اختبارات المنشطات المتكررة والشكوك بشأن تعاطيها تلقي بظلالها على فريق السباحة الصيني في أولمبياد باريس.
اختبارات المنشطات المتكررة والشكوك بشأن تعاطيها تلقي بظلالها على فريق السباحة الصيني في أولمبياد باريس.

ذكرت شبكة "أن بي سي نيوز" أن اختبارات المنشطات المتكررة والشكوك بشأن تعاطيها تلقي بظلالها على فريق السباحة الصيني في أولمبياد باريس.

وأوضحت أن الكشف عن الاختبارات الإيجابية السابقة أدى إلى مواجهة بين الولايات المتحدة وسلطات مكافحة المنشطات العالمية، التي تقول إنها محاصرة في التوترات بين الولايات المتحدة والصين.

وأشارت إلى أن اللاعب الصيني، بان تشانلي، سيطر على سباق 100 متر حرة للرجال، محطمًا رقمه القياسي العالمي ليحتل المركز الأول بفارق أكثر من ثانية كاملة عن الفائزين بالميدالية الفضية والبرونزية.

وقال بان، 19 عامًا، للصحفيين بعد ذلك: "كانت لحظة سحرية". بالنسبة لبعض المشجعين الصينيين، كان فوز بان مميزًا للغاية في ضوء اختبارات المنشطات المتكررة التي واجهها سباحو البلاد وسط الغضب بشأن حالات المنشطات المشتبه بها في الماضي والتي يقول المنتقدون إن الصين والسلطات العالمية تستر عليها.

فاز السباح الصيني بان تشانلي بالميدالية الذهبية في سباق 100 متر حرة للرجال في أولمبياد باريس.

ووفقا للشبكة، يقول مؤيدو السباحين الصينيين الأولمبيين إن الاضطرابات الناجمة عن الاختبارات، التي يقول مسؤولون دوليون عن السباحة إنهم خضعوا لها أكثر بكثير من المنافسين الآخرين، قد تضر بأدائهم في باريس.

وكان الفريق الصيني تحت الشكوك منذ أن ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، في أبريل، أن 23 سباحًا ثبت تعاطيهم لعقار محظور للقلب قبل دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2021. وقد برأتهم وكالة مكافحة المنشطات الصينية، التي ألقت باللوم على الطعام الملوث.

ووفقا للشبكة، رغم أن سلطات مكافحة المنشطات العالمية قبلت استنتاجات الصين، والتي لم يتم الإعلان عنها في ذلك الوقت، إلا أن الكشف وحقيقة أن 11 من أصل 23 سباحًا يتنافسون حاليا في فرنسا (بان ليس واحدًا منهم) ألقت بظلالها على دورة الألعاب الأولمبية في باريس.

وأثارت القضية أيضًا، بحسب الشبكة، خلافًا دبلوماسيًا بين الولايات المتحدة من جهة والصين واللجنة الأولمبية الدولية والوكالة العالمية لمكافحة المنشطات من جهة أخرى. وقالت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، التي انتقدت ما تقول إنه تسييس السباحة الصينية، الثلاثاء، إنها "وقعت بشكل غير عادل في وسط التوترات الجيوسياسية بين القوى العظمى".

وذكرت الشبكة أن هذا الجدل فتح جراحاً قديمة، إذ لا تزال بعض الدول غاضبة من برنامج المنشطات الذي ترعاه الدولة الصينية والذي تم الكشف عن أن روسيا تديره عندما استضافت دورة الألعاب الأوليمبية في سوتشي عام 2014. وتقول الولايات المتحدة ودول أخرى إن حظر روسيا من آخر ثلاث دورات أوليمبية لم يكن رداً قوياً بما فيه الكفاية، وأن سلطات مكافحة المنشطات العالمية ربما تكون متساهلة للغاية مع الصين أيضاً.

وتقول الصين إن السلطات لا تفعل أي شيء سوى ذلك. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية لشبكة "إن بي سي نيوز"، الأربعاء إن عدد اختبارات المنشطات التي يتم إجراؤها على السباحين الصينيين "يفوق بكثير عدد اختبارات الرياضيين من دول أخرى".

