الاشتباكات التي جرت عقب المباراة أثارت غضب العديد  من الأطراف الدولية
الاشتباكات التي جرت عقب المباراة أثارت غضب العديد من الأطراف الدولية

توالت، الجمعة، ردود الفعل الدولية المنددة بالاعتداءات التي تعرض لها مشجعو كرة قدم إسرائيليون، في العاصمة الهولندية أمستردام، ليل الخميس، والتي أعقبت مباراة بين نادي مكابي تل أبيب ومضيفه أياكس أمستردام.

وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء الأحداث التي وقعت في أمستردام، إذقال الناطق باسم مكتب حقوق الإنسان، جيريمي لورانس، بمؤتمر صحفي في جنيف: "اطلعنا على هذه التقارير المثيرة للقلق".

وزاد: "يجب ألا يتعرض أحد للتمييز أو العنف على أساس أصله القومي أو الديني أو العرقي، أو أي أساس آخر".

وفي سياق متصل، أعرب السفير الأميركي لدى إسرائيل، جاك لو، عن غضبه واستيائه مما حدث، وقال تدوينة على منصة إكس: "إننا ندين الهجمات المروعة ضد الإسرائيليين في أمستردام".

وأردف: "نعرب عن دعمنا للمصابين ونتمنى لهم الشفاء العاجل. ونحن نقف إلى جانب رئيس الوزراء الهولندي وإسرائيل وكل من يدين العنف المعادي للسامية".

جانب من الاشتباكات بعد المباراة - رويترز
أدرعي يكشف لـ"الحرة" سبب منع سفر الجنود الإسرائيليين إلى هولندا
أوضح الجيش الإسرائيلي، الجمعة، في تصريحات لقناة الحرة أن منع سفر الجنود الإسرائيليين إلى هولندا "سياسي"، وذلك في أعقاب تعرض مشجعين نادي مكابي تل أبيب لاعتداءات عقب مباراة فريقهم في بطولة الدوري الأوروبي ضد أياكس أمستردام في العاصمة الهولندية.

من جانبها، قالت المبعوثة الأميركية الخاصة لشؤون مراقبة ومكافحة معاداة السامية، ديبورا ليبستا، إنها تشعر "بالفزع" إزاء الهجمات التي وقعت في أمستردام.

وتابعت: "أشعر بقلق عميق إزاء المدة التي استمرت فيها الهجمات المبلغ عنها، وأدعو الحكومة إلى إجراء تحقيق شامل في تدخل قوات الأمن وكيف حدثت هذه الهجمات الدنيئة".

وزادت: "في مفارقة تاريخية مروعة، يحدث هذا قبل يومين من الذكرى السنوية القاتمة لمذبحة الرايخ عام 1938، عندما اندلعت مذابح ضد اليهود برعاية وقيادة النازيين في جميع أنحاء الرايخ الألماني".

وبدورها، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن غضبها من "الهجمات الدنيئة التي تستهدف المواطنين الإسرائيليين في أمستردام".

واعتبرت في تغريدة على منصة "إكس"، أن "معاداة السامية ليس لها مكان على الإطلاق في أوروبا"، مردفة: "نحن مصممون على محاربة جميع أشكال الكراهية".

وعلى ذات المنحى، دان رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، تلك الأحداث، حيث كتب عبر إكس "يجب رفض أعمال العنف والكراهية بشكل لا لبس فيه في أي مجتمع".

وتابع: "لا يزال التزامنا بمكافحة معاداة السامية وكل شكل من أشكال الكراهية ثابتا، وسيواصل الاتحاد الأوروبي جهوده المتفانية لتعزيز التسامح وضمان الاحترام وحماية سلامة ورفاهية جميع الأفراد".

"مخزية لأوروبا"

وفي نفس السياق، اعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أن "الصور  القادمة من أمستردام مروعة ومخزية للغاية لأوروبا".

وأما الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، فاعتبر في تدونية على منصة "إكس" أن  العنف ضد مشجعي كرة القدم الإسرائيليين في أمستردام "يذكرنا بأحلك ساعات التاريخ".

وقبل ذلك، ندد رئيس الوزراء الهولندي، ديك شوف، ونظيره الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو بالهجمات "المعادية للسامية".

اشتباكات أمستردام دامت لساعات - رويترز
تحقيق في "احتجاز محتمل لرهائن".. الشرطة الهولندية تكشف تفاصيل بشأن الاعتداء على إسرائيليين
أعلنت السلطات الهولندية، الجمعة، اعتقال 62 شخصًا بعد أعمال الشغب التي أعقبت مباراة أياكس ومكابي تل أبيب في أمستردام، مشيرة إلى أن هناك تحقيقات جارية بشأن تقارير عن احتجاز محتمل لرهائن.

وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء إن "نتانياهو قال إنه ينظر الى الاعتداء المعادي للسامية على مواطنين إسرائيليين مع سبق الإصرار، بمنتهى الجدية، وطلب زيادة الأمن لكامل المجتمع اليهودي في هولندا".

بدوره، ندد شوف بـ"اعتداءات معادية للسامية ضد إسرائيليين".

وكتب عبر "إكس": "تابعت برعب التغطية من أمستردام. اعتداءات غير مقبولة معادية للسامية على إسرائيليين"، مشيرا إلى أنه أكد لنتانياهو أن "الجناة سيتمّ تعقبهم وملاحقتهم".

كما قال الرئيس الإسرائيلي، إسحق هرتسوغ في بيان: "نتابع برعب هذا الصباح الصور ومقاطع الفيديو الصادمة التي كنا نأمل بألا نراها مجددا بعد السابع من أكتوبر"، في إشارة إلى الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل، وشكّل شرارة اندلاع الحرب في قطاع غزة.

السعودية وإيران

ثلاثة أحداث في شهر أبريل الحالي يبدو أنها ستكون ممهدة لزيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المقررة إلى السعودية في منتصف شهر مايو المقبل.

الحدث الأول هو بدء المفاوضات الأميركية - الإيرانية حول برنامج إيران النووي، وهذه المفاوضات مستمرة لجولات مقبلة.

الحدث الثاني هو زيارة وزير الطاقة الأميركي، كريس رايت، إلى السعودية الأحد الماضي، وإعلانه التوصل إلى اتفاق مبدئي للتعاون في تطوير الصناعة النووية المدنية في المملكة.

ويتمثل الحدث الثالث في زيارة وزير الدفاع السعودي إلى إيران اليوم الخميس ولقائه بالمرشد الأعلى علي خامنئي، حاملا رسالة من الملك السعودي.

خامنئي قال في منشور على منصة أكس إن وزير الدفاع السعودي سلمه رسالة من ملك السعودية، وأضاف في منشور أن "العلاقات بين إيران والسعودية مفيدة للبلدين".

تتصل هذه المحطات الثلاث ببعضها البعض عبر خيط رفيع، وتشكل مقدمة لقراءة ما ستؤول إليه المنطقة في ظل المباحثات النووية مع إيران.

في ورقة بحثية نشرها الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، يربط سايمون هندرسون، بين زيارة وزير الطاقة الأميركي إلى السعودية وإبرامه اتفاقاً مبدئيا حول البرنامج النووي السعودي، وبين المفاوضات الأميركية الإيرانية التي تسابق الحل العسكري الذي لوح به الرئيس ترامب في حال فشل المفاوضات.

هندرسون يرى في ورقته أنه مع استمرار المفاوضات "يبقى دعم الولايات المتحدة لأي عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران معلقاً بشكل أساسي"، بمعنى أن واشنطن تمانع من أن تقوم إسرائيل بأي ضربة عسكرية أحادية للبرنامج النووي الإيراني في الوقت الراهن مع استمرار المفاوضات.

ويشير هندرسون إلى "انخراط حلفاء واشنطن من دول الخليج العربية بشكل أكبر مع طهران في الأشهر الأخيرة ويبدو أنهم مترددون في دعم الضربات العسكرية ضد البرنامج النووي".

وهذا ما قد يفسر ربما زيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران في هذا التوقيت وقد يعطي فكرة عن محتوى الرسالة التي حملها من الملك إلى المرشد.

اندرسون يشرح في مقابلة خاصة مع موقع "الحرة" اعتقاده بأن التحرك الأميركي "النووي" تجاه السعودية قد يكون مزيجاً من الاهتمام بموضوع الطاقة ومن رسائل استراتيجية موجهة لإيران.

ويتابع اندرسون: "يتجلى شكي في هذا الموضوع داخل الإدارة هنا في واشنطن، حيث يبدو أنهم غير متأكدين من كيفية التعامل معه أيضاَ. ومع ذلك، سيكون من المفيد دبلوماسياً، أثناء التفاوض مع إيران، أن يشعر الجميع بأن واشنطن تهتم بأكثر من مجرد اتخاذ موقف صارم تجاهها (إيران). خاصةً أن المملكة العربية السعودية تسير في نفس الاتجاه، ولكن دون كل هذا الضجيج".

وبحسب اندرسون، فإن إدارة ترامب تركّز على المستويين المحلي والدولي، على إظهار القوة، وليس فقط التركيز على ملف الطاقة النووية.

ويضيف: "يأتي ذلك في توقيت يسبق بحوالي شهر الزيارة المرتقبة للرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك السعودية وقطر والإمارات. من المؤكد أن هناك علاقة بين الأمرين. لكن من يدري؟ دعونا ننتظر لنرى كيف ستتطور الأحداث".