إسرائيل طلبت من سكان القطاع التوجه إلى جنوب غزة
إسرائيل طلبت من سكان القطاع التوجه إلى جنوب غزة

رفضت وكالات أممية في بيان مشترك المقترح الإسرائيلي بإقامة "مناطق آمنة" للنازحين في جنوب غزة خلال توسيع عملياتها، بسبب انعدام الشروط اللازمة لها، مشيرة إلى أن عدم مواكبة تلك المعايير قد يعد انتهاكا للقانون الدولي وقوانين حقوق الإنسان.

وفي بيان، الأربعاء، أعلنت اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات الدولية رفضها إنشاء أي "منطقة آمنة" في غزة دون موافقة جميع الأطراف، وما "لم تتوفر الظروف الأساسية لضمان تلبية السلامة والاحتياجات الأساسية الأخرى وتوفر آلية للإشراف على تنفيذها". 

وقالت اللجنة إن المقترحات الداعية إلى إنشاء "مناطق آمنة" في غزة من جانب واحد تخاطر بإلحاق الأذى بالمدنيين، بما في ذلك الخسائر في الأرواح على نطاق واسع، ويجب رفضها، بحسب البيان.

اللجنة دعت إلى ضرورة حصول السكان في غزة على الضروريات للبقاء على قيد الحياة
وكالات دولية ترفض المقترحات أحادية الجانب لإنشاء "مناطق آمنة" في غزة
أعلنت اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات الدولية رفضها إنشاء أي "منطقة آمنة" في غزة دون موافقة جميع الأطراف، وما "لم تتوفر الظروف الأساسية لضمان تلبية السلامة والاحتياجات الأساسية الأخرى وتوفر آلية للإشراف على تنفيذها". 

وعرفت الوكالات الأممية في بيانها "المنطقة الآمنة" على أنها منطقة مؤقتة تهدف إلى الحفاظ على سلامة المدنيين وحمايتهم وتجنيبهم الأعمال العدائية.

ويجب أن تتوفر الشروط التالية لجميع النازحين في "المنطقة الآمنة":

  • اتفاق الأطراف على الامتناع عن الأعمال العدائية في المنطقة وحولها واحترام طابعها المدني.
  • توفير الضروريات للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك الغذاء والماء والمأوى والنظافة والمساعدة الصحية.
  • السماح للنازحين بالتنقل بحرية والعودة الطوعية إلى مساكنهم في أقرب وقت ممكن. 

وأكدت أن عدم استيفاء هذه الشروط الأساسية قد يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.

ما هي "المناطق الآمنة"؟

تقول منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن "المناطق الآمنة" هي مناطق محددة باتفاق لا يقوم بموجبه أطراف النزاع المسلح بنشر قوات عسكرية فيها أو تنفيذ هجمات عليها. كما يتم إنشاؤها بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي. 

يمكن أن تشمل مناطق "حظر الطيران"، والتي تحظر على بعض أو كل أطراف النزاع إجراء طلعات جوية فوقها. 

وتهدف هذه المناطق إلى حماية المدنيين الفارين من القتال، وتسهيل حصولهم على المساعدات الإنسانية، وقد يتطلب أحيانا أن تقوم قوات حفظ السلام تابعة للأمم المتحدة أو قوات أخرى بالدفاع عنها وحمايتها.

تقول المنظمة إن اتفاقيات جنيف لعام 1949 وبروتوكولاتها الإضافية لم تحدد المناطق الآمنة، لكنها تشير إليها بترتيبات مماثلة تسميها "مناطق محمية" و"مناطق منزوعة السلاح" وهي مبان أو مناطق صغيرة يتفق أطراف النزاع على حصول المدنيين داخلها على الحماية، بالإضافة إلى المناطق التي سبق تقديمها بموجب القانون الإنساني الدولي أو قوانين الحرب. 

