بلينكن كرر قلقه إزاء خسارة أرواح المدنيين ومعاناتهم في لبنان
بلينكن كرر قلقه إزاء خسارة أرواح المدنيين ومعاناتهم في لبنان

تتفق دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية على أن الحل الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لمنع لبنان من الوقوع في كارثة إذا انزلق الوضع وتطور إلى حرب شاملة في المنطقة. 

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن هناك شعورا حقيقيا بالإلحاح للتوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان في أعقاب العمليات العسكرية الإسرائيلية في البلاد. 

وأكد بلينكن خلال لقاء مع رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، الجمعة في لندن، على ضرورة التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701، بحيث يمكن أن يكون هناك أمن حقيقي على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان.

فما نتيجة جولة  بلينكن على الشرق الأوسط ؟ وهل تنجح الجهود الأميركية في فرض حل دبلوماسي في لبنان ؟ وإلى أي مدى ستتمكن واشنطن من الإسهام في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701؟

يقول، أرون ديفيد ميلر، المستشار الحكومي السابق في مفاوضات الشرق الأوسط، وهو كبير الباحثين في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن الوزير بلينكن أجرى هذه الزيارة "في خضم أوقات يصعب فيها إحراز تقدم ملموس لأن الانتخابات الأميركية تجري بعد أيام. من ناحية أخرى، قبل الانتخابات الأميركية ستطلق إسرائيل ضربة على إيران، ولذا لا يمكن إجراز تقدم".

وأضاف  في حديث لقناة "الحرة" أنه "لا يمكن أن نعرف كيف سترد إيران، وحزب الله وحماس لن يتخذا أي قرارات قبل التأكد من تداعيات الضربة الإسرائيلية على إيران. سينتظران إذا ما كانت هذه الضربة ستأخذ المنطقة لحرب شاملة وتتدخل الولايات المتحدة".  

 

وكان بلينكن أجرى جولة إقليمية بدأها، الثلاثاء، في إسرائيل حيث التقى مسؤولين أبرزهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، قبل أن يتوجه الأربعاء الى الرياض التي غادرها الخميس متوجها إلى العاصمة القطرية للحصول على تقييم لموقف حماس من الهدنة.

بعدها توجه بلينكن للندن حيث التقى بمسؤولين عرب كبار، بينهم رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.

وهذه هي الجولة الحادية عشرة لبلينكن إلى المنطقة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس عقب شن الأخيرة هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023. وتأتي بعد فشل كافة مساعيه السابقة لإنهاء الحرب المدمرة في القطاع.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي خلال الزيارة تقديم 135 مليون دولار إضافية من المساعدات الأميركية للفلسطينيين، مشيرا إلى أن ذلك يرفع إجمالي المساعدات الأميركية إلى 1,2 مليار دولار منذ السابع من أكتوبر 2023.

وتقول إسرائيل إنها لم تفرض أي قيود على وصول المساعدات إلى غزة، وتلقي باللوم على الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية في الفشل في توزيع المساعدات التي تصل إلى القطاع. كما تقول إن حماس تنهب قوافل المساعدات، وهو الاتهام الذي تنفيه الحركة.

 رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي مع وزير الدفاع المقال
رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي مع وزير الدفاع المقال

نفى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، الأربعاء، صحة التقارير المتداولة بشأن نية، بنيامين نتانياهو، إقالة قيادات الأجهزة الأمنية، واصفا إياها بـ"غير الصحيحة" وتهدف لإثارة الانقسام. 

وأكد المكتب أن رئيس الوزراء عقد اجتماعا مع رؤساء الأجهزة الأمنية الثلاثة، الجيش والشاباك والموساد، حيث شدد على أهمية مواصلة التعاون مع وزير الدفاع الجديد، يسرائيل كاتس. 

وأقال رئيس الوزراء الإسرائيلي وزير الدفاع يوآف غالانت بعد خلافات خرجت إلى العلن بشأن حرب غزة وعيّن مكانه وزير الخارجية يسرائيل كاتس الذي تعهّد هزيمة "أعداء" بلاده.

ونفى مكتب نتايناهو المزاعم بأن الوزراء الحريديم (المتدينين المتشددين) كانوا على علم مسبق بقرار إقالة غالانت. مشيرا إلى أنهم  "علموا به من وسائل الإعلام."

وشابت علاقة نتانياهو وغالانت سلسلة توترات بشأن إدارة الحرب التي اندلعت بين  إسرائيل وحماس عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وقال نتانياهو في بيان، بشأن قراره إقالة غالانت إنّ "الثقة تآكلت على مدى الأشهر الماضية. في ضوء ذلك، قررتُ اليوم إنهاء ولاية وزير الدفاع"، مضيفا أنه عيّن كاتس مكانه.

وعقب قراره الأخيرة، رجحت تقديرات إسرائيلية واسعة إقالة رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام رونين بار، إلى جانب مسؤولين أمنيين آخرين، وهو ما نفاه ديوان نتانياهو.

وفي تحليل للتطورات، يرى المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أن نتانياهو أصبح، بعد إقالة غلانت، صاحب القرار النهائي في جميع القضايا الأمنية على المستويات التكتيكية والنظامية والاستراتيجية، معتبرا أنه "يجمع الآن بين منصبي رئيس الوزراء ووزير الدفاع".