US Secretary of State Antony Blinken speaks during a press conference at the end of his one day visit to Haiti at the Toussaint…
بلينكن سيلتقي بكبار المسؤولين بالحكومة لمناقشة عدة قضايا بينها اتفاقية (أوكوس) بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا

قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن يعتزم السفر إلى المملكة المتحدة الاثنين وذلك بعد أسبوع من تعليق بريطانيا لبعض تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل بسبب احتمال استخدام تلك الأسلحة في الحرب في غزة.

وقال  المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، السبت، في بيان، إن بلينكن سيفتتح خلال الزيارة المقرر أن تستمر حتى الثلاثاء الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة "للتأكيد على علاقتنا الخاصة".

وسيلتقي بلينكن بكبار المسؤولين بالحكومة لمناقشة قضايا منها منطقة المحيطين الهندي والهادي واتفاقية الدفاع بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا المعروفة باسم "أوكوس" بالإضافة إلى الوضع في الشرق الأوسط والجهود الجماعية لدعم أوكرانيا في الحرب ضد روسيا.

وكانت بريطانيا، أعلنت، في الثاني من سبتمبر، أنها قررت بشكل فوري تعليق 30 من أصل 350 ترخيصا لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، قائلة إن من المحتمل استخدامها في ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي في الحرب ضد حماس في قطاع غزة المكتظ بالسكان.

وتتعرض إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لضغوط من منتقدي الحرب لتعليق بعض عمليات تسليم الأسلحة إلى إسرائيل، أقرب حليف لواشنطن في الشرق الأوسط.

وكان مسؤول أميركي قال في يوليو الماضي، إن إدارة بايدن ستستأنف شحن القنابل التي تزن 500 رطل إلى إسرائيل لكنها ستستمر في الامتناع عن تزويدها بقنابل تزن ألفي رطل بسبب مخاوف من استخدامها في غزة، وفق ما نقلته رويترز.

ومنذ تسلمها السلطة في مطلع يوليو، انتهجت حكومة حزب العمال سياسة الحكومة المحافظة السابقة نفسها بشأن النزاع، فقد دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن وتسريع إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

ورفضت الحكومة البريطانية الجديدة الاعتراض على طلب إصدار مذكرة اعتقال دولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، من جانب المحكمة الجنائية الدولية.

ولم تنتقد الولايات المتحدة، أكبر داعم عسكري لإسرائيل، قرار المملكة المتحدة هذا، قائلة إن لدى المملكة عملية تقييم خاصة بها.

آراء متباينة بين الشباب حول سبل حل الصراع في الشرق الأوسط
آراء متباينة بين الشباب حول سبل حل الصراع في الشرق الأوسط

عام كامل مر على الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، وتتزامن الذكرى الأولى أيضا مع تكثيف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية ضد حزب الله في لبنان، لتثير التطورات المتلاحقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط  قلق الشباب العراقي بشأن مستقبلهم وأمن بلادهم، في ظل التحذيرات من أن يتحول هذا الصراع إلى "حرب شاملة".

وجهات نظر هؤلاء الشباب تنوعت بشأن "الدور" المتوقع للعراق في المرحلة المقبلة، لا سيما مع وجود فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران دخلت خط الصراع.

وتباينت ردود أفعال شباب تحدثوا لموقع الحرة بشأن موقفهم من تطور الأحداث المتسارع، فالبعض ذكر أن التصعيد في المنطقة قد يؤدي إلى نتائج وخيمة، وعبروا عن رفضهم لأن يتحول العراق ساحة للصراعات بدلاً من أن يكون لاعبًا رئيسيًا للتهدئة والسلام.

بينما قال آخرون إن خيار التصعيد السياسي والعسكري هو السبيل الوحيد لردع أي تهديدات مستقبلية، بعد أن فشلت مبادرات السلام والتهدئة في نزع فتيل الأزمة، بحسب تعبيرهم.

مع جهود السلام .. لكن بتوحيد الإرادات أولا

الناشط شبّر عبد الوهاب قال لموقع الحرة، إنه من دعاة السلام والتهدئة ويرفض مبدأ التصعيد، وإن شباب العراق يحمل آمالًا كبيرة لمستقبل المنطقة ويرى في السلام السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار.

