أكدت مصادر لـ"موقع الحرة" أن هناك حملة ينفذها الرئيس السوري بشار الأسد ضد رجال أعمال منهم أبرز المقربين له وواجهته الاقتصادية وابن خاله رامي مخلوف.
لكن المصادر اختلفت حول أسباب هذه الحملة ما بين الضغط عليهم لتوفير أموال سائلة بمليارات الدولارات تطلبها روسيا، وما بين الالتفاف على العقوبات الأميركية والأوربية.
وقالت المصادر إن من أبرز الموقوفين هو رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، والذي يمتلك امبراطورية اقتصادية ضخمة منها حصة في أكبر مزود للهاتف النقال في البلاد "سيريتل"، و"السوق الحرة" العاملة في البوابات الحدودية لسوريا.
وتداولت وسائل إعلام سورية أنباء عن استيلاء بشار الأسد على شركات مخلوف ومصادرة ممتلكاته، لكن المصادر قالت لـ" موقع الحرة" إن بشار الأسد يريد فقط أموالا سائلة من رامي ورجال الأعمال الآخرين.
ورامي مخلوف واحد من ضمن ما لا يقل عن 270 شخصا و72 شركة متصلة بالنظام على قوائم وزارة الخزانة الأميركية أو قوائم عقوبات الاتحاد الأوروبي أو كلتيهما، والذين من بينهم أيضا شخصيات بارزة موالية للنظام مثل سامر فوز ومحمد حمشو.
ويوضح المصدر أن كبر سن محمد مخلوف شقيق والدة بشار الأسد وكبير عائلة مخلوف والذي كان مسيطرا على اقتصاد سوريا لعقود أدى إلى ضعف التماسك الاقتصادي للعائلة، رغم أن أولاده هم من يديرون اقتصاد العائلة.
ولبشار الأسد شقيق واحد هو ماهر الأسد المشغول بقيادة الفرقة الرابعة مدرعات، لكن له واجهة اقتصادية تدير له مصالح اقتصادية وتجارية كبيرة وهو محمد حمشو وهو أيضا مشمول في العقوبات الأميركية.
وقال مصدر لـ"موقع الحرة" إن روسيا طلبت ملياري دولار فورا من بشار الأسد نظير مشاركتها ومساعدتها في الحرب، وبدوره لجأ بشار إلى رامي مخلوف الرجل الأغنى والمسيطر على رجال الأعمال في سوريا، لكن رامي قال إنه ليس لديه السيولة الكاملة لهذه الأموال".
ويقول مصدر آخر إن المبلغ المطلوب من روسيا ثلاثة مليارات دولار، وهو مبلغ كبير، لأنه مطلوب أوراقا نقدية وليس أصولا، وهو ما يفسر صعوبة توفيره من قبل رامي مخلوف".
وأكدت عدة مصادر أنه تم استدعاء رامي مخلوف ومعظم رجال الأعمال السوريين المرتبطين معه في مشاريع أخرى، واحتجازهم، ووصل عدد المحتجزين إلى 23 شخصا، للضغط عليهم ماليا حتى رامي مخلوف نفسه".
ويقول مصدر آخر "إن العدد 29 شخصا لكنهم تحت الإقامة الجبرية حاليا ولا يستطيعون التحرك ولا الاتصال بأحد إلا بإذن، رامي مخلوف نفسه تحت حراسة اثنين من القصر الرئاسي وهم من يستقبلون المكالمات".
ويعلق المصدر إن رجال الأعمال يجنون معظم أموالهم بالعملة السورية، لذا يريد بشار الضغط عليهم للحصول على أموالهم الموجودة في الخارج".
ونفى مصدر لـ"موقع الحرة" ما تم تداوله من أن يكون الإجراء قد شمل إياد مخلوف شقيق رامي، مؤكدا أنه من يدير الإمبراطورية المالية للعائلة حاليا وأصبح هو اللاعب الاقتصادي الأبرز في البلاد.
وقال المصدر إن إياد وزوجته افتتحا سويا مدرسة خاصة الثلاثاء في دمشق.
وتعليقا على احتجاز بشار الأسد لابن خالفه قال المصدر "ما بتفرق معهم قرايب أهم شيء المصلحة، من المعروف أن بشار الأسد امر باغتيال آسف شوكت زوج شقيقته بشرى".
وانخفضت أسعار الليرة السورية الثلاثاء ليتجاوز سعر الدولار الواحد 640 ليرة سورية، وهي أول مرة ينخفض سعر الليرة بهذا الشكل بالرغم من التقدم العسكري على الأرض وانتصارات النظام في ريف إدلب.
يقول المصدر "كان انخفاض الليرة سابقا مرتبطا بخسارة النظام لمدن كاملة أو خسارة كبيرة على الأرض، هذه أول مرة يحدث فيها هذا الانخفاض مع انتصارات عسكرية مستمرة منذ فترة".
ويرى محلل آخر أن هذه حملة من أجل تقليص نفوذ شخصيات أصبح نفوذها خارج سيطرة الدولة وخارج القانون، بسبب الفوضى التي سببتها الحرب"، مشبها ذلك بما حدث رجل الأعمال أيمن جابر.
ويقول مصدر آخر إن رامي مخلوف متهم بالقيام بالاتصال مع دول أجنبية معادية وهي السعودية خارج تفويض الدولة وبدون الحصول على إذن.
ويشير المصدر إلى أن مخلوف كان يقود توجها مع بعض الدول من أجل ضمان موافقتهم على إعادة إعمار سوريا بعد مرحلة بشار الأسد الذي تشترط الولايات المتحدة عدم وجوده في المرحلة المقبلة.
لكن مخلوف نفسه مشمول في العقوبات الأميركية والأوروبية، وهو ما يؤيد وجهة نظر محلل آخر يشير إلى أن الهدف من الحملة ليس مصادرة الممتلكات وإنما نقل هذه الشركات إلى أيدي أشخاص غير خاضعين للعقوبات الأميركية والأوربية كي يستطيع الأسد استغلالها، خاصة وأن المرحلة المقبلة تحتاج سوريا فيها الأموال لإعادة الإعمار.