روسيا- سوريا- قاعدة
موسكو تركز اهتمامها على منطقتي برقة وبنغازي في ليبيا

بينما تخطط روسيا للانسحاب تدريجياً من قواعدها في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد الموالي لها، تبرز ليبيا كوجهة لمعداتها، وفق مصادر متطابقة.

والأربعاء، كشف موقع "إيتاميل رادار" المختص في تعقب الرحلات الجوية العسكرية، ومراقبة الملاحة البحرية، أن القوات الروسية، تخطط لنقل معدات عسكرية مهمة كانت في قواعدها في سوريا إلى وجهتين محتملتين في ليبيا، هما طبرق وبنغازي.

تواصل موقع "الحرة" مع وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين عبر البريد الإلكتروني للتعليق على المعلومات، لكننا لم نتلقَّ أي رد منهما.

قال الخبير العسكري الليبي عادل عبد الكافي خلال مقابلة مع موقع "الحرة" إن "التواجد الروسي في ليبيا، معروف، وإن البلاد أضحت منطلقاً للعمليات الروسية في الساحل الأفريقي والصحراء غرب ووسط أفريقيا".

تحدث عبد الكافي عن وجود "عمليات نقل للأسلحة الروسية إلى السودان، دعماً لميليشيات قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)".

ومن المعروف أن الأصول العسكرية الروسية والعناصر المرتبطة سابقاً بمجموعة "فاغنر" التي تُعرف الآن باسم "فيلق إفريقيا الروسي"، متواجدة في ليبيا.

وتركز موسكو اهتمامها على منطقة برقة الليبية، خاصة بعد التطورات في سوريا "نظرًا للإمكانات التي توفرها المنطقة لإنشاء قاعدة جوية وأخرى بحرية"، وفقا لموقع تعقب الرحلات العسكرية والملاحة البحرية "إيتاميل رادار".

متظاهرون ليبيون في مدينة بنغازي شرق  البلاد
كيف يؤثر سقوط الأسد على ليبيا؟.. تقرير لـ"كارنيغي" يجيب
سلط تقرير نشرته مركز "كارنيغي" الضوء على تأثيرات انهيار نظام بشار الأسد على الأوضاع داخل ليبيا بما في ذلك النفوذ الروسي والتركي الذي شهد تزايدا في السنوات الأخيرة.

وجاء المقال الموقع بقلم "الزّميل الأول" في برنامج الشرق الأوسط بالمعهد فريدريك ويري، أن الفصائل الليبية تتخبّط منذ سنواتٍ عدة في حالة جمود سياسي حال في الغالب دون نشوب صراعٍ كبير في البلاد، لكنه اعتمد إلى حدٍّ بعيد على تفاهم بين روسيا وتركيا اللتَين تنتشر قواتهما العسكرية على الأراضي الليبية.

يشير الباحث السوري أحمد سمير التقي، إلى إن موسكو، أضحت بحاجة للخروج من سوريا بشكل عاجل بينما تغير الوضع هناك لغير صالحها، وفقا لتعبيره.

قال خلال مقابلة مع موقع "الحرة" إن "روسيا التي فقدت دور حليفها في سوريا، بصدد نقل مركز قوتها العسكري إلى ليبيا، اعتماداً على التحولات التي تشهدها المنطقة هناك". في إشارة إلى التغيرات على مستوى قيادة بعض بلدان الساحل الأفريقي التي أصبحت في غالبيتها تسير في فلك موسكو.

يذكر أن منطقة الساحل الأفريقي شهدت سلسلة من الانقلابات العسكرية في الفترة الأخيرة، خاصة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

وفي أعقاب هذه الانقلابات، لوحظ تقارب بين الأنظمة الجديدة وروسيا، حيث سعت هذه الدول إلى تعزيز علاقاتها بموسكو كبديل عن النفوذ الفرنسي التقليدي في المنطقة.

ويرى التقي، أن سعي روسيا للتمركز في ليبيا، يعود لحرصها على تحقيق أهدافها هناك، والاستفادة من النفط الليبي، واغتنام فرصة التذبذب هناك وفرض أجندتها، على حد قوله.

تُبرز الخطوة الروسية أيضاً، وفق التقي، الأهمية الاستراتيجية للحفاظ على الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط بالنسبة لروسيا.

لكن من دون الوصول إلى ميناء في ليبيا أو في طرطوس السورية، ستفقد روسيا نقاط تموضع حاسمة لفرض قوتها ونفوذها في البحر المتوسط.

