أتى هذا بعد يوم من اتهام الفلبين، السبت، خفر السواحل الصيني بإطلاق خراطيم المياه بشكل متكرر "لإعاقة" عبور ثلاثة زوارق حكومية
أتى هذا بعد يوم من اتهام الفلبين، السبت، خفر السواحل الصيني بإطلاق خراطيم المياه بشكل متكرر "لإعاقة" عبور ثلاثة زوارق حكومية

اتهم مسؤول في خفر السواحل الفلبيني، الأحد، الصين بإطلاق مدافع مياه على سفينتين لإعادة الإمداد وصدمهما في بحر الصين الجنوبي، مشيرا إلى أن واحدة منهما تعرضت "لضرر بالغ في المحرك".

وقال جاي تاريلا، المتحدث باسم خفر السواحل على موقع إكس للتواصل الاجتماعي إن خفر السواحل الصيني "أطلق مدافع مياه" على سفينتي إعادة إمداد تابعتين له في بحر الصين الجنوبي صباح الأحد.

أتى هذا بعد يوم من اتهام الفلبين، السبت، خفر السواحل الصيني بإطلاق خراطيم المياه بشكل متكرر "لإعاقة" عبور ثلاثة زوارق حكومية بالقرب من منطقة شعاب مرجانية تسيطر عليها بكين في بحر الصين الجنوبي.

وقالت وحدة العمليات الوطنية في غرب الفلبين في بيان إن "سفن خفر السواحل الصينية استخدمت خراطيم المياه لإعاقة مرور القوارب" التابعة للحكومة الفلبينية التي كانت في مهمة إمداد قوارب الصيد. 

وأضافت الوحدة الفلبينية أنها "تدين بشدة الأعمال غير القانونية والعدوانية التي يقوم بها خفر السواحل الصيني والميليشيا البحرية الصينية".

لكن شبكة "سي سي تي في" الحكومية الصينية أشارت إلى أن خفر السواحل في البلاد  استخدم "إجراءات المراقبة طبقاً للقانون" بحق السفن الفيليبينية التي "اخترقت" المياه المحيطة بالشعاب المرجانية.

ووقع الحادث، السبت، بالقرب من شعاب سكاربورو شول، وهي منطقة تشهد توترات بين مانيلا وبكين التي تطالب بالسيادة شبه الكاملة على هذا الممرّ المائي.

وأظهر مقطع فيديو نشره خفر السواحل الفلبيني قوارب خفر السواحل الصينية وهي تطلق خراطيم المياه على زوارق المكتب الفلبيني لمصايد الأسماك والموارد المائية.

وأشارت وحدة العمليات الوطنية في الفلبين إلى أن معدات الاتصالات والملاحة للقارب الفلبيني طالته "أضرار جسيمة".

وقال خفر السواحل الفلبيني إن المراقبة الجوية لمكتب البلاد لمصايد الأسماك والموارد المائية أظهرت أيضا إقامة حاجز عائم عند مدخل الشعاب المرجانية وتحرسه زوارق صينية. 

وأشار صيادون فلبينيون إلى أن خفر السواحل الصيني أقام الحاجز في وقت مبكر من السبت، بحسب وحدة العمليات.

وسكاربورو شول منطقة صيد غنية استحوذت عليها الصين، في عام 2012.

ومنذ ذلك الحين نشرت الصين دوريات تقول مانيلا إنها تعرقل السفن الفلبينية وتمنع صياديها من الوصول إلى البحيرة حيث تكثر الأسماك.

وتبعد سكاربورو شول 240 كلم عن جزيرة لوزون، الأكبر في البلاد، وحوالي 900 كلم من مقاطعة هاينان، أقرب نقطة في البر الصيني.

بموجب اتفاقية الأمم المتحدة حول قانون البحار، المُوقَّعة عام 1982، والتي ساعدت الصين على التفاوض عليها، تمتلك الدول اختصاصا أو سلطة على الموارد الطبيعية على نطاق حوالي 200 ميل بحري (370 كلم) من شواطئها.

وبين مانيلا وبكين سجل طويل من التوترات في بحر الصين الجنوبي الذي تمر عبره سلع تجارية تُقدَّر بمليارات الدولارات سنويا.

وتطالب بكين بالسيادة على الجزء الأكبر من بحر الصين الجنوبي وقد تجاهلت قرارا صادرا عن محكمة دولية، عام 2016، ينص على أن لا أساس قانونيا لمطالباتها هذه.

