ممؤتمر صحفي لأوستن وغالانت في إسرائيل - صورة أرشيفية.
مؤتمر صحفي سابق لأوستن وغالانت في إسرائيل | Source: Webscreenshot

أجرى وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، مباحثات هاتفية مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، تناولت التطورات الأمنية الإقليمية.

وقال بيان للبنتاغون إن أوستن جدد التاكيد على دعم الولايات المتحدة الثابت لإسرائيل في مواجهة التهديدات من إيران وحزب الله اللبناني وشركاء إيران الإقليميين الآخرين. 

وأكد التزام واشنطن  بردع الخصوم الإقليميين والجهود الرامية إلى تهدئة التوترات في جميع أنحاء المنطقة. 

كما شدد أوستن على أولوية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يعيد الرهائن المحتجزين لدى حماس، و التوصل إلى حل دبلوماسي دائم للصراع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية يسمح للمدنيين على الجانبين بالعودة إلى ديارهم.

وكان غالانت قال خلال زيارة لقاعدة "رمات دافيد" الجوية، إن "مركز الثقل يتحرك شمالا من خلال تحويل الموارد والقوات.

وأضاف قوله "إننا في بداية مرحلة جديدة في الحرب، وهي تتطلب منا الشجاعة والإصرار والمثابرة. ومن المهم للغاية القيام بالأشياء في هذه المرحلة بالتعاون الوثيق بين جميع الأجهزة وعلى جميع المستويات".

وتأتي مباحثات أوستن-غالانت بعد تحذير البيت الأبيض، الأربعاء، جميع الأطراف من أي تصعيد في الشرق الأوسط بعد انفجارات ليومين في لبنان طالت أجهزة اتصال لعناصر في حزب الله الموالي لإيران، ونسبت إلى إسرائيل.

وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي، جون كيربي، للصحفيين "ما زلنا لا نريد أن نرى أي تصعيد من أي نوع. ولا نعتقد على الإطلاق أن الطريقة لحل الأزمة الحالية تكمن في عمليات عسكرية إضافية".

وأدت موجة جديدة من تفجيرات لأجهزة اتصال تابعة لحزب الله في لبنان ،الأربعاء، إلى مقتل 14 شخصا وإصابة 450 آخرين في مختلف أنحاء البلاد ما جدد المخاوف من حرب شاملة في المنطقة.

وشهد لبنان، الثلاثاء، هجوما مماثلا غير مسبوق نسبه الحزب إلى إسرائيل بعد ساعات على إعلان الجيش الإسرائيلي توسيع أهداف الحرب ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة لتشمل حدودها الشمالية مع لبنان.

ويتزامن ذلك مع تصاعد الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وعناصر حزب الله على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

بوركينا فاسو تواجه هجمات جهادية عنيفة
بوركينا فاسو تواجه هجمات عنيفة من متشددين

كشف تقييم أمني حكومي فرنسي، أن نحو 600 شخص قتلوا بالرصاص خلال ساعات قليلة، على يد مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة الإرهابي، في هجوم على بلدة في بوركينا فاسو بأغسطس الماضي.

هذا التقييم يجعل الهجوم واحدا من بين الهجمات الأكثر دموية خلال العقود الأخيرة في أفريقيا، وفق شبكة "سي إن إن" الأميركية.

وذكرت "سي إن إن"، أن هذا التقييم يضاعف تقريبًا عدد القتلى المذكور في تقارير سابقة.

وكانت مجموعة "العدالة الجماعية من أجل بارسالوغو"، المؤلفة من أقارب لضحايا المجزرة اتهمت الجيش في بوركينا فاسو، بأنه أجبر السكان على الخروج من البلدة لحفر خندق، مما عرضهم للهجوم التي تبنّته جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم القاعدة، وفق فرانس برس.

وأظهرت عدة مقاطع للهجوم الذي جرى في 24 أغسطس الماضي، ونشرتها حسابات مؤيدة للجماعة المتشددة التي تتخذ من مالي مقرا لها وتنشط في بوركينا فاسو، إطلاق المسلحين النار بشكل منهجي أثناء اجتياحهم لضواحي بارسالوغو على دراجات نارية.

