قطر تتوسط منذ أشهر مفاوضات الهدنة  بدعم من مصر والولايات المتحدة ـ صورة تعبيرية.
قطر تتوسط منذ أشهر مفاوضات الهدنة بدعم من مصر والولايات المتحدة ـ صورة تعبيرية.

في مسعى دبلوماسي جديد لاحتواء التوترات الإقليمية المتصاعدة، تتجه الأنظار نحو جولة جديدة من المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعد أن أعلنت إسرائيل، الخميس، موافقتها على استئناف المحادثات، استجابة لدعوة من الوسطاء، الولايات المتحدة وقطر ومصر.

ويأتي هذا التطور في أعقاب ارتفاع حدة التوتر بين إيران وإسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة، في ظل تهديدات طهران بالانتقام من مقتل زعيم حماس إسماعيل هنية، والذي حملت مسؤوليته لإسرائيل، وتأكيدات الأخيرة على استعدادها لأي سيناريو. 

ويقول محللون إن الدعوة الجديدة التي أطلقتها واشنطن والقاهرة والدوحة، تظهر كمحاولة لتهدئة التوترات الإقليمية ومنع انزلاق المنطقة نحو صراع أوسع نطاقا، مع تأكيدهم على التحديات والعراقيل العديدة التي لا تزال تواجه "ردم الخلافات" للتوصل لاتفاق نهائي.

محاولة "إعجازية" وفجوات

ودعا زعماء الولايات المتحدة وقطر ومصر، الخميس، إسرائيل وحماس إلى استئناف المفاوضات إما في الدوحة أو القاهرة، الأسبوع المقبل، لتجاوز الخلافات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي بيان مشترك، حضّ الوسطاء طرفي النزاع على استئناف المحادثات في 15 أغسطس "لسد كل الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق بدون أي تأجيل".

وجاء في النص الذي وقعه أمير قطر ورئيسا الولايات المتحدة ومصر أن الاتفاق الإطاري "مطروح الآن على الطاولة ولا ينقصه سوى الانتهاء من التفاصيل الخاصة بالتنفيذ".

وأكد مسؤولون أميركيون، خلال الأيام الأخيرة، أن صفقة إطلاق الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة تبقى السبيل الوحيد لتهدئة التوترات الإقليمية التي وصلت إلى مستوى جديد، بعد أن اغتالت إسرائيل أحد كبار القادة العسكريين لحزب الله في بيروت، ومقتل الزعيم السياسي لحماس في طهران.

وتعثرت المفاوضات بشأن صفقة احتجاز الرهائن ووقف إطلاق النار في الأسابيع الأخيرة بسبب الشروط التي فرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي، قبل أن تتعمّق "الفجوات" بمقتل القيادين بحماس وحزب الله، أواخر الشهر الماضي، وفقا لـ"أكسيوس".

المحلل الفلسطيني، أشرف العكة، يقول إنه "لا يعتقد أن تحمل الجولة الجديدة من المفاوضات أي مستجدات حقيقية"، غير أنه يشير إلى أنها "المحاولة الأخيرة من وجهة نظر الوسطاء لمنع انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة أو امتداد الصراع".

ويضيف العكة في تصريح لموقع "الحرة"، أن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار يعد "مدخلا أساسيا" لإنهاء الصراع بالمنطقة، لافتا إلى أن "استمرار الحرب على غزة قد يؤدي إلى نتائج أوسع تمتد بدخول قوى وأطراف عالمية أخرى".

وقال مصدر مطلع على المفاوضات لأكسيوس، إن الاجتماع المخطط له الخميس، يبقى محاولة "إعجازية" من جانب إدارة بايدن للتوصل إلى صفقة ومنع حرب إقليمية.

المحلل الإسرائيلي، شلومو غانور، يقول إن الوضع في "مرحلة مفصلية"، لافتا إلى "التطورات الأخيرة مع إيران ومع حزب الله في شمال إسرائيل، علاوة على الضغوط الأميركية على رئيس الوزراء الإسرائيلي من أجل قبول صفقة لوقف إطلاق النار وتحرير سراح الرهائن".

