روسيا تشن هجمات جديدة على أوكرانيا
روسيا تشن هجمات جديدة على أوكرانيا

شنت القوات الروسية هجوما هو الأعنف على أوكرانيا منذ ثلاثة أشهر تقريبا، استهدف مرة أخرى شبكات الطاقة، مما أثار مخاوف متجددة من شتاء قارس، وأثار أيضا تساؤلات عن جدوى اتصالات غربية على أعلى مستوى بالكرملين للتهدئة.

والأحد، شنت روسيا هجوما بالصواريخ والطائرات المسيرة على شبكة الطاقة الأوكرانية، مما أسفر حتى نشر هذا التقرير عن سقوط 10قتلى، وفق فرانس برس.

وقالت رويترز إن روسيا أطلقت 120 صاروخا و90 طائرة مسيرة، مما تسبب في "أضرار جسيمة" لنظام الطاقة وسقوط قتلى وجرحى.

ووصلت الصواريخ والمسيّرات إلى ترانسكارباثيا، وهي منطقة نادرا ما تُستهدف في أقصى غرب البلاد، بعيدا عن الجبهة وعلى الحدود مع بولندا والمجر.

ونتيجة لذلك، أعلن الجيش البولندي، الأحد، أنه أمر بإقلاع طائرات مطاردة، وحشد "كل قواته وقدراته المتاحة" لحماية البلاد.

وتضع وارسو جيشها في حالة تأهب بمجرد أن تعتبر أن هجوما على أوكرانيا قد يشكل خطرا على أراضيها.

وقال وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيها، على إكس: "روسيا شنت واحدا من أكبر الهجمات الجوية.. طائرات مسيرة وصواريخ صوب مدن مسالمة ومدنيين نائمين وبنية تحتية حيوية".

وأقرت وزارة الدفاع الروسية بأنها شنت هجوما ضخما على منشآت الطاقة، بينما قال ماكسيم تيمشينكو، الرئيس التنفيذي لشركة "ديتيك" الأوكرانية للكهرباء، وهي أكبر شركة خاصة أوكرانية للكهرباء: "أضرار جسيمة لحقت بمنظومة الكهرباء في أوكرانيا منها محطات الطاقة التابعة لـ "ديتيك" وتسلط هذه الهجمات الضوء مرة أخرى على حاجة أوكرانيا إلى أنظمة دفاع جوي إضافية من حلفائنا".

وتأتي هذه الدفعة الضخمة من الضربات مع مرور حوالي ألف يوم على انطلاق الحرب في فبراير 2022.

ونفذت روسيا الهجوم الصاروخي السابق الكبير على كييف في 26 أغسطس، حين أطلقت أكثر من 200 طائرة مسيرة وصاروخ على أنحاء البلاد في هجوم أسفر عن مقتل سبعة.

تأثير كبير على الطاقة

وتعاني أوكرانيا انقطاعات كبيرة في التيار الكهربائي ما يبعث مخاوف من شتاء قاس.

ومنذ بداية هذا العام، شرعت روسيا في إنهاء المهمة التي فشلت في إكمالها في أوائل عام 2023، التي تتمثل في تدمير قطاع الطاقة المدنية الأوكراني، خاصة محطات الطاقة التي توفر الضوء والدفء لملايين الأوكرانيين.

وبداية من شهر مارس، استهدفت روسيا بشكل خاص أكبر محطات الطاقة الأوكرانية في 6 موجات ضخمة من صواريخ وطائرات مسيرة، مما أدى إلى تدمير حوالي 9 غيغاوات من توليد الكهرباء، أي نصف إجمالي إنتاج البلاد.

الضربات الروسية دمرت 80 بالمئة من محطات الطاقة الكبيرة التي تعمل بالفحم والغاز
لماذا يريد بوتين حرمان أوكرانيا من الكهرباء؟
تشكل الهجمات الروسية المتجددة والأكثر اتساعا على قطاع الطاقة الأوكراني هذا الربيع، والتي دمرت الآن ما يقرب من نصف قدرة البلاد على توليد الكهرباء، ضربة قوية لصمود كييف ومعنويات المدنيين والإنتاج الصناعي، حسب مجلة "فورين بوليسي" الأميركية.

