الأزمة في سوريا تفرض نفسها على حوار المنامة وقمة الأمن العالمي
بلال الفارس - دبي
07 ديسمبر 2024
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
تستمر فعاليات مؤتمر حوار المنامة وقمة الأمن العالمي وسط أجواء مشحونة بالأحداث السياسية والأمنية التي تلقي بظلالها على المنطقة.
وفي قلب هذه النقاشات، فرضت الأوضاع المتأزمة في سوريا نفسها بقوة، حيث شكلت محورًا رئيسيًا للنقاشات التي تسعى للبحث عن حلول جذرية، إلى جانب التطورات المتعلقة بلبنان وملف غزة.
سوريا.. أزمة إنسانية ومسار سياسي معطل
في مقابلة خاصة مع "الحرة"، تحدثت باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، عن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في سوريا، واصفةً إياها بالمقلقة.
وأكدت أن الولايات المتحدة تركز على حماية المدنيين الذين يتعرضون للخطر، لا سيما الأقليات مثل الأكراد والمسيحيين والعلويين. وقالت:"ندعو جميع الأطراف المتحاربة إلى اتخاذ ما يلزم من تدابير لضمان حماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم الإنسانية."
وفيما يتعلق بالحل السياسي، شددت ليف على أهمية قرار مجلس الأمن رقم 2254، باعتباره المسار الوحيد لإنهاء الصراع في سوريا. غير أنها ألقت باللوم على النظام السوري بقيادة بشار الأسد الذي لم يتعامل مع القرار بجدية.
وتطرقت ليف إلى دور القوى الإقليمية المؤثرة، مشيرة إلى أن تركيا تمتلك نفوذًا على بعض الجماعات المسلحة، مثل "الجيش الوطني السوري"، قائلة: "نأمل أن تمارس تركيا هذا النفوذ لضمان الالتزام بالمعايير الإنسانية وحماية المجتمعات المدنية."
أما إيران، فوصفت دورها في سوريا بالمدمر على مدار السنوات الماضية، معبرة عن عدم تفاؤلها بأي تحركات إيجابية من جانبها.
وقف إطلاق النار في لبنان.. اختبار دقيق
وفي سياق آخر، تطرقت ليف إلى التطورات في لبنان، حيث أكدت أن وقف إطلاق النار، رغم بعض الخروقات، ما زال صامدًا. وأوضحت أن هناك ترتيبات متقدمة تتعلق بآلية المراقبة، مع وجود فريق أميركي يعمل ميدانيًا من بيروت لضمان التنفيذ. ووصفت هذه المرحلة بـ"الاختبار الدقيق" الذي يمتد لمدة 60 يومًا، معبرة عن أملها في استمرار الهدوء النسبي.
ملف غزة.. جهود دبلوماسية لإحراز تقدم
على الجانب الفلسطيني، كشفت ميرا ريزنيك، نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون العلاقات الإسرائيلية والفلسطينية، عن الجهود الأميركية المكثفة للتوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي. وقالت ريزنيك:
"نتلقى إشارات من حماس حول المقترحات المطروحة، لكن لا شيء حاسم حتى الآن. نحن نؤمن بأن إسرائيل قد حققت أهدافها العسكرية، ونسعى الآن للوصول إلى مرحلة تتجاوز فيها المنطقة هذا الصراع."
وأشارت ريزنيك إلى التنسيق الأميركي الوثيق مع الحكومة الإسرائيلية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وكشفت عن خطوات محددة اتفقت عليها الولايات المتحدة وإسرائيل لضمان عودة السكان إلى منازلهم بعد فترات الإجلاء، ووصفت هذه الجهود بأنها مفتاح لتحقيق تهدئة إنسانية موسعة.
بريطانيا تنضم إلى اتفاقية التكامل الأمني
وفي خطوة لافتة على هامش المؤتمر، أعلنت بريطانيا انضمامها إلى اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل التي أطلقتها الولايات المتحدة والبحرين العام الماضي. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط من خلال التعاون الدفاعي والتكامل في مواجهة التهديدات الخارجية، مما يفتح آفاقًا جديدة للشراكة الاستراتيجية بين الدول المشاركة.
