الفيزيائي الروسي ماسلوف المتهم بخيانة الدولة يمثل أمام المحكمة في سان بطرسبرج
معظم العلماء المعتقلين هم من الأكاديميين الأكبر سنا الذين لديهم وظائف متميزة

بات هوس الخوف من التجسس يهيمن على الكرملين والقلق من تسريب البيانات والأبحاث العلمية إلى الخارج يقلق السلطات الروسية التي تشن حملة على العلماء وتحاكمهم في محاكمات سرية بتهم الخيانة تنتهي بأحكام سجن طويلة، وفق تقرير من صحيفة "وول ستريت جورنال".

وتنقل الصحيفة أنه على مدى السنوات الست الماضية، اعتقلت السلطات اثني عشر عالما وحكم على آخرهم بالسجن 15 عاما، وجاءت بعض الاعتقالات للاشتباه في تسليمهم بيانات علمية إلى منافسي موسكو.

وأجرى الكثير منهم أبحاثا في مجال الديناميكا الهوائية عالية السرعة أو فرط الصوت، وقد اعتقل العديد منهم بعد مشاركتهم في أبحاث مع دول أخرى، بموافقة الدولة الروسية. وكان بعضهم يعمل في مشاريع تتعلق بقطاع الدفاع. وشارك آخرون في الدراسات العلمية الأساسية.

وقال سيرجي دافيديس، الذي يرأس برنامج دعم السجناء السياسيين في مجموعة حقوق الإنسان الروسية ميموريال الحائزة على جائزة نوبل للسلام "هوس التجسس يسود في روسيا الآن، وهو نوع من مفهوم الحصن المحاصر".

وأضاف "هناك مثل هذا الأمن المفرط من جانب الدولة، والقلق الشديد لضمان ألا شيء يتسرب". 

وتنقل الصحيفة أن الخوف في المجتمع العلمي الروسي الآن هو أن أي شخص عمل على التكنولوجيا التي يمكن استخدامها في الأسلحة يمكن القبض عليه واحتجازه لسنوات قبل مواجهة محاكمة الخيانة. 

وبالنسبة للبعض، فإن فكرة متابعة البحوث ذات الصلة محفوفة بالمخاطر للغاية الآن، مما قد يعيق تقدم موسكو في الوقت الذي تكتسب ميزة على الغرب.

والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت هي واحدة من مشاريع الرئيس فلاديمير بوتين المفضلة وهي واحدة من المجالات القليلة التي يمكن لروسيا أن تدعي أنها تقود العالم فيها. 

وتم احتجاز ما لا يقل عن ستة باحثين منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، بما في ذلك ثلاثة يعملون في علوم الديناميكا الهوائية في معهد خريستيانوفيتش للميكانيكا النظرية والتطبيقية في سيبيريا. وقد زاد ذلك من القلق عبر المجتمع العلمي من أن ما تعرفه في روسيا بوتين يمكن أن يكون خطيرا مثل ما تفعله به. 

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين في وقت سابق من هذا العام إنه لا يستطيع التعليق على الاعتقالات بسبب طبيعتها الخطيرة.  

وخلال الحقبة السوفيتية، تعرض العديد من العلماء للاضطهاد زورا في ثلاثينيات القرن العشرين خلال عهد جوزيف ستالين، بما في ذلك سيرجي كوروليف، الذي أصبح أحد القادة الأوائل لبرنامج الفضاء في الاتحاد السوفيتي، وزميله مهندس الصواريخ فالنتين غلوشكو. كما ألقي القبض على أليكسي توبوليف، المعترف به دوليا باعتباره من بين مصممي الطائرات الرائدين في العالم، بتهمة القيام بأنشطة ضد الدولة. 

وبدأت هذه الموجة الأخيرة من الاعتقالات بعد أن ألقى بوتين خطابا أمام الجمعية الفيدرالية للبلاد في عام 2018 ، حيث كشف النقاب لأول مرة عن أسلحة نووية تفوق سرعتها سرعة الصوت قال إنها قادرة على اختراق الدفاعات الصاروخية الأميركية.

وأشار بعض المحللين إلى أن هناك عنصرا مسرحيا وراء الاعتقالات من حيث أنها تساعد في دعم فكرة أن روسيا حققت ميزة تكنولوجية كبيرة. لكن نطاق الاعتقالات يشير إلى جنون العظمة المتزايد في الكرملين حول كيفية حماية هذه التطورات. 