يضيف عبد الوهاب أن الشباب، إذا كان لهم دور في اتخاذ القرار، فمن المرجح أن يتّبعوا نهجًا سلميًا يركز على الحوار، متجنبين التصعيد العسكري الذي قد يهدد أمن العراق ويعمق الأزمات في المنطقة.

وفي ظل الظروف الحالية، يقول عبد الوهاب إن الشباب العراقي يبقى متفائلاً بشأن إمكانية تحقيق السلام، ولكنهم يدركون أن ذلك يتطلب جهودًا متكاملة وتعاوناً بين جميع الأطراف.

عبد الوهاب أضاف أن مفهوم السلام يعني وجود دولة قوية تحمي الحقوق وتدافع عن السيادة والهوية الوطنية، وهذا لا يعني برأيه، أن ينأى العراق عن دوره الإنساني والدبلوماسي في مساعدة الآخرين، سيما في ظل التهديدات الإسرائيلية الأخيرة.

وذكر عبد الوهاب أن الدفاع عن النفس والسيادة من الحقوق الأساسية، شريطة أن يتحقق ذلك عبر الدولة "التي هي من تحدد قوانين اللعبة"، من خلال الجهد الدبلوماسي وتعزيز السياسة الخارجية، وليس عبر التشتت في مراكز صنع القرار كما يحدث حاليا، حينما عجزت الدولة عن فرض إرادتها والسيطرة على الفصائل المسلحة التي لا تأخذ بنظر الاعتبار موقف العراق الرسمي والقرارات التي يتخذها.

هذا التشتت، يقول عبد الوهاب، جعل الشباب في حيرة من أمرهم. ويقول إنهم يريدون السلام وإبعاد العراق عن هذه "الفوضى" لكن ليس على حساب الفلسطينيين واللبنانيين، بحسب تعبيره.

وذكر عبد الوهاب أن دور الشباب في المرحلة المقبلة مهم جدا في حال منحوا فرصة المشاركة في مراكز صنع القرار، من خلال الوقوف إلى جانب الجهات التي تدعو إلى الحوار والتفاوض والتهدئة ورفض لغة الحرب والصراع، وأيضا مشاركتهم في مبادرات الدعم الإنساني والمادي والدبلوماسي.

حملات الضغط و"التواصل الاجتماعي" سلاح آخر للتهدئة

الناشط الشاب عزيز شيركاني أشاد بموقف العراق الرسمي الداعم للفلسطينين واللبنانيين، ودعوته إلى التهدئة وتحقيق السلام الشامل وتقديم المساعدات الإنسانية والمادية لضحايا هذا الصراع.

لكن شيركاني أوضح لموقع الحرة، أن هذا الموقف الرسمي واجهه رد فعل مغاير من قبل الفصائل المسلحة التي تنفذ عمليات وتشن هجمات عبر الحدود. فهذه العمليات، برأيه، ستؤدي إلى توسيع دائرة الحرب إلى مناطق أخرى في سوريا والعراق.

يضيف شيركاني أن الصراع المسلح أينما كان "له تبعات خطيرة على الجميع"، ويشير إلى أهمية تعزيز جهود وقف إطلاق النار في المنطقة لمنع وقوع المزيد من الضحايا الأبرياء من أطفال ونساء في غزة ولبنان.

ورغم التحديات التي تواجه دول المنطقة، يقول شيركاني إن الشباب العراقي قادر على لعب دور محوري في جهود إنهاء الصراع، من خلال المشاركة في حملات الضغط التي تدعو إلى السلام وتحذر من مخاطر التوسع في العمليات العسكرية.

وأشار شيركاني إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي هي أداة مهمة بيد الشباب لنقل الحقيقة والكشف عن الجهات التي تثير الفتنة وتنتفع من استمرار الصراع في الشرق الأوسط.

الشباب، بالنسبة لشيركاني، هم الأساس في بناء جسور الحوار وتعزيز السلام، وهم الجيل القادر على تغيير الواقع الحالي وبناء مستقبل أفضل، على حد قوله.

تصعيد لا بد منه .. رغم التبعات

المنتجة السينمائية الشابة، شهد الطائي، كان لها رأي آخر، وتقول إن بعد فشل جهود السلام ودعوات الحوار، بات على العراق اليوم أن يعزز دوره المحوري لمساعدة دول المنطق التي تتعرض لتهديدات.

الطائي ذكرت لموقع الحرة، أنها مع فكرة التصعيد رغم التبعات، فهذا التصعيد برأيها، هو الحل الوحيد لإيقاف الطرف الآخر الذي لا يستمع إلى الاصوات التي تدعو إلى التهدئة ووقف إطلاق النار، بحسب تعبيرها.

