أسوأ اضطرابات تشهدها بنغلادش منذ تولي الشيخة حسينة السلطة قبل 15 عاما
أسوأ اضطرابات تشهدها بنغلادش منذ تولي الشيخة حسينة السلطة قبل 15 عاما، أدت إلى فرارها من البلاد.

دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء السلطات الجديدة في بنغلادش لاحترام "مبادئ الديموقراطية" بعدما أبدى محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام استعداده لتشكيل حكومة انتقالية في دكا.

وقال بلينكن في مؤتمر صحفي إنّ "أيّ قرارات تتّخذها الحكومة الانتقالية يجب أن تحترم مبادئ الديموقراطية ويجب أن تحفظ سيادة القانون وأن تعكس إرادة الشعب".

بدورها، دعت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ التي التقاها بلينكن وزارت بنغلادش مؤخرا، جميع الأطراف إلى تجنب العنف.

وقالت وونغ عقب محادثات في أكاديمية سلاح البحرية الأميركية في أنابوليس بولاية ميريلاند "ندعو جميع الأطراف إلى احتواء التصعيد واحترام الحقوق العالمية، ونحضّ على إجراء تحقيق كامل ومستقل ومحايد في الأحداث التي وقعت في الأسابيع الأخيرة".

وأبدى محمد يونس الثلاثاء استعداده لتولي رئاسة حكومة انتقالية في بنغلادش غداة تولي الجيش السيطرة على البلاد بعدما أجبرت التظاهرات الواسعة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة على الاستقالة والفرار الى الخارج.

وكان قادة الاحتجاجات الطالبية طالبوا بتولي يونس رئاسة حكومة مؤقتة. وكتب القائد في حركة "طلاب ضد التمييز" آصف محمد على فيسبوك "نثق بالدكتور يونس".

وقال يونس "لقد تأثرت بثقة المتظاهرين الذين يريدونني أن اترأس حكومة انتقالية ... لقد ظللت طيلة الوقت بعيدا عن السياسة ... لكن اليوم، إذا كان من الضروري العمل في بنغلادش، من أجل بلدي، ومن أجل شجاعة شعبي، فسأفعل"، داعيا الى تنظيم "انتخابات حرة".

وقال يونس في وقت سابق في مقابلة مع صحيفة "ذي برنت" إن بنغلادش كانت "بلدا محتلا" في عهد حسينة، مضيفا "يشعر جميع سكان بنغلادش اليوم بأنهم صاروا أحرارا".

وخرج ملايين المواطنين إلى الشوارع على مدى الشهر الماضي لمطالبة حسينة (76 عاما) بالاستقالة بعد أن ظلت في السلطة منذ العام 2009.

وقتل مئات الأشخاص فيما سعت قوات الأمن لإخماد الاحتجاجات، لكن اتساع رقعتها اضطر حسينة أخيرا لمغادرة بنغلادش على متن مروحية الاثنين بعد أن فقدت دعم الجيش.

وأعلن قائد الجيش الجنرال وقر الزمان الاثنين استقالتها وأن الجيش يعمل على تشكيل حكومة مؤقتة.

وقال بعد اقتحام الحشود مقر إقامة حسينة ونهبه إن "البلد عانى كثيرا وتضرر الاقتصاد وقُتل عدد كبير من الناس، حان الوقت لوقف العنف".

ويتوقع بأن يجتمع الجنرال وقر مع قادة الاحتجاجات لبحث مطلبهم بتولي محمد يونس البالغ من العمر 84 عاما الحكومة المؤقتة.

ونزولا عند طلب قادة الاحتجاجات الطلابية وحزب بنغلادش الوطني المعارض، حل الرئيس البرلمان الثلاثاء.

وأُفرج عن رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء بعد سنوات من الإقامة الجبرية، وفق ما أفاد بيان للرئاسة وحزبها الذي يطالب بانتخابات في غضون ثلاثة أشهر. 

