FILE PHOTO: G20 leaders summit in Osaka
بترقب العالم طبيعة العلاقات الصينية الأميركية بعد تنصيب ترامب وكيف سيتعامل مع ملف روسيا

في يوم عيد الميلاد المجيد، لاحظت السلطات في إستونيا وفنلندا التوقف المفاجئ لكابل الكهرباء البحري "إستلينك 2" الذي يربط بين البلدين، وذلك في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات تتبع السفن مرور السفينة "إيجل إس"، وهي تغادر من الساحل البلطيقي لروسيا في طريقها إلى مصر.

وفي نوفمبر، أمضت الناقلة الصينية "يي بينغ 3" أكثر من شهر راسية في مضيق كاتيجات بين الدنمارك والسويد، بعد أن كانت مشبوهة باستخدام مرساها لقطع كابلين آخرين للألياف الضوئية، أحدهما يربط بين ألمانيا وفنلندا والآخر بين السويد وليتوانيا.

وفقا للمدعين العامين في السويد، طلبت السلطات الصينية الحق في إجراء تحقيق خاص بها على متن السفينة، وهو ما سمح المسؤولون السويديون بمراقبته لفترة قصيرة.

 ولكن السفينة في النهاية أبحرت دون أي توضيح رسمي حول ما إذا كانت مسؤولة عن الأضرار.

السويد تطالب بعودة السفينة الصينية "يي بنغ 3" إلى مياهها الإقليمية لاستكمال التحقيقات حول قطع كابلات الاتصالات
قادمة من روسيا.. تحقيق أوروبي بقطع سفينة صينية لكابلات بحرية
أعلن رئيس وزراء السويد، أولف كريسترسون، أن بلاده طلبت رسمياً تعاون الصين في التحقيق الجاري حالياً، بشأن "الانقطاع المفاجئ" لعمل كابلات اتصالات تحت البحر، مباشرة عقب مرور سفينة صينية كانت تبحر في بحر البلطيق، قادمة من أحد الموانئ في روسيا.

أما فيما يتعلق بسفينة "إيجل إس"، فقد كانت السلطات في فنلندا مصممة على التحرك بسرعة.

وقالت السلطات الفنلندية آنذاك إنها تعتقد أن السفينة كانت جزءًا من "الأسطول الظلي" لروسيا، وهو أسطول يتكون عادة من سفن رديئة الصيانة تُستخدم للتهرب من العقوبات، وأحيانًا لتنفيذ عمليات خفية بالنيابة عن الكرملين.

كانت عملية اعتراض السفينة واحتجازها من قبل فنلندا واحدة من أكثر الخطوات التي اتخذتها دولة غربية حتى الآن في مواجهة ما يقول المسؤولون إنه حملة متصاعدة من التخريب والتخريب المضاد وأنشطة "الحرب الهجينة" الأخرى التي تنفذها كل من روسيا والصين.

على الجانب الآخر من العالم، قال خفر السواحل التايواني إن سفينة أخرى - مسجلة في كل من تنزانيا والكاميرون ولكن بطاقم صيني - يشتبه في أنها كانت وراء قطع كابل بحري آخر، وهو الحادث الثاني من نوعه في المياه المحيطة بالجزيرة في السنوات الثلاث الماضية.

ومثلما هو الحال في الأحداث في أوروبا، يبدو أن مثل هذه الحوادث مصممة عمدًا للتخويف، على الرغم من أن كل من موسكو وبكين ينفيان غالبًا أي تورط.

"حرب هجينة" لتخويف حلفاء الولايات المتحدة

بينما يستعد الرئيس المنتخب دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض في 20 يناير، يشعر حلفاء الولايات المتحدة في كل من أوروبا ومنطقة المحيط الهادئ بقلق متزايد من أن الإدارة الأميركية المقبلة قد تتركهم أكثر عرضة للعدوان الروسي والصيني، وربما حتى الهجوم العسكري التقليدي.

