اللقطات التقطتها طائرة بدون طيار أميركية تظهر ناقلة نفط تحترق في البحر الأحمر
اللقطات التقطتها طائرة بدون طيار أميركية تظهر ناقلة نفط تحترق في البحر الأحمر.

نشر الجيش الأميركي لقطات جديدة من طائرة بدون طيار تظهر ناقلة النفط التي تحمل العلم اليوناني سونيون وهي تحترق في البحر الأحمر بعد هجوم للمتمردين الحوثيين في اليمن.

وأوضحت وكالة "أسوشيتد برس" أن المشاهد التقطتها طائرة بدون طيار أميركية تظهر ناقلة نفط تحترق في البحر الأحمر بعد هجوم للمتمردين الحوثيين في اليمن.

وأكدت جماعة أنصار الله الحوثية، في ٣١ أغسطس، أن زوارق القطر ستبدأ بنقل السفينة المنكوبة سونيون بسبب هجماتهم.

وقال "وزير الخارجية" في الحكومة التي يسيّرها الحوثيون في اليمن، جمال عامر، إنه من المتوقع أن تبدأ زوارق القطر في سحب الناقلة اليونانية "سونيون"، الأحد،في الوقت الذي لا تزال فيه السفينة جانحة والنيران مشتعلة فيها بالبحر الأحمر، وفق ما نقلته رويترز.

وتشكل الناقلة سونيون المسجلة في اليونان خطرا بيئيا بعد تعرضها لأضرار في هجوم نفذته قوات الحوثيين، في 21 أغسطس.

وتحمل الناقلة نحو مليون برميل من النفط الخام. وكان الحوثيون ومصادر بحرية ذكروا أن الناقلة لُغمت بالمتفجرات.

وقال عامر في بيان على فيسبوك: "من المنتظر وصول قاطرات يوم غد الأحد للبدء بسحب السفينة سونيون".

وأعلن الحوثيون أنهم سيسمحون لأطقم الإنقاذ بسحب الناقلة التي تشتعل بها النيران منذ 23 أغسطس، إلى بر الأمان وسط مخاوف من احتمال تسرب 150 ألف طن من النفط الخام إلى البحر.

وإذا حدث تسرب فمن المحتمل أن يكون من بين أكبر حوادث التسرب من ناقلة في التاريخ، وقد يتسبب في كارثة بيئية في منطقة يمثل الوصول إليها خطرا كبيرا.

وقالت مصادر لرويترز إن أي عملية إنقاذ ستتطلب فحصا ومسحا للناقلة لتحديد ما إذا كان يمكن سحبها إلى ميناء أو نقل حمولتها إلى سفينة أخرى.

وفي ٢٤ أغسطس، كشف تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية، أن السعودية واليونان "تنسقان لتجنب كارثة" بسبب ناقلة النفط "سونيون" في البحر الأحمر.

ونقل التقرير عن أشخاص مطلعين، أن "اليونان تقود جهود تفريغ ناقلة النفط"، التي كانت تحمل 150 ألف طن من النفط الخام العراقي، حينما تعرضت لهجوم من مسلحي الحوثي في اليمن.

ونجحت عمليات إنقاذ طاقم السفينة، لكن النيران اشتعلت في أجزاء منها، ومن غير الواضح ما إذا كان هناك تسريب نفطي حاليًا.

وذكرت المصادر المطلعة لبلومبيرغ، إنه "بموجب خطة الإنقاذ الموضوعة للسفينة، سيتم نقل النفط الموجود عليها إلى سفينة أخرى، يتم سحبها إلى ميناء آمن ربما في جيبوتي".

وأضافت المصادر أن سفنا من اليونان وفرنسا وإيطاليا تتبع لمهمة الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر "أسبيدس"، سترافق "سونيون" أثناء عملية الإنقاذ، ومن المرجح أن تشرف السعودية على عملية نقل النفط.

وأوضحت المصادر أيضًا أن الخطة جاءت "نتيجة للتنسيق الوثيق بين اليونان والشركاء الأوروبيين والجهات الإقليمية الفاعلة بما فيها السعودية، بجانب استغلال أثينا لقنوات تواصل مع إيران، الداعم الأساسي للحوثيين".

وبدأ الحوثيون شن ضربات جوية بطائرات مُسيرة وصواريخ على البحر الأحمر في نوفمبر فيما يقولون إنه تضامن مع الفلسطينيين في الحرب على غزة.

وشن الحوثيون أكثر من 70 هجوما أغرقوا فيها سفينتين واستولوا على واحدة وقتلوا ثلاثة بحارة على الأقل.

وأعلن الجيش أميركي، في ٣ سبتمبر، أنه دمر نظامين صاروخيين في منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، في وقت هاجمت الجماعة، التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، ناقلتي نفط خام في البحر الأحمر.

