ترامب والسيسي في لقاء سابق (AFP)
ترامب والسيسي في لقاء سابق (AFP)

كرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع طرح مقترح يقضي بنقل سكان قطاع غزة إلى كل من مصر والأردن في ظل التوترات المستمرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

وقال ترامب في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في واشنطن: "أود أن أرى الأردن ومصر تستقبلان الفلسطينيين. أشعر بشعور مختلف تجاه غزة. هي قطعة أرض جميلة".

جاء هذا المقترح كجزء من محاولات ترامب لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، لكنه قوبل برفض واسع من الأطراف المعنية.

أعلنت مصر والأردن رفضهما إخراج الفلسطينيين من غزة، لكن ترامب قال إن العديد من الدول تقول ذلك في البداية، معطيا المثل على فنزويلا التي رفضت ترحيل مهاجرين غير شرعيين إليها، لكنها وافقت لاحقا. 

يقول رئيس التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية توم حرب إن "ترامب أثبت تاريخيا أنه لم يطرح فكرة ما من دون دراسة أو من دون توافق إجمالي".

ويضيف حرب، وهو جمهوري، لموقع "الحرة" أن "الدول العربية لم تقل إنها ضد هذه الفكرة، بل هم ضد التهجير".

لم يتحدث ترامب بكثير من التفاصيل بشأن خطته لغزة وسكانها سوى أنه أشار إلى أن "الولايات المتحدة سوف تتولى زمام الأمر في قطاع غزة والمسؤولية عن تفكيك كل القنابل غير المنفجرة والأسلحة الأخرى الخطرة في هذا الموقع".

وأضاف أن واشنطن ستعمل على هدم المباني المدمرة وإيجاد تنمية اقتصادية توفّر فرص عمل ومساكن غير محدودة لأبناء المنطقة وتحولها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد "إعادة توطين" الفلسطينيين في أماكن أخرى.

"سوليدير" جديد

يعتقد حرب أن خطة ترامب ستتضمن اقتراح أن تكون "ملكية الأرض، والمرجح أنها ستكون بين غزة وسيناء، بشراكة عربية غزاوية يكون معظم المساهمين فيها: مصر والأردن ودول الخليج على أن تكون بإدارة أميركية لمنع الفساد والثقة في البناء".

كذلك يبين حرب أن الخطة يمكن أن تضمن أن "معظم العمال والموظفين يكونون من الفلسطينيين الموجودين على حدود هذه المنطقة".

ويشير حرب إلى أن "المشروع سيكون مشابه لمشروع السوليدير في بيروت".

وبعد الحرب الأهلية في لبنان (1975 - 1990)، تولّت شركة "سوليدير" الخاصة التي أنشاها رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، إعادة إعمار وسط بيروت الذي كان مدمرا.

عقب هجمات روسية في الداخل الأوكراني - رويترز
عقب هجمات روسية في الداخل الأوكراني - رويترز

بدأ مسؤولون أوكرانيون وأميركيون اجتماعا في السعودية، الأحد، لمناقشة وقف إطلاق نار جزئي محتمل بين أوكرانيا وروسيا ضمن جهود دبلوماسية مستمرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات.

ويأتي الاجتماع، الذي يسبق المحادثات التي تجرى غدا الاثنين في السعودية أيضا بين الوفدين الأمريكي والروسي، في الوقت الذي عبر فيه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف عن تفاؤله بشأن فرص إنهاء أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال ويتكوف لشبكة فوكس نيوز، الأحد، "أشعر أنه (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد السلام.. أعتقد أنكم سترون في السعودية غدا الاثنين تقدما ملموسا، لا سيما فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود على السفن بين البلدين. ومن ثم، ستتجه الأمور بشكل طبيعي نحو وقف إطلاق نار شامل".

بينما قال مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، إن الولايات المتحدة تناقش مجموعة من إجراءات بناء الثقة بهدف إنهاء الحرب، ومنها مستقبل الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم إلى روسيا.

والأسبوع الماضي، وافق بوتين على اقتراح ترامب بأن توقف روسيا وأوكرانيا الهجمات على البنية التحتية للطاقة الخاصة بكل منهما لمدة 30 يوما، ولكن وقف إطلاق النار الجزئي هذا سرعان ما أصبح موضع شك، إذ أبلغ الجانبان عن استمرار الضربات.

وأفاد مسؤولون أوكرانيون الأحد بأن هجوما روسيا واسع النطاق بطائرات مسيرة على كييف الليلة الماضية تسبب في مقتل ثلاثة على الأقل بينهم طفل عمره خمس سنوات، وفي حرائق بمبان سكنية مرتفعة وأضرار في أنحاء العاصمة.

في الوقت نفسه، أعلنت السلطات الروسية اليوم أن دفاعاتها الجوية دمرت 59 طائرة مسيرة أوكرانية استهدفت مناطق بجنوب غرب روسيا، مضيفة أن الضربات أدت إلى مقتل شخص واحد في روستوف.

وأعلنت كييف، التي تواجه تقدما مستمرا للقوات الروسية في شرق أوكرانيا، دعمها لدعوة ترامب لوقف إطلاق النار الشامل لمدة 30 يوما.

ويرأس وزير الدفاع رستم أوميروف الوفد الأوكراني في اجتماع الأحد.

وقال أوميروف إن وفدي أوكرانيا والولايات المتحدة شرعا في المحادثات، الأحد، مشيرا إلى أن جدول الأعمال يتضمن مقترحات لحماية منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية.

وقال الرئيس فولوديمير زيلنسكي في وقت سابق إن هذا الأمر سيسمح لكييف بالتحرك "بسرعة وموضوعية بالغتين".

ومع ذلك، قال مسؤولون أوكرانيون إنهم ما زالوا يعتبرون اجتماع اليوم الأحد في الرياض فنيا محضا.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية هيورهي تيخي، الجمعة، أن الجانبين الأوكراني والأمريكي سيوضحان "أشكال أنظمة وقف إطلاق النار المختلفة المحتملة وتفاصيلها وكيفية مراقبتها والتحكم فيها وبشكل عام ما يشمله نطاقها".

وأثارت الاتصالات بين ترامب وبوتين قلق قادة أوروبيين.

وتقود بريطانيا وفرنسا الجهود الأوروبية لتعزيز الدعم العسكري واللوجستي لأوكرانيا، كما أعلنت عدة دول خططا لزيادة الإنفاق الدفاعي في محاولتها تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة.

لكن ويتكوف خفف اليوم من المخاوف بين حلفاء واشنطن الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي من أن أي اتفاق سلام في أوكرانيا قد يشجع بوتين على غزو جيران آخرين.

وقال ويتكوف "لا أعتقد أنه يريد الاستيلاء على أوروبا بأكملها. هذا وضع مختلف تماما عما كانت عليه الحال في الحرب العالمية الثانية".

وقال ترامب أمس السبت إن الجهود المبذولة لمنع المزيد من التصعيد في الصراع الأوكراني الروسي "تحت السيطرة نوعا ما".

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء نقلا عن مصادر مطلعة، الأحد، أن الولايات المتحدة تأمل في التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل في غضون أسابيع، وتستهدف التوصل لهدنة بحلول 20 أبريل.