وبسبب هذه المخاوف، تواصل العديد من حلفاء أميركا في أوروبا وآسيا بالفعل مع إدارة ترامب، وتعهد العديد من حلفاء أوروبا أيضًا بزيادة الإنفاق على دفاعاتهم الخاصة.

لكن تلميح ترامب بأنه قد يستخدم القوة العسكرية للاستيلاء على جزيرة غرينلاند من الدنمارك أثار بالفعل انتقادات من الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا.

لم يتحدث ترامب كثيرًا عن نهجه تجاه حلفاء الولايات المتحدة في آسيا، بخلاف تعهده بفرض تعريفات جمركية على الصين، ولكن تساءل سابقا ما إذا كان يجب على الولايات المتحدة أن تتدخل للدفاع عن تايوان إذا غزت بكين الجزيرة.

تعهد الرئيس المقبل بتعزيز "السلام من خلال القوة"، بما في ذلك تعزيز الجيش الأميركي، ولكنه لم يقدم وضوحًا حول ما يعنيه ذلك عمليًا.

لكن بعض العلامات تشير إلى أنه يأمل في إظهار قوة وقدرة دبلوماسية لإدارته الجديدة من خلال إبرام "صفقات" لإنهاء أو إدارة الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط، بينما يضغط على أعضاء حلف الناتو الأوروبيين لزيادة إنفاقهم العسكري بسرعة.

وفي هذا السياق، قد تختار روسيا والصين عدم المخاطرة بالحرب الشاملة من خلال مهاجمة تايوان أو أحد أعضاء الناتو الشرقي.

 ولكن بدلا من ذلك قد تشعران بالحافز لزيادة الضغط من خلال "الحرب الهجينة" أو "الحروب الرمادية"، بهدف تخويف الشركاء الأميركيين الذين يعتبرونهم أضعف أو أكثر عرضة للخطر، دون تجاوز حدود الصراع المفتوح.

تمزيق القواعد .. مقاربة ليست خالية من المخاطر.

بينما يستعد ترامب لتسلم منصبه الرئاسي، يبدو بوضوح أنه يبحث عن أمثلة لإثبات قوته وهيمنة الولايات المتحدة، وهذا دفعه مثلا لطرح فكرة استعادة قناة بنما أو حتى استخدام الأدوات الاقتصادية لجعل كندا ولاية أميركية.

ولم يكن لأي رئيس أميركي هذا التوجه منذ الحرب العالمية الأولى قبل أكثر من مئة عام، وهناك مخاوف من أن مثل هذه الخطوة قد تشجع جهود التوسع الروسي والصيني.

على الأقل، سيؤدي ذلك إلى تمزيق القواعد التي شجعت الدول الغربية على اتباعها منذ عام 1945، مما قد يفتح الباب أمام المزيد من الأعمال "الهجينة" أو "في المناطق الرمادية".

وفي العام الأخير من ولاية الرئيس، جو بايدن، كانت هناك زيادة ملحوظة في أعمال التخريب المرتبطة بروسيا وأعمال أخرى قابلة للإنكار ولكنها عدوانية بلا شك في أوروبا، بالإضافة إلى الاستعراضات العسكرية الصينية تجاه تايوان وحلفاء الولايات المتحدة الإقليميين مثل اليابان والفلبين.

واستمرت تلك الأنشطة حتى في ديسمبر الماضي بل ربما ازدادت حدتها، وفي آخر عامين من ولايته، أشارت إدارة بايدن بشكل متكرر إلى ردع غزو صيني لتايوان باعتباره أولوية استراتيجية رقم واحد.

وفي الأسابيع الأخيرة من ولايته، وافقت الإدارة أيضًا على صفقة كبيرة لتوريد الأسلحة لأوكرانيا لمساعدتها على الاستمرار في القتال ضد روسيا قبل بدء أي مفاوضات بمجرد أن يصبح ترامب رئيسًا.

