واشنطن أكبر داعم عسكري لجزيرة تايوان
واشنطن أكبر داعم عسكري لجزيرة تايوان

انتقدت الصين المساعدات العسكرية الأميركية الجديدة لتايوان، قائلة إن الحزمة تنتهك بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة وبنود البيانات المشتركة بين الصين والولايات المتحدة.

وكان البيت الأبيض، قال إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، وافق على تقديم دعم دفاعي لتايوان بأكثر من 570 مليون دولار. كما وافقت وزارة الخارجية على بيع محتمل لعداد عسكري بقيمة 265 مليون دولار للجزيرة.

بالمقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن بكين ستتخذ كل التدابير اللازمة لحماية سيادتها وسلامة أراضيها، واصفا تايوان بأنها "خط أحمر" لا يجب تجاوزه في العلاقات الصينية الأميركية وفقا لبيان.

وتعتبر بكين تايوان التي تتمتع بحكم ديمقراطي جزءا من أراضيها وهو ما ترفضه الحكومة التايوانية، التي قالت عقب الإعلان الأميركي أن شراء هذا العتاد من شأنه المساعدة في تطوير أنظمة القيادة والتحكم.

ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين واشنطن وتايبيه، إلا الولايات المتحدة ملزمة قانونا بتزويد تايوان بالوسائل اللازمة للدفاع عن نفسها. وهو الأمر الذي يثير دائما غضب بكين التي تريد فرض سيادتها على الجزيرة.

وجاءت المساعدات الأمريكية الأخيرة، بعدما صعدت الصين من ضغوطها العسكرية على تايوان. على نسق تضمن أنشطة عسكرية يومية بالقرب من الجزيرة ومناورتين حربيتين هذا العام.

وهو ما دفع تايوان إلى إعلان حالة التأهب قبل أيام ردا على ما قالت إنه أكبر حشد للقوات البحرية الصينية، منذ ثلاثة عقود، في محيط الجزيرة وفي بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي.

تعليقا على التطورات الأخيرة، يرى كبير الباحثين في معهد سوفان والخبير في السياسة الخارجية الأمريكية كينيث كاتسمان، أن سياسة واشنطن تجاه تايوان ثابتة وتحظى بدعم الحزبين، موضحا أن هذه السياسة تقوم على مبدأ "الصين الواحدة" مع اشتراط أن تتم أي عملية إعادة توحيد عبر المفاوضات وليس بالقوة العسكرية.

وأوضح خلال مشاركته في برنامج "الحرة الليلة"، أن المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان تهدف إلى ردع الصين عن شن أي هجوم على الجزيرة، مشيراً إلى أن مثل هذا الهجوم "سيكون مكلفاً ويتسبب بالكثير من الضحايا وصعباً للغاية وقد لا ينجح".

وشدد على أن الوضع أصبح أكثر تعقيدا "مع إخفاق بوتين في هجومه على أوكرانيا"، لافتاً إلى أن عبور مضيق تايوان عسكرياً سيكون صعباً، وأن "الولايات المتحدة ستصعب على الصين ذلك".

وأكد الباحث الأميركي أن "التايوانيين يرفضون الاحتلال وسيقاومون، هذا ما يفعله الأوكرانيون مع روسيا"، مشدداً على أن "المسألة ليست مدهم بالسلاح أم لا"، وأن السياسة الأمريكية تدعم حق التايوانيين في التفاوض على "ترتيبات جديدة مع بكين".

الصين تعزز ترسانتها العسكرية والنووية. أرشيفية
"استعادة الردع".. كيف ستتعامل إدارة ترامب مع قدرات الصين العسكرية؟
أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن الجيش الصيني مستمر في إحراز تقدم ثابت لتحديث قدراته التقليدية لكنه لا يزال يعاني من مشاكل مزمنة مرتبطة بنوعية قادته وأفراده، فضلا عن افتقاره إلى الخبرة في مجالات مثل الحرب الحضرية والخدمات اللوجستية طويلة المدى.

في المقابل، يرى الدبلوماسي السابق والأستاذ في جامعة سوشوو والباحث بمركز "الصين والعولمة"، فيكتور جاو، أن الوضع الراهن في مضيق تايوان هو "نتيجة مباشرة لحرب أهلية لم تنته في عام 1949"، متهما الولايات المتحدة بتعميق الانقسام وممارسة سياسة "مخادعة ومعايير مزدوجة".

