ماكرون يعتزم مخاطبة الفرنسيين قبل تظاهرة تنظم الأحد في باريس
ماكرون يعتزم مخاطبة الفرنسيين قبل تظاهرة تنظم الأحد في باريس

ندد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في رسالة نشرت مساء السبت، بـ"عودة معاداة السامية الجامحة بصورة لا تطاق"، معتبرا أن "فرنسا التي يشعر فيها مواطنونا اليهود بالخوف ليست فرنسا".

وكتب ماكرون في الرسالة التي نشرتها صحيفة "لوباريزيان" أن "فرنسا التي يشعر فيها مواطنونا اليهود بالخوف ليست فرنسا، فرنسا التي يشعر فيها فرنسيون بالخوف بسبب دينهم أو أصلهم ليست فرنسا"، وهو موقف عبر عنه عشية خروج "المسيرة المدنية الكبرى" التي قال إنها يجب أن تظهر فرنسا "متحدة خلف قيمها وعالميتها".

وكان الإليزيه ذكر أن رئيس الجمهورية يعتزم مخاطبة الفرنسيين قبل هذه التظاهرة التي تنظم، الأحد، في باريس بدعوة من رئيسي الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ، يائيل براون بيفيه، وجيرار لارشيه.

وقد تصاعد عدد المظاهر المعادية لليهود في فرنسا منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر والرد العسكري الإسرائيلي الذي أعقبه، وسجلت فرنسا أكثر من 1200 حالة في شهر واحد.

وشدد ماكرون على أن "فرنسا يجب أن تبقى متحدة وراء قيمها وعالميتها، ومتحدة من أجل نفسها، من أجل تنفيذ مشروعها والعمل للسلام والأمن للجميع في الشرق الأوسط".

وفي رسالته التي وجهها إلى جميع الفرنسيين حرص ماكرون على عدم تكرار تصريحات صارمة حيال إسرائيل أدلى بها، مساء الجمعة، عندما حض خلال مقابلة مع "بي بي سي" حكومة بنيامين نتانياهو على وقف القصف الذي يقتل المدنيين.

وقال ماكرون إن "الهجوم الإرهابي في 7 أكتوبر استدعى ردا مسلحا من إسرائيل"، مضيفا "إسرائيل، قلتها منذ اليوم الأول، لها الحق في الدفاع عن نفسها".

وتابع "يجب أن يكون هذا الدفاع مصحوبا باستئناف الحوار السياسي وضمان حماية المدنيين والرهائن في غزة الذين لا يستطيعون دفع حياتهم ثمنا للجنون الدموي للإرهابيين"، مذكرا بدعوته إلى "هدنة إنسانية فورية تؤدي إلى وقف إطلاق النار".

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وتم اختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية لا تزال متواصلة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة 11078 قتيلا، بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا وإصابة 27490 شخصا بجروح، إضافة إلى 2700 مفقود تحت الأنقاض، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، الجمعة.

من لقاء سابق بين ستارمر وماكرون

يلتقي رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون،  الاثنين، لمناقشة سبل مساعدة أوكرانيا بعد أن أثار انتخاب دونالد ترامب مخاوف من انخفاض الدعم الأمريكي للحرب ضد روسيا.

وبعد أيام من انتخاب ترامب لبدء فترة ولايته الثانية كرئيس للولايات المتحدة في يناير، سيسافر ستارمر إلى فرنسا، حيث سيتحدث مع ماكرون ويصبح أيضا أول زعيم بريطاني يحضر مراسم يوم الهدنة الفرنسي منذ الحرب العالمية الثانية.

وقالت الحكومة البريطانية، إن ستارمر وماكرون سيناقشان "الغزو الروسي الهمجي المستمر لأوكرانيا والوضع الإنساني المروع في غزة".

وانتقد ترامب مستوى الدعم الأميركي لحرب أوكرانيا ضد روسيا منذ الغزو الكامل في عام 2022، ووعد بإنهاء الصراع دون أن يوضح كيفية ذلك.

وقالت بريطانيا وفرنسا إنه من الضروري مواصلة دعم أوكرانيا ضد روسيا لحماية القارة الأوروبية ككل.

وكانت أوروبا أكبر ممول للمساعدات لأوكرانيا، إذ خصصت لها 118 مليار يورو (126 مليار دولار) منذ بدء الصراع، في حين قدمت الولايات المتحدة 85 مليار يورو إجمالا، وفقا لمعهد كايل للاقتصاد العالمي.

ومن المتوقع أن تبدأ بريطانيا والاتحاد الأوروبي محادثات، العام المقبل، بشأن اتفاق أمني لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يغطي مجالات مثل التعاون في الدفاع والطاقة، مع تطلع الجانبين إلى تحمل المزيد من المسؤولية عن أمنهما.

وقال بعض الساسة الأوروبيين، إن أوروبا لا يمكنها أن تحل محل الولايات المتحدة في مساعدات مالية وعسكرية، بما في ذلك الموارد العسكرية مثل طائرات إف-16 المقاتلة ومنظومة راجمات الصواريخ بعيدة المدى.

ومن المقرر أن يلتقي ستارمر خلال زيارته إلى فرنسا رئيس الوزراء الفرنسي الجديد، ميشيل بارنييه. وسيكون هذا أول لقاء بينهما منذ تولي بارنييه منصب رئيس الوزراء في سبتمبر .

وقال مكتب ستارمر، إن آخر زعيم بريطاني حضر احتفالات يوم الهدنة الفرنسية كان ونستون تشرشل، الذي استضافه شارل ديغول في عام 1944.