وستتجه الأنظار إلى البيت الأبيض لمراقبة الأسابيع والأشهر الأولى من إدارة ترامب القادمة عن كثب بحثًا عن مؤشرات على أي تغييرات في تلك الديناميكيات.

ووضع البنتاغون بالفعل جدولا لتدريبات كبيرة في كل من أوروبا ومنطقة المحيط الهادئ للنصف الأول من هذا العام، ومن غير المرجح أن يتم تعديلها.

لكن يتوقع العديد من شركاء الولايات المتحدة مزيدًا من التصعيد والمواجهة، وهو أحد الأسباب التي جعلت فنلندا تتحرك بسرعة بعد حادثة الباخرة.

إستونيا زادت بدورها من دورياتها في منطقة بحر البلطيق الوسطى، بينما ستقوم القوة الاستكشافية المشتركة بقيادة بريطانيا بإعداد قدرة خاصة باستخدام الذكاء الاصطناعي لتتبع "الأسطول الظلي" الروسي وغيرها من السفن المشتبه بها عندما تقترب من الكابلات الرئيسية أو النقاط الاستراتيجية الأخرى.

وحذر مسؤولون أميركيون مرارًا من أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أمر جيشه بأن يكون جاهزًا لغزو تايوان بحلول عام 2027، على الرغم من أنهم يقولون إنه لا يوجد دليل على أنه اتخذ قرارًا بذلك بعد.

لكن إذا حدث ذلك، يعتقد هؤلاء المسؤولون وغيرهم أنه قد يصاحبه هجوم روسي في أوروبا حيث يعمل البلدان معا بشكل أكثر قربا.

تحرك صيني لزعزعة الاستقرار

تستعد بكين بالفعل لتهديدات ترامب المتعلقة بزيادة الرسوم الجمركية، فضلا عن احتمال وقوع مواجهة أوسع.

وبحسب المعطيات، ستواصل الصين زيادة الضغط، بما في ذلك حوادث الكابلات البحرية، والانتهاكات العسكرية، والهجمات الإلكترونية، فضلا عن زعزعة الاستقرار السياسي عندما تستطيع.

في الأسبوع الثاني من الشهر الماضي، أفاد المسؤولون في تايوان بأن أكثر من 90 سفينة صينية كانت تجري ما بدا أنه تدريبات حول الجزيرة. في حين أن التدريبات الصينية الكبرى السابقة كانت تُعلن بشكل مكثف على وسائل الإعلام الاجتماعية الصينية الحكومية والعسكرية.

ووفقًا للبيانات فإن الطائرات الحربية الصينية دخلت المجال الجوي الذي تسيطر عليه تايوان أكثر من 3000 مرة في 2024، وهو الرقم الأعلى على الإطلاق.

وتقول اليابان إن خفر السواحل الصيني سجل أيضًا رقمًا قياسيًا جديدًا لعدد الأيام التي انتهكت فيها المياه التي تطالب بها طوكيو كجزء من جزر سينكاكو/دياويو المتنازع عليها.

ويقول المسؤولون الفلبينيون إن أكبر سفينة خفر سواحل صينية قد دخلت مرة أخرى المياه المعترف بها من قبل محكمة الأمم المتحدة الدولية للملاحة كجزء من المنطقة الاقتصادية الخالصة للفلبين.

ولكن على الرغم من أن أيًا من هذه المواجهات قد يؤدي إلى حرب من الناحية النظرية، فإن تايوان تُعتبر أكبر نقطة اشتعال محتملة.

تشير التقارير إلى أن بكين قد منحت الجنسية الصينية لمئات أو ربما لآلاف أو أكثر من المواطنين التايوانيين الذين طلبوا ذلك.