ويضيف غانور في تصريح لموقع "الحرة"، أن الظروف الراهنة تستدعي الاستجابة لدعوة الوسطاء والمضي قدما نحو التسوية.

ويتمحور الوقف المرتقب للأعمال العدائية حول اتفاق مرحلي يبدأ بهدنة أولية. وركزت المحادثات الأخيرة على إطار العمل الذي حدده الرئيس الأميركي جو بايدن، في أواخر مايو، ووصفه بأنه مقترح إسرائيلي.

وقال البيان إن الاتفاق الإطاري الأخير "يستند إلى المبادئ التي طرحها الرئيس بايدن".

ويوضح المحلل الفلسطيني أن "نجاح المفاوضات حبيس الشروط التي يطرحها نتانياهو الذي يحاول عرقلة التوصل للحل بإرادة منه، وبضغط من حلفائه في اليمين المتطرف".

ويشدد المتحدث ذاته على أن "البيان الثلاثي الأخير مهم وضروري، ولكن كان ينبغي أن يضيف جديدا، بالضغط على نتانياهو وإلزامه للتوصل لاتفاق".

لكن في المقابل، يحمّل غانور مسؤولية تعثر مفاوضات الأشهر الماضية لحماس، مشيرا إلى أن "التوصل لاتفاق يتوقف على الحركة وزعيمها القديم الجديد، يحيى السنوار"، خاصة أنه "أصبح الجهة الوحيدة بالحركة التي تستطيع قبول أو رفض الاتفاق".

ويضيف أن "إسرائيل قالت كلمتها بتوجيه وفد المفاوضين والآن بانتظار رد حماس في هذا الوقت الحساس"، معربا عن "آماله بأن يكون استئناف المفاوضات خطوة أولى لنزع فتيل التوتر القائم بالمنطقة".

وقال مكتب رئيس الوزراء، إنه سيتم إيفاد مفاوضين للمشاركة في اجتماع 15 أغسطس "من أجل وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل وتنفيذ الاتفاق الإطاري"، بينما لم يصدر أي تعليق حتى الآن من حركة حماس.

ونقلت رويترز، عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، أنه ليس متوقعا أن يتم توقيع اتفاق، الأسبوع المقبل، نظرا لأنه لا تزال هناك قضايا جدية من بينها تسلسل التبادلات بين حماس وإسرائيل. وأضاف أن هناك حاجة إلى تحرك من على جانبي الطاولة.

وقال المسؤول الأميركي لأكسيوس "الخميس، ستستأنف المفاوضات. ولا نتوقع التوصل إلى اتفاق في حينه. هذه بداية وليست نهاية. هناك إلحاح لإعادة هذه العملية إلى مسارها الصحيح".

وأشار المسؤول إلى أن الفجوات لا تزال قائمة بين إسرائيل وحماس بشأن العديد من القضايا المتعلقة بتنفيذ اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار وأن كلا الجانبين يتبنى مواقف متشددة بشأنها.

وبشأن التصريحات التي تحدثت عن استمرار فجوات في التفاهمات، يقول العكة، إنها "لا تخدم جودة ونتائج المفاوضات، لأن التهديدات بتأزيم الوضع في المنطقة متسارعة ومقلقة وخطيرة".

ويرى العكة، أن "ما يجري حاليا هي مساعي  لتثبيت الشروط الإسرائيلية الإعجازية والتي  تعطّل إمكانية تفادي التصعيد الدائر"، معتبرا أن "الدور الأساسي المنوط بالوسطاء هو التشديد على ضرورة وقف فوري وإلزامي لإطلاق النار، لأنه غير ذلك سنبقى في المربع الأول".

العلاقة بالتصعيد مع إيران

وتأتي المساعي الدبلوماسية الجديدة وسط توترات إقليمية متزايدة في أعقاب مقتل القيادين بحماس وحزب الله، الجماعة الإيرانية التي توعدت مع داعمتها إيران بالرد على العمليتين.

في المقابل، أكدت إسرائيل خلال الأيام الماضية أنها مستعدة هجومياً ودفاعياً للتعامل مع أي هجمات تطالها.