وأجرى الجيش تعديلات شملت خفض رتبة عدد من كبار الضباط ممن يُعدون مقربين من حسينة، وأقال ضياء الإحسان، قائد كتيبة العمل السريع التي تشملها عقوبات أميركية.

محطة بوشهر للطاقة النووية في إيران
محطة بوشهر للطاقة النووية في إيران

فيما يترقب العالم الرد الإسرائيلي المحتمل على إيران، يبقى شكل الرد والمواقع التي قد تستهدفها إسرائيل مثار تساؤلات.

وأطلقت إيران الثلاثاء نحو 200 صاروخ باتجاه إسرائيل في ثاني هجوم من نوعه في غضون ستة أشهر في حلقة من حلقات التصعيد التي تشهدها المنطقة على هامش الحرب الإسرائيلية في غزة.

المنشآت النووية

يرى مساعد وزير الخارجية الأميركية الأسبق، مارك كيميت، أن هناك أربعة أنواع من الأهداف الإيرانية تركز عليها إسرائيل، وقال في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة"، إن المنشآت النووية تمثل هدفا رئيسيا "رغم أنها حافلة بالمخاطر". وتابع أن استهدافها قد يسبب تداعيات خطيرة على مستوى الأمن الإقليمي والدولي. 

ثانيا: منشآت النفط

رغم أن استهداف منشآت النفط قد يبدو مغريا، فإن الولايات المتحدة لا تحبذ ذلك، بحسب تأكيد كيميت "لأن سيكون له تأثير كبير على أسعار النفط عالميا في الوقت الذي تركز فيه الأطراف في أميركا على الانتخابات، وأي زيادة في أسعار النفط ستضر بالتأكيد المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس".

والأحد، ذكر الموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية على الإنترنت "شانا"، أن الوزير محسن باك نجاد وصل إلى جزيرة خرج، وسط مخاوف من استهداف إسرائيل للمرفأ النفطي هناك، وهو الأكبر في إيران.

وبعد الهجوم الإيراني نقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، الأربعاء، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل ستوجه "ردا كبيرا" قد يستهدف منشآت إنتاج النفط داخل إيران.

وذكر موقع "شانا" أن "باك نجاد وصل صباح اليوم لزيارة منشآت النفط ولقاء موظفي عمليات في جزيرة خرج"، مضيفا أن مرفأ النفط هناك تبلغ سعته التخزينية 23 مليون برميل من الخام.

ثالثا: الأهداف العسكرية

تشمل هذه الأهداف الدفاعات الجوية والقواعد العسكرية، بما في ذلك قواعد فيلق القدس الإيراني. وأوضح كيميت أن هذه الأهداف قد تكون ضمن خطة إسرائيلية لضرب القدرات العسكرية الإيرانية.

رابعا: الاغتيالات

اعتبر كيميت أن استراتيجية الاغتيالات التي تتبعها إسرائيل ضد القيادات العسكرية والسياسية تمثل جزءا من استراتيجيتها العامة، مثلما حدث في غزة ولبنان حيث قتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وكثير من قيادات الجماعة المصنفة "إرهابية" في الولايات المتحدة.

وأشار إلى إمكانية وجود اسم خامنئي في هذه القائمة، لكنه حذر من التداعيات السياسية التي قد تترتب على ذلك.

وأوضح أن التحركات الإسرائيلية ضد قادة مثل يحي السنوار ونصرالله تشير إلى أن هناك اهتماما بملاحقة القيادات الإيرانية. وأكد على ضرورة التفكير في العواقب السياسية لمثل هذه الخطوات.

وفي مقابلة على شبكة "سي بي أس"، اعتبر قائد القيادة المركزية السابق فرانك ماكينزي، أن لدى إسرائيل مجموعة واسعة من الخيارات للرد على إيران.

وقال: "يمكنهم اختيار هدف تصعيدي للغاية، كالمرشد الأعلى نفسه، أو استهداف البرنامج النووي، أو البنية التحتية للنفط، أو حتى النظر في أهداف الاستخبارات العسكرية"، لكن استهداف المنشآت النووية يظل هدفا صعبًا للغاية، بحسب قوله.