"الرحيل الذاتي" .. مهاجرون يغادرون أميركا قبل تنصيب ترامب
أسوشيتد برس
19 يناير 2025
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
مع اقتراب بدء حملة ترحيل المهاجرين غير الشرعيين التي يخطط لها الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، بدأ العديد من المهاجرين في اتخاذ قرار مغادرة الولايات المتحدة طواعية لتجنب الترحيل القسري.
هذه الخطوة، التي تعرف بالترحيل الذاتي، أصبحت خيارًا للذين يشعرون بعدم الأمان في ظل تهديدات متزايدة من السلطات الأميركية.
وعلى الرغم من أن هؤلاء المهاجرين يعيشون في الولايات المتحدة بشكل قانوني أو بموجب تصاريح مؤقتة، إلا أن الخوف من المستقبل المجهول دفعهم إلى الرحيل.
وأعلن توم هومان، المعروف باسم "قيصر الحدود" الجمعة لقناة فوكس نيوز، أن سلطات الهجرة ستنفذ اعتقالات جماعية للمهاجرين غير المسجلين في جميع أنحاء البلاد اعتبارا من، الثلاثاء.
وستكون هذه الخطوة من بين أولى الخطوات التي سيتخذها الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، بعد أن توعد خلال حملته بترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين من الولايات المتحدة.
وبعد ورود تقارير في صحيفة وول ستريت جورنال وغيرها من وسائل الإعلام تفيد بأن الإدارة الجديدة تخطط لتنفيذ "مداهمات" في شيكاغو بدءا من الثلاثاء، أكد هومان، أنه ستكون هناك مداهمات كبيرة في جميع أنحاء البلاد، وأن شيكاغو ليست سوى واحدة من أماكن عدة، وفق قوله
ميشيل بيريّوس تركت الولايات المتحدة خوفا من حملات الترحيل
وغادرت ميشيل بيريّوس (31 عاما) الولايات المتحدة قبل بضعة أيام من بداية العام الجديد، مما منح حملة ترامب للترحيل الجماعي انتصارًا صغيرًا قبل أن تبدأ.
وبيريّوس، الناشطة الطلابية السابقة في نيكاراغوا، عاشت في الولايات المتحدة بشكل قانوني، وكانت ضمن آخرين شملهم "العفو الإنساني" الذي أصدره الرئيس جو بايدن لمواطني بعض الدول المعرضة للخطر.
لكن تصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية ملأت قلبها بذكريات مؤلمة عن اختبائها من السلطات في وطنها.
وترأس هومان الوكالة المكلفة الإشراف على حدود الولايات المتحدة خلال إدارة ترامب السابقة (2017-2021) التي فُصل خلالها قرابة أربعة آلاف طفل عن ذويهم المهاجرين ووضعوا قيد الاحتجاز.
وأكد هومان أنه في يوم الثلاثاء "ستنطلق وكالة الهجرة والجمارك أخيرا للقيام بعملها. سنزيل الأصفاد عن دائرة الهجرة والجمارك ونسمح لها بالقبض على الأجانب المجرمين".
وأضاف "ما نقوله لدائرة الهجرة والجمارك هو أنكم ستنفذون قانون الهجرة دون اعتذار. ستركزون على الأسوأ أولا، التهديدات التي تهدد السلامة العامة أولا، لكن لا أحد مصان. إذا كانوا في البلاد بشكل غير قانوني، فسيواجهون مشكلة".
رحلت السلطات نحو 350 ألف مهاجر في ولاية ترامب الأولى
ويقول المدافعون عن حقوق المهاجرين إن قرار بيريّوس بمغادرة الولايات المتحدة، رغم وضعها القانوني، يظهر كيف أن عدم اليقين والتهديدات قد دفعا عددًا متزايدًا من الأشخاص للمغادرة قبل أن يتولى ترامب منصبه يوم الاثنين.
لا توجد بيانات دقيقة حول هذه المغادرات، لكن التاريخ شهد فترات أخرى من ردود الفعل العامة التي دفعت المهاجرين - سواء كان لديهم وضع قانوني أم لا - إلى المغادرة.
يعتمد ترامب وحلفاؤه على هذه "الترحيل الذاتي"، وهي الفكرة التي تقول إن الحياة يمكن أن تصبح غير محتملة بما يكفي لدفع الناس إلى المغادرة.
وقالت بيريّوس، قبل أيام من مغادرتها: "لأن الولايات المتحدة ليست دولة من العالم الثالث مثل البلدان التي جئنا منها، ظننت أن هناك ثقافة مختلفة هنا، وكان صدمة شديدة أن أكتشف أنني وعائلتي غير مرحب بنا".
