كشفت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجا ميلوني، الثلاثاء، أنها تلقت استدعاء للتحقيق معها في قضية ترحيل قائد سجن الشرطة القضائية في العاصمة الليبية طرابلس، أسامة نجيم، المعروف بـ"المصري".
وأفادت بأن المدعي العام الإيطالي فرانشيسكو لو فوا وجه لميلوني تهمتي "المساعدة في الجريمة والاختلاس" في ما يتعلق بقضية ترحيل "المصري".
ووفق رئيسة الوزراء، شمل الاستدعاء وزير العدل كارلو نورديو، والداخلية ماتيو بيانتيدوسي، ووكيل الرئاسة الإيطالية ألفريدو مانتوفانو.
وقالت في فيديو نشرته الثلاثاء على فيسبوك "أفترض أن هذا جاء بعد شكوى تم تقديمها من قبل المحامي لويسجي ليغوتي، وهو سياسي سابق من اليسار وكان مقربًا من رومانو برودي (رئيس حكومة سابق في إيطاليا)، ومعروفًا بدفاعه عن شهود الدولة مثل بوشيتا وبروسكا (من زعماء المافيا الإيطالية) وغيرهم من المافيا".
واعتبرت رئيسة الوزراء الإيطالية أن إثارة القضية ضدها هي محاولة لاستهدافها، قائلة "الآن، الأمور أصبحت معروفة إلى حد كبير. بعد أشهر من التأمل، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف دولية ضد رئيس الشرطة القضائية في طرابلس. ومن الغريب أن المحكمة فعلت ذلك عندما كان هذا الشخص على وشك دخول الأراضي الإيطالية، بعد أن مكث لمدة 12 يومًا في ثلاثة دول أوروبية أخرى".
وما يؤكد حقيقة استهدافها، وفق ميلوني، هو أن المدعي العام الذي استدعاها للتحقيق هو "نفسه المسؤول عن المحاكمة الفاشلة ضد ماتيو سالفيني (نائب رئيس الوزراء الإيطالي ووزير الداخلية السابق) بتهمة الخطف".
في 18 يناير 2025، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق أسامة نجيم، المعروف بـ "المصري"، المسؤول عن مراكز الاحتجاز في طرابلس، بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب منذ فبراير 2015.
وتشمل التهم الموجهة إليه القتل والتعذيب والاغتصاب والعنف الجنسي ضد محتجزين في سجن معيتيقة.
وقد تم توقيفه في تورينو بإيطاليا أثناء حضوره مباراة كرة قدم، لكن أُفرج عنه بعد أيام بناءً على "خطأ إجرائي" من محكمة استئناف روما، التي أمرت بإعادته إلى ليبيا على متن طائرة تابعة للمخابرات الإيطالية.
انسحب الجيش الإسرائيلي، صباح الأحد، من محور "نتساريم" الذي يفصل بين جنوبي قطاع غزة عن وسطه وشماله، وذلك تطبيقاً لاتفاق الهدنة المبرم بين إسرائيل وحركة حماس، الذي ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية في اليوم الـ22 من مرحلته الأولى.
وتأتي عملية الانسحاب بعد نحو عام و3 أشهر من توغل الفرقة 36 الإسرائيلية في تلك المنطقة، باتجاه البحر.
وذكرت مراسلة الحرة في غزة، أن الجيش الإسرائيلي "انسحب بشكل كامل من محور نتساريم وسط القطاع، وتحديدا من منطقة المغراقة بالقرب من شارع صلاح الدين شرقي قطاع غزة"، بعد أن تمركز فيه خلال الحرب، قاطعا الطريق بين شمالي قطاع غزة وجنوبه.
وأضافت أن "دمارا واسعا لحق بالمنطقة المحيطة بالمحور، في حين تستمر إجراءات تفتيش المركبات المتجهة إلى شمالي غزة على شارع صلاح الدين، تحت إشراف عناصر أمن أميركيين ومصريين وقطريين".
ويأتي هذا الانسحاب ضمن تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يتبقى 20 يوما على انتهائها، يُتوقع خلالها إطلاق سراح دفعات إضافية من الرهائن الإسرائيليين، ليصل عددهم إلى 33 رهينة، مقابل إفراج إسرائيل عن سجناء فلسطينيين في سجونها.
