لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن بنظيره الصيني
لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن بنظيره الصيني

في أعقاب لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن بنظيره الصيني شي جين-بينغ في عاصمة البيرو قبيل انطلاق أعمال قمة العشرين، أكدت بكين أنها ستسعى جاهدة لضمان انتقال سلس في علاقاتها مع واشنطن، وأنها مستعدة للعمل مع إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

اتفق بايدن ونظيره شي في بيرو، على أن اتخاذ القرارات بشأن استخدام الأسلحة النووية يجب أن يكون بواسطة البشر وليس الذكاء الاصطناعي، بحسب ما أفاد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان. كما ستعمل الصين على منع اندلاع أي صراع على شبه الجزيرة الكورية.

ورغم التوافق، طغى الخلاف في بعض القضايا على لقاء الزعيمين. وأوضح الرئيس الصيني أن بلاده تدعو واشنطن إلى عدم تجاوز "الخط الأحمر" في دعمها لتايوان، بحسب تعبيره.

واعتبر كبير الباحثين في معهد "كاتو"، دوغ باندو، في مقابلة مع برنامج "الحرة الليلة" أن هذا اللقاء لن يكون له تأثير كبير لأنه يأتي مع قرب انتهاء ولاية بايدن.

لكنه أكد على أهمية مواصلة الحوار بين واشنطن وبيجين سواء في ما تبقى من إدارة بايدن أو الإدارة القادمة.

وأعرب بايدن عن مخاوف عميقة بشأن الهجمات الإلكترونية المستمرة، التي تشنها الصين، والتي تستهدف البنية التحتية الحيوية المدنية وتهدد سلامة وأمن الأميركيين، وهو الأمر الذي تنفي الصين أي صلة لها به.

وأثار بايدن أيضا مخاوف بشأن ما وصفه بـ"سياسات التجارة غير العادلة للصين"، وأكد على أن الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع استخدام التقنيات الصينية المتقدمة لتقويض الأمن القومي للولايات المتحدة أو شركائها، دون تقييد التجارة والاستثمار بشكل غير لائق.

وبشأن تكهنات سياسة ترامب القادمة، يرى باندو أن هذه التعيينات التي قام بها الرئيس المنتخب حتى الآن تؤشر على أنه سيتخذ مواقف متشددة تجاه الصين.

وقال إن "ماركو روبيو المرشح لمنصب وزير الخارجية ومايك والتز المرشح لمنصب مستشار الأمن القومي. هذه الترشيحات قد تؤدي إلى أوقات متوترة بين البلدين".

ويتوقع باندو أن الولايات المتحدة ستستمر في فرض العقوبات والقيود على إمكانية الصين لشراء بعض المواد المحددة والمسائل التجارية. وقال "أرى أن الإدارة القادمة ستدفع بكل هذه الأمور مع الصين وأن العلاقة القادمة قد تشوبها بعض التوترات".

وبالرغم من من تأكيد باندو بأن ترامب لا يسعى إلى حرب مع الصين وأنه يريد النجاح دبلوماسيا، لكنه قال إن "سياساته قد تشوبها بعض المواجهة، لا سيما فرض بعض الرسوم التعريفة الجمركية على التجارة مع الصين كما وعد". 

الفصائل المناهضة لنظام الأسد سيطرت على معظم مدينة حلب (AFP)
سيطرت المعارضة على أهم المدن السورية وتتجه لدمشق

اشتبك مقاتلو المعارضة السورية مع قوات الحكومة من أجل السيطرة على مدينة حمص، السبت، وتقدموا صوب العاصمة دمشق، في هجوم خاطف دفع مسؤولين أميركيين وغربيين إلى توقع الإطاحة بحكم الرئيس بشار الأسد خلال أيام.

واجتاح مقاتلو المعارضة حلب قبل أسبوع لتنهار بعدها الدفاعات الحكومية في أنحاء البلاد بسرعة مذهلة إذ استولى المقاتلون على سلسلة من المدن الكبرى وانتفضوا في أماكن بدا أن المعارضة انتهت فيها منذ فترة طويلة.

