صورة للقاضي عقب إطلاق سراحه

أفرجت السلطات الجزائرية، الجمعة، عن الصحفي إحسان القاضي ومجموعة من سجناء الرأي، بموجب عفو أصدره الرئيس، عبد المجيد تبون.

وبحسب ما نقله مراسل الحرة في الجزائر، فقد أقر تبون عفوا رئاسيا، شمل مجموعة من سجناء الرأي، بينهم إلى جانب القاضي، الناشط محمد تجاديت، وذلك بمناسبة الذكرى السبعين لحرب الاستقلال.

وتداول محامون وناشطون صورا لإطلاق سراح الصحفي  إحسان القاضي، المسجون، منذ ديسمبر 2023، بتهمة تلقي تمويل أجنبي مع إغلاق مؤسسته الصحفية.

وبحسب المراسل، فقد تم إحصاء عشرة ناشطين على الأقل تم إطلاق سراحهم، في مختلف مناطق البلاد.

وكان المترشح للانتخابات الرئاسية الأخيرة، يوسف أوشيش، وشخصيات سياسية وحقوقية قد طالبت الرئيس عبد المجيد تبون، بإطلاق سراح معتقلي الرأي بمناسبة إعادة انتخابه لولاية ثانية، في إطار اجراءات التهدئة التي تسبق الحوار السياسي الذي دعا إليه تبون، عقب انتخابه.

كما تطالب شخصيات وطنية وأحزاب سياسية وناشطون بضرورة الإفراج عن باقي سجناء الرأي، الذين يتجاوز عددهم المئتين، حسب تقديرات تنسيقية الدفاع عن معتقلي الرأي وحقوقيين.

وكان تبون قد وقع مرسومين رئاسيين تم فيهما العفو عن أكثر من أربعة آلاف سجين، ممن تم الحكم عليهم نهائيا في قضايا تتعلق بالقانون العام، والقضايا المخلة بالنظام العام.

السعودية وإيران

ثلاثة أحداث في شهر أبريل الحالي يبدو أنها ستكون ممهدة لزيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المقررة إلى السعودية في منتصف شهر مايو المقبل.

الحدث الأول هو بدء المفاوضات الأميركية - الإيرانية حول برنامج إيران النووي، وهذه المفاوضات مستمرة لجولات مقبلة.

الحدث الثاني هو زيارة وزير الطاقة الأميركي، كريس رايت، إلى السعودية الأحد الماضي، وإعلانه التوصل إلى اتفاق مبدئي للتعاون في تطوير الصناعة النووية المدنية في المملكة.

ويتمثل الحدث الثالث في زيارة وزير الدفاع السعودي إلى إيران اليوم الخميس ولقائه بالمرشد الأعلى علي خامنئي، حاملا رسالة من الملك السعودي.

خامنئي قال في منشور على منصة أكس إن وزير الدفاع السعودي سلمه رسالة من ملك السعودية، وأضاف في منشور أن "العلاقات بين إيران والسعودية مفيدة للبلدين".

تتصل هذه المحطات الثلاث ببعضها البعض عبر خيط رفيع، وتشكل مقدمة لقراءة ما ستؤول إليه المنطقة في ظل المباحثات النووية مع إيران.

في ورقة بحثية نشرها الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، يربط سايمون هندرسون، بين زيارة وزير الطاقة الأميركي إلى السعودية وإبرامه اتفاقاً مبدئيا حول البرنامج النووي السعودي، وبين المفاوضات الأميركية الإيرانية التي تسابق الحل العسكري الذي لوح به الرئيس ترامب في حال فشل المفاوضات.

هندرسون يرى في ورقته أنه مع استمرار المفاوضات "يبقى دعم الولايات المتحدة لأي عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران معلقاً بشكل أساسي"، بمعنى أن واشنطن تمانع من أن تقوم إسرائيل بأي ضربة عسكرية أحادية للبرنامج النووي الإيراني في الوقت الراهن مع استمرار المفاوضات.

ويشير هندرسون إلى "انخراط حلفاء واشنطن من دول الخليج العربية بشكل أكبر مع طهران في الأشهر الأخيرة ويبدو أنهم مترددون في دعم الضربات العسكرية ضد البرنامج النووي".

وهذا ما قد يفسر ربما زيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران في هذا التوقيت وقد يعطي فكرة عن محتوى الرسالة التي حملها من الملك إلى المرشد.

اندرسون يشرح في مقابلة خاصة مع موقع "الحرة" اعتقاده بأن التحرك الأميركي "النووي" تجاه السعودية قد يكون مزيجاً من الاهتمام بموضوع الطاقة ومن رسائل استراتيجية موجهة لإيران.

ويتابع اندرسون: "يتجلى شكي في هذا الموضوع داخل الإدارة هنا في واشنطن، حيث يبدو أنهم غير متأكدين من كيفية التعامل معه أيضاَ. ومع ذلك، سيكون من المفيد دبلوماسياً، أثناء التفاوض مع إيران، أن يشعر الجميع بأن واشنطن تهتم بأكثر من مجرد اتخاذ موقف صارم تجاهها (إيران). خاصةً أن المملكة العربية السعودية تسير في نفس الاتجاه، ولكن دون كل هذا الضجيج".

وبحسب اندرسون، فإن إدارة ترامب تركّز على المستويين المحلي والدولي، على إظهار القوة، وليس فقط التركيز على ملف الطاقة النووية.

ويضيف: "يأتي ذلك في توقيت يسبق بحوالي شهر الزيارة المرتقبة للرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك السعودية وقطر والإمارات. من المؤكد أن هناك علاقة بين الأمرين. لكن من يدري؟ دعونا ننتظر لنرى كيف ستتطور الأحداث".