فازت الناشطة السياسية والمعتقلة في سجون النظام الإيراني، نرجس محمدي، العام الماضي بجائزة نوبل للسلام.
ووقت إعلان الجائزة، شبهت رئيسة لجنة جائزة نوبل بيريت ريس أندرسن، نضال نرجسي بنضال الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا في بلاده من أجل إنهاء الفصل العنصري.
وأضافت أنّ "النساء في إيران يناضلن ضدّ التمييز منذ أكثر من 30 عاما. ويحلمن بمستقبل أكثر إشراقاً سيتحقق في نهاية المطاف".
وكانت محمدي الخامسة بعد فوز أربعة آخرين بالجائزة أثناء وجودهم في السجون، قد يُضاف إليهم معتقل سادس هذا العام في حال فوزه.
فمن هم مرشحّو نوبل للسلام في نسختها لعام 2024؟
بحسب الموقع الإلكتروني لجائزة نوبل، لا يمكن الكشف عن أسماء المرشحين أو أي معلومات تتعلق بالترشيحات إلا بعد مرور 50 عاماً على ذلك.
وأفاد أن عدد المرشحين لجائزة نوبل للسلام الذين تم تسجيلهم لدى معهد نوبل، بلغ 286 مرشحاً منهم 197 فرداً و89 منظمة.
وهذا العدد أقل مما كان عليه العام الماضي 2023، حيث قبل المعهد 351 ترشيحاً موزعاً بين 259 فردا و92 منظمة.
وأعلنت مجلة "تايم" الأميركية، الأربعاء، أسماء أبرز المرشحين لجائزة نوبل للسلام، التي سيتم الإعلان عنها الجمعة، بناء على قائمة أنشأها مدير معهد أبحاث السلام في أوسلو، هنريك أوردال، نشرها موقع المراهنة البريطاني "نايسرأوودس".
الناشطة البيئية غريتا ثونبرغ
من أبرز المرشحين الذين نُشرت أسماؤهم في قائمة أوردال، الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ (21 عاماً) المرشحة سنوياً للجائزة منذ عام 2019.
ولثونبرغ دور مؤثر في الحراك البيئي الدولي، ولفتت أنظار العالم حين نظمت "الإضراب المدرسي من أجل المناخ" خارج البرلمان السويدي عام 2018.
ولا تزال الناشطة الشابة منخرطة في الحركة، حتى أنه تم القبض عليها في بروكسل بسبب احتجاجها على دعم الوقود الأحفوري قبل أيام.
وفي 2019، اعتبرتها مجلة "تايم" شخصية العام، وهي أصغر من حصل على هاذ اللقب على الإطلاق، حيث كان عُمرها 16 عاماً آنذاك.
رئيس أوكرانيا
يعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أحد أكبر المتنافسين على جائزة نوبل للسلام، بحسب "نايسرأوودس".
في الوقت نفسه، قالت "تايم" إن من غير المرجح فوزه باعتبار أنه لا يزال في خضم الحرب المستمرة منذ فبراير 2022 بين بلاده وروسيا.
كذلك زيلينسكي، اختارته المجلة لشخصية العام بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
تم اختيار زيلينسكي كشخصية العام في مجلة TIME لعام 2022.
سفياتلانا تسيخانوسكايا
يعوّل موقع المراهنة البريطاني أيضاً على فوز زعيمة المعارضة البيلاروسية المنفية سفياتلانا تسيخانوسكايا (42 عاماً) بجائزة نوبل للسلام.
ورغم منفاها، ما زالت نشطة في تحدي النظام البيلاروسي وتتواصل مع قادة دوليين. وكان أحدث اجتماع لها مع وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي لمناقشة إطلاق سراح السجناء السياسيين، وقضايا الهجرة البيلاروسية، وسد ثغرات العقوبات.
وتواجه تسيخانوسكايا التي أعلنت فوزها في الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 2020 في بيلاروسيا، مجموعة من التهم بما في ذلك الخيانة العظمى و"التآمر للاستيلاء على السلطة" وإنشاء وقيادة منظمة متطرفة.
إلهام توهتي
يصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لاعتقال الناشط في مجال حقوق الإنسان إلهام توهتي في الصين بسبب دفاعه عن أقلية الأويغور المسلمة.
في سبتمبر الماضي، دعت منظمة العفو الدولية في بيان، المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فعلية وضاغطة لضمان الإفراج عن الأكاديمي الأويغوري، المعتقل بتهمة تبني "نزعة انفصالية" لا أساس لها.
وصدر حكم بالسجن مدى الحياة على توهتي في 23 سبتمبر 2014، عقب محاكمة جائرة، بحسب "العفو"، حيث استهدفته الحكومة الصينية بسبب مطالبته السلمية بإقامة حوار بنّاء وتفاهم مشترك بين قوميتي الأويغور والهان، وتشكل الأخيرة الأغلبية العظمى في الصين.
