جانب من مدينة إسطنبول التركية (رويترز)
جانب من مدينة إسطنبول التركية (رويترز)

قال رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي، نائل أولباك، الثلاثاء، إن بلاده "قد تستأنف التجارة مع إسرائيل، إذا كان السلام دائما" في قطاع غزة، وفق وكالة رويترز.

وفي مايو الماضي، أعلنت وزارة التجارة التركية وقف جميع الصادرات والواردات إلى ومن إسرائيل، مشيرة إلى "تفاقم المأساة الإنسانية" في الأراضي الفلسطينية.

وقالت الوزارة في بيان "تم وقف معاملات التصدير والاستيراد المرتبطة بإسرائيل، بما يشمل جميع المنتجات".

وأضافت أن "تركيا ستنفذ هذه الإجراءات الجديدة بشكل صارم وحاسم حتى تسمح الحكومة الإسرائيلية بتدفق غير متقطع وكاف للمساعدات الإنسانية إلى غزة".

وانتقدت إسرائيل هذه الخطوة. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي حينها، يسرائيل كاتس، إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان "ينتهك الاتفاقات" بإغلاق الموانئ أمام الواردات والصادرات الإسرائيلية.

وأوضح كاتس حينها، أنه أصدر توجيهات لوزارة الخارجية بالعمل على إيجاد بدائل للتجارة مع تركيا، مع التركيز على الإنتاج المحلي وواردات من دول أخرى.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، وجه الرئيس التركي انتقادات شديدة اللهجة لإسرائيل، واصفا إياها بأنها "دولة إرهابية".

وفي مايو الماضي، أعلنت تركيا أنها قررت الانضمام إلى جنوب أفريقيا في القضية التي رفعتها على إسرائيل بمحكمة العدل الدولية.

وبعد 15 شهرا من حرب مدمرة، دخل صباح الأحد، اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس في قطاع غزة حيز التنفيذ، بتأخير حوالي 3 ساعات، بسبب تأخر حماس في تسليم قائمة بثلاث رهائن يفترض الإفراج عنهن خلال النهار.

وأعلنت حماس أن التأخير يعود لأسباب "تقنية وميدانية"، وفي وقت لاحق كشفت عن الأسماء الثلاثة للمختطفات، وهن رومي جونين (24 عاماً)، وإميلي دماري (28 عاماً) ودورون شطنبر خير (31 عاماً).

ويشمل اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى، إطلاق حماس سراح 33 من الرهائن الإسرائيليين من بين 98 أحياء، بينهم نساء وأطفال ورجال فوق سن الخمسين ومرضى ومصابون.

فيما تفرج إسرائيل خلال نفس المرحلة عن حوالي ألفي سجين فلسطيني لديها، من بينهم 737 من الذكور والإناث والقصّر، بعضهم مدانين بتنفيذ هجمات مميتة ضد إسرائيليين.

كما تشمل 1167 فلسطينيا من غزة احتجزتهم إسرائيل، منذ بداية التي اندلعت بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1210 أشخاص في الجانب الإسرائيلي غالبيتهم من المدنيين، حسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.

قافلة من الصليب الأحمر تستعد لاستلام الرهائن الثلاثة (رويترز)
قافلة من الصليب الأحمر تستعد لاستلام الرهائن الثلاثة (رويترز)

قال الجيش الإسرائيلي إن الرهائن الثلاثة الذين أفرجت عنهم حماس في قطاع غزة، السبت، دخلوا الأراضي الإسرائيلية، في إطار عملية التبادل الخامسة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.

وأوضح الجيش في بيان "قبل فترة وجيزة عبر الرهائن العائدون أور ليفي وأوهاد بن عامي وإيلي شرابيي الحدود ودخلوا الأراضي الإسرائيلية" مؤكدا أنهم سيجتمعون بعائلاتهم في جنوب إسرائيل.

وتأتي هذه الخطوة كجزء من عمليات تبادل منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، والذي دخل حيز التنفيذ بعد حرب استمرت 15 شهرًا.

وفي سياق متصل، أوضح بيان  صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وبعد ظهور المختطفين الثلاثة في حال هزيلة أن إسرائيل "لن تتجاهل المشاهد الصادمة التي رأيناها اليوم".

وقبل ذلك، كان  عشرات من مسلحي حركة حماس الملثمين قد انتشروا في منطقة دير البلح بغزة، حيث أقامت الحركة منصة رفعت عليها صور آليات عسكرية إسرائيلية مدمرة، بالإضافة إلى أعلام الحركة وصور عناصر لها قضوا في القتال. 

كما ركنت شاحنات بيك آب بيضاء تابعة لحماس في المكان استعدادًا لعملية الإفراج، حسب وكالة فرانس برس.

شاشة عملاقة.. وانتظار

وفي تل أبيب، تجمع مئات الأشخاص في "ساحة الرهائن" لمتابعة البث المباشر لعملية الإفراج، حيث نُصبت شاشة عملاقة تعرض العد التنازلي للأيام والساعات منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أدى إلى اختطاف الرهائن واندلاع الحرب.

وأما رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، فتابع عملية التبادل من الولايات المتحدة، حيث يجري زيارة، وفق مكتبه.

من جانبها، أفادت أماني السراحنة، المتحدثة باسم نادي الأسير الفلسطيني، بأن من بين المعتقلين الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم 18 شخصًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، و54 شخصًا بأحكام طويلة، و111 شخصًا من غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023.

تقرير: الجيش الإسرائيلي يبدي شكوكا حول خطة ترامب بشأن غزة
أفاد تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الجمعة، أن قيادة الجيش الإسرائيلي أبدت شكوكًا بشأن إمكانية تنفيذ خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب بشأن غزة، مشيرةً إلى أن نجاحها يعتمد على عاملين رئيسيين غير متوفرين حاليًا، وهما رغبة سكان غزة في الهجرة، واستعداد دول لاستقبالهم.

وينص اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ تطبيقه في 19 يناير، على الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة مقابل معتقلين فلسطينيين، مع وقف العمليات القتالية. ويتضمن الاتفاق ثلاث مراحل، تشمل الأولى الإفراج عن 33 رهينة مقابل 1900 معتقل فلسطيني.

وقد أسفرت  عمليات التبادل الأربعة السابقة عن إطلاق سراح 18 رهينة و600 معتقل فلسطيني.

وأدت الحرب التي اندلعت بعد هجوم 7 أكتوبر إلى مقتل 1210 أشخاص على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفقًا لإحصاءات رسمية. بينما قُتل في غزة أكثر من 47 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.