العلماء يطالبون بالتدخل في وضع الخطط السياسية بهدف الحد من ظاهرة التغير المناخي
العلماء يطالبون بالتدخل في وضع الخطط السياسية بهدف الحد من ظاهرة التغير المناخي

دعا خبراء في مجال المناخ إلى "إصلاح شامل" لهيكل وصلاحية اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، بما في ذلك السماح للعلماء بـ"التدخل في الخطط السياسية للدول"، حسبما ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية.

وقال 5 من كبار المؤلفين الرئيسيين لتقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ لصحيفة "غارديان"، إنه "ينبغي منح العلماء الحق في وضع الخطط السياسية والإشراف على تنفيذها من قبل الدول الـ 195 الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)".

والهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، هي منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة تتكون من 3 آلاف من علماء المناخ وغيرهم من الخبراء.

وتعتبر أيضا الجهة العلمية النافذة في مجال دراسة الاحتباس الحراري وتأثيراته.

وقالت نائبة رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، سونيا سينيفيراتني: "مع تزايد تغير المناخ سوءا، أصبح من الصعب أن تكون السياسة ذات الصلة دون توجيه ملزم".

وأضافت أنه ينبغي للعلماء أن "يكونوا قادرين على الدعوة إلى خفض (استخدام) الوقود الأحفوري، والتخلص التدريجي منه". 

وعن "التناقض بين العلم والعمل على أرض الواقع"، قالت: "من الصعب علينا فهمه كعلماء؛ لأن العلم لا يبدو له أي معنى".

وتتلخص طريقة عمل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقديم تقارير تقييمية لأحدث علوم المناخ، والتي يمكن أن يصل طولها إلى أكثر من 3000 صفحة، كل 6 إلى 7 سنوات. كما يتم تجميع "ملخص لصانعي السياسات" أقصر من تلك التقييمات الطويلة.

وقال جيرت جان نابورس، المؤلف الرئيسي لثلاثة تقارير للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ: "يبدو أن الأدوار الحاسمة والمستقلة والتوجيهية للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ أصبحت أقل وضوحا".

وتابع: "مع تراجع تلك الأدوار، يبدو أن الدول تمارس نفوذا أكبر".

وقال إن المشكلة بالنسبة للمؤلفين هي أنهم "لا يستطيعون أن يكونوا موجهين للسياسة، وبالتالي لا يمكنهم الإدلاء ببيانات صارمة بشأن ما ينبغي القيام به".

وتساءل نابورس عن قيمة الاستمرار في إنتاج تقارير التقييم عندما "نعلم بالفعل أنه في غضون 5 إلى 6 سنوات لن تكون الرسالة مختلفة تماما، وستظل المشكلة قائمة، وستظل الانبعاثات في ارتفاع، وسيكون هناك مزيد من الأدلة على التأثيرات، ووقت أقل لمحاولة البقاء تحت درجتين مئويتين (من ارتفاع درجات الحرارة فوق مستويات ما قبل الصناعة)".

وتوصي الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، بأن تخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 43 بالمئة بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2019، على أمل الوصول إلى الهدف المتمثل بحصر الاحترار عند 1,5 درجة مئوية.

وقال غلين بيترز، المؤلف الرئيسي لسيناريوهات الانبعاثات في تقرير التقييم السادس للهيئة ذاتها، إنه ينبغي السماح للعلماء بـ"تحديد أسباب الزيادات في انبعاثات غازات الدفيئة في كل دولة على حدة - مثل استخدام الفحم في الصين - وتقديم أمثلة على مسارات التخفيف الناجحة في أماكن أخرى".

وبحسب "غارديان"، فإن وثائق التفاوض تظهر أن بيان علماء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، بأن الصين والهند مسؤولتان عن أكثر من 50 بالمئة من صافي الزيادات في الانبعاثات العالمية بين عامي 2010 و2019، قد تمت إزالته من الملخص الأخير لصانعي السياسات.

وقال بيترز: "يحتاج الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ إلى التحرك نحو حل المشكلة. إذا لم يحدث ذلك في تقرير التقييم السابع، فأعتقد أن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ستفقد أهميتها".