وتشكل سيطرة المعارضة على مدينة حمص ذات الأهمية الاستراتيجية والعاصمة دمشق خطرا وجوديا على حكم أسرة الأسد المستمر منذ خمسة عقود، وعلى نفوذ إيران هناك.

بلومبرغ: محاولة أخيرة للأسد للاحتفاظ بالسلطة
مع اقتراب المتمردين السوريين من العاصمة دمشق، يقوم الرئيس بشار الأسد بمحاولة أخيرة للبقاء في السلطة، بما في ذلك المبادرات الدبلوماسية غير المباشرة مع الولايات المتحدة والرئيس المنتخب دونالد ترامب، وفقًا لما قاله أشخاص لديهم معرفة مباشرة بالوضع لوكالة "بلومبرغ".

وقال مسؤولون لرويترز تحدثوا شريطة عدم الكشف عن أسمائهم إن تقدم مقاتلي المعارضة يشير إلى أن حكومة الأسد قد تكون على وشك الانهيار.

 وقال مسؤول أميركي إن الحكومة قد تسقط خلال فترة تتراوح بين خمسة إلى 10 أيام بينما قال آخر إن الأسد قد يسقط في غضون أيام. واتفق مسؤول غربي مع التقييم الأخير.

وقالت مصادر بالجيش السوري وبالمعارضة وأحد السكان إن قوات المعارضة تجاوزت الدفاعات الحكومية في شمال وشرق حمص.

وقال أحد قادة المعارضة إن المقاتلين سيطروا على معسكر للجيش وقرى حول المدينة.

ونفى التلفزيون الرسمي دخول مقاتلي المعارضة إلى حمص، لكنه قال إنهم موجودون على مشارف المدينة وإن قوات الجيش السوري تقصفهم بالمدفعية وبالطائرات المسيرة.

وقال مقاتلو المعارضة إنهم سيطروا على الجنوب الغربي بأكمله تقريبا خلال يوم واحد قبل أن يتقدموا لمسافة 30 كيلومترا من دمشق مع تراجع القوات الحكومية.

وفي مؤشر على احتمال حدوث انتفاضة في دمشق، خرج متظاهرون إلى الشوارع في عدة ضواحي في العاصمة ومزقوا ملصقات للأسد وهدموا تمثالا لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسدمن  دون أن يشتبك معهم الجيش أو الشرطة.

وقال سكان إن بعض الجنود ارتدوا ملابس مدنية وانضموا للاحتجاجات.

لكن الوكالة العربية السورية للأنباء ذكرت أن الأسد لا يزال في دمشق، فيما قال الجيش إنه يعزز قواته في محيط العاصمة والمناطق الجنوبية.

وفاجأت وتيرة الأحداث العواصم العربية وأثارت مخاوف من موجة جديدة من عدم الاستقرار في المنطقة.

واندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 على شكل انتفاضة ضد حكم الأسد واجتذبت إليها قوى خارجية كبرى وأتاحت المجال لمتشددين إسلاميين للتخطيط لهجمات في أنحاء العالم وتسببت في نزوح ملايين اللاجئين السوريين إلى دول مجاورة.

اعتمد الأسد لفترة طويلة على حلفائه لإخضاع المعارضة المسلحة، إذ شنت طائرات حربية روسية غارات جوية بينما أرسلت إيران قوات حليفة، منها مقاتلون تابعون لجماعة حزب الله اللبنانية وفصائل عراقية، لدعم الجيش السوري واقتحام معاقل المعارضة.

غير أن روسيا بدأت تركز على حربها في أوكرانيا منذ عام 2022 بينما تكبد حزب الله خسائر كبيرة خلال الحرب العنيفة مع إسرائيل، ما حد بشكل كبير من قدرته وقدرة إيران على دعم الأسد.

وقال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إنه يجب على الولايات ألا تنخرط في الصراع السوري.