وتسمح اتفاقيات جنيف أيضا لأطراف النزاع بإبرام "اتفاقات خاصة" لتحسين حماية المدنيين.

وبحسب القانون الدولي، لا يؤثر إنشاء مناطق آمنة على حظر الهجمات على المدنيين المفروض بموجب القانون الإنساني الدولي سواء أكان هؤلاء المدنيون داخل المنطقة الآمنة المحددة أم خارجها. 

هل هذه المناطق "آمنة" فعلا؟

تقول "هيومن رايتس" إن التجارب أظهرت أن مثل هذه المناطق نادرا ما تبقى آمنة، وغالبا ما تشكل خطورة كبيرة على المدنيين داخلها، حسب التجارب الدولية السابقة.

وأشارت المنظمة في تقريرها، المنشور عام 2017، والتي تزامن حينها مع دعوات دولية لإقامة مناطق آمنة للسوريين إلى أنه "سيكون وعد السلامة فيها ضربا من الوهم إن لم تتحقق الضمانات الكافية"، مضيفة أن المنطقة قد تتعرض لهجوم متعمد، كما التعاون مع القوات العسكرية المتحكمة في الوصول إلى المناطق الآمنة قد يضيف ضغوطا على الوكالات الإنسانية لإيصال الخدمات والمساعدات.

ووفق التقرير، قد تعاني المناطق الآمنة أيضا من نفس المشاكل التي تعانيها مخيمات النازحين، إذ قد لا يكون قاطنيها قادرين على العمل، مما يجعلهم معتمدين على على المساعدات الغذائية والمياه وباقي الخدمات مثل الرعاية الصحية.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت مقتل ما لا يقل عن 71 شخصا وإصابة 573 آخرين من النازحين الذين توزعوا على 154 مبنى تم فتحها للإيواء في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في أعقاب هجوم غير مسبوق شنته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص غالبيتهم مدنيون قضوا بمعظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.

وتؤكد السلطات الإسرائيلية أن قرابة 240 شخصا بينهم أجانب، أخذوا رهائن في هجوم حماس ونقلوا إلى غزة.

وتوعدت الدولة العبرية حركة حماس بـ"القضاء" عليها، وتشن حملة قصف جوي ومدفعي كثيف، وبدأت بعمليات برية اعتبارا من 27 أكتوبر، ما تسبب بمقتل 12300 شخص وفق آخر حصيلة لحكومة حماس، السبت. وبين القتلى أكثر من خمسة آلاف طفل و3300 امرأة.

تحذيرات من خطورة المساعي الأجنبية للتدخل بالانتخابات الأميركية ـ صورة تعبيرية.
تحذيرات من خطورة المساعي الأجنبية للتدخل بالانتخابات الأميركية ـ صورة تعبيرية.

قبل أقل من 50 يوما على موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، أشارت مجلة "فورين آفيرز"، إلى الأسبوع الجاري، حمل تذكيرات مقلقة بشأن حجم المخاطر التي تحيط بالعملية الانتخابية، وأبرزت بشكل جلي مدى عزم خصوم واشنطن على التدخل في مسار الاقتراع أو محاولة تقويضه.

وبحسب المجلة، فقد ظهرت تفاصيل جديدة عن هجمات إلكترونية وجهود للتدخل في الانتخابات، تقف وراءها الصين وروسيا وإيران، مما دفع المسؤولين الأميركيين وكبار التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا، إلى التحذير من نية هذه الدول في "إثارة الفوضى" خلال الأسابيع التي تسبق الخامس من نوفمبر.

تضليل وعقوبات على "ذراع استخباراتي"

وكشف تقرير جديد أصدرته مايكروسوفت، الثلاثاء، عن تحول مجموعات إلكترونية روسية، في الشهرين الماضيين، إلى مهاجمة حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس.