تخشى حكومة تايبيه أن يتم استخدام هذه الخطوة في النهاية لتبرير عملية عسكرية ضد الجزيرة

قد يعكس هذا النوع من الاستراتيجية الجهود الروسية الطويلة في أوروبا، بما في ذلك في أوكرانيا، حيث استخدم الكرملين السكان الناطقين بالروسية لزعزعة استقرار الدول التي تميل إلى الغرب على طول حدوده وتبرير العمل العسكري المحتمل.

ترامب لم يدخل البيت الأبيض بعد، وعندما يصل إلى هناك، قد تتصاعد هذه الاختبارات للقوة بشكل أكبر، أو قد تتلاشى تمامًا إذا اعتقد أعداء الولايات المتحدة المحتملون أنها لا تستحق المخاطرة.

إسرائيل- مظاهرات- وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن
تظاهرات مستمرة في إسرائيل للمطالبة بإبرام اتفاق يفضي إلى الإفراج عن الرهائن المختطفين بقطاع غزة

بعد 15 شهراً من الحرب في غزة، يلوح في الأفق أمل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، مع إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن، أن الطرفين "على وشك" إبرام صفقة هدنة.

وتتركز الأنظار، الثلاثاء، على ما وُصفت بـ"الجولة الأخيرة" من المباحثات في الدوحة، بحضور رؤساء الاستخبارات الإسرائيلية، وموفدي الرئيس بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

ويسعى المجتمعون إلى وضع اللمسات النهائية على اتفاق، يستهدف إطلاق سراح 33 رهينة في مرحلته الأولى، مقابل انسحاب إسرائيلي تدريجي وعودة السكان إلى شمال غزة، ضمن مسار يمتد لـ42 يوما.

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع الأيام الأخيرة من ولاية بايدن، وقرب تسلم ترامب مهامه في 20 يناير، والذي أعلن بدوره أن الصفقة "قريبة جداً".

ورغم الجولات المكثفة من المحادثات في القاهرة والدوحة وباريس وروما طوال أشهر الحرب الطويلة، لم يعرف المسار التفاوضي منذ السابع من أكتوبر 2023 سوى اختراق وحيد، تمثل في هدنة إنسانية استمرت أسبوعاً في نوفمبر.

وفيما يلي.. أبرز المحطات الرئيسية في مسار هذه المفاوضات منذ نشوب الحرب، وحتى المرحلة "المحورية" الحالية:

من آثار قصف إسرائيلي بقطاع غزة - أرشيف
بعد تصريحات قطر وحماس.. مفاوضات غزة تصل إلى "أقرب نقطة" من الاتفاق
قالت وزارة الخارجية القطرية، الثلاثاء، إن مفاوضات وقف القتال وإعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، باتت في "النقطة الأقرب" للوصول إلى اتفاق، في وقت تشير فيه التصريحات الصادرة من الأطراف المختلفة المنخرطة في المفاوضات إلى قرب الوصول إلى اتفاق.

البدايات.. أكتوبر ـ ديسمبر 2023

شهد منتصف أكتوبر 2023، أولى المحاولات الدولية لوقف إطلاق النار، حين تقدم مجلس الأمن بمشروع قرار، لكن الولايات المتحدة وحلفاءها استخدموا حق النقض (الفيتو) ضده.

وتبع ذلك محاولة ثانية بعد يومين، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد قرار يدعو لهدن إنسانية، لافتة إلى عدم إشارته لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس.

ومع دخول الحرب شهرها الأول، جاء أول انفراج حقيقي مع موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على "وقفات تكتيكية صغيرة".

وتحقق الاختراق الأول، في 24 نوفمبر، مع تنفيذ هدنة إنسانية لمدة أسبوع، توسطت فيها مصر وقطر والولايات المتحدة.

ونجحت هذه الهدنة في الإفراج عن 109 رهائن إسرائيليين و240 سجينا فلسطينياً، إضافة إلى السماح بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة، التي بدأت الأوضاع الإنسانية فيها تتدهور بشكل حاد.

