تظاهرة في إسرائيل تطالب بإطلاق سراح المختطفين لدى حماس
تظاهرة في إسرائيل تطالب بإطلاق سراح المختطفين لدى حماس

أعلنت قطر وإسرائيل، الثلاثاء، قرب التوصل الى اتفاق للإفراج عن المختطفين لدى حركة حماس مقابل هدنة موقتة في قطاع غزة حيث يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية البرية وقصف مناطق عدة لليوم السادس والأربعين من الحرب.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو،  الثلاثاء، "نحرز تقدما" بشأن إعادة الرهائن.

وأوضح نتانياهو، خلال تفقده قاعدة عسكرية، في شمال إسرائيل "آمل أن تكون هناك أخبار سارة قريبا". 

من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الثلاثاء، أن المفاوضات بشأن الرهائن الذين اختطفتهم حركة حماس منذ هجومها على إسرائيل، بلغت "أقرب نقطة" من التوصل إلى اتفاق، منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر.

وقال الأنصاري، في مؤتمر صحفي في الدوحة، إن "الوساطة وصلت إلى مرحلة حرجة ونهائية وتجاوزت القضايا الجوهرية والمحورية، والمتبقية هي قضايا محدودة، وبالتالي هذا يعني (أنها) في أقرب نقطة وصلنا إليها للوصول إلى اتفاق منذ بداية هذه الأزمة".

وأضاف "نحن متفائلون، متأملون جدا، لكننا أيضا حريصون جدا على نجاح هذه الوساطة في التوصل إلى هدنة إنسانية"، حسبما نقلته فرانس برس.

من جهته، قال مصدر مطلع لرويترز، الثلاثاء، إن الاتفاق الذي تتوسط فيه قطر بين إسرائيل وحماس لإطلاق سراح رهائن ووقف الأعمال القتالية لعدة أيام في "مراحله النهائية" وإنه "أقرب من أي وقت مضى".

وأضاف المصدر أن الاتفاق ينص على إطلاق سراح حوالي 50 رهينة من المدنيين محتجزين لدى حماس وإطلاق سراح نساء وأطفال فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لرويترز، في وقت سابق، الثلاثاء، إن الحركة الفلسطينية تقترب من اتفاق هدنة مع إسرائيل، حتى مع استمرار الهجوم القاتل على غزة وإطلاق الصواريخ على إسرائيل.

ونقلت القناة 12 بالتلفزيون الإسرائيلي عن مصدر حكومي كبير لم تذكر اسمه القول "إنهم قريبون" لكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل، وفقا لرويترز.

"تفاصيل الاتفاق المرتقب"

في السياق ذاته، كشف مصدران إسرائيليان لشبكة "سي أن أن"، أنه يمكن الإعلان عن الاتفاق "في أقرب وقت اليوم".

وقال أحد المصدرين إن "الإفراج عن السجناء الفلسطينيين يحتاج إلى موافقة الحكومة الإسرائيلية، ولكن لا يُتوقع أن يمثل ذلك عقبة".

ومن المنتظر أن ينص الاتفاق، بحسب ما نقلته الشبكة، على إطلاق سراح 50 رهينة من النساء والأطفال، مقابل وقف للقتال لمدة تتراوح بين 4 إلى 5 أيام، إضافة إلى تحرير ثلاثة سجناء فلسطينيين عن كل رهينة إسرائيلية، بحسب مصادر متعددة.

وبموجب الاتفاق الوشيك "ستجمع حماس أيضا أي رهائن إضافيين من النساء والأطفال خلال الفترة التي يتوقف فيها القتال مؤقتا - وهو أمر أصرت الحركة على أنها لا تستطيع القيام به حتى يتم التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار". 

ويبقى من المحتمل، وفقا للشبكة أن يمدّد وقف إطلاق النار المؤقت لأيام أخرى لإطلاق سراح المزيد من الرهائن.

وأفادت "سي أن أن"، بأن الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم "من جنسيات مختلفة"، مشيرة إلى أن "الطفلة الأميركية، أبيجيل إيدان، البالغة من العمر 3 سنوات، والتي تعد أصغر رهينة أميركية والتي قُتل والداها على يد حماس، أحد من يأمل الأميركيون في أن يطلق سراحهم أولا"، وفقا لما نقلته عن شخص مطلع.