وسلّط تحليل لشبكة "سي أن أن" الضوء على الجهود الرامية إلى إقناع إيران بالعدول عن التصعيد، مشيرا إلى أن القادة الإقليميين يأملون في أن تكون طهران مستعدة للتراجع عن هدف الانتقام، مقابل تحقيق تقدم ملموس في محادثات وقف إطلاق النار.

ووفقا للمصدر ذاته، فإن اجتماع وزير الخارجية الإيراني بالإنابة مع نظرائه من وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، الأربعاء، في السعودية، جاء كمحاولة لمنع تصاعد الأزمة إلى صراع إقليمي شامل. 

وتحدث وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، للشبكة خلال خروجه من الاجتماع، معتبرا أن "الخطوة الأولى نحو وقف التصعيد هي إنهاء سببه الجذري، وهو العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة".

وبالتوازي، تشير الشبكة إلى  تجدد المساعي لإقناع نتانياهو، بتخفيف موقفه في مفاوضات وقف إطلاق النار مع حماس. ورغم أن هذه الجهود ليست جديدة، تقول إن الظروف الحالية قد تجعل نتائجها أكثر إيجابية مقارنة بالمحاولات السابقة.

من جهته، يؤكد المحلل الفلسطيني على أن "مساعي إعادة بعث الروح في مفاوضات وقف الحرب في غزة ترتبط بشكل وثيق بمحاولة تخفيف الرد الإيراني وحلفاء طهران".

وكشف وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة وحلفاؤها قد تواصلوا مباشرة مع إسرائيل وإيران، وأكدوا بأنه "لا ينبغي لأحد تصعيد هذا الصراع"، مضيفا أن مفاوضات وقف إطلاق النار قد دخلت "مرحلة نهائية"، ويمكن أن تتعرض للخطر بسبب المزيد من التصعيد في أماكن أخرى في المنطقة.

وذكر المسؤول الأميركي الذي تحدث لرويترز، أن البيان الثلاثي، لم يكن يهدف للتأثير على إيران إلا أن أي تصعيد من شأنه أن يقوض آمال التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس.

وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، الخميس، إنها تسعى إلى تحقيق أولويتين في وقت واحد، أولاهما "التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة وانسحاب المحتلين من هذه الأراضي"، والثانية "معاقبة المعتدي" على مقتل هنية.

ويوضح تحليل "سي أن أن"، أن إيران قد تحتاج إلى غطاء دبلوماسي للتراجع عن تهديداتها المتسرعة ضد إسرائيل في أعقاب مقتل هنية مباشرة، معتبرا أن "وقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن يسمح لطهران بالادعاء بأنها تهتم بحياة الفلسطينيين في غزة أكثر من اهتمامها بالانتقام. لكن المكافأة تحتاج إلى أن تكون كبيرة بما يكفي لإيران حيث أن شرفها وردعها على المحك".

من جهته، يوضح غانور أن "التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل من شأنه أن يضع حدا للتصعيد الإيراني والإسرائيلي"، لافتا إلى أن "جميع التطورات الأخيرة ترتبط بسلسلة وحلقة متشابكة، لكن دون أن ننسى أن حماس السبب وراء كل هذه الأزمة بعدوانها على إسرائيل في السابع من أكتوبر".

ولذلك يقول، إن "قبول حماس بالاتفاق الذي تعرضه الولايات المتحدة بإطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين، قد يدفع إسرائيل لوقف الحرب، وبالتالي سيوقف حزب الله والحوثيين والميليشيات الشيعية الموالية لإيران هجماتها وتهديداتها لإسرائيل".

إيران-
إيران وصفت عملية الإطلاق بالناجحة

يثير برنامج إيران الفضائي، وخاصة إطلاق القمر الصناعي "شمران-1" السبت، مخاوف كبيرة في الغرب، كون ذلك يسهل على طهران عمليات التجسس وتوجيه صواريخها الباليستية.

ويُدار برنامج الإطلاق الفضائي الإيراني بواسطة الحرس الثوري، ويعتمد على نفس التكنولوجيا المستخدمة في الصواريخ الباليستية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBMs)، والتي يمكن أن تُستخدم في نقل رؤوس حربية نووية، وفق ما ذكرته أسوشيتد برس.