التبرعات الوهمية مولت أنشطة حماس
التبرعات الوهمية مولت أنشطة حماس

كشفت وثائق سرية حصلت عليها صحيفتا "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، عن تفاصيل جديدة بشأن تخطيط حركة حماس لهجوم السابع من أكتوبر، وعن خطط أكثر طموحا وتدميرا "كانت الحركة تعد لتنفيذها" ضد إسرائيل.

وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأنها حصلت على وثائق لمحاضر 10 اجتماعات سرية لقياديين بحماس، وتقدم نظرة مفصّلة عن العملية التي أطلقوا عليها اسم "المشروع الكبير"، والتي جاءت بعد سنوات من التخطيط من طرف الحركة المصنفة إرهابية بالولايات المتحدة.

وجاء في الوثائق التي نشرتها الصحيفة، بأن الاستعداد للهجوم انطلق في أوائل عام 2022، واستمر لأكثر من عامين، بمشاركة قادة حماس البارزين، يحيى السنوار ومحمد ضيف ومروان عيسى. 

ويذكر التقرير أن قادة حماس في غزة أطلعوا إسماعيل هنية، القائد السياسي للحركة المقيم في قطر، على تفاصيل "المشروع الكبير"، الأمر الذي لم يكن معروفا في السابق، بعد أن تداولت تقارير عدة بأن القيادة العسكرية لحماس في غزة، هي من خططت وقررت الهجوم دون تنسيق مع مسؤولي الحزب بالخارج.

وتكشف المحاضر أن حماس خططت في البداية لتنفيذ هجومها على إسرائيل في خريف 2022، لكنها أجلت الخطة في محاولة لإقناع حلفائها الإقليميين إيران وحزب الله بالمشاركة.

وتوضح أنه في يوليو 2023، أرسلت حماس مسؤولا كبيرا إلى لبنان للقاء قائد إيراني رفيع المستوى، وطلب المساعدة في ضرب مواقع حساسة خلال الساعة الأولى من الهجوم. 

وأخبر القائد الإيراني حماس أن إيران وحزب الله داعمين من حيث المبدأ، لكنهما بحاجة إلى مزيد من الوقت للتحضير. 
كما خططت الحركة أيضا لمناقشة الهجوم بمزيد من التفصيل مع حسن نصر الله، زعيم حزب الله، آنذاك، لكن الوثائق لا توضح ما إذا كان هذا الاجتماع قد حدث بالفعل.

وتقول الصحيفة، إن الحركة اعتمدت استراتيجية محكمة لخداع إسرائيل بشأن نواياها، إذ تجنبت عمدا إثارة أي مواجهات وتفادت التصعيد لمدة عامين منذ 2021، بهدف تعظيم عنصر المفاجأة في هجوم 7 أكتوبر، إذ ذكر القادة في اجتماعاتهم، أن من الضروري "إبقاء العدو مقتنعا بأن حماس في غزة تريد الهدوء"، وفقا للوثائق.

وكان التوقيت وعوامل أخرى حاسمة في قرار حماس بتنفيذ الهجوم، حيث ناقش قادة حماس إمكانية شن الهجوم خلال الأعياد اليهودية، في سبتمبر أو أكتوبر 2023. 

وأثرت عوامل أخرى على قرارهم، بما في ذلك الرغبة في تعطيل جهود تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، والقلق من تطوير إسرائيل لنظام دفاع جوي متطور جديد.

بالإضافة إلى ذلك، لفت قادة حماس إلى أن "الوضع الداخلي" لإسرائيل ـ في إشارة على ما يبدو إلى الاضطرابات التي أحدثتها خطط رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، المثيرة للجدل لإصلاح القضاء - كان من بين الأسباب التي "أجبرتهم على التحرك نحو معركة استراتيجية".

وذكرت الصحيفة أنه تم العثور على الوثائق من قبل الجنود الإسرائيليين في أواخر يناير، على جهاز كمبيوتر خلال تفتيش مركز قيادة تحت الأرض تابع لحماس في خان يونس، جنوب غزة. 

"هجومات أكثر فتكا"

بدورها، نقلت صحيفة "واشنطن بوست"، وثائق سرية قالت إنها تعود لحماس، وتشمل 59 صفحة من "رسائل وتخطيطات هجومية مفصلة لهجمات على إسرائيل".