ولأشهر، شكّل موضوع انسحاب القوات الإسرائيلية من معبري فيلاديلفيا على الحدود مع مصر ونتساريم بوسط القطاع، أحد شروط حماس لأي اتفاق مع إسرائيل بشأن تحرير الرهائن ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ما هو محور نتساريم؟
فيلادلفيا بين مصر وإسرائيل ونتساريم أصبح يقطع غزة إلى نصفين
يمتد محور نتساريم على طول حوالي 6.5 كم جنوب مدينة غزة، ويقسّم شمالي القطاع وجنوبه، من الحدود الإسرائيلية إلى البحر المتوسط.
وتكمن الأهمية الاستراتيجية لممر نتساريم في موقعه الجغرافي، الذي يربط بين شرقي القطاع وغربه.
وسُمي ممر نتساريم تيمنا بمستوطنة إسرائيلية كانت قائمة على الطريق الساحلي بغزة. وشكلت "الإصبع الثاني" ضمن استراتيجية "الأصابع الخمسة" التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون، بهدف تقسيم غزة إلى أجزاء تخضع جميعها للسيطرة الأمنية الإسرائيلية.
وتم تنفيذ الخطة جزئياً فقط، قبل أن يأمر شارون بانسحاب إسرائيل من غزة عام 2005.
وكان محور نتساريم من بين الأهداف الأولى للقوات الإسرائيلية بعد شن عمليتها البرية في غزة، رداً على هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، حيث تقدمت لتقسيم القطاع إلى نصفين.
وبحلول 6 نوفمبر من ذات السنة، كانت القوات قد شقت مساراً إلى البحر، سمح للمركبات المدرعة بالوصول إلى طريق الرشيد، وهو طريق رئيسي يمتد من الشمال إلى الجنوب على طول ساحل غزة.
ويقسم الممر الطريقين الرئيسيين الوحيدين في غزة اللذين يمتدان من الشمال إلى الجنوب، طريق صلاح الدين، في وسط المنطقة، وطريق الرشيد على طول الساحل.
وقبل اتفاق الهدنة الأخيرة، مُنع الفلسطينيون من الاقتراب من هذا المحور، الذي يضم قواعد إسرائيلية للقوات التي تتحكم في حركة الفلسطينيين بين الشمال والجنوب.
كما تعمل هذه القواعد كنقطة انطلاق للعمليات الإسرائيلية نحو شمالي القطاع أو جنوبه.
صور أقمار اصطناعية لمناطق في غزة قبل وبعد العمليات الإسرائيلية وإنشاء ما يعرف بـ"ممر نتساريم" (رويترز)
وخضع ممر نتساريم لسيطرة لواءين من قوات الاحتياط الإسرائيلية، هما: لواء هرئيل المدرع المسؤول عن القسم الجنوبي والطريق بأكمله، ولواء المظليين 551 المكلف بالقسم الشمالي.
وشهد الممر تطورا ملحوظاً منذ بداية العمليات العسكرية، إذ بدأ كمسار بسيط للدبابات قبل أن يتحول إلى طريق معبد يمتد لكيلومترات.
وتوسعت المنطقة المحيطة به تدريجياً من نطاق ضيق لا يتجاوز بضعة أمتار إلى مساحة شاسعة تبلغ 47 كم، أي ما يعادل 13 بالمئة من مساحة قطاع غزة، وفقا لتقرير سابق لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأقيم في هذه المنطقة أكثر من 12 موقعا عسكرياً صغيراً و4 قواعد عمليات متقدمة.
وتم تجهيز المنطقة ببنية تحتية متكاملة، تشمل خطوط المياه والكهرباء الممتدة من إسرائيل إلى القواعد العسكرية، إضافة إلى مرافق خدمية للجنود تضم أنظمة تكييف وإمدادات للمياه الساخنة.
كما تم نصب أبراج للاتصالات الخلوية لضمان التواصل المستمر.
ورغم شمولية هذه المنشآت، فإنها صممت بحيث يمكن إزالتها بسرعة عند الحاجة، حسب الصحيفة الإسرائيلية.