مكتب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا للمؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان (OSCE)
بحسب الموقع الإلكتروني للمنظمة التي تضم 57 دولة، فإن لديها "نهجاً شاملاً للأمن يتعلق بجوانب سياسية عسكرية، واقتصادية وبيئية وإنسانية".
وتقوم بعلاج مسائل هامة تتعلق بالأمن في الدول الأعضاء، مثل "مراقبة الأسلحة، وتدابير بناء الثقة والأمن، وحقوق الإنسان، والأقليات القومية، وإرساء الديمقراطية، وإستراتيجيات الشرطة، ومكافحة الإرهاب، والأنشطة الاقتصادية والبيئية".
وقال مدير معهد أبحاث السلام في أوسلو، هنريك أوردال، في بيان نقلته "تايم": "بما أن الانتخابات هي حجر الزاوية في الديمقراطية، فإن مراقبي الانتخابات يلعبون دوراً محورياً في تشكيل التصورات حول شرعية العمليات الانتخابية. ومنح جائزة نوبل للسلام لمراقبي الانتخابات يبعث برسالة قوية حول أهمية الانتخابات الحرة والنزيهة، ودورها في السلام والاستقرار".
غرف الاستجابة للطوارئ في السودان
لعبت غرف الطوارئ في السودان دورا هاما في التخفيف من حدة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، التي اندلعت بعد اشتعال الحرب بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وتمثل شبكة واسعة من المتطوعين المحليين الذين سعوا إلى استمرار الخدمات الأساسية في البلاد، مثل المياه والكهرباء، وعملوا على توزيع المواد الغذائية والإمدادات الطبية. وتدير المجموعة الكثير من المطابخ الخيرية.
محكمة العدل الدولية
هي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة، وتتولى الفصل طبقا لأحكام القانون الدولي في النزاعات القانونية التي تنشأ بين الدول، وتقديم آراء استشارية بشأن المسائل القانونية التي قد تحيلها إليها أجهزة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.
قالت "تايم" إن الترشيح جاء بناء على دورها في صراعات وحروب لا تزال قائمة حول العالم، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، ونظيرتها بين إسرائيل وفصائل مسلحة في قطاع غزة.
ففي يناير الماضي، أمرت المحكمة إسرائيل "باتخاذ جميع التدابير التي في وسعها" لوقف الأعمال العسكرية في غزة التي أدت لمقتل نحو 42 ألف شخصاً غالبيتهم من المدنيين.
الأونروا وفيليب لازاريني
تقدم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، التي يرأسها المفوض العام فيليب لازاريني، المساعدة والحماية وكسب التأييد للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل لمعاناتهم، وفق ما ذكرت في موقعها الإلكتروني.
ويتم تمويلها بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وتشمل خدماتها التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والبنية التحتية وتحسين المخيمات والدعم المجتمعي والإقراض الصغير والاستجابة الطارئة بما في ذلك في أوقات النزاع المسلح.
وتأسست الأونروا بموجب القرار رقم 302 (رابعا) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 كانون الأول 1949 بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين، وتعمل منذ مايو 1950 حتى الآن.
وخلال الحرب المستمرة منذ عام في قطاع غزة، واجهت الأونروا العديد من الصعوبات أبرزها الاتهامات الإسرائيلية بتواطؤ موظفين فيها بهجوم 7 أكتوبر، ثم إعلان عدد من الدول التوقف عن تمويلها، عدا عن فقدانها العديد من كوادرها في القطاع جرّاء القصف الإسرائيلي، وتعرض مدارسها التي تأوي آلاف الفلسطينيين للتدمير، وتعثّر إيصالها المساعدات للنازحين.
اليونسكو ومجلس أوروبا
تعمل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) على تعزيز السلام والأمن من خلال تعزيز الحوار والتعاون الدوليين بين الدول الأعضاء في مجالات مثل التعليم والعلوم والثقافة.
وذكرت مجلة "تايم" الأميركية، أن مجلس أوروبا تأسس على اعتبار أن فهم الماضي أساسي لبناء مستقبل مشترك.
وقال أوردال، الذي أنشأ قائمة المرشحين لجائزة نوبل للسلام، ونشرها موقع المراهنة البريطاني "نايسرأوودس"، إن اليونسكو تؤكد أهمية فهم التاريخ في سياق عالمي، فضلاً عن تطوير وجهات نظر إقليمية متكاملة".
لذلك فإن فهم وتعليم التاريخ من شأنه أن يعزز السلام خصوصاً أن ألفريد نوبل نوبل دعا إلى الإخاء بين الأمم، وفق أوردال.