وتعترف الطائي أن تصعيد العراق في موقفه ستكون له تداعيات، لكنها أوضحت أنه بلد قوي وقادر على مواجه هذه "الضربات"، فما يحدث في المنطقة أمر "غير طبيعي" برأيها، وتقول إنه من غير المعقول أن تقف الدولة مكتوفة اليدين.

وتتساءل الطائي "ماذا حققت الجهات الداعية للتهدئة أمام هذا العدد الهائل من الضحايا وما خلفته آلة الحرب من دمار وتهجير ونزوح في المنطقة؟".

تقول المنتجة السينمائية إن الموقف العراقي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار كرامة الإنسان وأن يتبع نفس الأساليب التي يستخدمها الطرف الإسرائيلي والأعذار التي يلجأ إليها في النزاع الذي يشهده الشرق الأوسط، بحسب تعبيرها.

رسالة وأهداف عدة.. ماذا وراء هجمات الميليشيات العراقية على إسرائيل؟
وفي حين يقول الخبراء إنها تحمل أهدافا لا تنفصل عن الوضع الذي يعيشه حزب الله في لبنان، يشيرون في المقابل إلى أنها "قد تكون جزءاً من عمليات الإسناد" التي أخذت شكلا جديدا خلال الأشهر الماضية لما يعرف بـ"وحدة الساحات".

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، حذر من "تبعات خطيرة" جراء توسيع رقعة الحرب بالمنطقة.

وأضاف في تدوينة له على منصة (إكس)، أنه خلال مشاركته في اجتماع طارئ للدول الاعضاء في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها 79، أكد أهمية عقد قمة طارئة مشتركة للدول العربية والإسلامية "للتباحث بشأن الأوضاع الخطيرة التي تمر بها المنطقة والخروج بمقررات فاعلة لوقف اطلاق النار في قطاع غزة والضفة الغربية و لبنان والبحر الأحمر".

وأوضح أن "توسيع رقعة الحرب الدائرة في المنطقة قد يفضي إلى تبعات خطيرة يأتي في مقدمتها توفير مناخ ملائم لقيام التنظيمات الإرهابية بإعادة نشاطها الإرهابي"، بحسب تعبيره.

وتحسّن تصنيف العراق بمؤشر السلام العالمي لعام 2024، حيث ارتفع مرتبتين مقارنة بالعام الماضي.

وبحسب تصنيف المؤشر GPI، الذي صدر عن معهد الاقتصاد والسلام العالمي للعام الحالي، فإن العراق جاء بالمرتبة 151 عالمياً من أصل 163 دولة حول العالم. والعراق في هذا التصنيف جاء في المرتبة 16 إقليميا من أصل 20 دولة من الشروق الأوسط وشمال أفريقيا.

السفيرة الأميركية لدى العراق، ألينا رومانوفسكي، قالت بدورها، إن التهديدات لأمن العراق واستقراره وسيادته لا تزال قائمة. 

وأضافت في تغريدة على منصة "إكس" بمناسبة اليوم الدولي للسلام، في 21 سبتمبر الماضي، أن الولايات ملتزمة "بالعمل جنبا إلى جنب مع شركائنا في الحكومة العراقية والمجتمع المدني لتعزيز عراق سلمي ومزدهر للأجيال القادمة".

وتقول الأمم المتحدة إن السلام لا يعني غياب الصراعات فحسب، وإنما يتطلب أيضاً "عملية تشاركية ديناميكية إيجابية يُشجع فيها الحوار وتُحل النزاعات بروح التفاهم المتبادل والتعاون".

وفي عالم يشهد تصاعدا في وتيرة التوترات الجيوسياسية والصراعات طويلة الأمد، تشير المنظمة الدولية إلى أنها رسمت القيم اللازمة لثقافة السلام، والتي تشمل احترام الحياة وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، وتعزيز اللاعنف، والالتزام بالتسوية السلمية للصراعات؛ والتمسك بالحرية والعدالة والديمقراطية والتسامح والتضامن والتعاون والتعددية والتنوع الثقافي والحوار والتفاهم على جميع مستويات المجتمع وبين الأمم.

وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في القرارات اللاحقة، بأهمية اختيار المفاوضات بدلا من المواجهة، و"العمل معاً وليس ضد بعضنا البعض" بحسب تعبيرها.