ومعظم العلماء المعتقلين هم من الأكاديميين الأكبر سنا الذين لديهم وظائف متميزة. لقد عملوا في مؤسسات روسية مرموقة ، وشاركوا في تأليف أوراق حول الديناميكا الهوائية مع زملاء أجانب وحضروا مؤتمرات خارجية، ولم يكن لهم بالضرورة دور مباشر في تطوير تطبيقات الأسلحة للتكنولوجيا الجديدة.

ومن بينهم ألكسندر شيبليوك، 58 عاما ، وهو متخصص رائد في مجال ديناميكا الهواء عالية السرعة الذي حكم عليه الشهر الماضي بالسجن لمدة 15 عاما. وفي مايو، حكم على أناتولي ماسلوف، البالغ من العمر الآن 78 عاما، والمتخصص في الديناميكا الهوائية عالية السرعة، بالسجن لمدة 14 عاما بتهمة الخيانة بعد أن اتهمه المدعون العامون بمشاركة معلومات سرية للغاية تتعلق بأبحاث روسيا التي تفوق سرعتها سرعة الصوت مع ألمانيا.

وقبل شهر، أدين ألكسندر كورانوف، 76 عاما، وهو فيزيائي بارز أجرى أبحاثا في الدفع الذي تفوق سرعته سرعة الصوت، بالخيانة بزعم "نقل بيانات البحث العلمي إلى خدمات خاصة أجنبية"، وذكرت وكالة الأنباء الحكومية الروسية "تاس" نقلا عن مصادر إنه حكم عليه بالسجن سبع سنوات. 

ولم يتم الكشف عن التفاصيل الدقيقة لجرائمهم المزعومة. ويتم النظر في قضايا الخيانة خلف الأبواب المغلقة. ولم تنشر أي معلومات في جداول المحاكم لأن القضايا تتعلق بأسرار الدولة، على الرغم من أن بعض العلماء نفوا ارتكاب أي مخالفات.

وفي السابق، تم تشجيع حضور المؤتمرات الدولية والتنسيق مع الزملاء الأجانب وتبادل المعرفة بعد زوال الاتحاد السوفيتي وحلول عصر الانفتاح، الذي تطور في روسيا في عهد الزعيم السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف.

وأثناء توليه منصب رئيس الوزراء بين عامي 2008 و 2012، وقع بوتين اتفاقية مع العديد من البلدان المختلفة، بما في ذلك الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا والدول الأوروبية، للمشاركة في مشروع عالمي لدراسة الظواهر الأساسية عالية السرعة. 

وكانت المعاهد الروسية ملزمة بالمشاركة في هذا المشروع. والآن بعد أن عاد التعاون ليطارد العلماء الذين قاموا برحلات دولية وكتبوا أوراقا تتعلق بالمشروع، فإن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يحقق في "العلماء الذين يمكن سجنهم".

السفارة العراقية تفتح مراكز لإيواء العراقيين في بيروت
السفارة العراقية تفتح مراكز لإيواء العراقيين في بيروت

تستمر الأزمة الإنسانية في لبنان جراء استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية والتي أجبرت الآلاف من المدنيين على النزوح في حين تواصل دول عدة إجلاء مواطنيها، في حين أكدت السفارة العراقية لدى بيروت لموقع الحرة اتخاذها إجراءات عدة لمساعدة العراقيين المقيمين هناك، وكشفت عن مشاكل تقف عائقا أمام عمليات إجلاء من تضرر منهم.

وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أجرى اتصالا هاتفيا بالقائمين بالأعمال والقناصل المعنيين في السفارتين  لدى بيروت ودمشق، وقالت الخارجية في بيان، الجمعة، إن الهدف كان "للاطمئنان على سلامة المواطنين العراقيين من أبناء الجالية والنازحين في مناطق الصراع، وضمان سلامتهم وتوفير الخدمات الأساسية لهم".

وجدد حسين "التأكيد على حرص الوزارة المستمر على سلامة الموظفين وأبناء الجالية، واستعدادها الكامل لتسهيل المهام وتقديم الدعم اللازم".

