جزائريون يتصفحون الجرائد
جزائريون يتصفحون الجرائد

تحيي الدول العربية الثلاثاء على غرار بقية دول العالم، اليوم العالمي لحرية الصحافة، وسط تقارير دولية ترسم صورة قاتمة عن الحريات الصحافية في المنطقة. 

ويؤكد تقرير لمنظمة "فريدوم هاوس" المعنية بقضايا الديموقراطية والحريات، أن حرية الصحافة في العالم أجمع تراجعت السنة الماضية إلى أدنى مستوى لها في 12 عاما. 

وتقول منظمة "مراسلون بلا حدود" إن البحرين والسعودية وليبيا واليمن وسورية تشهد "أوضاعا خطيرة" هذه السنة. وفي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل عام، "يئن الصحافيون تحت وطأة الضغوط بجميع أنواعها وشتى أشكالها"، حسب المنظمة الحقوقية.

شاهد تقريرا لقناة "الحرة" عن حرية الصحافة في الشرق الأوسط.

​​

توتر في مصر

وتخيم أجواء من التوتر والاحتقان على احتفالات السلطة الرابعة بحريتها في مصر، إذ اقتحمت قوات الأمن المصرية مساء الأحد مقر نقابة الصحافيين في القاهرة، في عملية انتهت باعتقال صحافيين بتهمة "التحريض على مؤسسات الدولة وقلب نظام الحكم والتحريض على التظاهر". 

وقررت النيابة المصرية تمديد حبس الصحافيين عمرو بدر ومحمود السقا 15 يوما على خلفية تهم تتعلق بمشاركتهما في مظاهرات خرجت في الـ25 من الشهر الماضي تنديدا باتفاق مصري-سعودي تنازلت بموجبه القاهرة للرياض عن جزيرتي صنافير وتيران.

ويفيد تقرير سابق للجنة حماية الصحافيين صدر منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بأن 23 صحافيا مصريا يقبعون خلف القضبان. ولم يكن هذا العدد يتجاوز 18 صحافيا أواخر حزيران /يونيو سنة 2015. 

وحسب اللجنة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، تعتمد السلطات المصرية " أساليب قاسية لقمع الأصوات الناقدة". 

في العراق "أخطار متعددة"

وفي العراق، تحدث صحافيون وإعلاميون لـ"راديو سوا" عن مشاكل عملهم اليومي في بلد يشهد أعمال عنف يومية منذ 13 عاما. 

ودعا بعض من تحدث إليهم "راديو سوا" إلى تشريع قوانين تنظم العملية الإعلامية في البلاد وتضمن للصحافي العراقي حق الوصول إلى المعلومة. ويقول صحافيون إن التشريعات التي أصدرها مجلس النواب حول العمل الصحافي في البلاد لا تزال "مصدر قلق" بالنسبة للكثيرين منهم.

واحتل العراق المركز الـ13 عربيا حسب تصنيف منظمة "مراسلون بلا حدود"، متراجعا بمرتبتين على المستوى العالمي مقارنة مع ما كانت عليه حرية التعبير عام 2015. 

مزيد من التفاصيل في تقرير مراسل "راديو سوا" في بغداد إياد الملاح:

​​

تونس.. الاستثناء العربي 

وأشاد التقرير السنوي الأخير لـ"مراسلون بلا حدود" بما حققته تونس في مجال حرية الصحافة، مقارنة مع ما كان عليه الوضع في السابق، إذ نجحت في القفز من مراكز متأخرة كانت تحتلها في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي إلى المركز الثالث عربيا في 2016، خلف جزر القمر التي حلت ثانيا وموريتانيا التي جاءت في المرتبة الأولى. 

واحتلت تونس المتربة 96 عالميا من أصل 180 دولة شملها التقرير، أي أنها تقدمت بـ30 مرتبة عما كانت عليه العام الماضي.

وقالت المنظمة إن هذا التطور يجب "أن يشجع السلطات، ووسائل الإعلام والمجتمع المدني على مواصلة الجهود" لإصلاح قطاع الإعلام. 

أما في باقي الدول العربية، فلا تتحدث النقابات الوطنية أو تقارير المنظمات الدولية المدافعة عن حرية الصحافة إلا عن مضايقات تتفاوت في حجمها من دولة إلى أخرى.

ففي السودان مثلا، يشكو الصحافيون من "إجراءات تعسفية" تتخذها السلطات ضدهم. وتتعرض وسائل الإعلام السودانية بشكل متكرر إلى مضايقات مثل تعليق صدور الصحف أو مصادرتها وأحيانا مساءلة الصحافيين أمام القضاء. 

ويتوقع الكاتب الصحافي السوداني حسن بركي أن "الفترة المقبلة سوف تشهد هجمات شرسة على الصحافة السودانية وعلى حرية التعبير بشكل عام".

لكن البعض يرى أن عددا من الصحافيين يستغل "هامش المساحة" الموجود في حرية الصحافة للخوض في مواضيع تهدد أمن البلاد. 

