مسيرة احتجاج في بلغراد، في 25 ديسمبر 2023، بعد أسبوع من الانتخابات البرلمانية والمحلية في صربيا.
مسيرة احتجاج في بلغراد، في 25 ديسمبر 2023، بعد أسبوع من الانتخابات البرلمانية والمحلية في صربيا.

تجددت، الاثنين، التحركات الاحتجاجية في بلغراد للتنديد بأعمال تزوير يقول معارضون إنها شابت الانتخابات التشريعية الأخيرة التي فاز فيها اليمين القومي الحاكم، في حين اتهمت موسكو الغرب بالسعي إلى "زعزعة استقرار" صربيا.

وعمد مئات من المتظاهرين في بادئ الأمر إلى قطع شوارع رئيسية في بلغراد قبل أن يتجمعوا مساء أمام مراكز للشرطة للمطالبة بتخلية سبيل محتجين أوقفوا، الأحد، خلال مواجهات دارت أمام مقر بلدية العاصمة.

وهاجم متظاهرون، الأحد، مبنى البلدية وحاولوا اقتحامه قبل أن تتمكن قوات الأمن من صدهم.

مسيرة احتجاج في بلغراد، في 25 ديسمبر 2023، بعد أسبوع من الانتخابات البرلمانية والمحلية في صربيا.

وأعلنت السلطات أن عنصري شرطة أُصيبا "بجروح خطرة" خلال الاحتجاج، بينما أوقف أكثر من 35 شخصاً.

وندد الرئيس، ألكسندر فوتشيتش، بأعمال العنف في العاصمة، وأكد أن لديه أدلة تفيد بأن الاحتجاجات تمت بـ"تحريض خارجي".

واتهمت موسكو، حليفة بلغراد، الغرب بإثارة التوترات في صربيا.

ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قولها "من الواضح أن الغرب بمجمله يسعى إلى زعزعة الاستقرار" في صربيا.

وشبهت زاخاروفا هذه التظاهرات بتلك التي شهدتها كييف وأفضت إلى وصول موالين للغرب إلى السلطة في أوكرانيا في العام 2014.

مسيرة احتجاج في بلغراد، في 25 ديسمبر 2023، بعد أسبوع من الانتخابات البرلمانية والمحلية في صربيا.

بدوره، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الاثنين في مؤتمر صحفي إن "هناك محاولات من قبل أطراف ثالثة، بما في ذلك من الخارج، لإثارة الاضطرابات في بلغراد".

وكان حزب الرئيس القومي، ألكسندر فوتشيتش، أعلن فوزه في الانتخابات التشريعية، التي جرت في 17 ديسمبر.

واعتبرت ألمانيا أّن أي تزوير في الانتخابات "غير مقبول" بالنسبة لدولة تأمل في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بينما دعت واشنطن بلغراد إلى معالجة "مخاوف" مراقبي الانتخابات، في حين قال الاتحاد الأوروبي إن "العملية الانتخابية في صربيا تتطلب تحسينات ملموسة ومزيداً من الإصلاحات".

وترتبط صربيا وروسيا بعلاقات وثيقة تاريخياً. وعلى غرار صربيا، لا تعترف روسيا باستقلال كوسوفو.

ولم تفرض بلغراد عقوبات على موسكو بسبب هجومها في أوكرانيا، غير أنها دانت العدوان الروسي في الأمم المتحدة.

وداخلياً، تتمحور نجاحات فوتشيتش بشكل أساسي حول الاقتصاد في واحدة من أفقر الدول في القارة الأوروبية، مع تضخم بلغت نسبته 16 بالمئة في الربيع قبل أن تنخفض إلى نحو 8 بالمئة في نوفمبر.

وبالنسبة لمناصري فوتشيتش، فقد أرسى الرئيس في فترة حكمه النظام وجذب استثمارات بالمليارات. وبين العامين 2012 و2022 ارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر في صربيا من مليار يورو إلى 4.4 مليار يورو.

وفي بلغراد يطالب المتظاهرون، ومعظمهم من طلاب منظمة "بوربا" (القتال)، بمراجعة السجلّات الانتخابية التي تُعتبر، بحسب رأيهم، أصل التزوير الانتخابي.

وقالت إميليا ميلينكوفيتش الطالبة في كلية العلوم السياسية، "لقد ولدت في العام 2002 ولم أكن أعتقد أنني سأضطر إلى الكفاح من أجل الديموقراطية في الشوارع، كما فعل والدي".

وأضافت الشابة، التي تبلغ من العمر 21 عاماً، "لكن عليّ أن أفعل ذلك".

وترتدي ميلينكوفيتش شارة حركة "أوتبور" (مقاومة) الطالبية التي شاركت في الاحتجاج ضد سلطة سلوبودان ميلوسيفيتش في مطلع العقد الأول من القرن الحالي.

وأثارت الانتخابات انتقادات واسعة النطاق بعدما أدان فريق من المراقبين الدوليين، بمن فيهم ممثلو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، سلسلة من "المخالفات" من بينها "شراء أصوات".

ومنذ ذلك الحين، يتظاهر مئات الأشخاص يومياً أمام مقر لجنة الانتخابات الصربية. وبدأ أعضاء قائمة المعارضة الرئيسية، "صربيا بلا عنف"، إضراباً عن الطعام في محاولة لإلغاء النتائج.

ضربات روسية ليلية على ميكولاييف في أوكرانيا الاثنين
ضربات روسية ليلية على ميكولاييف في أوكرانيا الاثنين

قال مسؤولان كبيران في العاصمة الأوكرانية كييف إن روسيا شنت هجوما بطائرات مسيرة على المدينة في وقت متأخر من مساء الثلاثاء.

وكتب فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف على تطبيق تيليغرام للمراسلة "ابقوا في الملاجئ".

وأضاف أن الطائرات المسيرة متجهة نحو منطقة ترويشتشينا على مشارف كييف.

وقال سيرهي بوبكو رئيس الإدارة العسكرية في كييف على تيليغرام إن وحدات الدفاع الجوي اشتركت في صد الهجوم.

ولم ترد أي معلومات بعد عن وقوع أضرار أو إصابات.

وصدرت تحذيرات من الغارات الجوية في كل من كييف والمنطقة المحيطة بها والنصف الشرقي من أوكرانيا بأكمله منذ الساعة 1900 بتوقيت غرينتش تقريبا.

ويشن الجيش الروسي الذي يسيطر على حوالي 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، هجوما منذ عام تقريبا، ويتقدم بشكل خاص في دونباس شرقي أوكرانيا باتجاه بوكروفسك، وهي منطقة استراتيجية للقوات الأوكرانية.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي أعلن نهاية الأسبوع الماضي أنه يريد أن تنتهي الحرب مع روسيا عام 2025، رغم أن مطالب كييف وموسكو لتحقيق السلام لا تزال تبدو متباعدة في هذه المرحلة.