Posted by ‎وزارة الخارجية العراقية‎ on Friday, October 4, 2024

غلق مطار بيروت وخطورة منفذ "المصنع" البري .. مشكلة حقيقية

ندى كريم، القائمة بأعمال السفارة العراقية لدى بيروت، ذكرت في حديث خاص لموقع الحرة، أن نحو 30 ألف عراقي يقيمون في لبنان معظمهم استقروا في البلد منذ سنوات، وأن العديد من أبناء الجالية يطالبون بإجلائهم بسبب اشتداد العمليات العسكرية الإسرائيلية.

كريم أوضحت أن غلق مطار بيروت وإيقاف الرحلات الجوية يعتبر "مشكلة حقيقية" تعرقل جهود السفارة في عمليات إجلاء العراقيين.

وذكرت أيضا أن المخاوف الأمنية وعدم "سلامة الطرق" عامل آخر يعيق جهود السفارة العراقية لتنفيذ عمليات الإجلاء البري عبر منفذ "المصنع" الحدودي بين لبنان وسوريا.

في بداية الأزمة، تقول كريم، إن السلطات في بغداد وجهت بنقل المتضررين من العراقيين برا عبر الحافلات من بيروت إلى العراق، لكن هذا الموضوع لم يتحقق بسبب عدم وجود "ضمانات أمنية لبنانية" لحماية العراقيين من مخاطر القصف.

وتوضح أن الطريق البري يمر بمناطق "ساخنة" وصولا إلى المعبر الحدودي الذي قالت إنه تعرض إلى القصف لأكثر من ثلاث مرات، بحسب تعبيرها.

بعد تدهور الأوضاع في لبنان مؤخرا، أصبح من المستحيل أن تعثر العائلات العراقية على وسيلة للتنقل بسبب رفض أصحاب المركبات والحافلات بالسفر براً خوفاً من "خطورة الطريق"، لكن كريم ذكرت أنه رغم هذه المخاطر، جازف العديد بحياتهم وخرجوا من لبنان عبر المنفذ البري الحدودي الذي أشارت إلى أنه يشهد يوميا عبور نحو 150 عراقيا.

وكشفت ندى عن تنسيق عراقي مع شركة الطيران اللبنانية قبل غلق مطار بيروت مؤقتا، بزيادة رحلاتها خلال الأيام العشرة الماضية وتخصيص نسبة من المقاعد في هذه الطائرات للعراقيين.

وللتعامل مع الحالات الطارئة، كشفت السفارة عن تنسيق سابق مع السلطات اللبنانية باستقبال طائرات عراقية مدنية وعسكرية لإجلاء العراقيين الراغبين بالمغادرة.

مراكز إيواء في بيروت لاستقبال العراقيين المتضررين

أوضحت السفارة العراقية لدى بيروت أنها وضعت خططا للتعامل مع الحالات الطارئة، وتقول كريم إن الكثير من أبناء الجالية الذين يقيمون في جنوب لبنان تضررت منازلهم بسبب عمليات القصف الاسرائيلي واضطروا إلى النزوح نحو بيروت ومناطق أخرى في شمال لبنان.

تضيف كريم أن أكثر من 90 عراقيا تضررت منازلهم واضطروا إلى اللجوء إلى السفارة العراقية بعد أن تقطعت بهم السبل ولم يتمكنوا من العثور على مأوى آمن، وتوقعت أن يرتفع هذا الرقم في المستقبل.

ولتدارك هذا الموضوع، تقول كريم، إن السفارة فتحت أكثر من مركز لإيواء العراقيين الفارين، حيث توفر هذه المراكز الحماية الأمنية لهم وتقدم مساعدات أخرى من وجبات طعام ومستلزمات أخرى لرعاية الأطفال.

السفارة خصصت أيضا خطوط هاتف "ساخنة" للعراقيين الذين يرغبون في الاتصال بالسفارة في حال تعرضوا إلى أي ضرر، بحسب ما ذكرته كريم. 

وتضيف أن اللبنانيين الراغبين بدخول العراق ليسوا بحاجة إلى أي إجراءات قنصلية، وبإمكانهم دخول العراق برا دون جواز للسفر، "فهم بحاجة فقط  إلى إبراز هوياتهم للسلطات العراقية".