الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس دونالد ترامب. أرشيفية
الرئيس دونالد ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني

هشام بورار - واشنطن 

حرصت مصادر في الإدارة الأميركية على التأكيد لموقع "الحرة" أن ترحيب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بفكرة لقاء محتمل مع الرئيس الإيراني لا يؤشر على تغيير في موقف واشنطن تجاه طهران، بعد ساعات فقط من رفض حسن روحاني للتفاوض قبل رفع العقوبات الأميركية.

شرط لا تبدو واشنطن في هذه المرحلة مستعدة لتلبيته بدليل استهداف وزارة الخزانة الأميركية في اليوم التالي لشركات دولية تساعد الحرس الثوري الإيراني على الالتفاف على تلك العقوبات.

وذهب مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جون بولتون إلى القول في مقابلة إذاعية إن ايران لن تحصل على اية فوائد اقتصادية "لمجرد الكف عن فعل ما لا ينبغي عليها فعله أصلا".

ولكن المسؤولين في البيت الأبيض يقللون من أهمية المساومات الإيرانية ويشددون على أن نظام طهران لم يعد يملك خيارات كثيرة غير الحوار لإنقاذ اقتصاده المتهالك تحت وطأة "سياسة الضغط الأقصى" الأميركية.  

في حين يرى مراقبون أن هذه السياسية لم تغير كثيرا من سلوك إيران الإقليمي بقدر ما عمقت الانقسامات الأميركية الأوروبية حول الملف الإيراني، حيث يتمسك الأوروبيون بإبقاء الاتفاق النووي حيا حرصا على مصالحهم التجارية مع ايران.  

ضمانات قروض بدل رفع العقوبات

وترى سيليا بيلين الباحثة في مركز السياسات الأوروبية الأميركية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يسعى إلى ترسيخ موقعه كزعيم دولي قوي وسط فوضى الطلاق البريطاني الأوروبي لم ينجح في تهدئة التصعيد الأميركي الإيراني بإعلان قمة محتملة بين ترامب وروحاني فحسب، بل تمكن أيضا من الحصول موافقة الرئيس الأميركي -أو على الأقل- تفادي غضبه من الاستضافة المفاجئة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في قمة مجموعة السبع بعد أسابيع قليلة من إدراج الأخير على قائم العقوبات الأميركية.

كما حصل ماكرون على تأييد لافت من ترامب لفكرة منح إيران ضمانات قروض مالية لتحفيزها على التفاوض من أجل اتفاق شامل جديد رغم إصرار واشنطن على نجاعة دور الضغوط الاقتصادية على طهران في إجبارها على التفاوض.

تحديات داخلية وخارجية

بينما يؤكد مسؤولو البيت الأبيض على جدية رغبة ترامب الذي يفاخر بمهاراته التفاوضية في لقاء مباشر مع نظيره الإيراني فإن هذا اللقاء يواجه تحديات في الداخل الأميركي والإيراني على حد سواء، علاوة على تحفظات الحلفاء الإقليميين.

فداخل فريق ترامب نفسه تسود شكوك عميقة حول نوايا إيران وجدوى الحوار معها كما تتباين المواقف حيال التقارب مع واشنطن في طهران بين تيار المعتدلين والمتشددين.

ورغم الحديث عن قمة محتملة على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك في نهاية الشهر المقبل فإن من الصعب تصور لقاء من هذا النوع في هذه الفترة الوشيكة لاسيما بعد التصعيد الأخير على الحدود الإسرائيلية اللبنانية. 

ويشدد خبراء على أهمية التحضير لقمة تاريخية من هذا النوع محذرين من منح إيران فرصة للخروج من العزلة الدولية من دون خطة واضحة لتحقيق ثوابت الاستراتيجية الأميركية المتمثلة في منعها من امتلاك سلاح نووي وتطوير صواريخ بالستية وكبح نشاطاتها المزعزعة لاستقرار المنطقة.