وقالت القيادة المركزية في بيان إنها نجحت في تدمير نظامين صاروخيين كانا يشكلان تهديدا وشيكا للقوات الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة.

وأضافت القيادة المركزية أنه "تم اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أمانا للسفن الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية".

وكان الجيش الأميركي قد أعلن في وقت سابق أن الحوثيين هاجموا ناقلتي نفط خام، هما أمجاد التي ترفع علم السعودية وبلو لاغون التي ترفع علم بنما، في البحر الأحمر الاثنين. 

Palestinians look at the destruction after an Israeli airstrike on a crowded tent camp housing Palestinians displaced by the…
تقول الأمم المتحدة إن العالم يشهد حالياً أعلى مستويات الصراع العنيف منذ 30 عامًا على الأقل

انتهى الصيف، وعاد التلاميذ إلى مدارسهم، إلا في غزة، وجزئيا في لبنان وإسرائيل.

في غزة، ومع دخول الحرب عامها الثاني، برزت مبادرات أهلية تطوعية لتعويض الأطفال عن خسارتهم خلال الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

عمدت فعاليات إلى نصب خيم دراسية تحاكي الصفوف المدرسية العادية، لكن بنوع مختلف من التحديات، إلا أنها تبقى فسحة الأمل الوحيدة للعديد من العائلات في القطاع.

أما في الشمال الإسرائيلي، فأصبحت الدراسة عن بُعد الخيار البديل لتفادي ضياع سنة دراسية كاملة بسبب ظروف الحرب.

وفي لبنان، تحولت مئات المدارس إلى مراكز إيواء لاستقبال العائلات النازحة من الجنوب مع إيقاف النشاط المدرسي إثر التطورات الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله.

تقول الأمم المتحدة إن العالم يشهد حاليا أعلى مستويات الصراع العنيف منذ 30 عاما على الأقل، وبفعل ذلك، يحرم نحو 702 مليون طفل حول العالم من حق التعليم، وأطفال الشرق الأوسط هم الأكثر تضررا، وفقا لبرنامج "اليوم" الذي تبثه قناة الحرة.

وخلال الفترة التي أعقبت هجوم مسلحي حركة حماس على إسرائيل، ورد الأخيرة بهجوم جوي وبري مستمر على غزة، حُرم الأطفال من حق التعليم، لولا بعض المبادرات التي حاولت إعادة الطلاب في القطاع إلى صفوف الدراسة داخل خيم تعطي الانطباع بأن المدرسة لا تزال قائمة بالنسبة لهؤلاء التلاميذ.

85 % من المرافق التعليمية في غزة خارج الخدمة

تقول المعلمة الفلسطينية من قطاع غزة، إسراء أبو مصطفى: "قمنا بهذه المبادرة لإكمال المسيرة التعليمية في خيم" وذلك لانعدام أماكن التدريس المعتادة "حيث تم قصف المدارس".

ووفقا لوزارة التعليم في قطاع غزة التي تديرها حماس، أصبح 85 في المئة من المرافق التعليمية في القطاع خارج الخدمة.

ويحذر العاملون في المجال الإنساني من أن الحرمان المطوّل من التعليم يهدد بإلحاق أضرار طويلة الأمد بأطفال غزة.

في هذا الصدد، أبدى أطفال في غزة تحدثوا لبرنامج "اليوم" رغبتهم في العودة إلى مقاعد الدراسة في مدارس بمواصفات طبيعية حتى يتمكنوا من التحصيل مثلهم مثل أطفال العالم.

قالت إحدى الفتيات في غزة وهي تتحدث داخل خيمة دراسية: "أتمنى أن تكون لدينا طاولات وكراسي وقرطاسية وحقائب" وتابعت: "بتمنى يصير الطلاب يروحو ويجو زي المدرسة بالضبط".

وأكد تقرير لمنظمة التعليم العالمية أن أكثر من 90 في المئة من المدارس في غزة تضررت بفعل الحرب. وحرمت الحرب نحو 625 ألف طفل في سن الدراسة في غزة من عام دراسي كامل، حسب تقرير لمنظمة "يونيسيف"، والتي كشفت أيضا، في سبتمبر الماضي، أن نحو 45 ألف طالب في الصف الأول غير قادرين على بدء العام الدراسي الجديد في قطاع غزة.

أكثر من 16 ألف طالب إسرائيلي تأثروا بسبب الصراع

وقالت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية إن أكثر من 10 آلاف طالب قُتلوا خلال العام الماضي نتيجة الهجمات الإسرائيلية، كما ذهب أكثر من 400 معلم ومعلمة ضحية للحرب.

