البيت الأبيض قال إن "محادثاتنا مع إسرائيل ساهمت في إقناعها باتباع استراتيجية في غزة مختلفة عن خططها الأصلية"
البيت الأبيض قال إن "محادثاتنا مع إسرائيل ساهمت في إقناعها باتباع استراتيجية في غزة مختلفة عن خططها الأصلية"

أكد مسؤول رفيع في البيت الأبيض في مؤتمر صحفي، الجمعة، أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، سيناقش في زيارته إلى العاصمة الأردنية، عمّان، إمكانية توحيد إدارة السلطة الفلسطينية للضفة الغربية وغزة.

وقال المسؤول إن "بلينكن سيناقش مع القادة العرب في عمّان إمكانية توحيد إدارة السلطة الفلسطينية للضفة الغربية وغزة".

ونوه المسؤول إلى أن "محادثاتنا مع إسرائيل ساهمت في إقناعها باتباع استراتيجية في غزة مختلفة عن خططها الأصلية". 

وأضاف "جهود مكثفة جارية لضمان الإفراج عن الرهائن في غزة تشمل مفاوضات غير مباشرة مع حماس"، مشيرا إلى أن "الإفراج عن الرهائن سيحتاج إلى آلية لوقف إطلاق النار في غزة".

وذكر المسؤول في البيت الأبيض أن "الإفراج عن رهينتين أميركيتين، في 20 أكتوبر، كان اختبارا ناجحا لإطار عمل قد يقود إلى الإفراج عن  مزيد من الرهائن"، مستدركا أنه "لا ضمانات بنجاح الجهود الجارية للإفراج عن الرهائن أو متى سيحدث ذلك".

وقال إن "خطاب نصر الله لم يشر إلى رغبة في فتح جبهة في شمال إسرائيل". 

كما ذكر أن "الإسرائيليين أبلغونا أن انهيار المباني السكنية في مخيم جباليا حدث جراء قصف شبكة خنادق تؤوي جزءا من كتيبة تابعة لحماس".

ونوه المسؤول إلى أن "الملف الفلسطيني كان جزءا من خطة التطبيع بين السعودية وإسرائيل قبل أحداث السابع من أكتوبر".

ومن المتوقع أن يجري بلينكن زيارة للأردن، السبت، حيث سيعقد اجتماعا مع نظيره، أيمن الصفدي، لبحث الحرب المندلعة بين إسرائيل وحماس وتداعياتها بالإضافة إلى إيصال المساعدات الإنسانية لغزة والإفراج عن الرهائن المختطفين لدى حماس منذ الهجوم الذي شنته على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي. 

وأعلنت وزارة الخارجية الأردنية عقد اجتماع تنسيقي بين وزراء خارجية الأردن والإمارات والسعودية وقطر ومصر إضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، السبت، قبل لقاء مرتقب مع وزير الخارجية الأميركي في عمّان لبحث وقف الحرب في غزة، وفق بيان من وزارة الخارجية الأردنية.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن، سفيان القضاة، إن الاجتماع، السبت، يأتي في "سياق جهودهم المستهدفة التوصل لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة وما تسبّبه من كارثة إنسانية". 

ويعقد الوزراء بعد ذلك اجتماعا مشتركا مع بلينكن، "يؤكدون خلاله الموقف العربي الداعي لوقف فوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وعاجل للقطاع"، ويبحثون مع بلينكن "كل تداعيات وسبل إنهاء هذا التدهور الخطير الذي يهدد أمن المنطقة برمتها"، وفق البيان.

ويجري وزير الخارجية الأميركي زيارة إلى إسرائيل في إطار جولته الثانية في الشرق الأوسط منذ بدء النزاع بين الدولة العبرية وحركة حماس. 

وأعلن بلينكن أنه ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، مسألة "هدنة إنسانية" في الحرب في غزة.

وأوضح بلينكن للصحفيين في تل أبيب "نعتقد أن كل هذه الجهود سيتم تسهيلها من خلال الهدنة الإنسانية، ومن خلال الترتيبات على الأرض التي تزيد من الأمن للمدنيين وتسمح بتوصيل المساعدات الإنسانية بشكل أكثر فعالية واستدامة".

وتأتي جولة بلينكن في ظل تصاعد المخاوف من اشتعال المنطقة. 

وتسلّل مئات من مسلحي حركة حماس، المصنفة إرهابية، إلى إسرائيل من غزة في هجوم أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية.

وردت إسرائيل على الهجوم بقصف مكثف على غزة تسبب بمقتل أكثر من 9227 فلسطيني، بينهم أكثر من 3800 طفل، بحسب آخر إحصائيات وزارة الصحة في القطاع التابعة لحماس.