وفي الثامن من ديسمبر، أشهرت الولايات المتحدة حق النقض مرة أخرى في مجلس الأمن، ضد مقترح لوقف إطلاق النار الإنساني.

وقال حينها نائب مندوبة واشنطن بالأمم المتحدة روبرت وود، إن القرار "تجاهل معظم توصياتنا" مما أدى إلى "قرار غير متوازن منفصل عن الواقع ولن يحرك الأمور على الأرض بأي شكل ملموس. ولذلك، لم نتمكن للأسف من دعمه".

وأوضح أن الولايات المتحدة "ما زالت لا تفهم سبب رفض واضعي القرار إدراج عبارات تدين الهجوم الإرهابي المروع" الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

وفي 13 من الشهر ذاته، أصدرت دول أستراليا ونيوزيلندا وكندا بيانا مشتركا يدعم بشكل صريح وقف إطلاق النار الإنساني الفوري.

وبموقفها هذا، انضمت الدول الثلاث إلى 150 دولة أخرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت قد طالبت بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين.

وفي 22 من ديسمبر، نجح مجلس الأمن في تمرير قرار "مخفف" بعد امتناع كل من روسيا والولايات المتحدة عن التصويت.

ودعا القرار إلى اتخاذ "خطوات عاجلة" للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما تضمن بنداً يدعو إلى "تهيئة الظروف لوقف دائم للأعمال العدائية". 

ورغم أهميته، لم يترجم القرار إلى تحسن ملموس في الوضع الإنساني على الأرض في غزة.

محادثات مكثفة.. يناير ـ فبراير 2024

عرف مطلع عام 2024 تحركات دبلوماسية مكثفة، ترجمت بمحادثات في العاصمة الفرنسية باريس في 28 يناير، نتج عنها أول مقترح شامل من 3 مراحل لوقف الحرب.

ورغم أن حماس أبدت استعدادها لدراسة المقترح، فإن نتانياهو سرعان ما أشار إلى وجود "فجوات كبيرة" تعيق قبوله.

وفي 13 فبراير، احتضنت القاهرة جولة جديدة من المحادثات، ركزت على مناقشة مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع.

ورفض نتانياهو مطالب حماس في المسودة، خاصة ما يتعلق بعدد السجناء الفلسطينيين الذين طالبت إسرائيل بالإفراج عنهم، واصفا إياها بأنها "غير واقعية". 

وعلى الرغم من التقارير التي تحدثت عن إحراز "تقدم"، انتهت المحادثات دون تحقيق أي اختراق حقيقي.

وبعد 10 أيام، وتحديداً في 23 فبراير، انتقلت المحادثات إلى باريس في محاولة جديدة لإحياء المفاوضات، لكنها انتهت أيضا دون تحقيق أي تقدم. 

وفي اليوم التالي، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي تقريرا يفيد بأن "موقف حماس بعيد جداً عما تستعد إسرائيل لقبوله".

مارس ـ أبريل 2024

حمل شهر مارس تحولا جديدا في مسار المفاوضات، إذ انتقلت المحادثات إلى العاصمة القطرية الدوحة، بعد 4 أيام من تقديم حماس مقترحا لوقف إطلاق النار.

لكن إسرائيل سارعت لرفض الاقتراحات الواردة فيه، واصفة مطالب الحركة بأنها "خيالية".

وفي 25 مارس، بعد ما يقارب 6 أشهر من المفاوضات المتواصلة، تحقق اختراق دبلوماسي نوعي في الملف، مع تبني مجلس الأمن قرارا يدعو إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في غزة.

وفي السابع من أبريل، انطلقت محاولات جديدة لإحياء المفاوضات، مع جولة محادثات في القاهرة.

وذكرت التقارير الأولية حينها أن هناك "تقدما" في المفاوضات، مشيرة إلى وجود خطط لمواصلة المشاورات بعد يومين، لكن المحادثات لم تحقق اختراقاً حقيقياً.

