العطل قد يؤدي إلى تسريب بيانات شركات ومستخدمين (صورة تعبيرية)
مخاوف متزايدة من التهديد السيبراني الصيني للأمن العالمي – صورة تعبيرية | Source: pexels

بعمليات تجسس متطورة ركزت على قطاعات استراتيجية، شهدت الأشهر الأخيرة تصاعدا في الهجمات الإلكترونية المرتبطة بمجموعات قرصنة مدعومة من الصين، استهدفت منظمات كبرى في جنوب شرق آسيا والولايات المتحدة.

وتضمنت هذه الهجمات، عمليات تجسس متطورة استهدفت هيئات حكومية وقطاعي الاتصالات والإعلام.

وفي هجماتها، استخدمت المجموعات المهاجمة تقنيات متقدمة لجمع المعلومات الحساسة، مع توظيف أساليب متطورة للتخفي وتجنب الكشف، مما يشير بوضوح إلى وجود أهداف جيوسياسية وراء هذه العمليات.

ومع استمرار هذه الهجمات وتكرارها، تزايد القلق في الولايات المتحدة، بشأن القدرات السيبرانية الصينية المتنامية، خاصة فيما يتعلق بإمكانية الوصول إلى بيانات حساسة، مثل سجلات المكالمات والرسائل النصية، أو حتى معلومات قد تشكل تهديدا مباشراً للأمن القومي الأميركي.

وفي أحدث هجمات بكين، كشفت وزارة الخزانة الأميركية، الشهر الماضي، عن تعرضها لهجوم إلكتروني مدعوم من الصين، لكنه لم يؤد إلى كشف بيانات سرية.

وطال الهجوم عدة محطات عمل ووثائق غير سرية في وزارة الخزانة، عبر خرق برنامج أمن طورته شركة خاصة اسمها "بيوند تراست"، ونفّذت الهجوم "وفق المؤشرات المتاحة، جهة مدعومة ماليا من الصين"، حسب ما أوضحت وزارة الخزانة.

الخبير في التكنولوجيا وأمن المعلومات، سامي عبد النور، يوضح أن ما يميز الهجمات الصينية المختلفة هو "أنها تتم على شكل مجموعات كبيرة ومنظمة"، موضحا أنه "لا يمكنها العمل بفعالية دون دعم ضمني من السلطات".

وباعتبار الصين من أكبر مصنعي الأجهزة الإلكترونية في العالم، يشير عبد النور في تصريحات لـ"برنامج اليوم" الذي يعرض على قناة الحرة، إلى قدرة شركاتها على الوصول إلى هذه الأجهزة والبيانات التي تمر عبرها.

كما أن هذه الأجهزة معروفة بضعف بروتوكولات حمايتها، مما يجعلها عرضة للاختراق، ليس فقط من قبل الصين وشركاتها، بل أيضا من عصابات ومخترقين آخرين، وفقا للمتحدث ذاته.

وفيما يتعلق بسبل مواجهة هذه الهجمات، يؤكد الخبير على ضرورة "تطوير آليات حماية خاصة، وتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الصينية".

كما يشدد على أهمية "تعزيز التعاون الدولي في مواجهة الدول التي تنتهك معايير السلامة والحماية الرقمية، خاصة عندما يستهدف الأمر الأفراد وليس فقط الدول أو الجيوش".

الصين تحكم بالإعدام على كندي في قضية مخدرات
الصين "على عرش" الإعدامات في العالم
تتصدر الصين منذ سنوات، قائمة الدول الأكثر تنفيذًا لعقوبة الإعدام في العالم مع تسجيل المنظمات الحقوقية المختصة عام 2023 تنفيذ أكثر من 1150 حكمًا بالإعدام.
وفي العام الذي سبقه، نفذت الصين عددًا من أحكام الإعدام تجاوز أعداد الإعدامات التي نُفذت في جميع دول العالم مجتمعة.

وتخضع شركة صينية لتصنيع أجهزة توجيه واستخدام الإنترنت (الراوتر) المنزلية الشائعة للتحقيق من قبل السلطات الأميركية، التي تنظر في إمكانية حظرها بسبب مخاوف من ارتباطها بهجمات إلكترونية، واعتبارها تهديداً للأمن القومي الأميركي.

