في خطوة تُتخذ للمرة الأولى، أقدمت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن على تعليق شحنة أسلحة لإسرائيل مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي هجمات على مدينة رفح المكتظة بالسكان.
وهاجمت إسرائيل هذا الأسبوع رفح، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني. وتعارض واشنطن أية عملية عسكرية واسعة في المدينة من دون ضمانات بحماية المدنيين.
ويشكل التعليق لشحنة الأسلحة، سابقة في تاريخ العلاقات الأميركية – الإسرائيلية، إذ لم يسبق أن قامت إدارة أميركية بتعليق أو تأخير شحنات الأسلحة لإسرائيل، رغم وجود مزاعم بأن وزير الخارجية الأميركي، هنري كيسنجر، تعمد تأخير "توريد الأسلحة لإسرائيل.. لأنه أراد أن تنزف إسرائيل بما يكفي لتيسير الطريق أمام دبلوماسية ما بعد الحرب" في عام 1973، وفق ما قال أدميرال متقاعد من البحرية الأميركي إلمو زوموالت، في تلك الفترة.
ونفى الدبلوماسي الأميركي الأسبق، كسينجر، في مقابلة أجراها مع "القناة 12" الإسرائيلية، تأخير شحنات الأسلحة في حرب "أكتوبر" 1973، أو ما يسمى بـ"حرب يوم الغفران" عند إسرائيل، مؤكدا أن التأخير يرجع إلى "مشاكل لوجستية.. واعتقاد واشنطن حينها بأن إسرائيل كانت تنتصر بالفعل"، حسب ما نقل تقرير نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
الرئيس الأميركي، جو بايدن، قال الأربعاء، إنه لن يزود إسرائيل بالأسلحة في حال شنها هجوما على رفح، جنوبي غزة، بسبب الخطر الذي تشكله أية عملية عسكرية على المدنيين هناك، مشيرا إلى أن واشنطن أوقفت شحنة قنابل لإسرائيل استخدمت في قتل مدنيين.
وذكر بايدن، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالدفاع عن إسرائيل وستزودها بصواريخ اعتراضية وأسلحة دفاعية أخرى، "لكن إذا ذهبت إلى رفح، فلن نزودها بالأسلحة".
وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، بدوره قال في جلسة استماع بمجلس الشيوخ، الأربعاء، إن الولايات المتحدة تراجع "المساعدة الأمنية على المدى القريب.. في ضوء الأحداث الجارية في رفح".
وأضاف أوستن: "كنا واضحين جدا.. منذ البداية، أنه يجب على إسرائيل ألا تشن هجوما كبيرا على رفح دون الأخذ في الاعتبار المدنيين الموجودين في ساحة المعركة وحمايتهم".
ويعد تعليق تسليم الشحنة المرة الأولى التي يتحرك فيها بايدن بناء على تحذير وجهه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في أبريل، من أن السياسة الأميركية حيال غزة ستعتمد على طريقة تعامل إسرائيل مع المدنيين.
وتنفي إسرائيل استهداف المدنيين الفلسطينيين، وتقول إن اهتمامها ينصب على القضاء على حماس، وإنها "تتخذ جميع الاحتياطات اللازمة" لتجنب القتل غير الضروري.
"سياسة متوازنة"
المحلل السياسي العسكري الأميركي في معهد هدسون، ريتشارد وايتز، يشير إلى أن التصريحات الرسمية الأخيرة من الرئيس الأميركي أو زير الدفاع، تؤكد على "أهمية أمن إسرائيل، وفي الوقت ذاته تشدد على الحد من سقوط ضحايا مدنيين في رفح"، مما يعكس "سياسة متوازنة" تريد الإدارة الأميركية التعبير عنها.
وما إذا كان هذا الإجراء جاء تأثرا بما يحدث في احتجاجات الجامعات الأميركية، يقول وايتز في رد على استفسارات موقع "الحرة": "لا نعرف تماما إذا كان القرار مرتبطا بما يحصل في الجامعات الأميركية، لكن الإدارة الأميركية، منذ أشهر، عبرت أكثر من مرة عن قلقها من ارتفاع الوفيات بين المدنيين في غزة".
وقدمت الولايات المتحدة تاريخيا كميات هائلة من المساعدات العسكرية لإسرائيل. وقد تسارع ذلك في أعقاب هجوم حماس، في 7 أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص في إسرائيل واختطاف حوالي 250.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن حملة إسرائيل للقضاء على حماس، والتي أدت إلى حرب مستعرة منذ 7 أشهر، أسفرت حتى الآن عن مقتل 34789 فلسطينيا معظمهم من المدنيين.