وانتقد الباحث الصيني، في مداخلة ضمن برنامج "الحرة الليلة"، السياسة الأميركية، قائلاً إنها "تحض على المواجهة عوضاً عن التشجيع على السلام".

وحذر من أن إرسال الأسلحة إلى تايوان "سيمنع أي إعادة توحيد سلمية"، مؤكداً أن السياسة الأميركية "ستخفق عاجلاً أم آجلاً"، مشيراً إلى أن "أي مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة والصين ستؤدي إلى جحيم نهاية البشرية".

وشدد جاو على أن "الصين دولة واحدة وتايوان جزء من هذه الدولة"، متوقعاً أن يكون الرئيس ترامب "رئيسا يتحلى بالمنطقية" وليس مثل الرئيس بايدن الذي قال إنه "رئيس للحرب الباردة".

من داخل مركز أبحاث في كاليفورنيا يركز على الأجسام المضادة البشرية لعلاج السرطان والالتهابات
من داخل مركز أبحاث في كاليفورنيا يركز على الأجسام المضادة البشرية لعلاج السرطان والالتهابات

أعلنت المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة عن خفض التمويل "غير المباشر" المخصص للأبحاث الطبية، الأمر الذي سيؤدي إلى تقليل الإنفاق السنوي بمقدار 4 مليارات دولار.

وأوضحت المعاهد أن هذا القرار يهدف إلى توجيه المزيد من الموارد للبحث العلمي المباشر، مع تقليل النفقات الإدارية لضمان استخدام التمويل بشكل أكثر فاعلية.

في المقابل، واجه القرار انتقادات شديدة من الحزب الديمقراطي، حيث وصفه بعض المشرعين بأنه "كارثي" على الأبحاث الطبية التي يعتمد عليها ملايين المرضى. 

وأشاروا إلى أن الأطفال المرضى قد لا يحصلون على العلاجات التي يحتاجونها، وأن التجارب السريرية قد تتوقف فجأة، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.

وفي مقابلة مع برنامج "الحرة الليلة"، قال الباحث في مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان في نيويورك، حكيم جاب الله، إن "هذه الخطوة تشبه محاولات سابقة خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى، لكنها هذه المرة تمر دون مقاومة كبيرة".

وأوضح أن "الأموال المقطوعة تُستخدم لإدارة المختبرات وصيانتها وتغطية التكاليف التشغيلية مثل الكهرباء والمياه ودفع رواتب الموظفين".

وأضاف جاب الله أن "القرار لن يؤثر على المستشفيات، لأن تمويلها منفصل عن تمويل الأبحاث، لكنه سيؤدي إلى مشكلات كبيرة للمؤسسات البحثية، خصوصا تلك التي تواجه صعوبات في شراء المعدات وإجراء التجارب".

كما حذر من أن استمرار خفض التمويل قد يدفع الباحثين إلى البحث عن فرص خارج الولايات المتحدة، مما قد يضر بمكانتها العلمية على المستوى العالمي.

وأشار جاب الله إلى أن "الأبحاث الطبية تستغرق من 15 إلى 20 عاما للوصول إلى مرحلة العلاج، مما يعني أن التأثير لن يكون فوريا، لكنه قد يؤدي إلى خسارة الولايات المتحدة موقعها الريادي في هذا المجال".

كما أوضح أن "الباحثين الشباب والمؤسسات الصغيرة سيكونون الأكثر تضررا من القرار، إذ ستتقلص فرصهم في الحصول على التمويل اللازم لمواصلة أبحاثهم، بينما قد تتمكن الجامعات الكبرى مثل هارفارد من تجاوز الأزمة بفضل دعمها المالي القوي".

ولاقى القرار تأييدا من الداعمين لخفض الإنفاق الحكومي، حيث وصفته وكالة تحسين الكفاءة الحكومية، التي يرأسها الملياردير إيلون ماسك، بأنه خطوة إيجابية نحو ترشيد الإنفاق العام.

في المقابل، حذر خبراء وباحثون من أن القرار قد يعرّض الأبحاث الطبية الحيوية للخطر، خاصة تلك التي تعتمد على التمويل الفيدرالي لتغطية التكاليف الأساسية مثل البنية التحتية والمعدات والموظفين.

ودعا بعضهم إلى إعادة النظر في القرار قبل أن تتفاقم تأثيراته السلبية على تقدم الأبحاث الطبية.