وخلال الشهر ذاته، واجهت جهود الوساطة الدولية بين إسرائيل وحماس تحديا جديدا، بعد ما أعلنت قطر أنها بصدد "تقييم" دورها كوسيط، عقب اتهامات لها بعدم الحياد ودعم حماس.

مقترحات متتالية.. مايو ـ يونيو

مع حلول شهر مايو، برز مقترح مصري ـ قطري جديد لإنهاء الحرب، تضمن خطة من 3 مراحل، كل منها تستمر بين 40 و42 يوماً.

ووافقت حماس على هذا المقترح في السادس من مايو، وأعلنت إسرائيل أنها سترسل وفدا إلى مصر لمناقشته، رغم أنها اعتبرت أنه "لا يلبي" مطالبها.

ومن أبرز النقاط التي تضمنها المقترح، تبادل الرهائن والمعتقلين والسماح للنازحين بالعودة بلا قيود، إضافة إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى الحدود مع غزة، والسماح لمنظمات الإغاثة بإيصال المساعدات.

وفي نهاية الشهر، وتحديدا في 31 مايو، قدم بايدن خطة تفصيلية جديدة لإنهاء الحرب.

وتضمنت الخطة أيضا 3 مراحل متتالية: تبدأ بوقف إطلاق نار لستة أسابيع، وانسحاب إسرائيل، والإفراج عن الرهائن ورفات المتوفين منهم.

وتابع بايدن أن المرحلة الثانية ستشهد إطلاق سراح بقية الرهائن بما في ذلك الجنود وإدامة وقف إطلاق النار، فيما تتعلق المرحلة الثالثة بما بعد الحرب وإعادة الإعمار.

وفي العاشر من يونيو، اعتمد مجلس الأمن الدولي قرارا رحب فيه "بالاقتراح الجديد لوقف إطلاق النار المُعلن، والذي قبلت به إسرائيل". 

وطالب المجلس حماس بقبوله أيضا، وحث الطرفين على تطبيق بنوده بشكل كامل دون تأخير أو شروط.

تطورات.. يوليو ـ أغسطس

تواصلت المساعي الدولية لوقف إطلاق النار في غزة، خلال شهري يوليو وأغسطس، بظهور إطار اتفاق جديد في الثاني من يوليو، استند على رؤية الرئيس الأميركي بايدن وقرار مجلس الأمن.

وبعد جولات من المحادثات في الدوحة بين الوسطاء وإسرائيل، لم يتم فيها التوصل لأي اختراق. ثم انتقلت المحادثات إلى روما، في 27 يوليو.

المفاوضات في عاصمة إيطاليا لم تحمل أي جديد في الملف، إذ ظلت الاختلافات قائمة بين الطرفين المتحاربين حول عدة تفاصيل لتطبيق الخطة الأميركية، قبل أن تتعقد المحادثات من جديد إثر قتل إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في طهران، بتاريخ 31 يوليو.

وفي 8 أغسطس، أعلن بايدن وقادة مصر وقطر، أنهم مستعدون لتقديم مقترح "نهائي" لوقف إطلاق النار، مؤكدين في بيان مشترك أن "الوقت قد حان".

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن المحادثات تمثل "ربما أفضل، وربما آخر، فرصة لإعادة الرهائن إلى ديارهم، وتحقيق وقف لإطلاق النار، ووضع الجميع على مسار أفضل نحو السلام والأمن الدائمين".

وأرسلت إسرائيل وفدا إلى المحادثات في قطر، التي كان من المتوقع استئنافها بعد أيام قليلة، لكن حماس لم تحضر. وانتهت المحادثات دون نتائج حاسمة.

من سبتمبر إلى التحول "المحوري"

ومع حلول سبتمبر 2024، سافر بلينكن إلى القاهرة للقاء كبار المسؤولين المصريين، أملاً في دفع جهود وقف إطلاق النار، لكن قيام إسرائيل بتفجير أجهزة نداء عن بُعد تابعة لأعضاء حزب الله، حليف حماس في لبنان، عطلت أي اجتماعات محتملة.

