هجمات الحوثيين تسببت في تعطيل الشحن الدولي ودفع بعض الشركات إلى تعليق عمليات العبور من البحر الأحمر (أرشيفية)
هجمات الحوثيين تسببت في تعطيل الشحن الدولي ودفع بعض الشركات إلى تعليق عمليات العبور من البحر الأحمر (أرشيفية)

قالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري، الخميس، إنها تلقت بلاغا عن قيام مسلحين باعتلاء سفينة تقع على بعد حوالي 50 ميلا بحريا شرق ولاية صحار العمانية.

وأكدت أن ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال اعتلاها 4-5 أشخاص مسلحين يرتدون زيا أسود يشبه الزي العسكري وأقنعة سوداء.

ولفتت إلى أن السفينة اتهمت في السابق لحملها نفطا إيرانيا خاضعا للعقوبات وجرى مصادرتها وتغريمها في السابق من قبل أميركا.

وأضافت أنه تم وقف نظام التحكم الآلي في الناقلة وأنها كانت تبحر في اتجاه بندر جاسك بإيران.

وفي وقت لاحق، الخميس، أفاد متحدث باسم إمباير نافيغيشن بأن الشركة فقدت الاتصال بسفينة كانت تبحر بالقرب من صحار متوجهة إلى ميناء تركي.

وقال إن السفينة كانت محملة بشحنة تزن 145 ألف طن من النفط تم تحميلها في البصرة العراقية.

وأوضح أن طاقم السفينة مؤلف من 19 فردا وهم يوناني واحد و18 فلبينيا، وأكد أن الشركة قامت بتفعيل خطة طوارئ لإبلاغ جميع السلطات المعنية.

ولم يتم الإبلاغ عن أي هجمات قبالة سواحل عمان منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة في 7 أكتوبر الماضي.

ويأتي ذلك وسط هجمات منتظمة للحوثيين على سفن في خليج عدن والبحر الأحمر، حيث تزعم جماعة أنصار الله أنها تستهدف السفن المتجهة إلى إسرائيل.

وحذر خبير في مجال النقل البحري، الأربعاء، من أن حركة سفن الحاويات في البحر الأحمر تراجعت بنسبة 70 في المئة تقريبا منذ منتصف نوفمبر بسبب هجمات الحوثيين على بواخر الشحن في هذه المنطقة.

وقال عامي دانيال، مؤسس ورئيس شركة "ويندوورد" التي تقدم خدمات استشارية في مجال النقل البحري إن "بياناتنا تظهر أنه منذ الهجوم على غالاكسي ليدر - السفينة التي استولى عليها الحوثيون في اليمن في 19 نوفمبر وما زالوا يحتجزون أفراد طاقمها البالغ عددهم 25 شخصا رهائن - تضاعف ثلاث مرات عدد سفن الدحرجة (المتخصصة بنقل السيارات) التي تستخدم طريق رأس الرجاء الصالح" الواقع في أقصى جنوب قارة أفريقيا.

وغالاكسي ليدر كانت بدورها سفينة دحرجة مملوكة لشركة بريطانية صاحبها رجل أعمال إسرائيلي.

وأضاف دانيال "لقد هبط عبور سفن الدحرجة في البحر الأحمر بنسبة 90 في المئة. هي لم تعد تمر في هذه المنطقة".

أما في ما يتعلق بالسفن الناقلة للبضائع الصب الجافة (البضائع غير المعبأة مثل الحبوب والإسمنت والفحم...) فانخفض عددها في البحر الأحمر بنسبة 15 في المئة منذ بدأ الحوثيون هجماتهم.

وحدها ناقلات النفط لا تزال تستخدم قناة السويس بنفس الوتيرة التي كانت عليها قبل بدء الهجمات، وفقا لدانيال، رجل الأعمال الذي تستخدم شركته الذكاء الاصطناعي وتجميع البيانات لتقديم المشورة للمتخصصين بالنقل البحري.

ويقول دانيال إن الوضع الراهن "سيؤدي إلى مشكلة في سلسلة التوريد في السنوات المقبلة لأن معالجة هذا الأمر ستستغرق بعض الوقت". 

ويضيف "نحن لسنا بمستوى كوفيد، لكننا لسنا بعيدين عنه من حيث التداعيات على سلسلة التوريد".

وأسقطت القوات الأميركية والبريطانية، الثلاثاء، أكثر من 20 طائرة مسيرة وصاروخا فوق البحر الأحمر أطلقها الحوثيون، في ما وصفته لندن بأنه "أكبر هجوم" تنفذه الجماعة المدعومة من إيران منذ بدء حرب غزة.

وخلال الأسابيع الماضية، شن الحوثيون أكثر من 25 عملية استهداف لسفن تجارية يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر.

ويقول الحوثيون إنّهم يشنون هذه الهجمات تضامنا مع قطاع غزة حيث تدور منذ السابع من أكتوبر حرب بين إسرائيل وحركة حماس.

علما السعودية وإسرائيل في مكان غير رسمي بوزارة الخارجية الأميركية (أكتوبر 2021) – المصدر: رويترز
علما السعودية وإسرائيل في مكان غير رسمي بوزارة الخارجية الأميركية (أكتوبر 2021) – المصدر: رويترز

ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، إلى أن المملكة العربية السعودية، ستطبع مع إسرائيل من خلال الاتفاقيات الإبراهيمية.

وقال في تصريحات صحفية خلال عودته إلى المكتب البيضاوي: "أعتقد أن السعودية ستنضم في آخر الأمر إلى الاتفاقيات الإبراهيمية".

وأمس الأحد، تحدث مايك والتز، مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي، عن "اتفاق" مرتقب بين السعودية وإسرائيل.

والأربعاء الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (قبل تصديق تعيينه)، إن هناك فرصة حقيقية لتوسيع نطاق الاتفاقيات الإبراهيمية، لتشمل السعودية.

يُشار إلى أن أبرز بنود المناقشات بشأن التطبيع بين السعودية وإسرائيل، تشمل اتفاقية دفاع أميركية سعودية، ومساعدة للبرنامج النووي المدني السعودي، مقابل اتخاذ إسرائيل خطوات لتحسين ظروف الفلسطينيين.