وأضاف المتحدث: "السباحون الصينيون نظيفون ولم يخشوا أبداً الاختبارات. ومع ذلك، فإن اختبارات المنشطات المتكررة يمكن أن تؤثر بالفعل على التدريب والمنافسة الطبيعية للرياضيين".

وتقول الهيئة الحاكمة الدولية للسباحة، الاتحاد العالمي للرياضات المائية، إن سباحي الصين البالغ عددهم 31 في باريس خضعوا للاختبار بمعدل 21 مرة من قبل منظمات مكافحة المنشطات المختلفة منذ بداية العام، مقارنة بست مرات للسباحين الأميركيين.

وبينما لا تتوفر إحصائيات أكثر تفصيلاً عن الاختبارات قبل وأثناء الألعاب الأولمبية، فلن يكون من المستغرب أن يتم اختبار الرياضيين الصينيين بشكل أكثر تكرارًا، كما قالت كاثرين أوردواي، الأستاذة المساعدة للرياضة في جامعة كانبيرا وخبيرة مكافحة المنشطات للشبكة.

وأضافت: "إذا كان هناك شك حول ما إذا كان الرياضيون الصينيون "نظيفين" أم لا وتريد استعادة الثقة في النظام، فإن إحدى الطرق للقيام بذلك هي تكثيف الاختبارات".

وبصرف النظر عن تأثير الاختبارات، يشعر السباحون الصينيون أيضًا بالقلق من أن يؤثر الموقف على مباراتهم الودية مع المنافسين الأجانب. وقال بان بعد سباقه، الأربعاء، إن السباحين الأميركيين والأستراليين كانوا باردين تجاهه.

وبكى آخرون على فوز بان، وهو أول ميدالية ذهبية للصين في السباحة في باريس بعد سلسلة من خيبات الأمل في سباقات أخرى. وقال أحد المعلقين الأستراليين في مجال السباحة إن أداء بان "مستحيل بشريا".

لكن أستاذة الرياضة أوردواي قالت إن "أحدا لم يتحد السباحين الأستراليين في باريس عندما حطموا الأرقام القياسية الأولمبية، وأنه لا ينبغي لأي دولة أن تخضع الرياضيين الأجانب لمستوى من التدقيق الذي نعتبره مثيرا للاشمئزاز وغير مقبول تماما بالنسبة لنا".

وأوضحت أنه في حين لا تزال هناك تساؤلات حول الاختبارات الإيجابية للصين في عام 2021، فإن عدم وجود دليل قوي على انتهاك الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات يعني عدم نشر النتائج لحماية خصوصية الرياضيين.

وفي يوليو الماضي، فتح مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل تحقيقا جنائيا في كيفية تجنب السباحين الصينيين للعقوبات، بموجب قانون صدر عام 2020 يمنح الولايات المتحدة السلطة القضائية على مسائل المنشطات في أي مكان في العالم وانتقده مسؤولون عالميون لمكافحة المنشطات.

وقال رئيس الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، فيتولد بانكا، الأسبوع الماضي: "من غير الصحيح للغاية أن تحاول دولة واحدة فرض السلطة القضائية على قرارات مكافحة المنشطات على بقية العالم".

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتحدث في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، في الرياض،  13 مايو 2025. رويترز
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتحدث في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، في الرياض، 13 مايو 2025. رويترز

تجلت حالة العزلة التي يعيشها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوضوح الأسبوع الماضي مع نشر صورة للرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو يصافح الرئيس السوري أحمد الشرع الذي وصفته إسرائيل بأنه "إرهابي من تنظيم القاعدة يرتدي بدلة".

وقال ترامب للصحفيين بعد محادثات مع الشرع، الأربعاء، في الرياض "إنه يملك الإمكانات. إنه زعيم حقيقي". وجاءت تلك التصريحات خلال اجتماع توسطت فيه السعودية، التي اتفقت مع ترامب خلال الزيارة على عدد من الصفقات في الأسلحة والأعمال والتكنولوجيا.

جولة ترامب السريعة التي استمرت أربعة أيام وشملت السعودية وقطر والإمارات الأسبوع الماضي لم تكن مجرد مشهد دبلوماسي مصحوب باستثمارات ضخمة.