كذلك تطالب كل من الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي بالسيادة على أجزاء منه. 

قصف إسرائيلي مكثف ومتواصل على مناطق متفرقة في لبنان
قصف إسرائيلي مكثف ومتواصل على مناطق متفرقة في لبنان

نفت كل من الولايات المتحدة ولبنان صحة المعلومات التي أشارت إلى أن واشنطن طلبت من بيروت إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد.

هذا النفي تزامن مع زيارات مكثفة أجراها المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، آموس هوكستين، والمبعوث الخاص لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك في لبنان وإسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية لدفع جهود وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران.

مارك غينسبرغ الدبلوماسي الأميركي السابق، قال لقناة "الحرة" إن الحكومة الإسرائيلية مصرة على موقفها بأن تكون "حرة في التصرف" بموجب قرار أممي يتم تعديله ومراجعته "يتيح لإسرائيل حرية التصرف والدخول الى جنوب لبنان" وأوضح أن حرية التصرف هذه تعتبر "نقطة يصعب تحقيقها".

وكانت وكالة رويترز نقلت مصدر سياسي لبناني كبير ودبلوماسي رفيع المستوى القول إن الولايات المتحدة طلبت من لبنان إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد مع إسرائيل من أجل إحياء محادثات متوقفة لإنهاء الأعمال القتالية بين إسرائيل وجماعة حزب الله.

وقال المصدران إن المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين نقل المقترح لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي هذا الأسبوع.

غينسبر أضاف لقناة "الحرة" أن الصعوبة الثانية في وقف إطلاق النار في لبنان "هي رفض حزب الله لأي تعديل على قرار 1701 وتطبيق بنود هذا القرار سيما تلك المتعلقة بطبيعة القوات المطلوب انتشارها في جنوب لبنان سواء كانت من الجيش اللبناني أو قوات أممية، أو تكون مزيج بينهما".

مسؤول في البيت الأبيض نفى الجمعة، أن تكون الولايات المتحدة طلبت من الحكومة اللبنانية إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، وقال للحرة "لا وجود لأي مقترح من هذا القبيل"، مشددا أن واشنطن تعمل مع الطرفين اللبناني والإسرائيلي للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وأوضح المسؤول أن كبار المسؤولين في البيت الأبيض زاروا لبنان وإسرائيل في الأيام القليلة الماضية لدفع هذه الجهود إلى الأمام.

مكتب ميقاتي نفى بدوره في بيان، نقلا عن رويترز، أن تكون واشنطن طلبت من بيروت إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، وقال إن موقف الحكومة واضح بشأن السعي إلى وقف إطلاق النار من الجانبين وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى الجولة السابقة من الصراع بين الطرفين في عام 2006.

ولا تلوح في الأفق القريب  بوادر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، على الرغم من الجهود الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة لتقريب وجهات النظر بين الحكومة اللبنانية وإسرائيل.

فما رشح عن اللقاءات التي أجراها المبعوثين الأميركيين  هوكستين وماكغورك في إسرائيل، ومن قبلها في لبنان، أبقت كل طرف متمسكا بمواقفه وشروطه من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

لقاءات هوكستين وماكغورك في إسرائيل مؤخرا، مع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يواف غالانت، تمحورت حول الرغبة في إنهاء تهديد حزب الله ضد إسرائيل، وعودة سكان الشمال إلى ديارهم.

لكن العقدة بين بيروت وتل أبيب تكمن في تطبيق القرار 1701، وتفسر كل طرف لبنود هذا القرار، إذ يلقي كل طرف باللائمة على الآخر في عدم الالتزام بما جاء فيه.

وينص القرار الذي أقره مجلس الأمن الدولي عام ألفين وستة، على ضرورة عدم وجود قوات مسلحة غير اليونيفيل والجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني، ما يعني انسحاب قوات حزب الله من مناطق جنوب لبنان بشكل كامل.

لكن، ومنذ ذلك الحين، عزز الحزب وجوده العسكري في جنوب لبنان، وهو ما بات يشكل قلقا لإسرائيل، التي أكد رئيس حكومتها أن القضية الأساسية ليست في مسودة هذا الاتفاق أو ذاك، بل بقدرة إسرائيل على إنفاذ الاتفاق وإحباط أي تهديد لأمنها من لبنان.