وفي عام 2016، وقعت الحكومتان الأميركية والإسرائيلية مذكرة تفاهم ثالثة، توفر مساعدات عسكرية بقيمة 38 مليار دولار على مدى 10 سنوات، ومنحا تبلغ 33 مليار دولار لشراء معدات عسكرية، إضافة إلى 5 مليارات دولار لنظام الدفاع الصاروخي. وفي الشهر الماضي، وافق الكونغرس على تمويل إضافي لإسرائيل بقيمة 26 مليار دولار.
ووصف سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، هذا الأسبوع قرار واشنطن تعليق الشحنات بأنه "مخيب للآمال للغاية"، لكنه ذكر أنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة ستتوقف عن إمداد إسرائيل بالأسلحة.
زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، السيناتور الديمقراطي تشاك شومر، قال: "أعتقد أن العلاقة بين إسرائيل وأميركا قوية، ولدي ثقة فيما تفعله إدارة بايدن".
رئيس مجلس النواب، الجمهوري مايك جونسون، وزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، السيناتور ميتش مكونيل، انتقدا قرار إدارة بايدن، وقالا في رسالة مشتركة أرسلت إلى الرئيس الأميركي، إن "المساعدة الأمنية لإسرائيل أولوية ملحة لا يجب تأخيرها".
وأشارا إلى أن التقارير عن تعليق شحنات أسلحة حيوية "يشكك في تعهدكم بأن التزامكم بأمن إسرائيل سيظل صارما"، حسب تقرير نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأكدا أنهما لم يعلما بأمر تعليق الشحنة إلا من خلال التقارير الإعلامية، داعين إلى إطلاع الجمهور الأميركي على طبيعة وتوقيت المراجعات حول الأسلحة.
وانتقد مكونيل إدارة بايدن، ووصف الرئيس بأنه "ينحني تحت وطأة الضغط السياسي الداخلي من قاعدة حزبه المناهضة لإسرائيل، والشيوعيين في حرم الجامعات الذين قرروا أن يدثروا أنفسهم بعلم حماس وحزب الله".
وفي حديثه عن تأخير الأسلحة تحديدا، اتهم مكونيل بايدن بأنه "فصل بين أميركا وحليف وثيق"، مضيفا أن القرار حُجب عن الكونغرس، و"أننا (أعضاءالكونغرس) ما زلنا لا نعرف الحقائق الأساسية".
وأضاف: "حجب الإدارة المساعدة عن إسرائيل مدمر في حد ذاته. ففي الداخل، لن يؤدي إلا إلى إثارة شهية اليسار المناهض لإسرائيل، وفي الخارج سيعزز جرأة إيران ووكلائها الإرهابيين".
وقال رئيس مجلس النواب، جونسون، في تصريحات، الثلاثاء: "في اللحظة التي اعتقدنا فيها بأن رؤساء الجامعات هم وحدهم الذين يستجيبون للمطالب السخيفة للطلبة المؤيدين لحماس، تفيد التقارير بأن الرئيس نفسه علق شحنات الذخيرة إلى إسرائيل".
"الجميع يستفيد"
من جانبها، يرى الكاتب السياسي في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، حسن منيمنة، في تصريحات لموقع "الحرة"، أن "الجميع يستفيد من قرار إدارة بايدن".
ويقول: "إدارة بايدن تستفيد من الموضوع ولو بشكل ضمني، بأنها تسعى لحماية المدنيين في غزة أمام الشارع الأميركي أو حتى المجتمع الدولي، فيما ستقول حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إنها تتعرض للضغوط بسبب عملياتها في غزة، مما سيقوي موقفها الداخلي".
وأضاف منيمنة أنه "لا بد وضع الخطوة في سياقها"، مستطردا: "قد تكون هذه المرة الأولى التي تؤخر الولايات المتحدة شحنة من الأسلحة لإسرائيل، لكنها خطوة ليست ذات مضمون مفصلي، فهي شحنة واحدة من بين مئات الشحنات التي تُرسل، وقد لا تؤثر على مخزون إسرائيل من الذخائر".
كما يعرب عن عدم اعتقاده بأنها "ستؤثر على العلاقات الأميركية الإسرائيلية"، إذ أن وزير الدفاع أوستن أكد في تصريحاته على "التزام واشنطن بأمن إسرائيل"، مما يعني أنها "قد تكون خطوة لها دوافع، لكنها لا توحي بوجود امتعاض أو تبدل في المواقف".
ويضيف أن بايدن في خطابه الأخير "اعتنق السردية الإسرائيلية بالكامل عندما تحدث في ذكرى المحرقة اليهودية، تحديدا عن توصيفه لما حدث في السابع من أكتوبر، ليضعه في سياق العداء لليهود، وليس في سياق وجود صراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
والتزم بايدن "باستعادة الرهائن الإسرائيليين، لكنه لم يشر إلى المدنيين الفلسطينيين الذين يقتلون بالآلاف في غزة".
وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الأربعاء، تصريحات نائبة من حزب الليكود الإسرائيلي بـ"المؤسفة"، بعدما هددت بـ"تسوية مبان في غزة بالأرض"، إن لم تحصل إسرائيل على أسلحة أميركية دقيقة التوجيه.
وقال ميلر في إجابة على سؤال طرح له أثناء إحاطة صحفية، إنه يتعين على كبار أعضاء الحكومة الإسرائيلية الامتناع عن الإدلاء بهذه التصريحات "المؤسفة للغاية"، وفق ما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وذكر ميلر أن تعليقات النائبة تالي غوتليب "لن يكون لها أي تأثير على قرارات السياسة الأميركية، التي يتم اتخاذها على أساس المصالح العليا للشعب الأميركي والمنطقة على نطاق أوسع".
وكانت غوتليب قد قالت في إحدى مداخلتها: "الولايات المتحدة تهدد بعدم تزويدنا بصواريخ دقيقة.. حسناً، لدي أخبار للولايات المتحدة: لدينا صواريخ غير دقيقة! لذلك ربما بدلا من استخدام صاروخ دقيق لتدمير غرفة معينة أو مبنى معين، سنستخدم صواريخ غير دقيقة لتسوية 10 مبان بالأرض.. هذا ما سنفعله إذا لم تعطونا صواريخ دقيقة، سنستخدم صواريخ غير دقيقة"، وفق ما نقلته على لسانها الصحيفة الإسرائيلية.
وكان مسؤول أميركي قد أعلن، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة علقت الأسبوع الماضي إرسال شحنة ذخائر إلى إسرائيل، بعدما فشلت الأخيرة في معالجة "مخاوف" واشنطن إزاء خطط الجيش الإسرائيلي لاجتياح رفح.
وقال المسؤول لوكالة فرانس برس، طالبا عدم نشر اسمه: "لقد علقنا الأسبوع الماضي إرسال شحنة واحدة من الأسلحة قوامها 1800 قنبلة، زنة الواحدة منها ألفا رطل 907 كلغ، و1700 قنبلة زنة الواحدة منها 226 كلغ".
السيناتور الديمقراطي تيم كين، العضو في لجنتي العلاقات الخارجية والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي، قال "على مدى أشهر، حثثت إدارة بايدن بقوة على إعطاء الأولوية للاحتياجات الدفاعية لإسرائيل، بما في ذلك إعادة تزويد مخزون لأنظمة القبة الحديدة ومقلاع داود للدفاع الجوي التي تعتبر شديدة الأهمية بخاصة بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل في 14 أبريل، وليس الأسلحة الهجومية التي قد تتسبب في معاناة هائلة في غزة وفي تفاقم التوترات في أنحاء المنطقة".
وأضاف: "سرني أن رأيت توقف بعض شحنات الأسلحة الهجومية مؤقتا، وأحث الإدارة على مواصلة توخي الحذر في نقل الأسلحة التي يمكن استخدامها في الأعمال العسكرية الهجومية، التي تؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف المدنيين".
بدوره، قال السيناتور الجمهوري لينزي غراهام: "إذا أوقفنا الأسلحة اللازمة لتدمير أعداء دولة إسرائيل في وقت شديد الخطورة، سندفع الثمن. هذا فحش وعبث. أعطوا إسرائيل ما تحتاجه لخوض حرب ليس بوسعها تحمل مغبة خسارتها".
بداية "لاتساع الخلافات"
"مشكلة كبيرة" قد يمثلها قرار إدارة بايدن بتأخير شحنة الأسلحة الأميركية لإسرائيل، كما يراها المحلل السياسي الأميركي، إيلان بيرمان.
ويقول بيرمان لموقع "الحرة"، إن هذا القرار "قد يجعل من الحملة العسكرية لإسرائيل أكثر صعوبة، ويزيد من فرص القصف غير الدقيق"، ناهيك عن أنه "سيبدو وكأن هناك خلافا كبيرا بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو ما سيكون مفيدا جدا لحماس".
ويتابع أنه "يجب أن نرى ما إذا كان هذا الأمر سيمثل تحولا دائما، لكن ما هو واضح أن واشنطن وإسرائيل يبتعدان عن بعضهما البعض في النهج تجاه الصراع، ومن المرجح أن تتسع هذه الاختلافات مع مرور الوقت".
ويفند بيرمان أسباب إدارة بايدن لاتخاذ هذا القرار بين "عملية وسياسية"، إذ أن البيت الأبيض لديه "مخاوف مشروعة بشأن الوضع الإنسان في غزة، ويريد التأكد من أن العمليات الإسرائيلية تحظى بالعناية الكافية" للجانب الإنسانية.