وأطلقت إيران 200 صاروخا باتجاه إسرائيل، قائلة إنه ردّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران في 31 يوليو في عملية نسبت لإسرائيل، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله في غارة إسرائيلية في 27 سبتمبر قتل فيها أيضا مسؤول في الحرس الثوري الإيراني.

وكان مسؤول عسكري إسرائيلي أعلن السبت أن بلاده تعد ردا على إيران التي حذّرها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من أنها ستدفع ثمنا باهظا لهجومها.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن تأييده لحق إسرائيل في الرد، لكنه أشار إلى أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية لن يكون في صالح إسرائيل.

هل تأخذ إسرائيل بالنصائح الأميركية؟

وبشأن ما إذا كانت إسرائيل ستأخذ نصائح الولايات المتحدة بعين الاعتبار، أعرب كيميت عن أمله في أن تستمع إسرائيل للنصائح الأميركية.

لكنه أشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في العام الأخير غالبا ما تجاهل هذه النصائح من بايدن بشأن القضايا العسكرية.

وقال: "لقد ركز نتانياهو على المهم بالنسبة إلى شعب إسرائيل والقضايا الداخلية ولم يقلق بشأن الدبلوماسية مع الولايات المتحدة".

القدرات العسكرية لإيران وحلفائها

لا يعتقد كيميت أن الإيرانيين أو حزب الله استخدموا كلية القدرات التي يمتلكونها للهجوم على إسرائيل.

ورغم أن كيميت يشير إلى أن قدرات حزب الله تضررت كثيرا من خلال القضاء على المستويات القيادية الثلاثة وأصبح من الصعب عليه أن يقوم بهجوم منسق أو بأعمال دفاع جنوب نهر الليطاني، فإنه يؤكد أنه هذا لا يعني أن وحدات الجماعة اللبنانية غير قادرة على إلحاق أضرار بالإسرائيليين.

في ظل الضربات المتواصلة ضد حزب الله.. هل تملك إسرائيل استراتيجية طويلة الأمد؟
مع استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي في لبنان، تساءل بعض الخبراء عما تخطط له الحكومة الإسرائيلية بعدما وجهت ضربات قوية لحزب الله، وتحدث البعض عن أنه ربما تمتلك بالفعل خطة لبدء الحرب وليس بالضروري أن يكون لديها أخرى لما بعد ذلك.

وقال: "الإسرائيليون لم يضعفوا كثيرا القدرات الصاروخية لحزب الله، ولو حزب الله استخدم عددا كبيرا من الصواريخ الموجودة في مستودعاته في الهجوم على إسرائيل، فإن هذا سيغرق الدفاعات الإسرائيلية ولن تستطيع إيقاف كل صاروخ يأتي إلى المناطق السكنية".

وشدد على أن حزب الله لا يزال يحتفظ بقدرات مهمة رغم الضغوط العسكرية، وأن التهديد الإيراني يظل قائما، محذرا إسرائيل بأنها يجب أن تبقى يقظة تجاه أي تحركات من قبل طهران وأذرعها في المنطقة.

ونقلت فرانس برس عن مصدر عسكري إيراني، الأحد، قوله إن طهران أعدّت خطّتها للرد في حال شنّت إسرائيل هجوما على أراضيها.

ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن المصدر العسكري أنّ خطّة الرد اللازم على أي عمل محتمل لإسرائيل "جاهزة تماما"، وإذا تحرّكت إسرائيل، فلن يكون هناك شكّ في تنفيذ الضربة المضادة الإيرانية.

وأضاف أنّ لإيران "بنك أهداف كثيرة داخل إسرائيل"، معتبرا أن ضربة الثلاثاء "أظهرت أنّه بإمكاننا تدمير أي نقطة نريدها وتسويتها بالأرض".