قتلى بالآلاف في غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية. أرشيفية - تعبيرية
قتلى بالآلاف في غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية. أرشيفية - تعبيرية

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الأربعاء، إن الولايات المتحدة تراجع تقريرا صادرا عن منظمة العفو الدولية "أمنستي" أفاد بأن "ذخائر أميركية تسببت في مقتل مدنيين خلال غارات جوية في غزة".

وذكر تقرير المنظمة، الذي صدر الثلاثاء، أن "شظايا من ذخائر الهجوم المباشر المشترك أميركية الصنع" عثر عليها "في أنقاض منازل مدمرة في وسط غزة إثر غارتين أسفرتا عن مقتل 43 مدنيا بالمجمل بينهم 19 طفلا". 

ودخلت الحرب بين إسرائيل وحماس يومها الـ61، الأربعاء، عقب هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية على إسرائيل، في 7 أكتوبر، وأسفر عن مقتل 1200 شخص معظمهم من المدنيين وفقا للسلطات الإسرائيلية.

وردت إسرائيل على الهجوم بحملة قصف مدمر على قطاع غزة، وتنفذ منذ 27 أكتوبر عمليات برية واسعة النطاق، ما أدى إلى مقتل أكثر من 16200 شخص بينهم أكثر من 7100 طفل وفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة حماس.

هل هي "جرائم حرب"؟

ويصف تقرير منظمة العفو الدولية غارتين جويتين "مميتتين" بأنها "جرائم حرب" يجب التحقيق فيها، إذ أنها استهدفت "منازل مليئة بالمدنيين في قطاع غزة.. وكانتا إما هجمتين مباشرتين على مدنيين أو أعيان مدنية، أو هجمتين لا تميزان بين العسكريين والمدنيين".

وفي تفاصيل الغارتين، أكد ناجون منها للمنظمة أنهم لم "يتلقوا أي تحذير بشأن حدوث الغارة" التي أسفرت عن مقتل العشرات.

ووقعت إحدى هذه الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي، في 10 أكتوبر الماضي، والتي استهدفت منزل عائلة النجار في دير البلح، وأسفرت عن مقتل 24 شخصا، فيما استهدفت غارة أخرى، في 22 أكتوبر، منزل عائلة أبو معيلق في المدينة ذاتها وأسفرت عن مقتل 19 شخصا.

وتؤكد المنظمة أنها لم تجد أي مؤشر على تواجد "أي أهداف عسكرية في موقعي الغارتين أو على أن الأشخاص في المباني كانوا أهدافا عسكرية مشروعة"، متخوفة من "أن هاتين الغارتين كانتا هجمتين مباشرتين على المدنيين".

وذكرت "أمنستي" أنه يجب التحقيق فيهما كـ "جريمتي حرب" إذ أن "استخدام أسلحة متفجرة ذات آثار واسعة النطاق في مثل هذه المناطق المكتظة بالسكان يمكن أن يجعل هاتين الهجمتين عشوائيتين لا تميزان بين العسكريين والمدنيين".

"ذخائر أميركية"

واعتمدت المنظمة على فحوصات خبراء الأسلحة وصور الأقمار الصناعية وصور التقطت للدمار الحاصل في الموقعين وشظايا ذخائر عثر عليها وسط الركام، ويرجح أن "القنبلة التي أصابت منزل عائلة النجار كانت تزن 2000 رطل أي ما يعادل الطن من المتفرجات. أما القنبلة التي أصابت عائلة أبو معيلق ودمرت منزلها، فمن المرجح أنها كانت تزن 1000 رطل، أي نصف الطن، على الأقل".

وفي كلا الهجومين، "استخدمت القنابل من ذخائر الهجوم المباشر المشترك أميركية الصنع" بحسب المنظمة، حيث تظهر صور الشظايا المعدنية من الأسلحة بوضوح "المسامير المتميزة ونظام الحزام الذي يشير إلى أنها كانت جزءا من الإطار الذي يحيط بجسم القنبلة من ذخائر الهجوم المباشر المشترك".

وأشارت المنظمة إلى أن "الرموز المختومة على اللوحات من مجموعتي الشظايا التي عثر عليها برقم 70P862352، مرتبطة بذخائر الهجوم المباشر المشترك المصنعة من قبل شركة بوينغ"، وهي قد صنعت في عامي 2017 و2018.

الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنياس كالامار، قالت إن "استخدام الجيش الإسرائيلي ذخائر أميركية الصنع في هجمات غير قانونية ذات عواقب مميتة على المدنيين يجب أن يدق ناقوس خطر لدى إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن. لقد سهلت الأسلحة أميركية الصنع عمليات القتل الجماعي لعائلات ممتدة بأكملها".

وأضافت أنه قُتلت "عائلتان في هاتين الهجمتين، ما يشكل دليلا آخر على أن الجيش الإسرائيلي مسؤول عن قتل وإصابة مدنيين بشكل غير قانوني في قصفه على غزة".

ودعت كالامار "الولايات المتحدة، والحكومات الأخرى، بالتوقف فورا عن نقل الأسلحة إلى إسرائيل، التي من المرجح أن تستخدم لارتكاب أو زيادة خطر ارتكاب انتهاكات للقانون الدولي. تعارض المساعدة، عن عمد، في الانتهاكات الالتزام بضمان احترام القانون الدولي الإنساني. يمكن للدولة التي تستمر في توريد الأسلحة المستخدمة في ارتكاب الانتهاكات أن تُشارك في تحمل المسؤولية عن هذه الانتهاكات".

وأعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، الأربعاء، أن الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون في "رعب مطلق يتفاقم"، متحدثا خلال مؤتمر صحفي في جنيف.

وأشار إلى "مخاطر متزايدة" بوقوع "جرائم فظيعة" من إبادة وجرائم في حق الإنسانية وجرائم حرب في مثل "هذه الظروف الانسانية الكارثية".

قال تورك إنه بعد شهرين على "الهجمات المروعة التي نفذتها حماس ومجموعات فلسطينية مسلحة أخرى على إسرائيل ... ما زال المدنيون في غزة يتعرضون لقصف إسرائيلي متواصل ولعقاب جماعي".

ودعا إلى وقف فوري للأعمال العسكرية وإطلاق سراح جميع الرهائن.

A displaced woman who fled Aleppo countryside, carries baby in Tabqa
نازحة من مدينة حلب بسبب التصعيد بين قوى معارضة والنظام منذ أسبوع- رويترز

قالت فصائل المعارضة في سوريا، الأربعاء، إنها بلغت الأطراف الغربية والشرقية لمدينة حماة، وأصبحت المدينة هدفها القادم.

وتحاول الفصائل المسلحة، منذ يومين، اختراق دفاعات قوات النظام السوري من جهة ريف حماة الشمالي، وفي حين أنها حققت تقدما واسعا في العديد من القرى والبلدات التابعة للمدينة هناك اصطدمت، خلال الساعات الماضية، بحشود عسكرية كبيرة وبـ"حالة استماتة" على الأرض لم يراها مسلحوها عندما سيطروا على حلب وكامل محيطها.

وتقع مدينة حماة وسط سوريا تقريبا، مما يجعلها نقطة وصل بين المحافظات الرئيسية، مثل دمشق، حمص، حلب، إدلب. ويمنحها قربها من المناطق الريفية والحدود الإدارية لمحافظات مثل إدلب واللاذقية موقعا استراتيجيا، للتأثير على الكثير من الديناميكيات السياسية والعسكرية أيضا.

وفي تطور آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء، إن أكثر من 600 شخص قتلوا منذ بدء التصعيد العسكري بين فصائل معارضة مسلحة وقوات النظام السوري.

وأكد مقتل 605 أشخاص بينهم 107 مدنيين، بينما انقسمت خسائر الفريقين المتصارعين (المعارضة 299 قتيلاً، ومن قوات النظام ومواليه 199 قتيلاً).

فيما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 19 مدنياً بينهم 9 أطفال وسيدتان، وإصابة 4 مدنيين آحرين بجراح، يومي الأحد والاثنين الماضيين.

وقتلوا جرّاء قصف طيران تابع لقوات النظام السوري، بعدة صواريخ، مدينة السفيرة في ريف محافظة حلب الشرقي، بحسب بيان المنظمة الحقوقية، الأربعاء.

وهذه المنطقة لسيطرة فصائل "الجيش الوطني" المدعومة من تركيا، وهيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) المصنفة على قوائم الإرهاب الأميركية.

وأوضحت الشبكة السورية أن النظام "ارتكب بشكل لا يقبل التَّشكيك خرقاً لقراري مجلس الأمن رقم 2139 و2254 القاضيَين بوقف الهجمات العشوائية، كما انتهك قواعد القانون الدولي الإنساني الخاصة بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين".