ويساعد الترحيل الذاتي ترامب في تحقيق أهدافه دون أن تضطر الحكومة إلى إنفاق أي أموال أو القيام بأي شيء.
وذكر ترامب في أكثر من مناسبة إنه يريد ترحيل ملايين المهاجرين، لكنه لم يرحل أكثر من 350 ألف شخص في ولايته الأولى. ومع الطاقات الاستيعابية المحدودة لمراكز الاحتجاز الخاصة والتي لا تتجاوز 41500 سرير، فإن تنفيذ عمليات ترحيل "ضخمة" ستواجه تحديات لوجستية كبيرة.
وقال توم هومان، المسؤول المكلف بالحدود في إدارة ترامب القادمة "إذا كنت تريد الترحيل الذاتي، يجب عليك ذلك، لأنه مرة أخرى، نعرف من أنت، وسنأتي للعثور عليك".
العديد من المهاجرين فضلوا مغادرة أميركا رغم وضعهم القانوني
وكانت بيريّوس تعيش بشكل قانوني مع ابن عمها في كاليفورنيا، شرق سان فرانسيسكو، وتعمل في ورشة إصلاح سيارات، لكنها كانت تعلم أن هذا الوضع مؤقت، خاصة بعد انتخاب ترامب. وزادت التعليقات المعادية للمهاجرين من قبل زملائها، وأدى ذلك إلى زيادة شعورها بعدم الارتياح.
وقالت بيريّوس عن قمع الرئيس دانيال أورتيغا للمعارضة في نيكاراغوا "في نيكاراغوا، قضيت خمس سنوات وأنا مختبئة. كان عليّ تغيير حياتي بالكامل. توقفت عن زيارة والديّ وأصدقائي". ومع عودة ترامب إلى السلطة، "تعود تلك الحالة من عدم اليقين".
قالت ميلاني نيزر، نائبة رئيس لجنة اللاجئات في مجال الدعوة والعلاقات الخارجية، إن هذا الخوف أمر طبيعي لأي شخص ليس لديه وضع قانوني دائم. الأشخاص الذين لديهم إذن مؤقت للعيش والعمل، مثل بيريّوس، قد يرون أن هذا الوضع سينتهي قريبًا.
وأضافت "الكثير من الناس في هذا الوضع". هناك حوالي مليون شخص لديهم الحماية المؤقتة ونصف مليون آخرين مثل بيريّوس لديهم إذن إنساني مقدم للاجئين من كوبا، هايتي، نيكاراغوا وفنزويلا. وقد قال ترامب إنه يريد إنهاء كلا الحالتين".
مليون ونصف المليون مهاجر من كوبا وهايتي ونكاراغوا وفنزويلا لديهم حماية مؤقتة أو إذن إنساني
حتى عام 2018، كانت بيريّوس تعيش حياة طبيعية إلى حد ما في نيكاراغوا، حيث كانت تعمل في مركز اتصال. درست في مجال التسويق وكانت تأمل في متابعة دراستها للحصول على درجة الماجستير في الرقص. ثم أدت التغييرات في نظام الضمان الاجتماعي في نيكاراغوا إلى احتجاجات من قبل المتقاعدين، وعندما تعرضوا للاعتداء من قبل الشرطة وأنصار أورتيغا، سارع الطلاب لمساعدتهم.
تلت ذلك اشتباكات دامية، وأصبح الحرم الجامعي "معاقل للمقاومة" واعتبرت الحكومة المحتجين "إرهابيين" وزعمت أنهم كانوا مدعومين من قوى خارجية، وخاصة الولايات المتحدة. أصبحت بيريّوس زعيمة احتجاجات في الحرم الجامعي للجامعة الوطنية المستقلة في ماناغوا. وكان يُعرف اسمها حينها فقط باسم مستعار. تم سجن مئات من المحتجين الآخرين، وتم تعذيب العديد منهم، وطُردوا من البلاد وسُحبت منهم الجنسية.
قالت بيريّوس العام الماضي عن السلطات النيكاراغوية "كان هناك دائمًا عدم اليقين من أنهم قد يلاحقونني، وأنهم قد يأخذونني إلى السجن. لذلك قررت، الهجرة إلى الولايات المتحدة لمساعدتي في إجراء تغيير من أجل راحتي النفسية".
