من المرتقب أن يصل وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، إلى واشنطن، لإجراء محادثات مع عدد من المسؤولين الأميركيين بشأن إمكانية التوصل لوقف إطلاق النار في لبنان، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية.
ورافق التحركات السياسية الإسرائيلية التي يقودها ديرمر، إعلان مكتب الرئيس الإسرائيلي أن إسحاق هيرتسوغ، سيلتقي مع نظيره الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء، في واشنطن.
إسرائيل بين إدارتين
الخبير الإسرائيلي في الشؤون السياسية والاستراتيجية، أمير أورن، يرى أن إسرائيل تواجه وضعا سياسيا حساساً في واشنطن بين إدارتين: إدارة بايدن المغادرة وإدارة ترامب القادمة.
وذكّر في حديثه لقناة "الحرة"، بموقف مماثل قبل ثماني سنوات عندما أرسل نتانياهو مسؤولين خلال فترة الانتقال من أوباما إلى ترامب، مما أغضب أوباما آنذاك ودفعه لدعم قرار في مجلس الأمن اعتبره نتانياهو معادياً لإسرائيل، مشددا على أن نتنياهو لا يستطيع حالياً وضع كل أوراقه على ترامب، بل عليه التنسيق مع كلا الطرفين.
وفيما يتعلق بالمخاوف الإسرائيلية من قرار لمجلس الأمن الدولي، خاصة فيما يتعلق باحتمال استصدار قرار يدعو إلى وقف فوري للقتال في غزة أو فرض قيود على أنشطة الجيش الإسرائيلي في غزة ولبنان، أوضح أورن أنه شخصياً لا يخاف من هذا الأمر ولا يعتبره تنازلاً بل إنجازاً.
لكنه أشار إلى أن حكومة نتانياهو تتبنى موقفاً مخالفاً، وأن أي قرار في مجلس الأمن يحتاج إلى موافقة روسيا والصين اللتين تمتلكان حق الفيتو.
وحول الوضع في شمال إسرائيل، شدد أورن على أن الكلمة الأخيرة ستكون لسكان المجتمعات في الشمال، موضحاً أنهم إذا لم يثقوا في استمرارية وقف إطلاق النار فلن يعودوا إلى منازلهم، مما سيؤثر سلباً على صورة الحكومة الإسرائيلية وهيبتها.
وبالعودة للعلاقة مع واشنطن، أكد أورن أن إسرائيل لم تعد تتمتع بنفس النفوذ السياسي السابق في واشنطن، خاصة مع سيطرة الجمهوريين، مضيفا أن "إسرائيل فقدت دعم الحزبين كما كان معتاداً، ولم يعد بإمكانها استخدام الديمقراطيين ضد البيت الأبيض الجمهوري، وذلك لأن نتانياهو وضع كل رهاناته على ترامب".
لبنان والدور الروسي
وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن ديرمر زار روسيا سرا، الأسبوع الماضي، ما اعتبر أنه رغبة إسرائيلية في منح روسيا دورا محتملا في جهود التوصل لاتفاق ووقف إطلاق النار مع لبنان.
وفي بيروت، أعلنت السلطات اللبنانية أنها لم تبلغ رسميا عن أي زيارة مرتقبة للمسؤول الأميركي آموس هوكستين بعد تداول أنباء تفيد بعودته مجددا للمنطقة.
في هذا الجانب، اعتبر هنري إنشر، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق، أن حل أزمة لبنان أكثر سهولة للحل مقارنة بغزة، مشيراً إلى أن حزب الله متمسك بفكرة دعم المقاومة في غزة، لكن يمكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار إذا توقف عن إطلاق الصواريخ.
وأضاف لقناة "الحرة"، أنه لا يوجد دعم شعبي في إسرائيل للبقاء في لبنان إلى الأبد، على عكس الوضع في غزة.
وحول الدور الروسي، أوضح إنشر أن فكرة النفوذ الروسي في لبنان تظهر مجددا فقدان لبنان لسيادته وتحوله إلى ساحة للاعبين الدوليين.
وأشار إلى أن روسيا تسعى دائماً للنفوذ في المنطقة والوصول العسكري إليها، كما أنها قلقة من النفوذ الإيراني على حزب الله، معتبرا أن روسيا يمكن أن تلعب دوراً بناءً إذا كانت مستعدة للضغط على حزب الله لفصل نفسه عن النزاع في غزة.
وفيما يتعلق بمهمة المبعوث الأميركي هوكستين، أشار إنشر إلى وجود تواصل بينه وبين وترامب، وأن الأخير أعطى له الضوء الأخضر للمضي قدماً في المفاوضات، مؤكدا أن التركيز على لبنان يمثل مسألة أسهل للحل في الوقت الراهن.