أكراد سوريون.. صورة لعبد الله أوجلان وشعارات مناوئة لأردوغان
أكراد سوريون.. صورة لعبد الله أوجلان وشعارات مناوئة لأردوغان

أثارت تصريحات زعيم "حزب العمال الكردستاني" المحظور في تركيا، عبد الله أوجلان، حول عدم حاجة الأكراد لدولة مستقلة، وكذا تأكيده على قدرته المساهمة في تحقيق السلام، الجدل في تركيا وخارجها.

التصريحات نقلها مكتب "العصر" الحقوقي الذي يدافع عن أوجلان، على صفحته في "تويتر" عقب لقاء أجراه معه اثنان من محاميه الأربعاء.

​​

وعبد الله أوجلان، هو مؤسس "حزب العمال الكردستاني" الذي حمل السلاح ضد النظام في تركيا بداية من العام 1984. 

في بداية سنة 1999، اعتقلت السلطات التركية أوجلان وسجنته في جزيرة إمرالي قبالة اسطنبول حيث لا يزال محتجزا منذ 20 عاما. 

وتعيش تركيا خلال السنوات الأخيرة وضعا من التجاذبات الداخلية والخارجية، خصوصا مع صعود رجب طيب أردوغان سدة الحكم وانفراده بالقرار هناك منذ 2017.

شيروان درويش: أوجلان صادق فيما يقول

​​يرى المتحدث باسم مجلس منبج العسكري شيروان درويش أن "من مصلحة الأكراد أن يعيشوا في بلدانهم لكن مع ضمان حقوقهم ضمن تلك الدول، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الطائفة أو المذهب".

وفي حديث لــ "موقع الحرة" لفت درويش إلى موافقته على تصريحات أوجلان بالقول "اعتقد أنه صادق فيما يقول".

في المقابل، يرى الكاتب والمحلل السياسي التركي جواد غوك أن تصريحات أوجلان في هذا الوقت بالذات "مراوغة سياسية".

وفي اتصال مع "موقع الحرة" قال غوك "الرجل كان منسيا، ويريد أن يثبت وجوده مرة أخرى".

وتابع "أوجلان شعر بجمود عملية السلام وعدم قدرة النظام في تركيا الحصول على ما يريد من الولايات المتحدة الأميركية، بخصوص الشمال السوري، فحاول استغلال الفرصة".

غوك قال أيضا إن "أوجلان مستعد لتقديم بعض التنازلات للحكومة التركية " لكن استبعد أن تستجيب السلطة لما يريده ومن خلاله الأكراد".

محلل سياسي: أوجلان يراوغ

​​في سياق متصل، اعتبر غوك أن السماح لأوجلان بلقاء محاميه، ثم إدلائه بهذه التصريحات له ما يبرره من جانب حكومة أروغان.

"أردوغان يبحث عن طرق مختلفة لكسب الأصوات خاصة من الأكراد، بعد تراجع شعبيه حزب العدالة والتنمية الحاكم، كما أظهرت الانتخابات الأخيرة" يؤكد غوك، قبل أن يردف " أرودغان يسعى أيضا إلى التغطية على فشله في سوريا".

يذكر أن بيان عبد الله أوجلان وفيما يتعلق بالسلام، تناول حالة الحرب الراهنة بين الحكومة التركية ونشطاء حزب العمال وقال "دعونا نحل المسألة الكردية، سنوقف النزاع المسلح خلال أسبوع" وتابع قائلا "سآخذ هذه المهمة على عاتقي، أنا واثق من نفسي".

المتحدث باسم المجلس العسكري في منبج، شيروان درويش، قال من جانبه "أتمنى أن تجد دعوة أوجلان أذنا صاغية لأنها تصب في صالح جميع شعوب المنطقة، لا نشكل تهديدا لتركيا، ونريد أن نعيش معها في سلام".

وبهذا الخصوص، أبدى الكاتب التركي جواد غوك تحفظا وقال إن ما صرح به أوجلان يمكن أن يشكل أرضية وفاق تنطلق منها مبادرة سلام في المنطقة.

وتابع "قد يقنع أوجلان حزب العمال الكردستاني بالعودة بوقف القتال، مقابل خطوات من جانب الحكومة كبادرة حسن نية" لكنه استطرد قائلا إن "الظروف الراهنة بشكل عام غير مهيأة لذلك خاصة في وجود أردوغان في الحكم، وشركائه القوميين شديدي العداء لحزب العمال الكردستاني" فضلا عن "الأجواء السلبية التي خلقتها الحكومة ضد الحزب طوال السنوات الماضية "

​​وتصنّف أنقرة وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني على أنه جماعة إرهابية، وأسفر تمرد أنصار الحزب في تركيا عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص منذ عام 1984

وحكم على أوجلان بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى، ومحاولة تقسيم تركيا، لكن تم تغيير الحكم العام 2002 إلى السجن المؤبد، بعد إلغاء عقوبة الإعدام في تركيا.