الدفاعات الإسرائيلية تتصدى للصواريخ الإيرانية
الدفاعات الإسرائيلية تتصدى للصواريخ الإيرانية

أكد القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية، كينيث فرانك ماكنزي، في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة" الثلاثاء، أن الهجوم الإيراني على إسرائيل ستكون له تداعيات وعواقب تعتمد على حجم الأضرار التي تسبب بها. 

وأطلقت إيران عشرات الصواريخ الثلاثاء على إسرائيل ردا على اغتيال زعيمي حزب الله وحركة حماس، في ثاني هجوم من هذا النوع في غضون ستة أشهر تقريبا.

ما الفرق بين هجومي الثلاثاء وأبريل؟

وقال ماكنزي لـ"الحرة" إن إيران "يبدو أنها أطلقت عددا كبيرا من الصواريخ، ربما مئات ولكن لا نعرف حتى الآن، وأعتقد أن هذا الهجوم بمستوى هجوم أبريل".

وذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لاحقا أن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل كان "ضعف حجم" هجومها في 14 أبريل.

وأشار ماكنزي إلى أن الفارق بين هجوم الثلاثاء وأبريل "هو أن هذه المرة الصواريخ تستهدف مناطق سكانية".

وقال: "منذ بضعة دقائق، أكدت إسرائيل أن لا ضحايا حتى الآن ولكن الوقت لا يزال مبكرا. ربما هناك بعض الأضرار في وسط تل أبيب، سننتظر وسنرى ما إذا كان هذا الهجوم ناجحا أو لا".

وذكر الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت حوالي 180صاروخا باتجاه الأراضي الإسرائيلية.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري "نفذنا عددا كبيرا من عمليات الاعتراض. وقعت بعض الأضرار في الوسط ومناطق أخرى في جنوب البلاد".

لكن ماكنزي أشار إلى أنه "حتى عند اعتراض الصواريخ، فإن الشظايا يمكنها أن تسقط وتؤدي إلى أضرار أو ضحايا".

وقال: "من الواضح أن الهجوم الإيراني كان واسع النطاق، ويبدو أيضا أن الدفاعات الإسرائيلية كانت ناجحة والتفاصيل سنراها لاحقا".

لكنه عقب بقوله "كما كان الحال بالنسبة لهجوم أبريل الذي كان فاشلا، لا يبدو أن هذا الهجوم الجديد أنجح بكثير".

في 13 أبريل، وردا على ضربة قاتلة نسبت إلى إسرائيل على قنصلية إيران في دمشق، أطلقت إيران باتجاه إسرائيل حوالي 350 مسيرّة متفجرة وصواريخ أدت إلى إصابة فتاة بدوية. واعترضت إسرائيل بمساعدة دول أجنبية بينها الولايات المتحدة غالبية الصواريخ.

المعلومات الاستخبارية الأميركية

وبشأن المعلومات الاستخبارية الأميركية التي أعلمت إسرائيل بالهجوم الإيراني بساعات قبل أن يحدث أكد أنها "كانت مفيدة للغاية وساعدت إلى حد كبير".

وكان موقع أكسيوس قد نقل عن مسؤول في البيت الأبيض، الثلاثاء، أن لدى الولايات المتحدة معلومات استخبارية تفيد أن إيران "تعتزم إطلاق هجمات صاروخية على إسرائيل في وقت قريب جدا".

وقال ماكنزي: "كان بالطبع هناك جهوزية قصوى، وأنا متأكد كما حصل في أبريل أن إسرائيل عرفت مسبقا أن هناك هجوما وهذا يساعد".

تداعيات

وبشأن تداعيات الهجوم الإيراني، خاصة مع تحذير وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الاثنين من أن طهران ستواجه "عواقب خطيرة" في حال ضربها إسرائيل مباشرة، قال ماكنزي: "عندما نتحدث عن العلاقات بين إسرائيل وإيران، يجب أن نلاحظ أن إيران قد تصعد من مستوى تهديداتها، لكن إسرائيل تمتلك قدرات عسكرية تفوق إيران بكثير".

وذكّر ماكنزي في مقابلته مع "الحرة" بالرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني في أبريل الماضي، قائلا إن إسرائيل حينها "ردت بطريقة محدودة ولكن مرتفعة التكنولوجيا وناجحة إلى حد كبير".

وأضاف أن إسرائيل في الهجمات السابقة أظهرت لإيران أنه بإمكانها أن ترد بقصف على أصفهان والمنشآت النووية الإيرانية لو أرادت، وكان هذا الهجوم الإسرائيلي تحذيرا قويا".

ويرى ماكنزي أن "إيران كان عليها أن تتعلم الدرس ولكنها لم تفعل". وقال إن "الضربة الإسرائيلية لو حصلت ستعتمد على مستوى الأضرار في إسرائيل، وهذا ما لا نعرفه حتى الآن. لا أعتقد أن هناك الكثير من الأضرار، ولكن علينا أن ننتظر".

وأضاف: "أنا متأكد أنه لو كانت هناك وفيات وأضرار، سيكون هناك رد ولكن لا نعرف الحجم حتى الآن".

هل تؤثر على العمليات العسكرية في لبنان؟

تزامن الهجوم الإيراني على مناطق مختلفة في إسرائيل، على عمليات عسكرية إسرائيلية مكثفة في لبنان متضمنة توغلا بريا محدودا حتى الآن، ما يثير التساؤل بشأن ما إذا كانت تطورات الثلاثاء وهجوم طهران سيؤثر على هذه العمليات.