ولم يتضح على الفور عدد المواطنين الأميركيين الآخرين الذين سيكونون من ضمن الرهائن الـ50 الذين سيطلق سراحهم ضمن الاتفاق المنتظر، وفقا للشبكة.

من جهته، أكد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، صامويل وربرغ،  أن "الاتفاق قريب، لكن لم يتم التوصل إلى أي معطيات نهائية"، رافضا تقديم أي تفاصيل بشأنه على اعتبار أنه "ملف هش وحساس"، على حد تعبيره.

وأضاف وربرغ في لقاء مع قناة "الحرة"، أن واشنطن في تواصل مع أطراف بالمنطقة، من بينها قطر، لمناقشة إمكانية إطلاق سراح الرهائن، نافيا أن يكون "للولايات المتحدة أي تواصل أو علاقة مباشرة مع مجموعة حماس الإرهابية".

وفيما لفت المسؤول الأميركي، إلى أن  المناقشات "تجري دقيقة بدقيقة"، أوضح أن "التوصل لاتفاق بشأن الحرب لا يعني نهايتها".

وقال مصدر لـ"سي أن أن"، إنه "خلال الأيام التي سيتوقف خلالها القتال بشكل مؤقت، ستتوقف مسيرات الاستطلاع الإسرائيلية عن التحليق فوق شمال قطاع غزة، لمدة ست ساعات على الأقل كل يوم".

وتقود قطر جهود وساطة للإفراج عن المختطفين والتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في الحرب التي اندلعت إثر الهجوم المباغت الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، والذي أوقع بحسب السلطات الإسرائيلية 1200 قتيل، غالبيتهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال.

واتخذت حماس في الهجوم 240 مختطفا، بينهم أجانب، بحسب الجيش الإسرائيلي.

وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس، وتشن حملة قصف جوي ومدفعي كثيف، ما تسبب بمقتل 13300 شخص على الأقل في قطاع غزة غالبيتهم مدنيون، وبينهم أكثر من 5600 طفل، وفق أحدث حصيلة لحكومة حماس.

ونجحت الوساطة القطرية حتى الآن في الإفراج عن أربع من الرهائن الإناث في أكتوبر الماضي.

والأحد، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، أن إنجاز اتفاق يتوقف على قضايا "بسيطة"و"لوجستية"، مشيرا إلى أنه "أكثر ثقة بأننا قريبون بما يكفي من التوصل إلى اتفاق"، بدون أن يعطي مهلة زمنية لذلك.

ورفض الأنصاري الخوض في "تفاصيل ما يجري حاليا في الوساطة"، مشيرا إلى أنه "من المهم جدا اختيار الوقت المناسب" لذلك.

ويتوقع أن يتيح الاتفاق إفراج الجانب الفلسطيني عن عشرات من المختطفين، مقابل إطلاق إسرائيل عددا من الفلسطينيين في سجونها، ووقف الأعمال القتالية لأيام معدودة، وفق ما أفادت مصادر في حركتي حماس والجهاد الإسلامي وكالة فرانس برس.

وقال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، الثلاثاء، إن "الحركة سلمت ردها للإخوة في قطر والوسطاء، ونحن نقترب من التوصل لاتفاق الهدنة".

وأتى تصريح هنية المقيم في الدوحة، بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن "اعتقاده" بأن الاتفاق وشيك.

وسأل أحد الصحفيين الرئيس الأميركي على هامش حفل أقيم في البيت الأبيض "هل هناك اتفاق وشيك لإطلاق سراح الرهائن؟"، فأجابه "أعتقد ذلك". وحين كرر الصحفي السؤال، رد بايدن "نعم".

ورفض الأنصاري الدخول في تفاصيل الاتفاق الذي يتم التفاوض بشأنه، قائلا "لقد رأينا الكثير من التسريبات.. لكننا نفضل الاحتفاظ بتصريحاتنا، حتى يتخذ قرار نهائي بشأن الاتفاق".

