الحوثيون صعدوا هجماتهم البحرية في الشهرين الماضيين على خلفية الحرب في غزة
الحوثيون صعدوا هجماتهم البحرية في الشهرين الماضيين على خلفية الحرب في غزة

أسقطت فرقاطة فرنسية مسيرتين في البحر الأحمر كانتا متجهتين نحوها انطلاقا من سواحل اليمن حسبما أعلنت هيئة أركان الجيوش الفرنسية، الأحد.

وقالت الهيئة في بيان إن الفرقاطة المتعددة المهام "لانغدوك" العاملة في البحر الأحمر "اعترضت هذين التهديدين ودمرتهما"، ليل السبت الأحد.

وأضافت الهيئة أن الطائرتين المسيرتين أطلقتا من منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، بالقرب من مدينة الحديدة الساحلية.

وأوضحت أنه تم اعتراضهما على بعد حوالي 110 كيلومترات من الساحل، بحسب البحرية.

وتم إطلاق أول طائرة مسيرة على السفينة حوالي الساعة 11:30 مساء بتوقيت اليمن، فيما تم إطلاق المسيرة الثانية عند الساعة 01:30 بعد منتصف ليل السبت الأحد.

وتم نشر لانغدوك بالمحيط الهندي منذ أغسطس، ورافقت مؤخرا حاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس دوايت دي أيزنهاور" التي عبرت مضيق هرمز إلى الخليج العربي، وفقا لما أعلنته "سنتكوم" في نوفمبر الماضي.

وفي وقت سابق، السبت، هدد الحوثيون بمهاجمة أي سفينة تتجه نحو الموانئ في إسرائيل، عبر خليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر، بغض النظر عن الدولة التي تنتمي إليها السفينة.

وأعلن الحوثيون، السبت، أنهم سيمنعون مرور السفن المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، عبر البحر الأحمر ما لم يتم إدخال الأغذية والأدوية إلى غزة، ردا على حرب إسرائيل على القطاع الفلسطيني المحاصر.

وسبق أن أعلنت واشنطن أن مدمرة أميركية أسقطت ثلاث طائرات مسيرة خلال تقديمها، الأحد الماضي، الدعم لسفن تجارية في البحر الأحمر استهدفتها هجمات من اليمن، منددة بـ"تهديد مباشر" للأمن البحري.

وصعد الحوثيون هجماتهم البحرية في الشهرين الماضيين على خلفية الحرب في غزة، وقالوا إنهم احتجزوا وهاجموا سفنا مملوكة لرجال أعمال إسرائيليين.

كما أعلن الحوثيون أيضا عن إطلاق العديد من المسيرات والصواريخ الباليستية استهدفت مدينة إيلات على خليج العقبة، في عمليات متفرقة منذ 7 أكتوبر، وتقول إسرائيل إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت معظمها.

سوريون في تركيا يحتفلون بسقوط نظام بشار الأسد
سوريون في تركيا يحتفلون بسقوط نظام بشار الأسد

يرتب محمد العبد الله، وهو حقوقي سوري، إجراءات السفر إلى وطنه الذي غادره قبل 17 عاما باتجاه الولايات المتحدة الأميركية، وهو "فرح" بسقوط نظام كان السبب في دخوله السجن لسنوات بسبب نشاطه الحقوقي.

سيعود العبد الله إلى وطن اشتاق له، بحقيبة سفر، وبذاكرة أثقلتها مشاهد التعذيب في سجون الأسد، والنضال ضده.

قال خلال مقابلة مع موقع "الحرة": "إخراج الأسد كان خطوة ضرورية، لكنه ليس النهاية".

ويتوقع أن تكون المرحلة الانتقالية "صعبة" وربما "لن تكون الأفضل". ثم قال: "لكننا على الأقل، في الطريق الصحيح".

كان في العشرين من عمره عندما قرر بدء نشاطه في الدفاع عن حقوق الإنسان عام 2005، ليكن ضمن صفوف المعارضين لنظام الأسد الذي وصل السلطة عام 2000 خلفا لوالده حافظ الأسد.

تحتم على العبد الله آنذاك، أن يسلط الضوء على المعتقلين السياسيين الذين يعانون خلف القضبان، وفقا لقوله.

قال أيضا: "كان دورنا تسليط الضوء على تلك المآسي. نوثق، نراقب، ونتحدث عن التعذيب الذي لم يكن خفيا، بل كان جزءا من سياسة ممنهجة".

لم يسر نشاط العبد الله النظام السوري، ففي ذات العام اعتقل بتهمة "نشر أنباء كاذبة" ثم حوكم عسكريا، وتم إيداعه سجن عدرا. 

صورة غير منشورة من قبل لمحمد العبدالله ووالده في المحكمة العسكرية بدمشق عام 2006

بعد شهر، خرج من السجن، وعاد إلى نشاطه الحقوقي، واعتقل مجددا في عام 2006، فحكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن لمدة 6 أشهر.

هذه المرة، أُودِع في سجن صيدنايا الشهير، الاسم الذي يحمل في داخله ذاكرة مرعبة لكل من وطأ أبوابه. هناك، رأى ما لا يُنسى، وسمع حكايات لم تبارحه يوما، وتعرض للتعذيب رغم صغر سنه. 

هناك، حدث شيء لم يكن يتوقعه: التقى بوالده المعتقل السياسي.

قال العبد الله: "لم يكن اللقاء كما قد يتخيله أحد. التقينا في قلب الجحيم".

احتجزا معا في صيدنايا لفترة ثم نقلا إلى سجن عدرا، حيث حوكما معا أمام المحكمة العسكرية بدمشق. "تلك اللحظات تجمع بين الألم والاعتزاز. رأيت والدي يثبت على موقفه رغم كل القسوة" قال العبد الله.

حين انتهت مدة عقوبته، قرر الهروب، وهو الخيار الوحيد الذي يبقيه على قياد الحياة، وفقا لقوله.

بلا أوراق رسمية، عبر الحدود إلى لبنان، لكنه كان يواجه خطر الاعتقال مرة أخرى مع مضايقات الأمن  العام اللبناني بسبب إقامته غير القانونية في البلاد.

ومن هناك، كان المنفى الأميركي وجهته الأخيرة، بعد أن حصل على لجوء سياسي بمساعدة الأمم المتحدة.

في واشنطن، لم يترك محمد قضيته، حيث أسس المركز السوري للمساءلة والعدالة، مركزا جهده على توثيق التعذيب والبحث عن مصير المعتقلين الذين تم تغييبهم لعقود.

قال: "رائحة الزنازين ووجوه السجناء ما زالت ترافقني، هي دافع لي للاستمرار في هذا العمل مهما كلفني".

يحتفل العبد الله اليوم بإزاحة الأسد عن الحكم، لكنه يعرف أن الفرح وحده لا يكفي.

وبرغم القلق الذي يحيط بمستقبل سوريا، يظل العبد "مفتائلا".

"المجرم غادر القصر، وسوريا بدأت تتنفس الحرية. الطريق طويل، لكن الشعب الذي تحمل كل هذا الألم، قادر على بناء وطن جديد" قال العبد الله قبل سفره إلى سوريا.

سجناء محررون يركضون في شوارع دمشق بتاريخ 8 ديسمبر 2024