قادة الدول العربية والإسلامية طالبوا بالتوصل إلى حل شامل يضمن وحدة غزة والضفة الغربية
قادة الدول العربية والإسلامية طالبوا بالتوصل إلى حل شامل يضمن وحدة غزة والضفة الغربية

قالت مجلة "الإيكونوميست" إن العديد من الحكومات العربية ترغب برؤية نهاية حماس ويشعرون بالقلق من أن الحرب في غزة ستؤدي إلى الإخلال بخططهم الاقتصادية.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها، الخميس، أن "القادة العرب يتمنون كذلك أن تنتهي الحرب، ولكن جميعهم يريدون أن يقوم شخص آخر بإنهائها".

وتطرق التقرير إلى الاجتماعات الطارئة للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامية التي عقدت الأسبوع الماضي في الرياض، حيث قلل من أهميتها ووصفها بأنها تضمنت أقولا فقط من دون أي فعل.

وأشار التقرير إلى أن القمة كشفت تناقضات "عميقة" فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل.

يقول التقرير إن العديد من دول الخليج، على سبيل المثال، ترغب في أن تتخلص إسرائيل من حماس، مع خشيتها من أن يؤدي هذا إلى إيقاظ التطرف في بلدانها.

كذلك لفت التقرير إلى أن هذه الدول تتمنى نهاية ما يعرف بـ "محور المقاومة" الإيراني المكون من الوكلاء والميليشيات، لكنهم يشعرون في الوقت ذاته بالقلق من الوقوع في "مرمى النيران". 

التقرير ذكر أنه ولعدة سنوات، روجت هذه الدول لفكرة الشرق الأوسط الجديد، الذي يركز على الاقتصاد بدلا من الأيديولوجية، وبالتالي هم يشعرون بالقلق من أن تؤدي حرب طويلة في غزة إلى عرقلة مثل هذه الخطط.

وبالنسبة لإيران، يرى التقرير أنها تتصرف بـ"براغماتية" على الرغم من أن ميليشياتها تشن هجمات منتظمة على أهداف إسرائيلية وأميركية، إلا أنها قررت عدم التضحية بحزب الله اللبناني في معركة شاملة لدعم الفلسطينيين.

ومع ذلك يقول التقرير إنه على المدى الطويل، فإن الهدوء الحالي في باقي مناطق الشرق الأوسط هش، لأن المنطقة لا تزال على مفترق طرق بين الصراع الذي لا نهاية له وإنهاء صراعاتها.

وينقل التقرير عن محمد اليحيى، الزميل السعودي في برنامج "مبادرة الشرق الأوسط" في مركز بيلفر بجامعة هارفارد القول إنه "إذا فشل معسكر السلام، فهي مسألة وقت فقط قبل أن تندلع حرب أوسع نطاقا".

ورفض قادة الدول العربية والإسلامية في القمة المشتركة لزعماء الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في الرياض توصيف حرب إسرائيل "الانتقامية" في غزة بأنها تأتي "دفاعا عن النفس"، مطالبين مجلس الأمن الدولي بقرار" حاسم ملزم يفرض وقف العدوان" الإسرائيلي في غزة.

كما أكدوا مطالبتهم بالتوصل إلى "حل شامل" يضمن وحدة غزة والضفة الغربية "أرضا لدولة فلسطينية"، على ما جاء في البيان الختامي المشترك.

وجاءت الاجتماعات الطارئة للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من شهر بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق نفذته الحركة في السابع من أكتوبر أدى حسب إسرائيل إلى مقتل 1200 شخص معظمهم مدنيون وخطف 240 رهينة.

وأدت حملة القصف العنيف والهجوم البري الإسرائيلي منذ ذلك التاريخ،  إلى مقتل أكثر من 12 ألف شخص بينهم أكثر من خمسة آلاف طفل، حسب آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.