ويخشى الأوكرانيون من هجمات كبرى على أنظمة الطاقة المتداعية أصلا منذ أسابيع، ما يهدد بخروج شبكات الطاقة من الخدمة، ويتسبب في انقطاعات طويلة في الكهرباء ويزيد من الضغط النفسي في وقت حرج من الحرب.

وأعلنت "ديتيك" الأحد "انقطاعا طارئا في التيار" الكهربائي في مناطق كييف ودونيتسك ودنيبروبتروفسك قبل الإعلان لاحقا عن عودة الخدمة.

وتطالب أوكرانيا الغرب بمساعدتها على إعادة بناء شبكة الكهرباء، وهو مشروع يتطلب استثمارات كبيرة.

توقيت حساس

ويزيد الهجوم الروسي من الضغوط على أوكرانيا مع تحقيق قوات موسكو مكاسب سريعة في ساحة المعركة في الشرق منذضمن مساعيها للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية بأكملها، على الرغم من تكبدها خسائر فادحة، وفقا لكييف والغرب.

في غضون ذلك، تحاول القوات الأوكرانية الاستمرار في السيطرة على منطقة استولت عليها في كورسك الروسية، في أغسطس، وهو الأمر الذي قالت كييف إنه قد يكون بمثابة وسيلة للتفاوض المستقبلي.

وتأتي هذه الضربات فيما تخشى أوكرانيا خسارة الدعم الأميركي مع إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

وتأتي بعد يومين من اتصال هاتفي بين المستشار الألماني، أولاف شولتس، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اعتبرتها كييف خطوة خطيرة.

وقال المستشار الألماني، الأحد، إن محادثته لم تكشف عن أي مؤشرات على تغيير في طريقة تفكير بوتين في الحرب في أوكرانيا، ودافع عن قراره بالتواصل معه رغم تعرضه لانتقادات حادة.

وفي حديثه قبل مغادرته لحضور قمة "مجموعة العشرين" في البرازيل، ذكر شولتس أن محادثته مع بوتين كانت ضرورية لتبديد أي أوهام قد تكون لدى الرئيس الروسي بشأن تخلي الغرب عن دعمه لأوكرانيا.

وجاءت الهجمات، بعد فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية هذا الشهر، إذ عزز تعهده بإنهاء الحرب، دون أن يوضح كيفية تنفيذ ذلك.

كانت صحيفة واشنطن بوست كشفت أيضا أن ترامب تحدث قبل يومين مع بوتين. ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة"، أن المكالمة التي أجراها ترامب من منتجعه في فلوريدا، تضمنت نصيحة منه لبوتين بعدم تصعيد الحرب في أوكرانيا، مع تذكيره بالحضور العسكري الكبير للولايات المتحدة في أوروبا.

لكن الكرملين نفى في اليوم التالي إجراء الاتصال الهاتفي. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن ما أوردته الصحيفة "لا يمت للواقع بأي صلة على الإطلاق".

وفي تصريحات سابقة للحرة اعتبر الخبير في شؤون الأمن القومي، خوان زاراتي، أن إدارة الرئيس المنتخب ترامب ستعمل على إحداث "التوازن في السياسة الخارجية" للولايات المتحدة.

وقال إن "العالم يحبس أنفاسه مترقبا، لكن ترامب ليس شخصا جديدا، فقد رأى العالم الطابع الشخصي في تعاملات ترامب في السياسة الخارجية".

من جانبه، اعتب وزير الخارجية الأوكراني في أحدث تصريحاته، الأحد، أن الهجوم الأخير يبدو أنه "الرد الحقيقي" من موسكو على زعماء تواصلوا مع بوتين.

ورغم أن شولتس حث بوتين على سحب قواته من أوكرانيا حيث تحتل خُمس مساحة البلاد، أبدت كييف استياءها من الاتصال الهاتفي في حد ذاته، وقالت إنه يقلل من عزلة بوتين.

وقال رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، الأحد إن أي مكالمة هاتفية لن تكون قادرة على وقف العدوان الروسي في أوكرانيا.

وكتب على منصة إكس "الهجوم (الروسي) الليلة الماضية، وهو أحد أكبر الهجمات في هذه الحرب، أثبت أن الدبلوماسية عبر الهاتف لا يمكن أن تحل محل الدعم الحقيقي من الغرب لأوكرانيا".

