انتقد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، مايكل ماكول، هجوم الديمقراطيين على تقرير صدر، الاثنين، بشأن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان عام 2021، واصفا عملية الانسحاب بأنها كانت "فوضوية".
وألقى التقرير باللوم على إدارة الرئيس، جو بايدن، في ما يتعلق بـ "الأخطاء" التي رافقت خروج القوات الأميركية من أفغانستان.
وقال ماكول في مقابلة مع قناة "الحرة" إن التقرير، الذي اعتبره "وثيقة مهنية جدا، أراد الوصول للحقيقة والتأكد من أن هذا لن يحدث ثانية".
يقول التقرير إن إدارة بايدن اتخذت القرار بشأن إجلاء غير المقاتلين "في وقت متأخر للغاية وفشلت في إجراء تواصل بين الإدارات في واشنطن وبين المسؤولين بأفغانستان".
والاثنين، اعتبر، جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أن التقرير "لا يأتي بجديد".
ويقول ماكول إن "الخطأ القاتل بشأن عملية الانسحاب من أفغانستان هو أن الجيش الأميركي كان على الأرض يقوم بعمله والمنظومة الاستخباراتية كانت ترفع تقارير، لكن الظروف على الأرض لم تكن جيدة، حيث أن الجيش الأفغاني لم تكن لديه أي فرصة" للصمود أمام حركة طالبان.
وأضاف أن "القانون الفيدرالي الأميركي يتطلب من وزارة الخارجية أن تبدأ خطط إخلاء، ولكنهم كانوا مترددين وقاوموا ذلك، لأنهم اعتقدوا أن هذا يبدو كفشل، وانتظروا إلى أن قامت حركة طالبان بالاستيلاء على كابول قبل أن يبدأوا عملية الإخلاء"، معتبرا أن هذا تسبب في "فوضى وترك أميركيين وحلفاء أفغان من الذين عملوا مع الولايات المتحدة في البلاد".
وحمل ماكول سفير الولايات المتحدة في كابول في ذلك الوقت، روس ويلسون، "الإخفاق في خطط الإجلاء"، وقال إنه "لم يشأ أن يفعل ذلك"، مضيفا أن "22 برقية جاءتنا تطلب المساعدة، وإلى أن تمت السيطرة على كابول لم يفعلوا شيئا".
وتابع أن "السفير ويلسون ترك وراءه حوالي 100 من الموظفين الأفغان المحليين لموتهم. كانوا في المطار وأبعدهم وكان عليهم أن يحرقوا جوازات سفرهم، وكل هذا أدى إلى الفوضى".
وأضاف أن حركة طالبان أنشأت نقطة تفتيش قبل الوصول إلى المطار، "ولو رأوا حليفا أفغانيا، لم يتركوه يمر".
وسيطرت حركة طالبان التي تتولى السلطة في أفغانستان حاليا، على العاصمة كابول في 15 أغسطس 2021، بعد انهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.
وانتقد ماكول التعامل مع معلومات استخباراتية بشأن هجوم انتحاري أدى إلى مقتل 13 جنديا أميركيا و170 أفغانيا في مطار كابول المزدحم بحشود تهافتت في مسعى للفرار من البلاد في 26 أغسطس 2021.
وقال ماكول: "كنا نعلم أنه سيكون هناك هجوم وعلمنا بالتوقيت، لكن لم يتم عمل أي شيء لإيقاف الهجوم".
وهاجم ماكول وصف نائبة الرئيس، كامالا هاريس، عملية الانسحاب من أفغانستان بـ"الشجاعة"، معتقدأ أنه كان بمثابة " فشل كارثي وضخم"، مضيفا أن "الشيء المحزن أنه كان بالإمكان منعه".
واعتبر ماكول أن "تأثير السياسة الخارجية لهذه الكارثة كان ضخما لأنه يعكس الضعف، وشجع بوتين على غزو أوكرانيا وهناك تهديد صيني لتايوان وهناك حماس وحزب الله"، وقال إن "كل هذا متصل بعضه ببعض وله صلة بأفغانستان".
وأبرز الجمهوريون في التقرير المخاوف التي أعرب عنها مسؤولون عسكريون اعتبروا أنه من الضروري الحفاظ على وجود عسكري في أفغانستان، التي دخلتها القوات الأميركية عام 2001.
وبشأن حديث التقرير عن أن ظروف الانسحاب سمحت بأن تكون أفغانستان "أرضا خصبة للإرهاب، وعودة نشوء وحدات من داعش"، قال ماكول إنه "من الصعب قتل الآيديولوجية، ولكن إذا حرمت هذه الأيديولوجية من مكان لتحكمه، فإنها ستعاني مثلما فعلنا ذلك في محاربة خلافة داعش في سوريا والعراق".
وأضاف قوله: "مررنا بمسار في أفغانستان، ولكن الآن الأمور في تراجع، وهناك آلاف من عناصر داعش أفرج عنهم من السجون".
وأشار إلى أن "هناك صعودا لتنظيم داعش حاليا في مناطق طاجيكستان وأفغانستان حيث أن "داعش-خراسان تعمل هناك"، محذرا من أن هذا يؤثر على الأمن القومي للولايات المتحدة.
وأكد ماكول أن الهدف من التقرير هو "التأكد من أن هذا لن يحدث في المستقبل، وأن لدينا تشريعات لإصلاح الموقف. يجب أن يكون هناك إصلاح كامل".
وتابع بالقول: "لقد مات كثيرون وأنا رأيت طفلا مات في أفغانستان نتيجة سوء التغذية والوضع على الأرض في أفغانستان كان محزنا".
من جهته، انتقد المعسكر الديموقراطي التقرير قائلا إنه صدر "بهدف التأثير على الانتخابات الرئاسية" المقررة في الخامس من نوفمبر.
وتساءل وزير النقل، بيت بوتيجيج، السبت، قبل صدور التقرير "إذا كانت لديهم ثلاث سنوات لتقييم ما حدث، لِمَ قدموا تقريرا بعد عيد العمال (الذي يحتفل به في أول اثنين من أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة)، في عام الانتخابات الرئاسية؟".
وأضاف لشبكة "سي أن أن"، "اتخذت إدارة (جو بايدن) قرارا بعدم ترك هذه الحرب كإرث لرئيس خامس وإنهاء هذا الصراع".
واعتبر واضعو التقرير أن قرار بايدن تنفيذ الانسحاب بهذه الطريقة "استند إلى وجهة نظره التي كانت لديه منذ فترة طويلة والمتعنّتة بأن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تكون موجودة في أفغانستان بعد الآن".
وأضافوا أن قرار بايدن "لم يستند إلى الوضع الأمني" ولا إلى "اتفاق الدوحة" الذي وُقّع مع طالبان عام 2020 في عهد دونالد ترامب ونص على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، ولا إلى نصيحة "خبراء الأمن القومي" أو "حلفائه".
وتعرّض بايدن لانتقادات بسبب المضي قدما في الانسحاب المتفق عليه في الدوحة دون إلزام طالبان بشروط مثل وقف لإطلاق النار بين المسلحين والحكومة في كابول التي أطيحت في نهاية المطاف.
كما أن هجمات طالبان تزايدت بعد توقيع الاتفاق.