الحوثيون يربكون حركة الشحن البحري في مضيق باب المندب. أرشيفية
الحوثيون يربكون حركة الشحن البحري في مضيق باب المندب. أرشيفية

أكدت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" وقوع هجمات صاروخية نفذها الحوثيون، الجمعة، استهدفت سفن شحن كانت تسير في الممرات الملاحية الدولية في مضيق باب المندب.

وقالت في بيان إن الحوثيون تواصلوا مع سفينة "MSC ALANYA" والتي تحمل العلم الليبري وتتجه شمالا في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر وهددت بمهاجمتها، وأمروهم بالاستدارة والتوجه جنوبا.

وأشارت القيادة المركزية أنها حافظت على اتصالات مباشرة مع السفينة حيث استمرت في رحلتها، وبعد ذلك أطلقت طائرة مسيرة من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وأصابت سطح السفينة التي أطلقت إشارة استغاثة تفيد أن الطاقم يكافح حريقا سببه الهجوم، وتم إطفاء الحريق.

وبعد ذلك أطلق الحوثيون صاروخين باليستيين باتجاه الممرات الملاحية الدولية في مضيق باب المندب، أصاب أحدها السفينة "MV PALATIUM 3" والتي ترفع العلم الليبيري أيضا، وبثت السفينة نداء استغاثة، استجابت له سفينة "USS MASON" فيما لم يصب الصاروخ الأخر أي سفينة.

وذكر البيان أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات في أي من السفن الثلاث التي تعرضت للهجوم، مشددة أن هذه الهجمات تعد دليلا على الخطر الكبير الذي يتعرض له الشحن الدولي بسبب سلوكيات مجموعة الحوثيين.

وكان المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، قد أكد الجمعة، أن عبور الشحن التجاري في البحر الأحمر أصبح الآن "أكثر خطورة" بسبب هجمات الحوثيين، وسيكون لدى البيت الأبيض المزيد ليقوله عن تفاصيل قوة العمل البحرية في الأيام المقبلة.

وهاجم الحوثيون في اليمن سفنا في الممرات الملاحية بالبحر الأحمر في الأسابيع الماضية وأطلقوا طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل قائلين إنهم يهدفون إلى دعم الفلسطينيين في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل حربا في غزة.

وكان المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، قد قال لرويترز إن الولايات المتحدة تريد تشكيل "أوسع تحالف بحري ممكن" لحماية السفن في البحر الأحمر وإرسال "إشارة مهمة" إلى الحوثيين بأنه لن يتم التسامح مع المزيد من الهجمات.

وفرقة العمل الحالية في البحر الأحمر وخليج عدن، والمعروفة باسم فرقة العمل المشتركة "153"، هي تحالف يضم 39 دولة بقيادة نائب أميرال الأسطول الخامس الأميركي المتمركز في البحرين.

ودفعت موجة الهجمات على السفن التجارية بعض شركات الشحن إلى وقف رحلاتها البحرية عبر البحر الأحمر في الأيام الماضية.

وتقول جماعة الحوثيين، التي تحكم معظم أنحاء اليمن، إن هجماتها تهدف لإظهار التضامن مع الفلسطينيين وتعهدت بمواصلة الهجمات حتى توقف إسرائيل حملتها على قطاع غزة الذي يقع على بعد أكثر من 1600 كلم من صنعاء.

ويشن الحوثيون وعدة جماعات أخرى على صلة بإيران مثل حزب الله في لبنان وعدد من الجماعات المسلحة في العراق، هجمات على أهداف إسرائيلية وأميركية منذ بدء الصراع بين إسرائيل وحماس قبل أكثر من شهرين.

وتستهدف هجمات الحوثيين التي تنطلق من اليمن تدفق الإمدادات بين آسيا والغرب وتشكل تهديدا كبيرا للاقتصاد العالمي.

وأدت الهجمات إلى ارتفاع تكلفة شحن البضائع عبر البحر الأحمر الذي تدرجه سوق التأمين في لندن الآن ضمن المناطق عالية المخاطر.

وتمر نحو 23 ألف سفينة كل عام عبر مضيق باب المندب الذي يربط خليج عدن بالبحر الأحمر وما بعده حتى قناة السويس.

وقفة للمطالبة بالإفراج عن الرهائن
وسطاء سلموا لإسرائيل قائمة بالرهينات

أعلن مكتب بنيامين نتانياهو، الجمعة، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي استلم قائمة بأسماء المختطفات اللاتي ستفرج عنهن حماس السبت، فيما طالبته عائلات المختطفين بتتفيذ الاتفاق وعدم الرضوخ لدعوات استئناف الحرب.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن القائمة سلمت عبر وسطاء وأن إسرائيل ستقدم ردها على هذه القائمة في وقت لاحق.

وأغلقت عائلات المختطفين الإسرائيليين طريق أيالون الرئيسي في تل أبيب، مطالبين نتنياهو بعدم الرضوخ لضغوط الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش الذين يدعوان لاستئناف الحرب. 

وأكدوا أن "العودة إلى الحرب ستعني حكمًا بالإعدام على من تبقى. مؤكدين تصعيد نضالهم وعدم السماح لمن وصفوهم بالمتطرفين المنفصلين عن الشعب والذين يعملون ضد المصلحة الإسرائيلية بدفن المختطفين في الأنفاق" حسب قولهم.

ودعت العائلات نتنياهو إلى الابتعاد عن أي اعتبارات سياسية وتنفيذ الاتفاق بالكامل لإعادة المختطفين وإنهاء الحرب، وهو الاتفاق الذي صادقت عليه الحكومة، وأقامت العائلات مائدة لإقامة طقوس استقبال، السبت، على الشارع، ووضعوا صورا لأبنائهم.

وأعلن الجناح العسكري لحماس، الجمعة، أسماء أربع رهينات من المجندات الإسرائيليات سيفرج عنهن غدا مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين في ثاني عملية تبادل في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحماس إن الرهينات اللائي سيفرج عنهن غدا السبت هن كارينا أرئيف ودانييل جلبوع ونعمة ليفي وليري إلباج.

ومن المتوقع أن يبدأ التبادل بعد ظهر الغد ويأتي بعد الإفراج في أول يوم من وقف إطلاق النار يوم الأحد عن ثلاث رهينات إسرائيليات و90 سجينا فلسطينيا وكان ذلك وقتها أول تبادل في أكثر من عام.

ومنذ الإفراج عن الرهينات الإسرائيليات يوم الأحد واستعادة رفات جندي كان مفقودا لعشر سنوات، قالت إسرائيل إن 94 إسرائيليا وأجنبيا لا يزالون محتجزين رهائن في قطاع غزة.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بعد مفاوضات متقطعة على مدى أشهر توسطت فيها قطر ومصر ودعمتها الولايات المتحدة وأوقفت القتال للمرة الأولى منذ هدنة قصيرة لم تدم سوى أسبوع في نوفمبر 2023.

ووافقت حماس على الإفراج عن 33 رهينة في المرحلة الأولى مقابل مئات المعتقلين في سجون إسرائيلية.

وفي المرحلة التالية، سيتفاوض الجانبان على تبادل باقي الرهائن وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة الذي دمره القتال والقصف الإسرائيلي في حرب دامت 15 شهرا.