تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية لا يعود إلا بمشاكل صحية خطيرة على ضحاياه
تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية لا يعود إلا بمشاكل صحية خطيرة على ضحاياه

دعت ناشطات ضد عمليات تشويه الأعضاء التناسلية للإناث أو ما يسمى الختان إلى الانضمام لحملة MeToo# (أنا أيضا) لزيادة الوعي بالممارسة السيئة التي تنتهك الحقوق الأساسية للطفلات والنساء وتحظى بتنديد عالمي وتحظرها معظم الدول، لكنها لا تزال منتشرة في عدة مناطق خاصة في إفريقيا.

ودعت ليلى حسين، وهي إحدى ضحايا "الختان" وناشطة ضد الممارسة، إلى استخدام الهاشتاع MeToo# عندما يتم الحديث عن الظاهرة في "اليوم العالمي لعدم التسامح مطلقا مع تشويه الأعضاء التناسلية للإناث" والذي وافق السادس من شباط/فبراير. 

وقالت حسين، وهي مؤسسة "مشروع داليا" الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعمل على تقديم المساعدة النفسية والمشورة لضحايا هذه الظاهرة، إن "من العيب" أن حملة MeToo# العالمية لا تشمل الحديث عن عمليات تشويه الأعضاء التناسلية للإناث. 

وتابعت في تصريحات لوكالة رويترز أن "الختان شكل من الانتهاكات الجنسية، لكن مرة أخرى تم تهميشنا". 

وحسب الأمم المتحدة، فإن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية يشمل جميع الممارسات التي تنطوي على إزالة الأعضاء التناسلية الخارجية إزالة جزئية أو كلية، أو إتلافها أو إلحاق أضرار أخرى بها عن قصد ولدواع لا تستهدف العلاج.

وتعد الظاهرة شكلا من أشكال التمييز ضد الفتاة والمرأة وتنتهك حقوقها الأساسية في الصحة والأمن والسلامة البدنية وحقها في الحياة، إذ تلقى كثيرات حتفهن بسبب الممارسة غير الإنسانية، وفق المنظمة الدولية. 

"إعطاء المرأة حق ملكية جسدها"

وقالت هيبو واردير، وهي ناشطة بريطانية من أصول صومالية أخضعت للممارسة عندما كانت طفلة، إن حملة MeToo# والجهود الدولية للقضاء على "ختان الإناث" كلها تتعلق "بإعطاء المرأة حق ملكية جسدها".

وأضافت أن الختان نوع من العنف الجنسي وبالتأكيد ينبغي أن يكون جزءا من حملة MeToo#، مشيرة إلى أن "مهاجمتنا بسبب جنسنا يوحدنا". وقالت أيضا إن "الختان طريقة للتحكم في رغباتنا الجنسية وأجسادنا وأفكارنا، هو طريقة تجعلك تشعرين أنك لا شيء بل مجرد بضاعة يملكها رجل. وهذا ما نحارب ضده". 

ولجأت أعداد لا تحصى من النساء والبنات إلى مواقع التواصل الاجتماعي في الأشهر الماضية للحديث عن تجاربهن مع مختلف أنواع التحرش والمضايقات الجنسية والعنف والاغتصاب ضمن حملة تستخدم الهاشتاغ MeToo#.

وأدت اتهامات بالتحرش ضد المنتج الأميركي النافذ هارفي واينستين إلى انطلاق الحملة، وأسفرت فضيحته عن إطاحة مشاهير وشخصيات بارزة في عالم الفن والسياسة والإعلام وغيرها.

لكن بعض النشطاء قالوا إن ختان الإناث ينبغي إدراجه في إطار الانتهاكات ضد الأطفال وليس الانتهاكات الجنسية، لأنه "قد يلمح إلى وجود متعة جنسية في إجراء عمليات التشويه هذه". غير أن حسين ترى أن الاعتداءات الجنسية لا علاقة لها بالمتعة الجنسية بل بـ"السلطة التي يتمتع بها شخص على شخص آخر. إن الأمر يتعلق بالقوة". ​

مشاكل صحية ونفسية خطيرة

وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية لا يعود إلا بمشاكل صحية ونفسية خطيرة على ضحاياه، إذ يمكن أن يتسبب في نزف حاد ومشاكل عند التبول، ويتسبب لاحقا في ظهور أكياس والعدوى والإصابة بالعقم، ومضاعفات عند الولادة ووفاة المولود. 

وتعيش نحو 200 مليون امرأة يعانين من آثار تشويه أعضائهن التناسلية في 30 بلدا في إفريقيا والشرق الأوسط. 

ودعت الأمم المتحدة الثلاثاء إلى اجتثاث ختان الإناث الذي يجري في أغلب الأحيان على فتيات تتراوح أعمارهن بين سن الرضاعة و15 سنة.

وحذرت المنظمة من أن الممارسة إذا استمرت على ما عليه الآن، فإن 15 مليون فتاة بين 15 و19 عاما سيتعرضن لأحد أنواع تشويه أعضائهن التناسلية بحلول عام 2030.

واشنطن تدعم جهود القضاء على الممارسة

الإدارة الأميركية أكدت وقوفها إلى جانب الحكومات والمجتمعات التي تسعى للقضاء على الظاهرة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان إن الولايات المتحدة لديها شراكة مع عدة جهات معنية بزيادة الوعي بالأضرار الناجمة عن "ختان الإناث" من مشرعين ورجال دين ونشطاء شباب وغيرهم. 

وأوضحت الوزارة أنها ساهمت في عام 2017 بخمسة ملايين دولار لدعم الجهود الدولية لوضع حد للممارسة، وشددت على أن تطوير النساء والفتيات أساسي لتحقيق السلام والأمن والازدهار، مؤكدة على الالتزام الأميركي بجهود محاربة جميع أشكال العنف القائم على جنس الفرد.

ويرى معارضو الختان أنه تجسيد لتسلط المجتمعات الذكورية واستغلالها للدين والعادات لخدمة هوسها بالتحكم في المرأة وجسدها ورغباتها الجنسية بذريعة صون عفتها وحمايتها. وفيما يعد جسد المرأة "مقدسا" عند الكثيرين في مجتمعات محافظة، هناك تسامح مع إشراف رجال على عمليات تشويه الأعضاء التناسلية للإناث. ومن المفارقة أيضا أن نساء يتخذن من الممارسة مهنة تضمن لهن لقمة العيش، ما يجعلن من المدافعين عنها.