إصابات خطيرة بالمئات بعد تفجير أجهزة اتصال لحزب الله اللبناني
التقجيرات نجم عنها مقتل 9 وإصابة المئات

تعهّدت جماعة حزب الله، صباح الأربعاء بـ"مواصلة" عملياتها العسكرية ضد إسرائيل، وذلك غداة هجمات استهدفت أجهزة "البيجر" التي يحملها عناصرها في مناطق مختلفة بلبنان، فيما أشارت تقارير إلى "حالة تأهب" بالمؤسسات الأمنية الإسرائيلية.

وأضافت الجماعة في بيان، أن وحداتها "ستواصل اليوم كما في كل الأيام الماضية عملياتها" التي تقول إنها "لإسناد غزة"، معتبرة أن "هذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب العسير الذي يجب أن ينتظره العدو"، في إشارة إلى إسرائيل.

وكان حزب الله قد اتهم إسرائيل بالوقوف وراء واقعة انفجارات "البيجر"، التي أسفرت عن مقتل 9 أشخاص وإصابة أكثر من 2800 آخرين. فيما لم تدل الأخيرة بأي تعليق على ما جرى.

من جانبها، ذكرت قناة "كان 11" العبرية، أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن ميليشيات حزب الله "تتأهب للرد" على "هجمات البيجر" التي وقعت الثلاثاء.

وأوضح تقرير القناة أنه في الساعات التي تلت انفجار أجهزة "البيجر"، "جرى استدعاء رؤساء الأجهزة الأمنية وكبار الضباط في الجيش الإسرائيلي، إلى محادثات عملياتية في مقر القيادة في (كيريا) بتل أبيب، بمشاركة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت".

وتم رفع حالة التأهب في إسرائيل حتى وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ بدء حرب السابع من أكتوبر في قطاع غزة، وعقب مقتل القيادي العسكري البارز في حزب الله، فؤاد شكر، قبل نحو شهرين، حسب "هيئة البث الإسرائيلية".

وأجرى رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي مساء الثللاثاء، بمشاركة هيئة الأركان العامة، تقييماً للوضع، مع التركيز على "الاستعداد الهجومي والدفاعي في جميع الميادين".

People gather outside the American University hospital after the arrival of several men who were wounded by exploded handheld…
تفجير أجهزة 'البيجر' في لبنان.. ما الأهداف الخفية وراء العملية؟
أثارت التفجيرات المدمرة التي استهدفت أجهزة اتصال "البيجر" التابعة لعناصر حزب الله، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة أكثر من 2800 آخرين تساؤلات عميقة حول نوايا إسرائيل الحقيقية وما إذا كان هذا الخرق الأمني هو جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى إشعال المنطقة.

وأوضح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لهيئة البث، أنه "لا يوجد في هذه المرحلة تغيير في توجيهات قيادة الجبهة الداخلية"، لافتا إلى أنه يتم "الاستمرار في الحفاظ على اليقظة"، وأن "الجيش سيبلغ عن أي تغيير في هذه التعليمات على الفور".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، قد نقلت عن مسؤولين أميركيين مطلعين قولهم، إن إسرائيل "نفذت عمليتها" ضد حزب الله بـ "إخفاء مواد متفجرة داخل دفعة جديدة من أجهزة اتصال تايوانية الصنع تم استيرادها إلى لبنان".

من جانبه، قال المحلل الأمني إيليا مانييه، في تصريحات لوكالة فرانس برس، إن هذه العملية تعتبر "خللا أمنيا كبيرا" في إجراءات الحزب، فقد تم استهداف الأجهزة عبر إدخال متفجرات متناهية الصغر داخلها، وتفجيرها بوسائل تقنية متقدمة.

وأضاف أن الهجوم تم الإعداد له على مدى شهور، وربما سنوات، مما يعكس تعقيد العملية ودقتها.

يشار إلى أن آخر حرب جرت بين إسرائيل وحزب الله كانت في يوليو 2006، وأسفرت عن مقتل 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون، و160 إسرائيليا غالبيتهم عسكريون.