ونشرت هذه المجموعات عدة مقاطع فيديو مزيفة، بما في ذلك مقطع يُزعم أنه يظهر أحد مؤيدي هاريس وهو يهاجم أحد الحاضرين في تجمع للرئيس السابق دونالد ترامب، ومقطع آخر (من خلال موقع إخباري مزيف في سان فرانسيسكو) يدعي كذبا أن هاريس كانت متورطة في حادث دهس وهروب، ومقطع ثالث للوحة إعلانية مزيفة في مدينة نيويورك تسرد ادعاءات كاذبة بشأن سياسات هاريس.

وكتبت مايكروسوفت: "مع اقترابنا من الانتخابات، يجب أن نتوقع أن تستمر الجهات الفاعلة الروسية في استخدام الوكلاء الإلكترونيين ومجموعات الاختراق البرمجي لتضخيم رسائلهم من خلال مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الموجهة لنشر محتوى سياسي انقسامي ومقاطع فيديو مفبركة ودعاية معززة بالذكاء الاصطناعي".

وكثفت إدارة الرئيس جو بايدن جهودها لمكافحة عمليات التضليل والتأثير الروسية، حيث فرضت سلسلة من العقوبات، في وقت سابق من هذا الشهر، على وسائل الإعلام التي تديرها الدولة، بما في ذلك مؤسسة  (آر.تي)،  التي اتمهمتها بالعمل نيابة عن الكرملين "لتقويض الثقة في العمليات والمؤسسات الانتخابية الأميركية".

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي،، إنه يتعين على الدول معاملة أنشطة شبكة "آر تي"  كما تعامل أنشطة المخابرات السرية.

وقال بلينكن إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة تستهدف حملات التأثير الروسية المزعومة في الخارج.

ووجهت الولايات المتحدة اتهامات بغسل الأموال لاثنين من موظفي شبكة آر.تي وفرضت عقوبات على رئيسة التحرير مارغريتا سيمونيان، بشأن ما قال مسؤولون، إنه مخطط لاستخدام شركة أميركية لإنتاج محتوى عبر الإنترنت للتأثير على الانتخابات الأميركية عام 2024.

وقال بلينكين للصحفيين في وزارة الخارجية الأميركية إن كيانات إعلامية روسية "تعمل كذراع فعلية لجهاز الاستخبارات الروسي". 

وأضاف أن "آر تي" تخطت كونها منفذا إعلاميا وأصبحت تمتلك قدرات سيبرانية وتجري عمليات للحصول على معلومات سرية وللتأثير في الخارج أيضا، مستشهدا بمعلومات جديدة قال إن مصدر الكثير منها موظفون في"آر تي"، بحسب ما نقلته رويترز.

وقال بلينكن: "نحث كل حليف وكل شريك على البدء بمعاملة أنشطة RT كما يتعاملون مع الأنشطة الاستخباراتية الأخرى لروسيا داخل حدودهم".

واستجابت شركات التكنولوجيا ميتا وغوغل للعقوبات من خلال تقييد محتوى وحسابات المؤسسة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، هذا الأسبوع.

"ضربة قوية"

والأربعاء، كشف مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي، عن نجاح الوكالة في توجيه ضربة قوية لخصم إلكتروني بارز آخر: الصين.

وفي كلمته أمام الحاضرين في قمة "أسبن" للأمن السيبراني بواشنطن، أوضح راي أن فرق المكتب تمكنت من تفكيك شبكة روبوتات متطورة - وهي عبارة عن منظومة من أجهزة الحاسوب المخترَقة التي يسيطر عليها قراصنة "يعملون تحت إمرة الحكومة الصينية".

وقال راي إن القراصنة استولوا على مئات الآلاف من الأجهزة المتصلة بالإنترنت، بما في ذلك الكاميرات وأجهزة التخزين - نصفها في الولايات المتحدة - للقيام بأعمال التجسس وتعطيل الأنظمة الحيوية.