وهذه الخروق، تابعت الشبكة "تؤدي لنشر الذعر بين المدنيين واقتلاعهم من أرضهم وديارهم، ودفعهم نحو التشريد القسري".

كما قالت الشبكة السورية إن عدد "المشردين" (النازحين) داخليا يُقدّر إجمالا بنحو 6.5 مليون مواطن سوري.

ودعت المجتمع الدولي للضغط على النظام السوري وحلفائه "لتعويض الضحايا المشردين وترميم المنازل والمراكز الحيوية، ودعم عملية الانتقال السياسي".

كما طالبته بـ"الضغط لإلزام الأطراف (المتنازعة) بتطبيق الانتقال السياسي ضمن مدة زمنية لا تتجاوز ستة أشهر كي يتمكن ملايين المشردين من العودة الآمنة والمستقرة إلى منازلهم".

مقتل صحفي

من بين المدنيين، قتل الصحفي السوري أنس الخربوطلي الذي يعمل لدى وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في غارة بالقرب من مدينة حماة.

ووثق الخربوطلي (32 عاما) الحرب الأهلية في سوريا التي بدأت بعد حملة إجراءات صارمة وحشية على الانتفاضة الشعبية التي اندلعت ضد الرئيس بشار الأسد في 2011 ، وكان يعمل لدى "د ب أ" منذ 2017.

وفي مايو الماضي قالت الشبكة السورية إنها وثقت مقتل 717 من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام منذ مارس 2011 بينهم 53 بسبب التعذيب على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا.

وتابع المرصد السوري في تقريره، أن هيئة تحرير الشام، وفصائل المعارضة المدعومة من تركيا "فشلت في السيطرة على جبل زين العابدين قرب مدينة حماة".

وأكد حدوث "معارك طاحنة مع قوات النظام التي شنت هجوما معاكسا ليل الثلاثاء- الأربعاء بدعم جوي من الطائرات الحربية، استعادت خلاله قرية كفراع ومعرشحور، وأبعدت هيئة تحرير الشام عن مدينة حماة نحو 10 كيلو مترات".

كما وصلت تعزيزات عسكرية لقوات النظام إلى محاور ريف حماة الشمالية والشرقية والغربية، إضافة لوصول مسلحين محليين من أبناء القرى إلى أطراف مدينة حماة.

والثلاثاء، سيطرت الفصائل المسلحة على السماقيات وكفرراع ومعرشحور ومعردس ومدرسة المجنزرات التي تعتبر مقرا لقوات الفرقة 25، واللواء 87 وحاجز بطيش ورحبة خطاب، وفق المرصد.

في المقابل نقلت وسائل إعلام تابعة للنظام، أنه قواته تخوض اشتباكات عنيفة مع فصائل معارضة، على محور جبل "زين العابدين" شمال شرق مدينة حماة ومحور الريف الشمالي الغربي للمدينة، وأوقعت قتلى في صفوف خصمها.

وقالت وكالة "سانا" إن "وحدات الجيش السوري تواصل عملياتها ضد مواقع ومحاور تحركات التنظيمات الإرهابية بريف حماة الشمالي وتتمكن من توسيع نطاق أمان المدينة بنحو 20 كلم بعد القضاء على أعداد من الإرهابيين وتدمير آلياتهم".

ويكمل التصعيد العسكري أسبوعه الأول، باستمرار القتال بين الأطراف، ومحاولة المعارضة المسلحة السيطرة على حماة، بعد أن سيطرت على مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية.

تصريحات أميركية..

وفي بروكسل، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، أن رفض رئيس النظام السوري بشار الأسد "الانخراط بأي طريقة ذات مغزى في عملية سياسية هو ما فتح الباب أمام هذا الهجوم والمكاسب التي حققتها هيئة تحرير الشام على الأرض".

وحسب ما نقل مراسل الحرة، فقد ذكر بلينكن، عقب اختتام اجتماعات وزراء خارجية دول حلف الناتو، في بروكسل، أن "ما شهدناه في سوريا مع الهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام يعكس حقيقة أن الداعمين الرئيسيين للنظام السوري، سواء روسيا أو حزب الله أو إيران، قد شُغلوا بطرق مختلفة بمشكلات تسببوا فيها بأنفسهم. ويبدو أن هيئة تحرير الشام استغلت هذا الوضع".

واعتبر وزير الخارجية الأميركي أن الأهم في الوقت الحالي تحقيق خفض التصعيد وضمان حماية المدنيين في جميع أنحاء سوريا".