وبعد أيام قليلة، قتلت غارات إسرائيلية زعيم حزب الله، حسن نصر الله، مما زاد من تصلب موقف حماس.

وبعد 10 أيام من إحياء الذكرى الأولى لهجوم مسلحي حماس على إسرائيل، أعلنت إسرائيل في 17 أكتوبر أنها قتلت زعيم الحركة الفلسطينية يحيى السنوار، في عملية عسكرية جنوبي قطاع غزة.

ورأى الجانب الأميركي في هذا التطور فرصة لإعادة بدء المحادثات، إذ أعلن بايدن أنه سيعيد إرسال بلينكن إلى إسرائيل، لمناقشة تأمين غزة وخطط حكم وإعادة إعمار المنطقة بعد الحرب.

وفي اتصال مع بايدن، قال نتانياهو إن هناك "فرصة للمضي قدماً في الإفراج عن الرهائن" كجزء من صفقة وقف إطلاق النار وأنه سيعمل على تحقيق ذلك.

لكنه أشار أيضاً إلى أنه سيوجه القوات الإسرائيلية لمواصلة ملاحقة حماس، مؤكدا أن مقتل السنوار "ليس نهاية الحرب في غزة" بل "بداية النهاية".

ومع حلول شهر نوفمبر، وفي ظل جمود المفاوضات وعدم تحقيق أي تقدم، أعلنت قطر التي تستضيف المكتب السياسي لحماس والتي لعبت دورا محوريا في المفاوضات، عن تعليق وساطتها.

وأوضحت الدوحة أنها أبلغت الأطراف المعنيين "بأنها ستعلّق جهودها في الوساطة.. وأنها ستستأنف تلك الجهود مع الشركاء عند توافر الجدية اللازمة".

ومطلع ديسمبر الماضي، هدد ترامب بأن "الجحيم سيندلع" في الشرق الأوسط إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، قبل تنصيبه في 20 يناير.

وكرر الرئيس الأميركي المنتخب هذا التهديد في الأسابيع التالية، مع اكتساب المحادثات في القاهرة والدوحة زخماً جديدا.

غزة
مبعوث أميركي سابق: تنسيق بين بايدن وترامب بشأن غزة
كشف ديفيد ستارفيلد، المبعوث الأميركي الخاص السابق للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط، الاثنين، بأن هناك "تنسيقًا استثنائيًا" بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب في الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس يهدف إلى تحرير الرهائن.

ومطلع العام الجاري، أفادت مصادر إعلامية بأن المحادثات تحقق تقدما، لكنه لم يكن كافيا لإبرام صفقة نهائية، قبل ورود تقارير جديدة، الإثنين، بأن المفاوضات وصلت إلى مرحلة "محورية"، مع تسليم الوسطاء المسودة النهائية لاتفاق الهدنة إلى مسؤولي إسرائيل وحماس.

والثلاثاء، قالت وزارة الخارجية القطرية، إن مفاوضات الهدنة وإعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، باتت عند "النقطة الأقرب" من الوصول إلى اتفاق.

وبدورها، قالت حركة حماس الفلسطينية (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى)، الثلاثاء، إن المحادثات وصلت "مراحلها النهائية"، وعبرت عن أملها في أن "تنتهي هذه الجولة من المفاوضات باتفاق واضح وشامل"، وفق أسوشيتد برس.

كما صرح مسؤول إسرائيلي، الثلاثاء، بأن المحادثات وصلت إلى "مرحلة حاسمة وبات الاتفاق وشيكا"، لكنه قال، وفق رويترز، إن "بعض نقاط الخلاف بحاجة إلى تسوية.. نحن قريبون لكننا لم نصل بعد".