وقال ماكنزي: "لا أعتقد أن هذه الغارات ستؤثر على الحملة العسكرية في لبنان".

وأضاف أن "إسرائيل قادرة على تنفيذ عمليات عسكرية في إيران بينما تستمر في محاربتها ضد حزب الله".

وبشأن ضربات المتمردين الحوثيين في اليمن التي تطلق صواريخ من حين لآخر على إسرائيل، اعتبر ماكنزي أن "قدرات الحوثيين على استهداف إسرائيل محدودة، رغم أنهم يمتلكون صواريخ إيرانية"

وشدد على أنه "إذا استمروا في هجماتهم، فسيرتفع مستوى ردود الفعل الإسرائيلية".

وبشأن استهداف ميليشيات عراقية لقواعد أميركية في العراق من حين لآخر قال ماكنزي: "لا أستغرب محاولات حلفاء إيران للبحث عن نقاط ضعف في المواقع الأميركية. هذه الهجمات قد تزداد في العراق نظرا لقلة أعداد القوات الأميركية هناك".

هل يمكن أن نرى حلا دبلوماسيا؟

شدد ماكنزي على أنه "في نهاية المطاف، لابد من حل دبلوماسي إلا إن أردنا أن نحارب إلى ما لا نهاية. من يريد أن يحارب إلى ما لا نهاية هم حماس وربما حزب الله، ولكن لا أعتقد أن إيران تريد أن تحارب إلى ما لا نهاية، لذلك نحتاج إلى الدبلوماسية".

A demonstrator holds a framed picture depicting (L to R) Iran's Supreme Leader Ali Khamenei; late Lebanese Hezbollah leader…
"غرائز بقاء" إيران تعرقل دعم حزب الله
رغم سلسلة الضربات التي تعرض لها "حزب الله" في لبنان وآخرها مقتل أمينه العام حسن نصر الله، استبعدت إيران، الاثنين، وجود أي نية لها لإرسال مسلحين من أجل دعمه، كما قالت على لسان الناطق باسم وزارة خارجيتها، ناصر كنعاني إنه "ليس لديها أي قوات وكيلة في المنطقة".

ورغم اعتقاده أن مسار الدبلوماسية قد يبدو غير مجد الآن، يشير ماكنزي إلى أنه غالبا ما تظهر فرص دبلوماسية بعد تصاعد النزاعات، "كالتي أدت إلى السلام بين إسرائيل ومصر".

المبادرة تهدف إلى تحسين واقع الصحة العامة وتوفير الأدوية في المناطق المتضررة من الحرب على داعش
المبادرة تهدف إلى تحسين واقع الصحة العامة وتوفير الأدوية في المناطق المتضررة من الحرب على داعش

أطباء وممرضون من الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى قدموا إلى محافظة نينوى في شمال العراق، لمساعدة سكان مدينة الموصل القديمة على إجراء عمليات جراحية معقدة سيما تلك التي تحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة.

هذا الفريق التطوعي يعمل ضمن مبادرة "صحتك أولا" التي تدعمها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، والتي تهدف إلى تحسين واقع الصحة العامة في المناطق التي تضررت من الحرب على داعش، وتوفير الأدوية، وتنفيذ حملات توعية لسكان تلك المناطق.

تقول الممرضة الأميركية المتطوعة لينا، لقناة الحرة، "إن الفريق يحاول قدر الإمكان مساعدة الأهالي من خلال إجراء عمليات جراحية هم غير قادرون على تحمل تكاليفها، مثل عمليات جراحة الحنك المشقوق cleft palate surgery فبدون هذه العملية من الصعب على المريض التنفس والنطق".

إضافة إلى قدومها للعراق، تقول لينا إنها تسافر لدول أخرى، وتضيف أن الفريق يعمل على الحصول على التمويل اللازم لإجراء هذه العمليات وأنه "بدون هذا التمويل لايمكن إجراء هذه العمليات" بحسب تعبيرها.

أما الطبيب العراقي المتطوع مهند أكرم فقد أوضح بدوره أن الفريق استطاع أن يعالج المرضى المحتاجين من خلال إجراء عمليات لهم مجانا، ويضيف أن تلك العمليات تجرى فقط في المستشفيات الأهلية العراقية وهي مكلفة جدا بالنسبة للعائلات المحتاجة.

أكرم أشار أيضا إلى أن الفريق استطاع أن يوفر بعض الأدوية لعلاج الأمراض المزمنة، وتنفيذ حملات توعية، والتدريب على الإسعافات الأولية.

المستفيدون من المبادرة ثمنوا بدورهم هذه الخطوة لمساعدتهم في إجراء عمليات جراحية مجانية لمرضاهم في المشافي الأهلية.

سمية طه، والدة إحدى المريضات المستفيدات من مبادرة "صحتك أولا"، قالت للحرة إن ابنتها كانت تعاني من مشاكل في فمها وأنفها بسبب تشوه خلقي وانهم أجروا لها سابقا عدة عمليات لكن دون جدوى، وأضافت "الحمد لله الفريق التطوعي نجح في علاج ابنتي وإجراء عملية لها مجانا، ونشكرهم على هذا المجهود" بحسب تعبيرها.

ومنذ عام 2014، قدمت الولايات المتحدة أكثر من ثلاثة مليارات دولار لدعم المجتمعات الهشة من النازحين العراقيين واللاجئين وتقديم الرعاية الصحية والدواء والمياه الصالحة للشرب وخدمات أخرى.