هذه العلاقة هي جوهر المخاوف التي أعربت عنها الحكومات الغربية سابقا، خصوصا مع استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم.

ووصفت إيران عملية الإطلاق بالناجحة، ما يجعلها ثاني عملية إطلاق من نوعها تضع قمراً صناعياً في المدار باستخدام الصاروخ.

وفي وقت لاحق، أظهرت لقطات نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية انطلاق الصاروخ من منصة إطلاق متنقلة.

توترات

أشارت تحليلات أجرتها أسوشيتد برس على الفيديو والصور الأخرى التي تم نشرها لاحقًا إلى أن الإطلاق حدث من منصة الإطلاق الخاصة بالحرس الثوري الإيراني على مشارف مدينة شاهرود، التي تبعد حوالي 215 ميلاً (346 كلم) شرق العاصمة طهران.

ويأتي الإطلاق وسط توترات متصاعدة في منطقة الشرق الأوسط على خلفية الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، حيث شنت طهران هجومًا غير مسبوق بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل.

في الوقت ذاته، تواصل إيران تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من درجة استخدامه في الأسلحة النووية، مما يثير مخاوف الخبراء في مجال منع الانتشار النووي بشأن برنامج طهران.

جمع المعلومات الاستخبارية

برنامج إطلاق الفضاء الإيراني طموح، ويهدف إلى إطلاق أقمار صناعية لجمع المعلومات الاستخبارية، رغم أن الخبراء في مجال منع الانتشار النووي يرون أن تحقيق هذه القدرة قد يستغرق حوالي عقد من الزمن، وفق ما نقلت وثيقة بحثية بالخصوص.

وتعمل إيران حاليًا على نوعين من مركبات الإطلاق الفضائي (SLVs): "سفير" و"سيمرغ"، وكلا الصاروخين يعملان بالوقود، وقادران على وضع حمولات في مدار الأرض المنخفض. 

استخدمت إيران صاروخ "سفير" (أول صاروخ فضائي إيراني الصنع) لإطلاق القمر الصناعي "أميد" إلى المدار في فبراير 2008.

ولا يزال صاروخ "سفير" قيد التطوير، وهو مصمم لنقل حمولات خفيفة إلى مدار الأرض المنخفض، ولذلك لا يُعتبر قادراً على توفير قدرة صواريخ بعيدة المدى لحمل رؤوس نووية، وفق ذات الوثيقة.

في غضون ذلك، تشير التقارير إلى أن الحرس الثوري الإيراني (IRGC) يسعى لتوسيع دوره وقيادته في برنامج الفضاء الإيراني، نظرًا لوجود عناصر عسكرية فيه، وفق ما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست".

وبحسب نفس التقارير، لا تقتصر خطط إيران على إطلاق قمر صناعي من نوع واحد فقط، بل تخطط لإطلاق عدة أقمار صناعية في المستقبل.

"هذا يعزز فكرة أن البرنامج الفضائي الإيراني ليس مجرد مبادرة مدنية، بل له أبعاد عسكرية قد تشمل جمع معلومات استخباراتية وتحسين قدرات إيران في مجال التكنولوجيا العسكرية والصواريخ الباليستية" تقول الصحيفة الإسرائيلية.

يذكر أنه في بداية العام الجاري، أطلقت إيران ثلاثة أقمار صناعية في وقت واحد وسط النزاعات الإقليمية الجارية خصوصا بين حماس وإسرائيل من جهة وحزب الله اللبناني من جهة أخرى وقوات المتمردين الحوثيين في بحر العرب.

في 29 يناير، تم إطلاق مجموعة من الأقمار الصناعية على صاروخ من نوع "سيمرغ" وبلغت مدار الأرض المنخفض، حيث تراوحت ارتفاعات الأقمار الصناعية بين 280 ميلًا (450 كيلومترًا) و680 ميلًا (1,110 كيلومترًا)، حسب  موقع سبايس.

وتألفت المجموعة من قمرين صناعيين صغيرين للاتصالات والملاحة يُعرفان باسم "كيهان 2" و"هاتف 1"، بالإضافة إلى قمر صناعي ثالث يُعرف باسم "مهدا".