وتكشف الوثائق سرية التي نقلتها الصحيفة، عن تخطيط حركة حماس لموجة من الهجمات الإرهابية ضد إسرائيل أكثر فتكا من هجوم 7 أكتوبر، مع سعيها للحصول على مساعدة إيرانية كبيرة لتحقيق رؤيتها في القضاء على الدولة اليهودية.

ووفقا لتقرير لواشنطن بوست، تضمنت الوثائق البالغ عددها 59 صفحة، عرضا تقديميا من 36 صفحة يوضح خيارات وسيناريوهات لمهاجمة إسرائيل على جبهات متعددة.

أعلن حزب الله مقتل أمينه العام، حسن نصر الله، السبت، إثر غارة إسرائيلية
قائمة قيادات حزب الله وحماس الذين تعرضوا للاغتيال
تتعقب إسرائيل وتغتال قادة من جماعة حزب الله في لبنان، وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة، وسط تصاعد حاد في المواجهات المستمرة منذ قرابة العام.

وفيما يلي قائمة ببعض عمليات الاغتيال التي استهدفت قيادات في حزب الله وحماس وأشارت أصابع الاتهام فيها إلى إسرائيل.

وتشمل هذه الخطط، خطة لإسقاط ناطحة سحاب في تل أبيب على غرار هجمات 11 سبتمبر. بالإضافة استهداف شبكة السكك الحديدية الإسرائيلية باستخدام قطارات محملة بالمتفجرات، بالإضافة إلى تحويل قوارب الصيد إلى زوارق هجومية سريعة، واستخدام عربات تجرها الخيول لنقل المقاتلين والأسلحة، حسبما أوردت الصحيفة.

وتكشف الوثائق التي نقلتها الصحيفة، أيضا عن فحوى رسائل من قائد حماس في غزة، اسنوار إلى كبار المسؤولين الإيرانيين في عام 2021، والتي يطلب فيها من طهران 500 مليون دولار على مدى عامين، إضافة غلى تدريب وتجهيز 12 ألف مقاتل إضافي من حماس.

ووعد السنوار في رسائله بأنه بدعم إيران، يمكن لحماس تدمير إسرائيل بالكامل خلال عامين، قائلاً: "نعدكم بأننا لن نضيع دقيقة أو قرشاً ما لم يقربنا من تحقيق هذا الهدف المقدس".

ورغم أن الوثائق تظهر طموحات حماس الكبيرة في ضرب إسرائيل،  إلا أن خبراء وصفوا بعض هذه الخطط بأنها غير عملية وغير مكتملة، في حديثهم للصحيفة الأميركية.

وكشفت الوثائق أيضا عن تغير في العلاقة بين حماس وإيران منذ عام 2014، حيث سعت حماس للحصول على مزيد من الدعم الإيراني، بينما أظهرت إيران اهتماما أكبر بتوجيه كيفية إنفاق الأموال.

ورغم أن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين يعتقدون أن إيران فوجئت بهجوم 7 أكتوبر ولم تكن على علم بتفاصيله مسبقا، إلا أنهم يرون أن كلا من طهران وحزب الله كانا على دراية بأن حماس كانت تعد لضربة كبيرة.

وفي ردها على التقرير، نفت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة صحة الادعاءات، متهمة إسرائيل بنشر معلومات مضللة.

كما رفض باسم نعيم، المسؤول الكبير في حماس، التعليق على محتوى الرسائل والسجلات، مشيراً إلى أن لإسرائيل تاريخا في تزوير الوثائق.

ويأتي الكشف عن هذه الوثائق، في وقت تدرس فيه القيادة الإسرائيلية احتمال شن رد صاروخي على إيران، التي أطلقت عليها في مطلع الشهر الجاري أكثر من 180 صاروخاً باليستيا، في خطوة وصفتها بأنها رد انتقامي على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، واسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في عملية نُسبت إلى إسرائيل.

ومذّاك تتوعّد إسرائيل بالرد، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الرد على هجوم طهران سيكون "فتاكا ودقيقا ومفاجئا".

وتسعى واشنطن إلى الحد من نطاق الرد الإسرائيلي المرتقب، تجنبا لاشتعال الشرق الأوسط برمته. وقال الرئيس الأميركي إنه يعارض الضربات التي قد تستهدف المنشآت النووية الإيرانية وينصح بعدم توجيه ضربات ضد البنية التحتية النفطية.