وبشأن قضية أجهزة التوجيه الصينية، يشير عبد النور إلى أن انتشارها الواسع يعود إلى أسعارها المنخفضة مقارنة بنظيراتها الغربية عالية الجودة.

ويؤكد على ضرورة العمل على توفير بدائل تكنولوجية جيدة بأسعار معقولة للمستهلكين، محذراً أيضاً من مخاطر  كاميرات المراقبة الصينية القابلة للاختراق، والتي تنتشر بشكل كبير في المنطقة العربية.

واعتبر الخبير الرقمي أن الهجمات السيبرانية ومجموعات الاختراق أصبحت سلاحاً بيد الصين، متوقعاً أن يفتح هذا مجالا جديدا للمواجهة بين بكين وواشنطن، خاصة بعد تكرار استهدافها لمؤسسات حيوية في الولايات المتحدة.

فلسطينيون يتنقلون بقطاع غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم (رويترز)
فلسطينيون يتنقلون بقطاع غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم (رويترز)

يجري وفد إسرائيلي مباحثات في قطر، الأحد، يقتصر نطاقها على الجوانب الفنية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، دون التطرق إلى المرحلة الثانية كما كان مقررا، وفق مصادر مطلعة. 

ويترأس الوفد منسق شؤون الرهائن والمفقودين غال هيرش، بمشاركة مسؤول من جهاز الأمن العام (الشاباك)، إضافة إلى ممثلين عن الموساد والجيش.

وفي تصريح إذاعي، علّق وزير التعليم الإسرائيلي يوآف كيش، على سبب تأجيل مباحثات المرحلة الثانية، قائلا: "نمر بمرحلة حساسة فيما يتعلق باستعادة المختطفين. وفي هذه المرحلة، يرتبط الحديث عن المرحلة الثانية بشرط إنهاء سيطرة حماس على غزة".

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان 11)، أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، سيعلن رفضه منح تفويض لإجراء مباحثات المرحلة الثانية. 

ويتضمن اتفاق الهدنة 3 مراحل، على أن تشمل المرحلة الأولى الممتدة لـ6 أسابيع، إطلاق سراح 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن 1900 معتقل فلسطيني.

وتشير تقديرات داخل الكابينيت، إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "سيدفع بتغير مفهوم المرحلة الثانية، في ضوء التغيرات في الإدارة الأميركية، مع تقديم وعد أميركي بدعم إنهاء حكم حماس".

ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة"، أن نتانياهو "يسعى لإفشال صفقة تحرير الرهائن"، موضحة أن إيفاد الوفد إلى قطر يأتي لـ"أغراض شكلية فقط". 

وأضافت الصحيفة أن "نتانياهو يبدي بوضوح عدم رغبته في الانتقال للمرحلة التالية، إذ أرسل فريقا مجرداً من أي تفويض أو صلاحية".

وأشارت مصادر الصحيفة إلى أن رئيس الوزارء "يعتقد أن مشاهد إطلاق سراح الرهائن أثرت عليه بشكل كبير في استطلاعات الرأي، إذ يرى الناخبون اليمينيون  أنه لم تتم هزيمة حماس، وأن عناصرها ما زالوا يتجولون حاملين السلاح".

وحذر مصدر آخر للصحيفة من أن "نهج نتانياهو قد يقوض المرحلة الأولى أيضا"، مؤكداً أن "حماس تواصل إطلاق سراح الرهائن على أساس توقع مرحلة ثانية تشمل وقف إطلاق النار وانسحابا إسرائيلياً من غزة. وإدراكها لعدم وجود مرحلة ثانية قد يدفعها للتوقف عن استكمال المرحلة الأولى".

من جانبها، انتقدت عائلات الرهائن الإسرائيليين بشدة قرار نتانياهو عدم تفويض الوفد للتفاوض حول المرحلة الثانية، وتأخير عقد جلسة للمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت). 

وتساءل منتدى عائلات الرهائن في بيان: "لماذا لا ينعقد الكابينيت فوراً بعد الصور المروعة لإيلي وأوهاد وأور؟، هل يحتاج صناع القرار لأدلة إضافية لإدراك ضرورة استعادة الـ76 مختطفاً؟". 

وناشد البيان نتانياهو تزويد الوفد في قطر، بتفويض واضح وكامل لإتمام الاتفاق بشكل عاجل لاستعادة جميع الرهائن.