ويُوصف هذا القمر الأخير بأنه "قمر صناعي بحثي" سيمكن وكالة الفضاء الإيرانية من تقييم أداء صاروخ "سيمرغ" في وضع الأقمار الصناعية في مدارات مختلفة.

وكانت تلك أول مهمة ناجحة لوصول صاروخ "سيمرغ" إلى المدار، بعد سلسلة من الإخفاقات.

وفي 20 يناير، أطلقت إيران قمرا صناعيا يُعرف باسم "ثريا" إلى أعلى مدار وصلت إليه طهران حتى الآن، حيث وصل إلى ارتفاع 466 ميلًا (750 كيلومترًا) في مدار الأرض المنخفض، وفقًا لوكالة رويترز

الأقمار الاصطناعية في خدمة الصواريخ الباليستية

لا يزال من غير الواضح ما هي وظيفة " ثريا"، إذ أن التقارير المؤكدة تشير إلى أنه قادر على الاستشعار عن بُعد.

لذلك، سبق وأن نددت عدة دول غربية بسلسلة الإطلاقات تلك، حيث تتهم إيران منذ فترة طويلة باستخدام إطلاق الأقمار الصناعية لتعزيز برنامجها للصواريخ الباليستية بعيدة المدى.

وقال بيان صادر عن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، بمناسبة إطلاق تلك الصواريخ، بداية العام الجاري  وفق ما نقلت وقتها وكالة أسوشيتد برس: "لدينا مخاوف بشأن أنشطة إيران المتعلقة بتقنيات الصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية. 

"وتعزز هذه المخاوف التصعيد النووي المستمر من إيران، الذي يتجاوز أي مبرر مدني مقبول" وفق الوكالة ذاتها.

المدير السابق لإدارة منع الانتشار والسياسة النووية، مايكل إيلمان، قال في تحليل نشره على موقع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، في عام 2019 إنه "يجب على الولايات المتحدة وحلفائها أن يكونوا حذرين من المبالغة في تقدير المخاطر التي تشكلها محاولة إيران لإطلاق أقمار اصطناعية".

وفي تحليله، قدم إلمان تقييما للتكنولوجيا وراء الإطلاق والبرامج التي ينبغي على صانعي السياسات توجيه انتباههم إليها بدلاً من ذلك.

وكشف هذا الخبير أن التقنيات والمكونات المستخدمة في مركبات إطلاق الأقمار الصناعية، بما في ذلك "سيمرغ"، والصواريخ الباليستية طويلة المدى متشابهة، "كلاهما يستخدم محركات صواريخ قوية، وهياكل هوائية عالية القوة وخفيفة الوزن، ووحدات توجيه وملاحة ذاتية، وآليات فصل الحمولات، وأنظمة تتبع وقياس لدعم التطوير والعمليات".

جمع البيانات

لفت إلمان كذلك إلى أن تقدم أنشطة إطلاق الأقمار الصناعية توفر فرصة لمهندسي إيران لاكتساب الخبرة وجمع البيانات التي قد تدعم جهود تطوير الصواريخ الباليستية بعيدة المدى.

ويقول الجيش الأميركي إن التكنولوجيا الباليستية بعيدة المدى المستخدمة لوضع الأقمار الصناعية في المدار يمكن أن تسمح أيضا لطهران بإطلاق أسلحة بعيدة المدى قد تتضمن رؤوسا حربية نووية، وفق رويترز.

وتنفي إيران أن تكون أنشطتها المتعلقة بالأقمار الصناعية غطاء لتطوير الصواريخ الباليستية، وتقول إنها لم تحاول قط تطوير أسلحة نووية.

وزعمت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، السبت، أن من بين المهام الفرعية للقمر الصناعي جمران-1 "تقييم النظام الفرعي للدفع بالغاز البارد في الأنظمة الفضائية وأداء الأنظمة الفرعية للتنقل والتحكم في الوضع".

وتمتلك طهران أحد أكبر برامج الصواريخ في الشرق الأوسط، وفشلت في عدة محاولات لإطلاق أقمار صناعية خلال السنوات القليلة الماضية بسبب مشكلات فنية.