وكان العديد من القتلى من النساء والأطفال، وتخللت اللقطات أصوات إطلاق نار وصراخ الضحايا، فيما حاول بعضهم على ما يبدو التظاهر بالموت.

وإذا تأكدت تقديرات الحكومة الفرنسية، فإن عدد القتلى المروع سيمثل واقعة "وحشية غير عادية" في منطقة الساحل.

وقد أدت سلسلة من الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، إلى رحيل القوات الفرنسية والأميركية.

وبدلاً من ذلك، ترك المرتزقة الروس الذين استدعتهم المجالس العسكرية لتعزيز قبضتها، فراغًا ازدهر فيه المتشددون، وفقًا للتقييم الذي قدمه مسؤول أمني فرنسي لشبكة "سي إن إن".

وقدرت الأمم المتحدة في البداية عدد القتلى بنحو 200 شخص على الأقل، وقالت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" إنها قتلت ما يقرب من 300 شخص، لكنها زعمت أنها "استهدفت أعضاء الميليشيات التابعة للجيش، وليس المدنيين"، وفقًا لترجمة أجرتها مجموعة "سايت إنتليجنس" ونقلتها رويترز.

شهادات من ناجين

قال أحد الناجين لشبكة "سي إن إن"، طالبا عدم الكشف عن هويته حفاظا على سلامته رغم فراره من البلدة، إنه كان من بين "عشرات الرجال الذين أمرهم الجيش بحفر الخنادق خلال يوم الهجوم".

وكان الرجل على بعد حوالي 4 كيلومترات من البلدة في الساعة 11 صباحا حينما بدأ إطلاق النار.

وتابع: "بدأت الزحف نحو الخندق أملا في الهروب، لكن يبدو أن المهاجمين كانوا يبحثون في الخنادق، فبدأت الزحف للخارج وصادفت أول ضحية ملطخة بالدماء".

القاعدة تعلن مسؤوليتها عن هجوم أوقع عشرات القتلى في بوركينا فاسو
ذكر موقع "سايت إنتليغنس غروب"، الأحد، أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة أعلنت مسؤوليتها عن هجوم تسبب في مقتل أكثر من 100 جندي من بوركينا فاسو بمنطقة مانسيلا قرب الحدود مع النيجر، الثلاثاء الماضي.

وأضاف: "كانت الدماء والصراخ في كل مكان.. رقدت على بطني تحت شجرة مختبئا حتى وقت لاحق من بعد الظهر".

كما أشار الرجل إلى أنه "لم يتبق سوى عدد قليل من الرجال في البلدة"، قائلا: "الأمر الأكثر فظاعة في حياتي كان رؤية الجثث تصل على عربات من موقع المذبحة. لم يكن لدى النساء ولا الأطفال دموع ليذرفوها".

واستطرد: "لم يعد الناجون طبيعيين، فالمشكلة تتجاوزنا جميعا. بدأت المذبحة أمامي، والطلقات الأولى أمامي مباشرة. كنت أحد الأشخاص الذين دفنوا الجثث. يزورني أصدقائي الراحلون في أحلامي".

فيما ذكرت ناجية أخرى لـ"سي إن إن"، أن اثنين من أسرتها قتلا في الهجوم، مضيفة: "قُتل الناس على مدار اليوم، وجمعنا الجثث التي كانت منتشرة في كل مكان على مدار 3 أيام".

وقال التقرير الفرنسي، إن بناء هذه الخنادق كان "جزءا من خطة وضعها وزير الخدمة المدنية، حيث يتعين على كل منطقة تنظيم نفسها ووضع خطة خاصة بها، للرد على أي هجوم".

ومنذ عام تقريبا، لم تعد السلطات المنبثقة من الانقلاب العسكري تعلن عن الخسائر البشرية، سواء العسكرية أم المدنية، لـ"العنف الجهادي"، وفق فرانس برس.