مزيد من التفاصيل في تقرير مراسلة "راديو سوا" في الخرطوم آمنة سليمان:

​​

المصدر: راديو سوا/ قناة الحرة 

قوات مصرية أمام مقر نقابة الصحافيين
قوات مصرية أمام مقر نقابة الصحافيين

قررت النيابة العامة المصرية الاثنين حبس صحافيين اثنين 15 يوما بتهم "التحريض على مؤسسات الدولة وقلب نظام الحكم والتحريض على التظاهر"، غداة مداهمة الشرطة لمقر نقابة الصحافيين في القاهرة لتوقيفهما.

والصحافيان هما عمرو بدر ومحمود السقا. وكان صدر قرار بتوقيفهما.

ويترأس بدر موقع بوابة يناير الإلكتروني المعارض، ويعمل السقا صحافيا في الموقع ذاته.

وكان بدر قد كتب في صفحته على فيسبوك أن قوات الشرطة داهمت منزله ومنزل السقا.

وأعلن الصحافيان اعتصامهما في مقر نقابة الصحافيين احتجاجا على "التعسف الأمني واقتحام منزلينا"، وذلك قبل أن تتفجر الأزمة الأخيرة.

وتصدرت مداهمة قوات الأمن لمقر نقابة الصحافيين عناوين الصحف المصرية الصادرة الاثنين.

تحديث: 10:59 ت غ في 2 أيار/مايو

دعت نقابة الصحافيين المصريين الاثنين إلى إقالة وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار بعدما داهمت قوات الأمن مبنى النقابة في "واقعة غير مسبوقة" مساء الأحد، واعتقلت صحافيين ينتقدان الحكومة، بتهمة التحريض على التظاهر.

وقال نقيب الصحافيين المصريين يحيى قلاش إن مجلس النقابة عقد اجتماعا طارئا في وقت متأخر مساء الأحد واستمر حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين لمناقشة الأمر، مناشدا الرئيس عبد الفتاح السيسي التدخل شخصيا ليعيد الأمور إلى نصابها.

ودعا قلاش أيضا الصحافيين إلى عقد اجتماع طارئ للجمعية العمومية للنقابة الأربعاء المقبل "لاتخاذ القرارات المناسبة".

وأوضحت النقابة في بيان نشر على موقعها بعد اجتماع مجلسها "قبل ساعات من احتفال العالم كله باليوم العالمي لحرية الصحافة، فوجئت الجماعة الصحافية وفوجئ الشعب المصري كله بهجمة بربرية واعتداء صارخ على كرامة الصحافة والصحافيين ونقابتهم".

وقال المجلس إن "العدوان الذي استباح مقر النقابة" لا يمكن "غسل عاره إلا بإقالة فورية لوزير الداخلية الذي أمر قواته بمحاصرة مبنى النقابة واقتحامه".

وأفادت الصحافية مايسة يوسف التي كانت بصحبة الصحافيين عمرو بدر ومحمود السقا عند اعتقالهم، بأن نحو 30 إلى 35 شخصا بلباس مدني اقتحموا مقر النقابة عند التاسعة مساء وقالوا إنهم ينتمون إلى جهاز الأمن الوطني، قبل أن ينفذوا عملية الاعتقال.

وكان عضو مجلس النقابة محمود كامل قد قال لرويترز إن أكثر من 40 من أفراد الأمن وضباط الشرطة حاولوا تحطيم باب النقابة، وما أن فتح الباب لهم، حتى "اعتدى عليه" رجال الأمن و"دنسوا حرم النقابة"، مضيفا أن أحد أفراد أمن النقابة تلقى لكمة في الوجه.

وأثارت العملية غضب عشرات من الصحافيين الذين تجمعوا أمام مقر النقابة مساء الأحد ورددوا شعارات مناهضة لوزارة الداخلية المصرية:

​​

وكانت أبواب النقابة مغلقة الأحد نظرا لكونه عطلة رسمية بمناسبة عيد العمال، لكن بدر الذي يشغل منصب رئيس تحرير بوابة يناير الإلكترونية والسقا الذي يعمل صحافيا في الموقع كانا معتصمين في المبنى منذ السبت اعتراضا على قرار أصدرته النيابة بضبطهما بتهمة التحريض على التظاهر ضد اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية وقعت الشهر الماضي وتضمنت إقرارا بتبعية جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر للمملكة.

الداخلية ترد

وأكدت وزارة الداخلية اعتقال الصحافيين تنفيذا لقرار النيابة العامة بضبطهما، لكنها نفت في بيان أصدرته في وقت مبكر الاثنين اقتحام النقابة أو استخدام القوة أثناء العملية.

وأضافت أن ثمانية ضباط فقط توجهوا للنقابة بعد تلقي معلومات تفيد بوجود الصحافيين داخلها، مشيرة إلى أنهما سلما نفسيهما "طواعية".

وقالت الوزارة إنها تقدر الصحافيين والدور الوطني الذي يؤدونه، وتحترم حرية الرأي والتعبير.


المصدر: وكالات