مركز حدودي أرميني بجوار نقطة تابعة لأذربيجان على الطريق المؤدي إلى ناغورنو قره باغ في 21 سبتمبر 2023
مركز حدودي أرميني بجوار نقطة تابعة لأذربيجان على الطريق المؤدي إلى ناغورنو قره باغ في 21 سبتمبر 2023

قال مستشار رئيس أذربيجان، حكمت حاجييف، لرويترز، الثلاثاء، إن باكو ترغب في إجراء محادثات سلام ثنائية مع أرمينيا وتثق في أنهما سيتمكنان من التوصل إلى اتفاق بسرعة دون الحاجة إلى وساطة غربية.

وأضاف "إبرام اتفاقية سلام ليس أمرا بالغ الصعوبة. إذا حسُنت النوايا يمكن وضع المبادئ الأساسية لاتفاق سلام في وقت قصير".

لكن حاجييف رد على موضوع التدخل الغربي قائلا "نحتاج إلى سلام في منطقتنا، ليس في واشنطن أو باريس أو بروكسل".

وخاضت أذربيجان وأرمينيا حربين خلال العقود الثلاثة الماضية على أراضي قرة باغ، وهي منطقة معترف بها دوليا كجزء من أذربيجان، لكن انفصلت عنها أغلبية من السكان الأرمن، وأقاموا دولة مستقلة عنها بحكم الأمر الواقع في التسعينيات. 

واستعادت أذربيجان المنطقة في سبتمبر، ما أدى إلى نزوح جماعي لأرمن مقيمين في الإقليم، والذين يقدر عددهم الإجمالي بنحو 120 ألف نسمة.

وتدخل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا على مدار سنوات في مسعى لإقناع أرمينيا وأذربيجان بتوقيع اتفاقية سلام لكن هذه الوساطات باءت بالفشل.

ولم تتفق الدولتان حتى الآن على ترسيم حدودهما المشتركة والتي لا تزال مغلقة وعليها كثافة عسكرية كبيرة. ولا تزال تقع بشكل منتظم مناوشات حدودية غالبا ما تكون قاتلة.

وانسحبت أذربيجان، التي تربطها علاقات وطيدة مع تركيا، مرارا في الأشهر الأخيرة من محادثات السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، متهمة الطرفين بالتحيز لصالح أرمينيا.

ونسب رئيس وزراء أرمينيا،  نيكول باشينيان، هذا الأسبوع، الفضل إلى الاتحاد الأوروبي للمساعدة في تيسير التوصل إلى اتفاقية سلام، لكنه قال إن الجانبين ما زالا "يتحدثان لغات دبلوماسية مختلفة".

وقال حاجييف إن الولايات المتحدة أظهرت "ازدواجية في المعايير وموقفا غير بنّاء"، كما انتقدت أذربيجان فرنسا بشدة، التي قالت الشهر الماضي إنها وافقت على إبرام عقود جديدة لتزويد أرمينيا بمعدات عسكرية.

وفي كلمة ألقاها الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، أمام مؤتمر حول إنهاء الاستعمار، الثلاثاء، قال إن فرنسا مسؤولة عن "معظم الجرائم الدموية في التاريخ الاستعماري للإنسانية".

ارتفاع الثلوج بلغ مترين في بعض المناطق الأوكرانية
ارتفاع الثلوج بلغ مترين في بعض المناطق الأوكرانية

تفاقم العاصفة الشتوية القاسية التي تضرب جنوبي أوكرانيا، المصاعب التي يواجهها المدنيون والعسكريون على حد سواء، في الدولة التي تعيش حربا مستمرة منذ العام الماضي.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن العاصفة الثلجية أدت إلى تقطع السبل بالمدنيين على الطرق، في حين ساهمت بتعقيد حركة المساعدات الإنسانية إلى المجتمعات المحلية التي دمرها القتال في جميع أنحاء أوكرانيا.

ومع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون درجة التجمد في معظم أنحاء أوكرانيا، أصبح مئات الآلاف من المدنيين دون كهرباء، في الأراضي التي تحتلها روسيا، بعد انقطاع التيار عن مناطق بجنوب البلاد.

كما تسببت العاصفة في إعاقة طرق الإمداد لجيشي روسيا الغازية وأوكرانيا، وعمّقت بؤس عشرات الآلاف من الجنود المتجمعين في خنادق ضحلة عبر خط المواجهة مترامي الأطراف.

والإثنين، ضربت عاصفة شتوية قوية جنوبي أوكرانيا، مما أدى إلى جرف الدفاعات الساحلية الروسية من بعض الشواطئ في شبه جزيرة القرم المحتلة. 

وأغلقت السلطات الأوكرانية الطريق السريع الرئيسي بين مدينة أوديسا الساحلية والعاصمة كييف، الإثنين، بينما يتسابق عمال الإنقاذ، بما في ذلك بعضهم على عربات الثلوج، لإنقاذ الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل في السيارات والحافلات.

وقالت خدمات الطوارئ الأوكرانية، الإثنين، إنه تم إجلاء أكثر من 1600 شخص، من بينهم 93 طفلا، من الطرق في منطقة أوديسا.

وكتب وزير الداخلية، إيهور كليمينكو، على تطبيق تلغرام، أن "ما لا يقل عن 1370 شاحنة بضائع كانت عالقة، وجرى سحب 840 سيارة" بسبب تراكم الثلج، الذي وصل ارتفاعه في بعض الأماكن إلى مترين.

ومع تحرك العاصفة شمالا من البحر الأسود عبر أوكرانيا، مُنعت المركبات الكبيرة من دخول العاصمة كييف، الإثنين، حتى تتمكن أطقم العمل من إزالة الثلوج من الطرق.

وبغض النظر عن الأحوال الجوية، فإن القتال في أوكرانيا نادرا ما يهدأ منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل على البلاد في فبراير 2022. ومع ذلك، فإن العاصفة الثلجية كان لها تأثير على وتيرة المعارك هذه المرة.

وأصبحت أوكرانيا الآن في موقف دفاعي إلى حد كبير في معظم أنحاء الجبهة. ويأمل القادة العسكريون أن تعمل ظروف الشتاء القاسية لصالحهم. 

وفي حين أنهم ما زالوا أقل عددا وتسليحا في معظم النواحي، فإنهم يقاتلون على أرضهم.

والأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم القوات البرية الأوكرانية، فولوديمير فيتيو، إنه "مع تحرك أوكرانيا إلى الوضع الدفاعي، فإن تركيزها الرئيسي هذا الشتاء سيكون على تعطيل الخدمات اللوجستية الروسية، ومنع تسليم الأسلحة وحصص الإعاشة وغيرها من السلع الضرورية، حتى يجوعوا ويشعروا بالبرد، ولا يكون لديهم الرغبة في القتال".