وقالت وزارة التعليم الإسرائيلية إن "استمرار إطلاق النار من جانب حزب الله وعلى مدى عدة كيلومترات داخل الأراضي الإسرائيلية" أدى إلى إصدار أمر الإخلاء اللاحق لهذه المناطق، ما أثر على أكثر من 16 ألف طالب إسرائيلي، بينما توجهت أغلبية المدارس للتدريس عن بُعد "حتى إشعار آخر".

في هذا الصدد، قال وزير التعليم الإسرائيلي، يوآف كيش: "إذا كانت هناك حرب واسعة النطاق في الشمال مع حزب الله فسوف يتعين علينا تغيير نظام التعليم"، ثم تابع: "إذا طالت الحرب، سيبقى خيار الدراسة عن بُعد فعالاً".

في غضون ذلك، يحاول الطلبة الإسرائيليون النازحون داخلياً التكيف مع هذا الوضع الاستثنائي قدر المستطاع.

تقول إحدى الطالبات: "هذه ليست مدرستي، هذا ليس بيتي، الأمر مخيف حقاً.. أنا حزينة جداً لكنني أحاول أن أبقى إيجابية كل يوم".

ربع مليون.. هو عدد الطلبة النازحين في لبنان 

مع التطورات السياسية في لبنان، تعثّر انطلاق العام الدراسي بفعل موجات النزوح الكبيرة التي شهدتها البلدات الجنوبية، ما أدى إلى قرار إقفال المدارس الرسمية. يُذكر أن عدد الطلبة في لبنان يبلغ نحو مليون، بينما يصل عدد الطلبة النازحين إلى نحو ربع مليون.

في حين تستقبل 253 مدرسة في مختلف المناطق اللبنانية آلاف النازحين داخلياً، بحسب تصريحات رسمية.

الخبيرة في التعليم والمناهج، نادين جودي، قالت في حديث لبرنامج "اليوم" إن قطاع التعليم مثل أي قطاع حيوي يتأثر بالحروب والأزمات.

وقالت: "بدأنا بتعليق الدروس ثم انتقلنا إلى توقيف الدروس، والآن نتحدث عن تمديد توقيف الدروس"، في إشارة إلى الوضع المتأزم لقطاع التعليم في زمن الحرب.

 الخبيرة ذاتها لفتت إلى قلة الاهتمام بالتعليم خلال الأزمات والحروب، وقالت: "لعله آخر شيء يُلتفتُ إليه خلال الحروب والأزمات، حيث ينصب أغلب الاهتمام على الحاجيات الأساسية مثل الأمن والمأكل والمشرب"، بينما يعد التعليم أحد القطاعات التي تُدمر في الحرب، وبالأخص البنية التحتية للتعليم.

وبالحديث عن البدائل، ركزت المتحدثة على ما يمكن للتكنولوجيا أن تتيحه، لكنها هنا أيضا لفتت إلى مجموع المشاكل التي تواجه لبنان في هذا الخصوص.

وقالت: "نحن نضع المواد التعليمية على منصات في الإنترنت ونسعى لتوفيرها لمن هو قادر على توفير الكهرباء والإنترنت".

المتحدثة أشارت إلى غياب الحلول لهذه الوضعية رغم أن وزير التربية والتعليم العالي اجتمع بالهيئة العليا لإدارة التعليم وممثلين عن منظمة "اليونسكو" و"اليونيسيف"، وخرجوا بخطة استجابة أصروا خلالها على وجوب التفكير في وضع خطة شاملة، وهو ما اعتبرته غير قابل للتحقيق، وقالت: "لا زلنا في مرحلة الحديث فقط، لا أحد طبق أي شيء فعلي على أرض الواقع".

جودي عادت لتشير إلى بعض المبادرات التي قامت بها مدارس خاصة، حيث وضعت الدروس على مجموعات محادثة في تطبيق "واتساب" وفق قولها "حتى تشجع الأطفال على البقاء مشغولين بالدروس بدلا من سماع الأخبار".

إلى ذلك شددت على أن فتح المدارس لن يكون متاحا الآن لأن أغلبها أصبحت ملاجئ للنازحين.

وقالت: "في عدد من البلدان العربية، تحولت أماكن التعليم إلى ملاجئ للنازحين"، ثم كشفت أن بعض المعلمين والمعلمات لم يتسلموا رواتبهم، وهو ما قد يصعب أيضا من العملية التعليمية، "ليس هناك لا تحفيز اجتماعي، ولا أمل، ولا سلام، ولا تحفيز مالي" يساعد على تجاوز هذا الوضع، "رغم أن هناك مبادرة لدفع بعض الدفعات من الرواتب لأساتذة الجامعة اللبنانية"، مشيرة إلى أن لبنان لم يستعد لمثل حالات الطوارئ التي يعيشها الآن.