وتدعم إيران حماس وحزب الله اللبناني والمتمردين الحوثيين في اليمن، ما يضعها في صلب المخاوف من احتمال توسع الحرب لتشمل دولا أخرى.

وأدى الصراع إلى اشتعال مواجهات يومية عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، كما أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاق "صواريخ بالستية" على جنوب إسرائيل.

ارتفاع الثلوج بلغ مترين في بعض المناطق الأوكرانية
ارتفاع الثلوج بلغ مترين في بعض المناطق الأوكرانية

تفاقم العاصفة الشتوية القاسية التي تضرب جنوبي أوكرانيا، المصاعب التي يواجهها المدنيون والعسكريون على حد سواء، في الدولة التي تعيش حربا مستمرة منذ العام الماضي.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن العاصفة الثلجية أدت إلى تقطع السبل بالمدنيين على الطرق، في حين ساهمت بتعقيد حركة المساعدات الإنسانية إلى المجتمعات المحلية التي دمرها القتال في جميع أنحاء أوكرانيا.

ومع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون درجة التجمد في معظم أنحاء أوكرانيا، أصبح مئات الآلاف من المدنيين دون كهرباء، في الأراضي التي تحتلها روسيا، بعد انقطاع التيار عن مناطق بجنوب البلاد.

كما تسببت العاصفة في إعاقة طرق الإمداد لجيشي روسيا الغازية وأوكرانيا، وعمّقت بؤس عشرات الآلاف من الجنود المتجمعين في خنادق ضحلة عبر خط المواجهة مترامي الأطراف.

والإثنين، ضربت عاصفة شتوية قوية جنوبي أوكرانيا، مما أدى إلى جرف الدفاعات الساحلية الروسية من بعض الشواطئ في شبه جزيرة القرم المحتلة. 

وأغلقت السلطات الأوكرانية الطريق السريع الرئيسي بين مدينة أوديسا الساحلية والعاصمة كييف، الإثنين، بينما يتسابق عمال الإنقاذ، بما في ذلك بعضهم على عربات الثلوج، لإنقاذ الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل في السيارات والحافلات.

وقالت خدمات الطوارئ الأوكرانية، الإثنين، إنه تم إجلاء أكثر من 1600 شخص، من بينهم 93 طفلا، من الطرق في منطقة أوديسا.

وكتب وزير الداخلية، إيهور كليمينكو، على تطبيق تلغرام، أن "ما لا يقل عن 1370 شاحنة بضائع كانت عالقة، وجرى سحب 840 سيارة" بسبب تراكم الثلج، الذي وصل ارتفاعه في بعض الأماكن إلى مترين.

ومع تحرك العاصفة شمالا من البحر الأسود عبر أوكرانيا، مُنعت المركبات الكبيرة من دخول العاصمة كييف، الإثنين، حتى تتمكن أطقم العمل من إزالة الثلوج من الطرق.

وبغض النظر عن الأحوال الجوية، فإن القتال في أوكرانيا نادرا ما يهدأ منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل على البلاد في فبراير 2022. ومع ذلك، فإن العاصفة الثلجية كان لها تأثير على وتيرة المعارك هذه المرة.

وأصبحت أوكرانيا الآن في موقف دفاعي إلى حد كبير في معظم أنحاء الجبهة. ويأمل القادة العسكريون أن تعمل ظروف الشتاء القاسية لصالحهم. 

وفي حين أنهم ما زالوا أقل عددا وتسليحا في معظم النواحي، فإنهم يقاتلون على أرضهم.

والأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم القوات البرية الأوكرانية، فولوديمير فيتيو، إنه "مع تحرك أوكرانيا إلى الوضع الدفاعي، فإن تركيزها الرئيسي هذا الشتاء سيكون على تعطيل الخدمات اللوجستية الروسية، ومنع تسليم الأسلحة وحصص الإعاشة وغيرها من السلع الضرورية، حتى يجوعوا ويشعروا بالبرد، ولا يكون لديهم الرغبة في القتال".