والسبت، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي الذي استبعد منذ فترة طويلة أي مفاوضات مع موسكو، إنه يريد إنهاء الحرب في بلاده عام 2025 "بوسائل دبلوماسية".

لكنّ الموقفَين الروسي والأوكراني ما زالا متعارضين: ففي حين ترفض كييف التنازل عن الأراضي التي يحتلها الجيش الروسي، تشترط موسكو ذلك لإنهاء الحرب.

بشار الأسد
الأسد يأمر القوات بالتوجه إلى دمش ويشير إلى أنه منفتح على الاتفاق. AFP

مع اقتراب المعارضة السورية المسلحة من العاصمة دمشق، يقوم الرئيس بشار الأسد بمحاولة أخيرة للبقاء في السلطة، بما في ذلك المبادرات الدبلوماسية غير المباشرة مع الولايات المتحدة والرئيس المنتخب دونالد ترامب، وفقًا لما ذكرته مصادر لديها معرفة مباشرة بالوضع لوكالة "بلومبرغ".

وذكرت الوكالة أن الأسد يأمر جيشه بالتراجع للدفاع عن دمشق، ما يعني في الأساس التنازل عن جزء كبير من البلاد للمعارضة المسلحة، التي استولت على المدن الرئيسية حلب وحماة ودرعا والسويداء في هجوم خاطف خلال الأسبوع الماضي. وهي الآن على مشارف حمص ودمشق.

وأوضحت الوكالة أنه في الوقت الذي تتحصن قواته المتبقية من جيشه، يلمح الأسد منذ فترة طويلة إلى استعداده للتوصل إلى اتفاق يسمح له بالاحتفاظ بالأرض المتبقية التي يسيطر عليها جيشه أو ضمان مروره الآمن إلى المنفى إذا لزم الأمر، حسبما قالت المصادر التي تحدثت لـ"بلومبرغ" بشرط عدم الكشف عن هويتها.

وقالت المصادر للوكالة إن أحد العروض التي قدمها الأسد للولايات المتحدة عبر الإمارات هو أن تقطع سوريا كل علاقاتها مع الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، مثل حزب الله، إذا وافقت القوى الأجنبية على استخدام نفوذها لوقف القتال.

وفي مبادرة أخرى، أرسل الأسد شخصية مسيحية بارزة إلى للقاء الرئيس المجري، فيكتور أوربان، لنقل ما يراه تهديدا وجوديا للأقلية المسيحية في سوريا إذا انتصر  الإسلاميون، بحسب ما قاله مصدر مطلع على الخطة للوكالة. وأوضح أن الهدف هو أن ينقل أوربان هذه المخاوف إلى ترامب الذي يعتبر حليفه.

ومع اقتراب مسلحي المعارضة من دمشق، نشرت وكالة أنباء النظام السوري بيانا، السبت، نفت فيه ما تردد بشأن مغادرة الأسد دمشق والتوجه لدولة أخرى بعد سيطرة الفصائل المعارضة على مدن سورية كبرى.

وقال النظام السوري في بيان نشره عبر وكالة سانا الرسمية، السبت، "تنشر بعض وسائل الإعلام الأجنبية شائعات وأخباراً كاذبة حول مغادرة الرئيس بشار الأسد دمشق، أو زيارات خاطفة لدولة أو أخرى".

وأضاف البيان "رئاسة الجمهورية العربية السورية تنفي كل تلك الشائعات وتنوه إلى غاياتها المفضوحة وتؤكد أنها ليست بجديدة، بل سبق أن اتبعت تلك الوسائل هذا النمط من محاولات التضليل والتأثير على الدولة والمجتمع السوري طيلة سنوات الحرب الماضية".

وتابع "كما تؤكد رئاسة الجمهورية العربية السورية أن السيد الرئيس يتابع عمله ومهامه الوطنية والدستورية من العاصمة دمشق. وتشدد على أن كل الأخبار والنشاطات والمواقف المتعلقة بالرئيس الأسد تصدُر من منصات رئاسة الجمهورية والإعلام الوطني السوري".

يأتي ذلك وسط سيطرة المعارضة السورية المسلحة على مدن كبرى في البلاد واقترابها من دمشق بكيلومترات قليلة.