توسعت دائرة تحرك ميلشيا فاغنر، لتشمل ليبيا ودولا أفريقية أخرى مثل مالي
عبر الدبلوماسية و"فيلق إفريقيا".. تحركات روسية لتعزيز النفوذ في ليبيا
تواصل موسكو مساعيها إلى استعادة "النفوذ السوفياتي القديم" في القارة الإفريقية، من خلال مؤتمر وزاري عقد السبت والأحد في مدينة سوتشي الروسية.

وتعد دول شمال إفريقيا القريبة من السواحل الأوروبية واحدة من أبرز المناطق في القارة الإفريقية التي تسعى موسكو لتعزيز حضورها داخلها.

قال المحلل السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم، إن "موسكو تريد بديلاً عن الموقع المهم الذي كانت تستغله في سوريا، وتريد أن يكون ميناء عميقاً يتيح رسو سفن حربية كبيرة وغواصات".

وخلال مقابلة مع موقع "الحرة"، أكد بلقاسم، أن روسيا تريد موقعاً في جنوب البحر المتوسط، وسخّر عبارة قالها رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ونستون تشرشل: "ليبيا هي المعدة الرخوة للتمساح الأوروبي" في إشارة لأهميتها الاستراتيجية.

وبحسب قوله، فإن عدم الاستقرار في ليبيا وعدَم وجود حكومة موحدة فاقم أطماع موسكو.

ذات الرأي ذهب إليه الخبير العسكري الليبي، عادل عبد الكافي، الذي انتقد "صمت" السلطات في ليبيا على تحركات موسكو.

ولم يستثنِ الخبير العسكري الليبي، المجلس الرئاسي، أو حكومة الوحدة الوطنية، أو سلطات الشرق بقيادة خليفة حفتر.

قال عبد الكافي إن "المعسكر الشرقي في ليبيا، ممثلاً بخليفة حفتر، مرحب بالفكرة، بل لا يملك الاعتراض. معسكر الرجمة واقع تحت أيادي روسيا".

ومعسكر الرجمة في ليبيا، هو مقر قيادة قوات المشير خليفة حفتر.

"تملك روسيا المبادرة في ليبيا، كما كان الحال في حقبة الأسد بسوريا"، يختم عبد الكافي.

الشرطة الفرنسية في موقع الاعتداء بنيس
الشرطة الفرنسية في موقع الاعتداء بنيس

انطلقت اليوم الاثنين في محكمة الجنايات الخاصة بباريس جلسات محاكمة التونسي إبراهيم العيساوي، المتهم بتنفيذ الهجوم الإرهابي على كنيسة نوتردام في نيس جنوب فرنسا عام 2020، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.

وأثارت تصريحات المتهم البالغ 25 عاما مفاجأة بعد أن قال أمام المحكمة "لا أتذكر شيئا عن الوقائع"، عندما سأله القاضي إن كان يعترف بالجرائم المنسوبة إليه.

وأثار هذا التصريح ردود فعل غاضبة من ذوي الضحايا، حيث صرخ نجل إحدى الضحايا في قاعة المحكمة معبرا عن غضبه قبل أن يتم إخراجه مؤقتا. أما المحامي فيليب سوسي، الذي يمثل بعض الأطراف المدنية، فقد وصف موقف المتهم بأنه "إهانة للعدالة"، معتبرا أن المتهم "يواصل الجهاد في قفص الاتهام".

المتهم التونسي باعتداء نيس الإرهابي إبراهيم العيساوي

ويدعي العيساوي أنه لا يتذكر شيئا منذ توقيفه عقب الهجوم، وهو الموقف الذي ظل متشبثا به طوال مراحل التحقيق. إلا أن تقارير الخبراء الطبيين، بالإضافة إلى تسجيلات لمكالمات أجراها خلال احتجازه، تناقض مزاعمه.

كما أفادت التحقيقات بأنه لا يتذكر حتى ماضيه كتاجر وقود غير شرعي في تونس، ولا أسماء والديه، اللذين يعتقد أنهما متوفيان.

في صباح يوم الاعتداء، ذبح المتهم بسكين مطبخ امرأة ستينية تدعى نادين فنسان كما طعن فرنسية برازيلية تدعى سيمون باريتو سيلفا (44 عاما) 24 طعنة،وتوفيت لاحقا رغم أنها تمكنت من الفرار. 

كما ذبح أيضا كاهن الكنيسة فنسان لوكيس (55 عاما) وهو أب لابنتين.

خلال محاكمة اليوم عرض رئيس الجلسة ملخصا للأحداث التي أدت إلى مثول المتهم أمام المحكمة. ومن المقرر أن تستمر الجلسات على مدى الأسابيع المقبلة، مع الاستماع لشهادات الخبراء الطبيين في فترة ما بعد الظهر.

ويرتقب أن تجتمع محكمة الجنايات الخاصة للنظر في هذه القضية، على أن تصدر حكمها في 26 فبراير.