مقاتلون من فصائل معارضة سورية مسلحة بعد إسقاطهم لطائرة سورية فوق خان شيخون 14 أغسطس
مقاتلون من فصائل معارضة سورية مسلحة بعد إسقاطهم لطائرة سورية فوق خان شيخون 14 أغسطس

تحاول قوات النظام السوري الخميس محاصرة مدينة خان شيخون التي تقع على طريق سريع رئيسي، يمر بإدلب ويربط بين دمشق وحلب.

ولا تزال كذلك بعض المناطق في محافظات حماه واللاذقية وحلب، خارج سيطرة النظام السوري بعد ثمانية أعوام على بدء النزاع.

ومنذ أبريل، تتعرض هذه المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام وتنتشر فيها أيضاً بعض الفصائل المقاتلة، لقصف شبه يومي من قبل النظام وحليفه الروسي.

وتتقدم القوات الموالية للنظام ميدانياً منذ ثلاثة أيام وباتت على مسافة ثلاثة كيلومترات من خان شيخون من الجهة الشمالية الغربية، وذلك بعدما سيطرت الخميس على خمس قرى قريبة منها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "هدف التقدم هو محاصرة خان شيخون والوصول إلى الطريق السريع".

وأضاف عبد الرحمن في تصريح لـ"موقع الحرة" ​أن "النظام يريد أن يحاصرها من أجل إجبار الفصائل المعارضة على الانسحاب منها باتجاه معرة النعمان".

مناطق السيطرة في إدلب

​​وأوضح أن "النظام لا يريد الدخول باشتباك مباشر مع الفصائل المسلحة المعارضة في خان شيخون لأنه يعلم أنها ستكون معركة تدميرية واستنزافا لقواته وسيخسر كثيرا وليس لديه القدرة حاليا على ذلك".

ونجح النظام السوري على مدار الأعوام الماضية في فرض سيطرته على نحو 60 في المئة من مناطق البلاد بفضل دعم روسيا وإيران.

إسقاط طائرة

من جهة أخرى، تمكن متشددون الأربعاء من إسقاط طائرة حربية سورية كانت تحلق شرق خان شيخون وألقوا القبض على قائدها، في حدث هو الأول من نوعه منذ بدء التصعيد في هذه المنطقة، وفق المرصد.

وتبنت هيئة تحرير الشام العملية، ونشرت الخميس مقطع فيديو يظهر الطيار الأسير الذي عرّف عن نفسه بأنّه المقدم محمد أحمد سليمان من القوات الجوية السورية.

وقال مسؤول في فصيل سوري معارض مدعوم من تركيا لرويترز يوم الخميس إن الفصيل سيرسل مقاتلين لتعزيز مواقع تواجه هجوما من الحكومة السورية بدعم روسي في منطقة إدلب بشمال غرب البلاد، لكنه لم يحدد منطقة بعينها.

وأضاف محمد أبو شرفو المتحدث باسم الفيلق الأول بالجيش الوطني أن الجماعة المعارضة، المتمركزة شمالي مدينة حلب قرب الحدود التركية والمدعومة من أنقرة، اتخذت القرار خلال اجتماع مع الجبهة الوطنية للتحرير، وهي تحالف منفصل معارض ينشط في منطقة إدلب.

وأوضح أبو شرفو أن قرارا اتخذ "بالبدء بإرسال قوات من الجيش الوطني لريفي حماة وإدلب".

وتابع قائلا "تم رفع الجاهزية واستقطاب المقاتلين من كافة ألوية الجيش الوطني".

وقررت الجبهة الوطنية للتحرير والجيش الوطني أيضا إنشاء غرفة عمليات مشتركة. ويمثل شمال غرب سوريا آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة المناهضة للرئيس بشار الأسد.

وأسفرت المعارك التي دارت في جنوب إدلب ليل الأربعاء الخميس عن مقتل خمسة مقاتلين في صفوف القوات الحكومية و11 جهاديا ومسلحا.

كما قتل مدني أيضاً في غارات للطائرات السورية على قرية في جنوب محافظة إدلب، وفق المرصد.

وأدت كثافة القصف الجوي وتقدّم القوات الموالية للنظام في الأيام الأخيرة، إلى عمليات نزوح كبيرة في المنطقة.

كما أوقعت الاشتباكات منذ نهاية أبريل 1300 مقاتل من الجهاديين والفصائل المقاتلة بالإضافة إلى أكثر من 1140 عنصرا من قوات النظام وتلك الموالية له، بحسب المرصد.

وفي الفترة نفسها، قتل 820 مدنياً وفقا للمرصد. ودفع العنف أكثر من 400 ألف شخص إلى النزوح، بحسب الأمم المتحدة.

ومنطقة إدلب ومحيطها مشمولة باتفاق روسي تركي منذ سبتمبر 2018، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل. كما يقضي بسحب الفصائل المعارضة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة وانسحاب المجموعات الجهادية من المنطقة المعنية. لكن لم يتم تنفيذه.

وعن الصمت التركي حول حصار إدلب وإن كانت تركيا تريد انسحاب الفصائل المعارضة لاستخدامها في معركة محتملة في مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا، قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لـ"موقع الحرة": "كل شيء وارد، لكن إذا خسرت الفصائل المعركة في خان شيخون ثم قاتلوا مع القوات التركية ضد الأكراد، فهذا أمر غير مقبول شعبيا، وسيعتبرهم الشارع بأنهم يعيدون ما فعلوه مع الغوطة الشرقية".   

مناطق السيطرة في سوريا

​​وكانت القوات التركية شنت هجوما بريا عام 2016 أتاح لها السيطرة على أراض في شمال شرق سوريا، ثم عادت عام 2018 وشنت هجوما ثانيا ضد المسلحين الأكراد أتاح لها السيطرة على منطقة عفرين.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبّب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.