بولتون شغل منصب مستشار الأمن القومي لترامب في عامي 2018 و2019 وسفير سابق لدى الأمم المتحدة
بولتون شغل منصب مستشار الأمن القومي لترامب في عامي 2018 و2019 وسفير سابق لدى الأمم المتحدة

في حوار خاص مع قناة "الحرة"، قدم مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق، جون بولتون، رؤية شاملة للتحديات الجيوسياسية الراهنة في الشرق الأوسط.

وسلط بولتون في حديثه الضوء على تداعيات سقوط نظام بشار الأسد، ودور إيران وتركيا وإسرائيل في رسم ملامح المرحلة المقبلة لمنطقة الشرق الأوسط.

سقوط الأسد وتحولات المنطقة 

يرى بولتون أن انهيار نظام الأسد سيمثل "ضربة كبرى لإيران"، مشيرا إلى أن هذا الحدث قد يفتح الباب أمام "تغيرات واسعة النطاق" في المنطقة. 

إلا أن الوضع في سوريا لن يخلو من التحديات، إذ توقع بولتون "استمرار النزاع مع الفصائل المسلحة، وبقاء البلاد في حالة من عدم الاستقرار حتى يتم تحقيق الاستقرار الحكومي ودحر الإرهاب".

التهديد الإيراني وديناميكيات المنطقة 

وصف بولتون في حديثه لقناة "الحرة" إيران وأذرعها الإقليمية بأنها "التهديد الرئيسي" للمنطقة.
وأكد أن "بقاء نظام الملالي يعزز فرص التصعيد، ويزيد من حالة عدم الاستقرار".

وأشار إلى أن "تراجع النفوذ الإيراني بعد تفكيك بعض الجماعات الإرهابية"، مثل حماس وحزب الله، واستهداف الحوثيين في اليمن، يمثل "خطوة إيجابية".

لكن بولتون شدد على أن القضاء الكامل على التهديدات مرهون بـ "زوال النظام الإيراني".

مستقبل سوريا والمخاطر التركية

وحول مستقبل سوريا، يرى بولتون أن سقوط الأسد "قد يعقد الوضع شمال البلاد"، خصوصاً مع "تصاعد المصالح التركية" في المنطقة.

وانتقد بولتون سياسات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مشيرا إلى أنه يسعى لـ "إحياء الطموحات العثمانية، وبسط النفوذ في شمال سوريا"، في خطوة وصفها بأنها خارجة عن إطار الناتو، رغم عضوية تركيا فيه.

هيئة تحرير الشام: شرعية تحت الاختبار 

تطرق بولتون إلى هيئة تحرير الشام بقيادة، أحمد الشرع المعروب بلقب "أبو محمد الجولاني".
وقال إن تغيير المظهر من العسكري إلى المدني للهيئة لا يكفي لإثبات التحول بعيدا عن الإرهاب.

ولفت إلى أن إثبات شرعية هيئة تحرير الشام يتطلب منها فتح منشآت الأسلحة الكيميائية والبيولوجية السورية أمام المراقبين الدوليين.

كما يرى بولتون أن الهيئة مطالبة بإطلاق سراح جميع الرهائن، بمن فيهم الأميركيون، حتى تثبت صدق نواياها وتوجهاتها الجديدة البعيدة عن الإرهاب.

وأضاف أن الهيئة بحاجة لإظهار استعدادها لتولي السلطة كـ "قوة شرعية، وليس كمجموعة إرهابية"، مع مراقبة موقف تركيا من هذه التحولات.

قسد

حذر بولتون في حديثه لقناة "الحرة" من خطورة مغادرة القوات الأميركية لشمال سوريا.

وقال إن هذه الخطوة، إن حدثت، ستكون "ضربة للأكراد"، خاصة مع تزايد المخاوف من إفلات مقاتلي داعش من السجون التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

الضربات الإسرائيلية لإيران

أشاد بولتون بالضربات الإسرائيلية الأخيرة على إيران، واصفا إياها بأنها "ضربة قوية" للنظام الإيراني وحلفائه مثل حماس والحوثيين.

وأوضح أن هذه العمليات استهدفت أنظمة دفاع جوي روسية الصنع ومنشآت تصنيع أسلحة، مما يشكل فرصة لتقويض البرنامج النووي الإيراني.

إسرائيل ودول الجوار

في ختام حديثه، شدد بولتون على أن وجود دولة إرهابية على حدود إسرائيل والدول المجاورة سيزيد من المخاطر الأمنية، داعياً إلى مراقبة التحركات الإقليمية وضمان عدم تفاقم الأوضاع.

وأشار بولتون إلى أن "لا مؤشرات على حدوث تغييرات جيوسياسية هامة" في الأردن ومصر، معربا عن أمله في أن يستمر الاستقرار في هاتين الدوليتن.

في حديثه لقناة "الحرة" قدم بولتون رؤية تحمل في طياتها تحذيرات من تفاقم الأزمات إذا لم يتم التصدي للنفوذ الإيراني والطموحات التركية في المنطقة.

وبالنظر إلى تعقيدات المشهد السوري، أكد بولتون عبر "الحرة" أن أي تغييرات مقبلة يجب أن تدار بحذر لضمان الاستقرار الإقليمي ومواجهة التهديدات المتصاعدة.

المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار تمتد لـ 6 أسابيع
المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار تمتد لـ 6 أسابيع

وصلت إلى القاهرة وفود أميركية وفلسطينية وإسرائيلية وقطرية ضمن الآلية المخصصة لمتابعة تنفيذ وقف إطلاق النار الذي سيدخل حيز التنفيذ الأحد.

ويدخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، حيز التنفيذ الأحد عند الساعة (06:30 ت.غ.)، بعد موافقة إسرائيل عليه إثر 15 شهرا من الحرب المدمرة التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى في القطاع.

ينص الاتفاق في مرحلة أولى تمتد على ستة أسابيع، على الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة.

في المقابل ستفرج إسرائيل عن 737 معتقلا فلسطينيا، على ما أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية السبت موضحة أن عملية الإفراج لن تتم قبل (الساعة 14:00 ت.غ.).

وأسفر هجوم السابع من أكتوبر عن مقتل 1210 أشخاص على الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية.

ومن بين 251 شخصا اختطفوا في ذلك اليوم، لا يزال 94 شخصا محتجزين في غزة، 34 منهم توفوا أو قتلوا، بحسب الجيش.

وقتل ما لا يقل عن 46899 شخصا، معظمهم من المدنيين، في الهجوم الإسرائيلي على غزة، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس والتي تُعتبر موثوقة من الأمم المتحدة.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن الحرب تسببت في مستوى من الدمار "غير مسبوق في التاريخ الحديث" في القطاع الفلسطيني المحاصر.