وقالت ثلاثة مصادر إقليمية ومصدران غربيان إن الجولة الخليجية همشت إسرائيل وأبرزت ظهور نظام جديد للشرق الأوسط تقوده الدول السنية متجاوزا "محور المقاومة" المنهار التابع لإيران.

وفي ظل الغضب المتزايد في واشنطن إزاء عدم توصل إسرائيل لاتفاق بشأن وقف لإطلاق النار في غزة، ذكرت المصادر أن جولة ترامب تمثل رسالة تجاهل لنتنياهو، الحليف المقرب للولايات المتحدة والذي كان أول زعيم أجنبي يزور واشنطن بعد عودة ترامب إلى السلطة في يناير.

وأضافت المصادر أن الرسالة كانت واضحة: ففي رؤية ترامب للدبلوماسية في الشرق الأوسط، وهي رؤية أقل أيديولوجية وتعتمد أكثر على النتائج، لم يعد بإمكان نتنياهو الاعتماد على دعم أميركي غير مشروط لأجندته اليمينية.

وقال ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأدنى في إدارة جورج بوش الابن "تشعر هذه الإدارة بالإحباط الشديد من نتنياهو، وهذا الإحباط واضح... إنهم يتعاملون بشكل تجاري للغاية، ونتنياهو لا يقدم لهم أي شيء في الوقت الراهن".

وقالت المصادر إن الولايات المتحدة لن تدير ظهرها لإسرائيل، التي لا تزال حليفا قويا للولايات المتحدة وتحظى بدعم قوي من الإدارة الأميركية والحزبين الجمهوري والديمقراطي.

لكن المصادر أضافت أن إدارة ترامب أرادت إيصال رسالة إلى نتنياهو مفادها أن الولايات المتحدة لها مصالحها الخاصة في الشرق الأوسط ولا تريد منه أن يقف في طريقها.

وذكرت مصادر مطلعة أن صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد ليس فقط بسبب رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي قبول وقف إطلاق النار في غزة، بل أيضا بسبب اعتراضه على المحادثات الأميركية مع إيران بشأن برنامجها النووي.

ولم يرد مكتب نتنياهو على طلبات للتعليق. ولم يُصدر المكتب أي تصريحات بشأن زيارة ترامب الخليجية.

وأكد متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أن ترامب لا يزال صديقا لإسرائيل.

وقال المتحدث باسم المجلس جيمس هيويت "نواصل العمل عن كثب مع حليفتنا إسرائيل لضمان إطلاق سراح باقي الرهائن في غزة وعدم حصول إيران على سلاح نووي أبدا وتعزيز الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط".

وذكرت المصادر المطلعة أنه على الرغم من تأكيد مسؤولين في إدارة ترامب علانية على متانة العلاقات الأميركية الإسرائيلية، فإنهم يعبرون في الجلسات المغلقة عن انزعاجهم من رفض نتنياهو مسايرة المواقف الأميركية بشأن غزة وإيران.

وقالت ستة مصادر إقليمية وغربية إن التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل أخذ في التزايد قبل جولة ترامب الخليجية.

وبدأ التوتر عندما سافر نتنياهو إلى واشنطن في زيارة ثانية في أبريل سعيا للحصول على دعم ترامب لشن ضربات عسكرية على المواقع النووية الإيرانية، لكنه فوجئ بتحول الرئيس نحو الخيار الدبلوماسي إذ علم قبل ساعات فقط من اللقاء أن المفاوضات على وشك أن تبدأ.

وفي الأسابيع التالية، أعلن ترامب وقف إطلاق النار مع الحوثيين في اليمن والتقارب مع القيادة الإسلامية الجديدة في سوريا كما تجاوز إسرائيل في زيارته الخليجية، وهو ما يظهر التوتر في العلاقات التقليدية بين الحليفتين، وفقا للمصادر.

وقال ديفيد ماكوفسكي، الباحث في معهد واشنطن ومدير مشروع عن العلاقات العربية الإسرائيلية، إن واشنطن وتل أبيب "لا تبدوان على توافق في القضايا الكبرى كما كانتا في المئة يوم الأولى" من رئاسة ترامب.

غزة تثبت الانقسام

خلال حملته الانتخابية، أوضح ترامب أنه يريد وقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن هناك قبل عودته إلى البيت الأبيض.

