المحادثات الأميركية الروسية في الرياض (رويترز)
المحادثات الأميركية الروسية في الرياض (رويترز)

بدأ مسؤولون أميركيون وروس، بينهم وزيرا خارجية البلدين، محادثات في العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء، بهدف إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وأظهرت لقطات تلفزيونية، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ومستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان، وهما يتوسطان طاولة جلس حولها المشاركون، وفق وكالة فرانس برس.

وتواجد من الجانب الأميركي، وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، والمبعوث الخاص لترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

ومن الجانب الروسي، حضر وزير الخارجية سيرغي لافروف، والمستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف.

وستركز المحادثات على التوصل إلى تفاهمات تفضي إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو هدف طالما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه قادر على تحقيقه، خلال حملته الانتخابية. بالإضافة إلى تقليل التوتر في العلاقات بين البلدين.

ونقلت وكالة فرانس عن مصدر، قالت إنه "مفاوض"، أن موسكو "تتوقع تقدما في الشق الاقتصادي من المحادثات مع الأميركيين في غضون شهرين أو 3".

وتقام المحادثات في قصر الدرعية، شمال غربي الرياض. وهي أول مباحثات على هذا المستوى بين الجانبين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022.

ونشرت وزارة الخارجية السعودية بيانا قالت فيه إنه "‏بتوجيه" من ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، "تستضيف المملكة.. الثلاثاء.. في مدينة الرياض، محادثات بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأميركية، وذلك في إطار مساعي المملكة لتعزيز الأمن والسلام في العالم".

وكان ترامب قد أكد، الأحد، أنه قد يلتقي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "قريبا جدا" لمناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وتحدث ترامب وبوتين لأكثر من ساعة، الأربعاء، وهو أول اتصال مباشر معروف بين رئيسين أميركي وروسي منذ أن أجرى بوتين مكالمة مع الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، قبل وقت قصير من الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

وقال ترامب إنه اتفق وبوتين خلال الاتصال على بدء المفاوضات "فورا"، بشأن الحرب في أوكرانيا.

وأكد المتحدث باسم الكرملين، أن التحضيرات لعقد اجتماع بين الرئيسين، وربما تستغرق عدة أشهر، لكن الجانبين اتفقا على أن العاصمة السعودية الرياض هي "المكان المناسب" للقاء.

عقب هجمات روسية في الداخل الأوكراني - رويترز
عقب هجمات روسية في الداخل الأوكراني - رويترز

بدأ مسؤولون أوكرانيون وأميركيون اجتماعا في السعودية، الأحد، لمناقشة وقف إطلاق نار جزئي محتمل بين أوكرانيا وروسيا ضمن جهود دبلوماسية مستمرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات.

ويأتي الاجتماع، الذي يسبق المحادثات التي تجرى غدا الاثنين في السعودية أيضا بين الوفدين الأمريكي والروسي، في الوقت الذي عبر فيه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف عن تفاؤله بشأن فرص إنهاء أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال ويتكوف لشبكة فوكس نيوز، الأحد، "أشعر أنه (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد السلام.. أعتقد أنكم سترون في السعودية غدا الاثنين تقدما ملموسا، لا سيما فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود على السفن بين البلدين. ومن ثم، ستتجه الأمور بشكل طبيعي نحو وقف إطلاق نار شامل".

بينما قال مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، إن الولايات المتحدة تناقش مجموعة من إجراءات بناء الثقة بهدف إنهاء الحرب، ومنها مستقبل الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم إلى روسيا.

والأسبوع الماضي، وافق بوتين على اقتراح ترامب بأن توقف روسيا وأوكرانيا الهجمات على البنية التحتية للطاقة الخاصة بكل منهما لمدة 30 يوما، ولكن وقف إطلاق النار الجزئي هذا سرعان ما أصبح موضع شك، إذ أبلغ الجانبان عن استمرار الضربات.

وأفاد مسؤولون أوكرانيون الأحد بأن هجوما روسيا واسع النطاق بطائرات مسيرة على كييف الليلة الماضية تسبب في مقتل ثلاثة على الأقل بينهم طفل عمره خمس سنوات، وفي حرائق بمبان سكنية مرتفعة وأضرار في أنحاء العاصمة.

في الوقت نفسه، أعلنت السلطات الروسية اليوم أن دفاعاتها الجوية دمرت 59 طائرة مسيرة أوكرانية استهدفت مناطق بجنوب غرب روسيا، مضيفة أن الضربات أدت إلى مقتل شخص واحد في روستوف.

وأعلنت كييف، التي تواجه تقدما مستمرا للقوات الروسية في شرق أوكرانيا، دعمها لدعوة ترامب لوقف إطلاق النار الشامل لمدة 30 يوما.

ويرأس وزير الدفاع رستم أوميروف الوفد الأوكراني في اجتماع الأحد.

وقال أوميروف إن وفدي أوكرانيا والولايات المتحدة شرعا في المحادثات، الأحد، مشيرا إلى أن جدول الأعمال يتضمن مقترحات لحماية منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية.

وقال الرئيس فولوديمير زيلنسكي في وقت سابق إن هذا الأمر سيسمح لكييف بالتحرك "بسرعة وموضوعية بالغتين".

ومع ذلك، قال مسؤولون أوكرانيون إنهم ما زالوا يعتبرون اجتماع اليوم الأحد في الرياض فنيا محضا.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية هيورهي تيخي، الجمعة، أن الجانبين الأوكراني والأمريكي سيوضحان "أشكال أنظمة وقف إطلاق النار المختلفة المحتملة وتفاصيلها وكيفية مراقبتها والتحكم فيها وبشكل عام ما يشمله نطاقها".

وأثارت الاتصالات بين ترامب وبوتين قلق قادة أوروبيين.

وتقود بريطانيا وفرنسا الجهود الأوروبية لتعزيز الدعم العسكري واللوجستي لأوكرانيا، كما أعلنت عدة دول خططا لزيادة الإنفاق الدفاعي في محاولتها تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة.

لكن ويتكوف خفف اليوم من المخاوف بين حلفاء واشنطن الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي من أن أي اتفاق سلام في أوكرانيا قد يشجع بوتين على غزو جيران آخرين.

وقال ويتكوف "لا أعتقد أنه يريد الاستيلاء على أوروبا بأكملها. هذا وضع مختلف تماما عما كانت عليه الحال في الحرب العالمية الثانية".

وقال ترامب أمس السبت إن الجهود المبذولة لمنع المزيد من التصعيد في الصراع الأوكراني الروسي "تحت السيطرة نوعا ما".

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء نقلا عن مصادر مطلعة، الأحد، أن الولايات المتحدة تأمل في التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل في غضون أسابيع، وتستهدف التوصل لهدنة بحلول 20 أبريل.