عرض عليها ابن عمها، وهو مواطن أميركي في كاليفورنيا، أن يكفلها العام الماضي. إذ بموجب استراتيجية بايدن لإنشاء مسارات قانونية مع تقييد اللجوء بشكل كبير لأولئك الذين يعبرون الحدود بشكل غير قانوني، يمكن لمواطني كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا التقديم عبر الإنترنت مع كفيل مالي، ويجب عليهم السفر إلى مطار أميركي على نفقتهم الخاصة.
ترامب توعد مرارا بترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين من الولايات المتحدة
في أواخر عام 2022، وصل حوالي مئة ألف نيكاراغوي إلى الولايات المتحدة بتصاريح إقامة والعمل لمدة عامين.
وصلت بيريّوس في 2023 مع بداية حملات الانتخابات الأميركية. ولكن الحديث عن الترحيل الجماعي أخافها في النهاية. لم يكن العودة إلى نيكاراغوا خيارًا، لذا في ديسمبر الماضي قررت التوجه إلى إيرلندا، حيث يعيش بعض أصدقائها.
أنظمة اللجوء في الاتحاد الأوروبي موحدة إلى حد كبير، لكن بعض الاختلافات تجعل إيرلندا جذابة، حسبما قالت سوزان فريتزكي، محللة السياسات الكبيرة في برنامج الهجرة الدولي في معهد سياسة الهجرة.
قالت فريتزكي إن حل قضايا اللجوء أسرع من الولايات المتحدة، ولم تشهد إيرلندا ردود الفعل القوية ضد طالبي اللجوء التي حدثت في دول أوروبية أخرى.
في مطار دبلن، سلمت بيريّوس جواز سفرها إلى موظف الهجرة وقالت إنها تطلب الحماية الإنسانية. تم استجوابها حول اسم رئيس إيرلندا، وأجابت بشكل صحيح، وتم التقاط صورتها وبصمات أصابعها.
حصلت على بطاقة هوية صادرة من الحكومة في اليوم التالي، صالحة لمدة عام، والآن تشارك غرفتها بفندق مع نساء من الصومال ومصر وباكستان. هنّ حرات في المجيء والذهاب كما يشأن، وتدفع الحكومة تكاليف إقامتها.
حملات الاعتقال ستبدأ في شيكاغو يوم الثلاثاء وستستمر طوال الأسبوع بمشاركة نحو 200 عنصر أمني
تتطلع بيريّوس للتسجيل في المدرسة بينما تنتظر إذن العمل، ومن المتوقع أن تُجرى مقابلة مفصلة عن قضيتها في غضون ثمانية أو تسعة أشهر، وسيتم اتخاذ قرار بشأن طلب اللجوء بعدها.
إذا سارت الأمور على ما يرام، قد تحصل على الإقامة الدائمة في أقرب وقت في عام، ولا ترى بيريّوس مغادرتها كإنجاز لترامب، بل كعلامة على مشاكل أعمق.
وتضيف "الأسباب التي جعلتني أغادر الولايات المتحدة ليست فقط بسبب عدم اليقين الذي تعيشه مع عودة ترامب إلى السلطة، ولكن أيضًا لأنّها دولة لا يشعر الناس فيها بالإنسانية".
وأوردت صحيفة وول ستريت جورنال أن المداهمات واسعة النطاق في شيكاغو من المتوقع أن تبدأ الثلاثاء، بعد يوم من تنصيب ترامب، وستستمر "طوال الأسبوع" بمشاركة 100 إلى 200 من ضباط دائرة الهجرة والجمارك.
وقال دون تيري، المتحدث باسم شرطة شيكاغو، لصحيفة نيويورك تايمز إن الإدارة لن "تتدخل مع أي وكالات حكومية أخرى تؤدي واجباتها". لكنه قال إن الدائرة "لا توثق حالة الهجرة" و"لن تشارك المعلومات مع سلطات الهجرة الفيدرالية".
وشيكاغو، الواقعة في الغرب الأوسط واحدة من عدة مدن أميركية يقودها ديمقراطيون أعلنت نفسها "ملاذا" للمهاجرين - وهذا يعني أنه لن يتم اعتقالهم لمجرد عدم تمتعهم بوضع المهاجرين القانوني.