لكن بعد مرور أشهر على رئاسة ترامب، واصل نتنياهو تحدي دعوات وقف إطلاق النار، ووسع نطاق الهجوم، ولم يقدم أي خطة لإنهاء الحرب أو خطة لما بعد الحرب في الصراع المستمر منذ 19 شهرا. ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن عدد القتلى في القطاع تجاوز 52900.

واندلعت الحرب، التي أثارت تنديدات دولية بشأن الأزمة الإنسانية في غزة، بسبب الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، وتقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة.

وتبدد أي أمل في استغلال ترامب زيارته للمنطقة لتعزيز صورته كصانع سلام والإعلان عن اتفاق لإنهاء الحرب.

وبدلا من ذلك، ضاعف نتنياهو، الذي تتهمه المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب في غزة، هدفه المتمثل في سحق حماس. ويخضع نتنياهو للمحاكمة في إسرائيل بتهم الفساد التي ينفيها.

وخلال اختتام ترامب زيارته، شنت إسرائيل هجوما جديدا الجمعة على غزة. وأدت الغارات الإسرائيلية إلى مقتل مئات الفلسطينيين في الأيام القليلة الماضية.

أما الأولوية الأخرى لترامب، وهي توسيع اتفاقات إبراهيم التي تطبّع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والدول العربية لتشمل السعودية، فقد عرقلها أيضا تعنت نتنياهو.

وأوضحت الرياض أنها لن تقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل أن تتوقف الحرب ويصبح هناك مسار لإقامة دولة فلسطينية، وهو ما يرفضه نتنياهو.

وقال شينكر "ليست لديه استراتيجية، ولا خطة لليوم التالي بشأن غزة". وأضاف "وهو يعترض الطريق".

أما علنا، فقد رفض ترامب نفسه أي حديث عن أي خلاف. وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز بُثت بعد زيارة الخليج، نفى ترامب أن يكون محبطا من نتنياهو الذي قال عنه إنه يواجه "وضعا صعبا" بسبب الحرب في غزة.

لكن ترامب يمضي قدما من دون نتنياهو. وباهتمام بالمصالح الذاتية دون حرج، يقود الرئيس الأميركي عملية إعادة تنظيم للدبلوماسية الأميركية تجاه الدول السنية الثرية، التي ترتكز على الرياض الغنية بالنفط.

وقال مصدر إقليمي كبير إن زيارة ترامب توجت الدور المؤثر للسعودية بصفتها قائدا للعالم العربي السني. وعلى النقيض من ذلك، فقد أدت سنوات من التجاوزات الإيرانية، والضربات العسكرية الإسرائيلية القوية لحليفتيها حماس في غزة وجماعة حزب الله في لبنان، إلى تراجع دور طهران بصفتها قوة إقليمية شيعية.

وأضاف المصدر "كان لإيران الدور القيادي، والآن دخلت السعودية بأدوات أخرى: الاقتصاد والمال والاستثمار".

صعود السُنة

رغم أن نتنياهو هو من تصدر المعركة ضد إيران، يتشكل النظام الإقليمي الجديد في الرياض والدوحة وأبوظبي.

وتتطلع هذه الدول الخليجية إلى الحصول على أسلحة متطورة لحمايتها من هجمات إيران ووكلائها وكذلك إمكانية الوصول للرقائق الأميركية المتطورة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

ووجدوا شريكا راغبا يتمثل في رئيس أميركي يمكن أن تتداخل سياسته الخارجية أحيانا مع المصالح المالية لعائلته.

وفي قطر، المحطة الثانية من جولته، جرى تقديم طائرة فاخرة من طراز بوينغ 747 لترامب وجرى استقباله بحفاوة تليق بملك.

ووسط احتفال فخم ورقصات بالسيف واستعراض للفرسان ومأدبة ملكية، أعلن ترامب أن قطر، التي قدمت دعما ماليا كبيرا لحركة حماس، "تحاول المساعدة بكل تأكيد" في أزمة الرهائن الإسرائيليين.

وضرب تصريح ترامب على وتر حساس في القدس، حيث ينظر المسؤولون إلى الدوحة كتهديد استراتيجي يمول أحد ألد أعدائهم.

