اجتمع الرئيس الأميركي، جو بايدن، بنظيره الصيني، شي جين بينغ، للمرة الأخيرة بصفته رئيسا للولايات المتحدة، لكن مسعى الزعيمين لخفض التوتر قبل تنصيب، دونالد ترامب، يواجه تحديات.
فاللقاء الذي جرى السبت، يأتي وسط ترقب لطريقة تعامل الإدارة الأميركية المقبلة برئاسة ترامب مع العلاقات مع الصين والتي شهدت توترا في السنوات الأخيرة بسبب النزاعات التجارية، والوضع في تايوان، ومسائلَ متعلقة بحقوق الإنسان والتنافس التكنولوجي.
نايل غاردنير، كبير الباحثين في مؤسسة هيرْتيدج للأبحاث، في واشنطن، قال لقناة "الحرة" إن إدارة ترامب المرتقبة ستكون "أكثر عدائية وقوة" مقارنة بإدارة بايدن، للتعامل مع التهديدات وحالة عدم الاستقرار التي يواجهها العالم "بسب تصرفات الصين وحلفاءها روسيا وإيران".
وأضاف غاردنير أن إدارة الرئيس المنتخب تضم مجموعة من "الأشخاص الأقوياء" فيما يتعلق بمواجهتهم للصين.
ويشير مثلا إلى أن المرشحين لمناصب وزيري الخارجية والدفاع والسفير الأميركي الجديد لدى الأمم المتحدة، كلهم "من الصقور" ويعتقدون أن الحزب الشيوعي الصيني يمثل تهديدا كبيرا للولايات المتحدة ولحلفائها والعالم، بحسب تعبيره.
وأوضح غاردينر أن مهما قاله بايدن في لقاءه الأخير مع نظيره الصيني، لكنه لن يغير من واقع السياسة الأميركية المرتقبة.
وأنهى كبير الباحثين في مؤسسة هيرْتيدج للأبحاث حديثه بالقول، إن لقاء بايدن الأخير هو مجرد "وداع للساحة الدولية" وإن الصينيين يدركون أن تأثير الرئيس الأميركي الحالي قد "انتهى"، حسب تعبيره.
وخلا اجتماعه مع شي، أكد بايدن أنه يتعين على الولايات المتحدة والصين بذل كل ما في وسعهما لمنع المنافسة بينهما من "التحول إلى نزاع".
وقال: "لا يمكن لبلدينا أن يسمحا لهذه المنافسة بالتحول إلى نزاع. هذه مسؤوليتنا، وعلى مدى السنوات الأربع الماضية أعتقد أننا أثبتنا أنه يمكن الحفاظ على هذه العلاقة".
وعلى هامش قمة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ "آبيك" المنعقدة في في ليما عاصمة البيرو، قال بايدن إن العالم يواجه لحظةَ تغيير سياسي كبير، معبرا عن أمله في استمرار التعاون بين واشنطن وحلفائها في شرق آسيا لمواجهة أي تهديدات مشتركة.
فيما حذر الرئيس الصيني من أن العالم يدخل حقبة اضطراب، وفق قوله.
ورغم أنه اجتماع لن يفضي إلى اتفاقات قد تخفض التوتر بين الصين والولايات المتحدة حسب مراقين، إلا أنه يبقى اجتماعا مهما بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني تشي جين بينغ لأنه قد يكون أخر لقاء بين الزعيمين قبل مغادرة بايدن البيت الأبيض في شهر يناير المقبل.
واتسمت ولاية بايدن بتوترات قوية مع بكين، لكن أيضا بالحفاظ على حوار ثنائي.
حوار مهدد بالتوقف حسب تقارير عدة مع دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب الى البيت الأبيض، خاصة وأن ترامب اختار متشددين ضد بكين في فريقه، ما أثار مخاوف من حروب تجارية جديدة مع الصين.
وخلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بحماية الصناعة الأميركية، وهدد بفرض رسوم جمركية قد تصل إلى 20 بالمئة على المنتجات المستوردة وحتى 60 بالمئة على المنتجات من الصين.