي تحاول الحفاظ على سرية تحركاتها في هذا الشأن.

ومع ذلك، اعتبر التقرير الأميركي الجديد أن "تلاعب الصين بالمعلومات عالميا، ليس فقط مسألة دبلوماسية عمومية (تنتهجها بكين)، بل تحد من مصداقية مجال المعلومات".

وحذر من أنه في حال عدم مواجهة هذا الأمر "يمكن لجهود بكين أن تنتج مستقبلا، تتسبّب فيه التكنولوجيا التي تصدرها الصين، والحكومات المحلية المنصبة، والخوف من رد فعل مباشر من قبل بكين، إلى تقليص حاد لحرية التعبير العالمية".

وقال التقرير إن "جهود بكين واسعة النطاق في نشر المعلومات المضللة، تشمل إنشاء جيوش إلكترونية عبر الإنترنت، واتخاذ إجراءات قانونية ضد من ينتقد الشركات والاستثمارات الصينية، واتفاقيات مشاركة المحتوى مع وسائل الإعلام في أميركا اللاتينية وأفريقيا عن طريق خدمة الكابل، مما يعطي الدولة القدرة على تحديد المحطات التي يمكن للمشاهدين الوصول إليها عن طريق استبعاد القنوات الإخبارية الغربية من الحزم الأساسية".

واستغلت الصين هذا النظام، لـ"خدمة الرواية الرسمية لروسيا بشأن الحرب ضد أوكرانيا".

وعملت بكين على "تضخيم ادعاءات روسيا الكاذبة بأن أوكرانيا كانت تدير مختبرات سرية للحرب البيولوجية، كما رددت ادعاءات موسكو بأن توسع منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) كان سببا في التحريض على الحرب".

وأشار التقرير إلى أن الصين "تقوم في المقابل بكبت المعلومات التي تناقض نظرتها بشأن قضايا شائكة، مثل تايوان وحقوق الإنسان واقتصادها المحلي المتباطئ".

ورأى أن مقاربة الصين في مجال المعلومات المغلوطة تشمل الترويج لـ "الاستبداد الرقمي، واستغلال المنظمات الدولية، وفرض السيطرة على وسائل الإعلام الناطقة بالصينية".

An aerial view shows the destruction caused by Israeli strikes in Wadi Gaza, in the central Gaza Strip, on November 28, 2023,…
صورة من الجو تظهر الدمار الذي أحدثه القصف الإسرائيلي لوسط مدينة غزة.

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن تحليلا أجرته لصور بالأقمار الصناعية يظهر أن الجيش الإسرائيلي بدء غزوا لجنوب قطاع غزة.

وتقدم الصور، وفقا لتحليل الصحيفة، "دليلا على انطلاق عملية طال انتظارها يمكن أن تقرر مصير حربها مع حماس وتسبب مزيدا من المخاطر للمدنيين الفلسطينيين".

وقالت الصحيفة إن صور الأقمار الصناعية الجديدة التي تم جمعها في الساعة 9 صباحا يوم الأحد بالتوقيت المحلي، تظهر أن الجيش الإسرائيلي وصل إلى موقع جنوب دير البلح، على بعد حوالي ثلاثة أميال شمال وسط مدينة خان يونس.

وأظهرت الصور عشرات المركبات المدرعة في المنطقة وسواتر تم نصبها لتحصين مواقعها ومركباتها وأنشطتها التي تشبه إلى حد كبير العمليات الإسرائيلية السابقة في الشمال. وأظهرت الصور أيضا ممرات ومساحات، على الأرجح أنها من عمل الجرافات.

ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق، وفقا للصحيفة، لكن جنرالاته قالوا في الأيام الأخيرة إن قواته تعمل في جميع أنحاء قطاع غزة، دون توضيح ما يعنيه ذلك.

وتشير الصحيفة إلى أن تحرك الجيش الإسرائيلي نحو خان يونس "يمهد الطريق لما يرجح أن تكون المعركة الحاسمة في الحرب: المواجهة في خان يونس، أكبر مدينة في الجنوب، حيث يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن القيادة العسكرية والسياسية لحماس بحثت عن مأوى منذ فرارها من الشمال".

ومنذ 7 أكتوبر، عندما شنت حماس هجمات مفاجئة يقول مسؤولون إسرائيليون إنها أسفرت عن مقتل ما يقرب من 1200 شخص، أدت الغارات الجوية العسكرية الإسرائيلية وغزو غزة إلى مقتل أكثر من 15000 شخص، وفقا لمسؤولي الصحة في غزة.

ويتواجد الآن معظم سكان غزة في جنوب القطاع، حيث نزح حوالي 1.8 مليون شخص، أو أكثر من 80% من السكان.

والاثنين قالت الولايات المتحدة إن من السابق لأوانه إصدار حكم نهائي بشأن ما إذا كانت إسرائيل تفعل ما يكفي لحماية المدنيين في غزة رغم بعض التحسن في هذا الصدد، وإنها تتوقع ألا تضرب القوات الإسرائيلية مناطق قالت إنها آمنة.

وقال سكان وصحفيون ميدانيون إن إسرائيل شنت ضربات جوية مكثفة على جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين الذين سقط بعضهم في مناطق طلبت إسرائيل منهم الاحتماء بها.

استؤنف القتال بين إسرائيل وحركة (حماس) الجمعة بعد توقف دام سبعة أيام لتبادل الرهائن والسجناء وتسليم المساعدات الإنسانية.

وحث مسؤولون أميركيون إسرائيل مرارا، في السر والعلن، على تقليل الخسائر في صفوف المدنيين في جنوب غزة بسبب ارتفاع عدد القتلى في العمليات العسكرية في شمال القطاع. 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحفيين، ردا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل تستجيب للنصائح الأميركية، "من السابق لأوانه إجراء تقييم نهائي".