وقال يوئيل جوزانسكي وهو زميل بارز في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب إن العديد من الإسرائيليين "لا يفهمون مدى مركزية قطر بالنسبة للولايات المتحدة"، مشيرا إلى أنها تضم أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط.

وأضاف جوزانكسي أنه في الوقت الذي تجعل علاقة قطر مع حماس من الدولة الخليجية تهديدا لإسرائيل، فإن ثروتها الهائلة من الغاز الطبيعي ونفوذها المالي ونفوذها الدبلوماسي حولها إلى حليف لا غنى عنه لواشنطن.

وقدر البيت الأبيض أن الجولة إجمالا ضمنت أكثر من تريليوني دولار من الالتزامات الاستثمارية في الاقتصاد الأميركي، منها طلبيات كبيرة لطائرات بوينغ وصفقات لشراء معدات دفاعية أميركية واتفاقيات لشراء خدمات تكنولوجية. بينما وجد إحصاء أجرته رويترز للصفقات المعلنة أن القيمة الإجمالية تصل لما يقارب 700 مليار دولار.

وفي السعودية، وافق ترامب على صفقة أسلحة قياسية بقيمة 142 مليار دولار مع الرياض، مما أجج المخاوف الإسرائيلية من فقدان التفوق الجوي في المنطقة إذا حصلت الرياض على طائرة لوكهيد من طراز إف-35.

وفي الوقت نفسه، وفي إعادة تقويم للعلاقات الأميركية السعودية، عرض ترامب على الرياض مهلة لإقامة علاقات مع إسرائيل، قائلا لحكام السعودية إن بإمكانهم القيام بذلك في الوقت الذي يناسبهم.

والآن، يتفاوض ترامب على استثمار نووي مدني تقوده الولايات المتحدة للسعودية، وهي صفقة أخرى تثير قلق إسرائيل.

ودفعت الدول التي تتبع المذهب السني أجندتها الدبلوماسية الخاصة. وجاء إعلان ترامب المفاجئ خلال جولته عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا، في تحول آخر كبير في السياسة الأميركية، بناء على طلب من السعودية ورغم اعتراضات إسرائيل.

وحتى ديسمبر، عندما أطاح أحمد الشرع بالرئيس السوري بشار الأسد، رصدت واشنطن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يقبض عليه.

ورحبت دول الخليج بالهدنة التي أعلنها ترامب مع الحوثيين في اليمن، وهم جزء من "محور المقاومة" الذي تقوده إيران في المنطقة، والتي وضعت حدا لعملية عسكرية أميركية مكلفة في البحر الأحمر. وجاء هذا الإعلان، الذي أعقب إجراء المحادثات النووية مع إيران، بعد يومين فقط من سقوط صاروخ حوثي على مطار بن غوريون الإسرائيلي.

وقال جوزانسكي وهو منسق سابق لشؤون إيران والخليج في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي "يزيد موقف إسرائيل أكثر فأكثر كمخربة تقف في طريق ليس فقط الولايات المتحدة بل المجتمع الدولي، إذ تحاول تشكيل المنطقة بشكل مختلف بعد سقوط الأسد وحزب الله وربما إنهاء حرب غزة".

وفي حين التزمت حكومة نتنياهو اليمينية الصمت إزاء زيارة ترامب، عبرت وسائل إعلام إسرائيلية عن قلقها من أن مكانة البلاد مع أهم حلفائها آخذة في التراجع.

وانتقد سياسيون معارضون رئيس الوزراء لسماحه بتهميش إسرائيل بينما يعاد تشكيل تحالفات قديمة.

ووجه رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، الذي يستعد للعودة إلى الحياة السياسية، اتهاما لاذعا لحكومة نتنياهو، مجسدا بذلك الشعور بالقلق الذي يسيطر على كثيرين في المؤسسات السياسية والأمنية الإسرائيلية.

وقال رئيس الوزراء ووزير الدفاع السابق على أكس "الشرق الأوسط يشهد تغييرات في بنائه أمام أعيننا وأعداؤنا يزدادون قوة، ونتنياهو... وجماعته مشلولون، سلبيون وكأنهم غير موجودين".