إضافة إلى أسباب تتعلق بـ"اقتراب الانتخابات الرئاسية، إذ تدرك إدارة بايدن أن نهجها تجاه إسرائيل، يتسبب في استياء كبير بين فئات في قاعدتها السياسية"، مما قد يعني أن هذه القرارات تهدف إلى "تهدئة الناخبين المحتملين".
وقد يؤدي ربط بايدن العلني لشحنات الأسلحة الأميركية بسلوك إسرائيل، إلى توسيع الخلاف بينه وبين نتانياهو، الذي تحدث معه عبر الهاتف، الإثنين.
وفي معرض حديثه خلال مقابلة حصرية على برنامج في شبكة "سي إن إن"، اعترف بايدن بأن قنابل أميركية الصنع استخدمت في غزة وقتلت مدنيين.
وقال في إشارة إلى القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل والتي أوقفها بايدن مؤقتا: "لقد قتل مدنيون في غزة نتيجة لتلك القنابل، والطرق الأخرى التي يستهدفون بها المراكز السكانية".
وتابع أنه بينما ستواصل الولايات المتحدة تقديم أسلحة دفاعية لإسرائيل، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية"، فإن الشحنات الأخرى ستتوقف في حالة بدء غزو بري كبير لرفح.
وأردف: "سنواصل التأكد من أمن إسرائيل فيما يتعلق بالقبة الحديدية وقدرتها على الرد على الهجمات، لكن لن نقوم بتزويدها بالأسلحة وقذائف المدفعية".
إعلان الرئيس عن استعداده لربط الأسلحة الأميركية بتصرفات إسرائيل هو بمثابة نقطة تحول في الصراع المستمر منذ سبعة أشهر بين إسرائيل وحماس، وفق "سي إن إن".
وكان "اعترافه بأن القنابل الأميركية استُخدمت لقتل المدنيين في غزة، بمثابة اعتراف صارخ بدور الولايات المتحدة في الحرب"، وفق تقرير القناة عن المقابلة.
وتعرض بايدن لضغوط كبيرة، بما في ذلك من أعضاء حزبه، للحد من شحنات الأسلحة وسط الأزمة الإنسانية في غزة. وحتى الآن، قاوم الرئيس تلك الدعوات ودعم بقوة جهود إسرائيل لملاحقة حماس.
ومع ذلك، يبدو أن الغزو الوشيك لرفح، المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة، والتي لجأ إليها أكثر من مليون مدني فلسطيني "قد غير حسابات الرئيس"، وفق الشبكة الأميركية.
وقال بايدن إن تصرفات إسرائيل في رفح "لم تتجاوز بعد الخط الأحمر" المتمثل في دخول المناطق المكتظة بالسكان، ولو أن تحركاتها تسببت في توترات بالمنطقة.
وأشار إلى أنه أبلغ نتانياهو وغيره من القادة الإسرائيليين، أن "الدعم الأميركي للعمليات في المراكز السكانية، محدود".
رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، مايكل مكول، ورئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، مايك روجرز قالا: "أفزعنا إيقاف الإدارة شحنات الأسلحة الحيوية إلى إسرائيل. حجب الأسلحة عن إسرائيل يضعف قوة الردع الإسرائيلية أمام إيران ووكلائها، مثل حماس وحزب الله".
وأضافا: "علاوة على ذلك، اتخذ هذا القرار السياسي الكارثي سرا، وأخفي عمدا عن الكونغرس والشعب الأميركي. وفي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل التفاوض بنية حسنة لتحقيق إطلاق سراح الرهائن، ومن بينهم مواطنون أميركيون، يطعن الخطأ الاستراتيجي قصير النظر الذي ارتكبته الإدارة في مبدأ (التزامها الذي لا يتزعزع) كحليف".
وأكدا "يتعين على الإدارة السماح لشحنات الأسلحة هذه بالمضي قدما لدعم التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، وضمان قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها وإلحاق الهزيمة بحماس".
من جانبه قال السيناتور الأميركي المستقل، بيرني ساندرز: "نظرا للكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي خلقتها حرب نتانياهو في غزة، حيث يواجه مئات الآلاف من الأطفال الجوع، الرئيس بايدن محق تماما في وقف تسليم القنابل لهذه الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة. لكن يتعين أن تكون هذه خطوة أولى".
وتابع: "يتعين على الولايات المتحدة الآن أن تستخدم كل نفوذها للمطالبة بوقف إطلاق النار على الفور، وإنهاء الهجمات على رفح، وتوصيل كميات هائلة من المساعدات الإنسانية فورا إلى الناس الذين يعيشون في يأس".
واستطرد: "نفوذنا واضح. على مر السنين، قدمت الولايات المتحدة عشرات المليارات من الدولارات كمساعدات عسكرية لإسرائيل. لم يعد بمقدورنا أن نتواطأ في حرب نتانياهو المروعة ضد الشعب الفلسطيني".