وأضاف: "نعتقد أن الأشرار أدركوا أخيرا أنهم كانوا يواجهون مكتب التحقيقات الفيدرالي وشركائنا، ومع هذا الإدراك قاموا بحرق بنيتهم التحتية الجديدة وهجروا شبكة الروبوتات الخاصة بهم".

وبحسب المجلة، فإن عملية السلطات الأميركية لإسقاط شبكة الروبوتات، التي يُزعم أنها تدار من قبل مجموعة قرصنة تسمى "Flax Typhoon"،  تبقى ثاني عملية هجومية إلكترونية ضد الصين في أقل من عام، إذ تأتي بعد عملية في ديسمبر 2023 ضد مجموعة أخرى تعرف باسم "Volt Typhoon"، ويتوقع المسؤولون أنها لن تكون الأخيرة.

وقال مسؤول كبير في الإدارة، متحدثا إلى الصحفيين، الأربعاء، بعد إعلان راي: "نود أن نرى المزيد من هذه العمليات وبشكل أكثر تكرارا".

وتابع: "ما كنا نناقشه هنا حقا من البيت الأبيض هو ما يمكن فعله لتسريع وتنفيذ هذه العمليات بانتظام، بحيث نجعل الأمر أكثر خطورة وتكلفة وصعوبة على الصين لتنفيذ عملياتها الإلكترونية واسعة النطاق".

"الخصم الثالث"

واعتبرت المجلة  أن إيران تبرز كخصم ثالث يتسم بجرأة متزايدة في تحركاته ضد واشنطن، مشيرة إلى بيان بيان مشترك من ثلاث وكالات أميركية رئيسية، يسلط الضوء على المساعي الإيرانية لاستهداف حملة ترامب الانتخابية لعام 2024.

وكثفت إيران جهودها للتدخل في سباق عام 2024 وسط تصاعد صراعها بالوكالة مع إسرائيل، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة.

ويأتي استهداف إيران لحملة ترامب على وجه الخصوص، بسبب ما اعتبرته المجلة انتقاما لاغتيال إدارته للجنرال الإيراني، قاسم سليماني في عام 2020.

وعلى الرغم من بعض الانتصارات العامة الرئيسية، هذا الأسبوع، فإن هناك إجماع في مجتمع الدفاع السيبراني بأن المعركة "لم تبدأ إلا للتو - ومن المرجح أن تزداد حدة مع اقتراب يوم الانتخابات"، حيث تواجه الولايات المتحدة ثلاثة خصوم ذوي قدرات عالية والذين، إن لم يكونوا يعملون معا بشكل مباشر، فإنهم يشتركون في أهداف مماثلة.

وقالت كيت كونلي، المستشارة الأولى في وكالة الأمن السيبراني، في قمة "بوليتيكو للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا"، هذا الأسبوع: "يمكن القول إن دورة انتخابات 2024 تواجه أكثر المشاهد التهديدية تعقيدًا حتى الآن".

وأضافت "نحن نرى مجموعة متزايدة ومتنوعة من الجهات الفاعلة الأجنبية التي تحاول التأثير على عمليتنا الديمقراطية.. بغض النظر عن الجهة الفاعلة، فإن أهدافهم هي نفسها - إنهم يريدون تقويض ثقة الشعب الأميركي في مؤسساتنا، ويريدون زرع الخلافات الحزبي".

وجدد عدد من قادة الصناعة التكنولوجية الذين زاروا واشنطن، هذا الأسبوع، نفس التحذيرات.

وقال براد سميث، رئيس مايكروسوفت، للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ في جلسة استماع بشأن تهديدات الانتخابات، الأربعاء: "نعلم أن هناك سباقا رئاسيا بين دونالد ترامب وكامالا هاريس، لكن هذا أصبح أيضا انتخابات إيران ضد ترامب وروسيا ضد هاريس".

وتابع: "وهي انتخابات حيث تتحد روسيا وإيران والصين بمصلحة مشتركة في تشويه سمعة الديمقراطية في أعين ناخبينا وحتى أكثر في أعين العالم".