سوريون في تركيا يحتفلون بسقوط نظام بشار الأسد
سوريون في تركيا يحتفلون بسقوط نظام بشار الأسد

يرتب محمد العبد الله، وهو حقوقي سوري، إجراءات السفر إلى وطنه الذي غادره قبل 17 عاما باتجاه الولايات المتحدة الأميركية، وهو "فرح" بسقوط نظام كان السبب في دخوله السجن لسنوات بسبب نشاطه الحقوقي.

سيعود العبد الله إلى وطن اشتاق له، بحقيبة سفر، وبذاكرة أثقلتها مشاهد التعذيب في سجون الأسد، والنضال ضده.

قال خلال مقابلة مع موقع "الحرة": "إخراج الأسد كان خطوة ضرورية، لكنه ليس النهاية".

ويتوقع أن تكون المرحلة الانتقالية "صعبة" وربما "لن تكون الأفضل". ثم قال: "لكننا على الأقل، في الطريق الصحيح".

كان في العشرين من عمره عندما قرر بدء نشاطه في الدفاع عن حقوق الإنسان عام 2005، ليكن ضمن صفوف المعارضين لنظام الأسد الذي وصل السلطة عام 2000 خلفا لوالده حافظ الأسد.

تحتم على العبد الله آنذاك، أن يسلط الضوء على المعتقلين السياسيين الذين يعانون خلف القضبان، وفقا لقوله.

قال أيضا: "كان دورنا تسليط الضوء على تلك المآسي. نوثق، نراقب، ونتحدث عن التعذيب الذي لم يكن خفيا، بل كان جزءا من سياسة ممنهجة".

لم يسر نشاط العبد الله النظام السوري، ففي ذات العام اعتقل بتهمة "نشر أنباء كاذبة" ثم حوكم عسكريا، وتم إيداعه سجن عدرا. 

صورة غير منشورة من قبل لمحمد العبدالله ووالده في المحكمة العسكرية بدمشق عام 2006

بعد شهر، خرج من السجن، وعاد إلى نشاطه الحقوقي، واعتقل مجددا في عام 2006، فحكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن لمدة 6 أشهر.

هذه المرة، أُودِع في سجن صيدنايا الشهير، الاسم الذي يحمل في داخله ذاكرة مرعبة لكل من وطأ أبوابه. هناك، رأى ما لا يُنسى، وسمع حكايات لم تبارحه يوما، وتعرض للتعذيب رغم صغر سنه. 

هناك، حدث شيء لم يكن يتوقعه: التقى بوالده المعتقل السياسي.

قال العبد الله: "لم يكن اللقاء كما قد يتخيله أحد. التقينا في قلب الجحيم".

احتجزا معا في صيدنايا لفترة ثم نقلا إلى سجن عدرا، حيث حوكما معا أمام المحكمة العسكرية بدمشق. "تلك اللحظات تجمع بين الألم والاعتزاز. رأيت والدي يثبت على موقفه رغم كل القسوة" قال العبد الله.

حين انتهت مدة عقوبته، قرر الهروب، وهو الخيار الوحيد الذي يبقيه على قياد الحياة، وفقا لقوله.

بلا أوراق رسمية، عبر الحدود إلى لبنان، لكنه كان يواجه خطر الاعتقال مرة أخرى مع مضايقات الأمن  العام اللبناني بسبب إقامته غير القانونية في البلاد.

ومن هناك، كان المنفى الأميركي وجهته الأخيرة، بعد أن حصل على لجوء سياسي بمساعدة الأمم المتحدة.

في واشنطن، لم يترك محمد قضيته، حيث أسس المركز السوري للمساءلة والعدالة، مركزا جهده على توثيق التعذيب والبحث عن مصير المعتقلين الذين تم تغييبهم لعقود.

قال: "رائحة الزنازين ووجوه السجناء ما زالت ترافقني، هي دافع لي للاستمرار في هذا العمل مهما كلفني".

يحتفل العبد الله اليوم بإزاحة الأسد عن الحكم، لكنه يعرف أن الفرح وحده لا يكفي.

وبرغم القلق الذي يحيط بمستقبل سوريا، يظل العبد "مفتائلا".

"المجرم غادر القصر، وسوريا بدأت تتنفس الحرية. الطريق طويل، لكن الشعب الذي تحمل كل هذا الألم، قادر على بناء وطن جديد" قال العبد الله قبل سفره إلى سوريا.

سجناء محررون يركضون في شوارع دمشق بتاريخ 8 ديسمبر 2024